التماسيح تواجه خطر الانقراض
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
التماسيح واحدة من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، إذ يعود تاريخ وجودها إلى ملايين السنين، ما يجعلها شاهدة على تطورات الطبيعة عبر العصور. هذه الكائنات الغامضة ليست فقط جزءاً من التتوع البيولوجي، بل تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن النظم البيئية في البحيرات والأنهار والمستنقعات التي تعيش فيها، ومع ذلك فإن التماسيح النادرة اليوم تواجه تحديات تهدد بقاءها واستمرار وجودها في البرية.
تشير التقارير البيئية إلى أن العديد من أنواع التماسيح النادرة، مثل تمساح الغاريال الهندي المعروف بفمه الطويل الذي يشبه المنقار، والتمساح السيامي الآسيوي، قد وصلت أعدادها إلى مستويات حرجة في البرية، حيث انخفضت أعداد الغاريال إلى أقل من 200، بينما السيامي وصل إلى 250، ما يجعلها من أنواع الحيوانات المهددة بالإنقراض، هذه الأرقام الصادمة تعكس الضغوط الهائلة التي تتعرض لها هذه الكائنات، مثل فقدان المواطن الطبيعية بسبب التوسع العمراني والزراعة، تأثيرات التلوث والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى الصيد الجائر.
في ظل الظروف الحرجة التي تواجهها الحياة البرية، تبرز الحدائق والمحميات الطبيعية كركيزة أساسية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حديقة دبي للتماسيح التي تسعى للحفاظ على التماسيح من خطر الانقراض من خلال برامج شاملة تهدف إلى التوعية والتعليم، كما و تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تلبي اهتمامات الزوار من مختلف الأعمار.
تشمل هذه الأنشطة جولات إرشادية يومية تعرّف الزوار على سلوك التماسيح وموائلها الطبيعية وأهميتها في النظام البيئي، حيث تنظم الحديقة عروضاً حية تتيح مشاهدة سلوك التماسيح وطريقة عيشهم ، ما يجعل التجربة أكثر تشويقاً وتعليماً. كما ويمكن لزوار الحديقة الاستمتاع بجلسات تصوير آمنة ما يتيح لهم فرصة توثيق هذه التجربة المميزة.
يؤكد محمد وسلاتي، مدير حديقة دبي للتماسيح، أهمية الجهود المبذولة، قائلاً: التماسيح ليست مجرد كائنات برية تعيش في المستنقعات والبحيرات والأنهار، بل هي جزء لا يتجزأ من النظام البيئي، يلعب كل تمساح دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الفرائس. التهديدات التي تواجهها التماسيح اليوم، مثل فقدان المواطن الطبيعية إلى التغير المناخي والتلوث والصيد الجائر، ليست مجرد خطر على هذه الكائنات فقط، بل على النظام البيئي بأكمله.وأضاف: مسؤوليتنا كمؤسسات وأفراد هي توفير الحماية لهذه الكائنات الرائعة ،تثقيف الناس وزيادة الوعي بأهميتها والعمل لضمان أن تظل جزءاً من عالمنا للأجيال المقبلة.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التماسيح التمساح هذه الکائنات
إقرأ أيضاً:
محاربة الغش ليست خيارًا
شمسان بوست / كتب_سعد اليوسفي:
نستقبل في محافظة مأرب اختبارات المرحلة الثانوية العامة بداية الشهر القادم وبدلاً من أن تُتوج هذه الفترة كحصاد لعام دراسي كامل، نجد أنها تشكّل لحظة هدم لكل الجهود التي بُذلت طوال العام من قبل المعلمين والإداريين، ومكاتب التربية، والأهالي، بل وحتى السلطة المحلية.
تكثف الجهود هذه الأيام لا لمحاربة الغش والقضاء عليه، بل لتنظيمه وإدارته بطرق ممنهجة يتم اختيار رؤساء لجان جاهزون كل عام لا يتمتعوا بذمة ولا بضمير بل يسعون هم للعمل في اللجان الاختبارية لتحقيق مصالح شخصية.
تُنشأ غرف عمليات خاصة بالغش، تُجهّز بآلات تصوير وطباعة، وتُدار من قبل عصابات محترفة تتولى تسريب الأسئلة وحلّها، ثم توزيعها على المراكز الامتحانية مقابل تكلفة طباعة، وأجرة الأستاذ “الخبير في الغش”، ومصاريف البترول والغداء والقات!
لقد أصبح الغش تجارة منظمة، تُدار بعقلية السوق – ان صح التعبير – وتُحمى بالصمتٍ المريب. والمصيبة أن الجهات المعنية لا تطيق حتى سماع الحديث عن هذه الظاهرة، وتعتبره مجرد كلام لا يُقدّم ولا يؤخّر مع أن محاربة الغش يمثّل انتصارًا لجهودها هي نفسها على مدار العام الدراسي.
على مدى سنوات، تقف الجهات المعنية عاجزة عن إيجاد حلول جذرية لتخفيف هذا الدمار الوطني. عشرات المنظمات، والوف الدعم، ومئات الاجتماعات ، ناهيك عن اللجان والتقارير والرقابة والتدريب والاختبارات ولكن لا شيء يتغيّر!
لا نتحدث هنا عن حرمة الغش وحرمة الشهادة وحرمة أموال الوظيفة بهذه الشهادات فقد قال العلماء فيها ما يكفي، لكننا نتحدث عن جريمة علنية تُمارس أمام أعين الجميع ولا تجد من يوقفها.
أليس من العار أن تنهار كليات التربية في جامعاتنا؟ كثير منها مغلق، والقليل المفتوح لا يجد من يلتحق به، فعدد الطلاب في بعض الأقسام لا يتجاوز خمسة أو سبعة! أليس هذا مؤشراً على حجم الجريمة التي نراها تتفاقم دون حراك جاد؟
إن التعليم في بلادنا عامة وفي محافظتنا خاصة لا يحتمل مزيدًا من المشكلات و(المصائب) وما فيه يكفيه كما يقال.
فاتخذوا ولو مرة قرارات جادة، صارمة، نابعة من ضمير حيّ، تُعيد للتعليم بعضًا من هيبته، وللناس بعضًا من ثقتهم المفقودة فيه
وليكن شعارنا (محاربة الغش ليست خيارًا، بل واجب وطني وأخلاقي وديني.) فهل من مستجيب؟