تصدر مصير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة النقاش في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وسط تساؤلات عما إذا كان سيتم الإفراج عنهم غدا السبت، إضافة إلى الاحتجاجات المتصاعدة في إسرائيل خشية إفشال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصفقة.

وأعرب عميت آسا، وهو مسؤول رفيع في جهاز الشاباك سابقا، عن قناعته بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترفع لهيب النار في إسرائيل، مشيرا إلى أن الحركة تدرك أن أداتها الوحيدة هي الجمهور الإسرائيلي الذي يضغط على نتنياهو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: تضاؤل فرص ترامب لإتمام صفقة كبرى بالمنطقةlist 2 of 2جدعون ليفي: هذا أخطر ما يهدد إسرائيلend of list

واستبعد عميت آسا أن تقدم حماس على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة رغم تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الجحيم" إذا لم يحدث ذلك، مشددا على ضرورة أن تتعامل إسرائيل بذكاء.

وأفردت وسائل إعلام إسرائيلية مساحة واسعة لحراك عائلات الأسرى والنشطاء المتضامنين وإغلاقهم شوارع في القدس، وسط مطالبات بضرورة المضي قدما في الصفقة وإرسال وفد تفاوضي مع صلاحيات كاملة بشأن المرحلة الثانية.

وكذلك، يطالب أهالي الأسرى والنشطاء بإطلاق سراح باقي المحتجزين في غزة "دفعة واحدة".

وأمس الخميس، شددت حماس على ضرورة البدء الفوري لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وحمّلت إسرائيل مسؤولية أي تأخير ورفضت أي مماطلة.

إعلان

وأكدت حماس التزامها بتعهداتها في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفق الجداول الزمنية، مشيرة إلى أنها تحدثت بوضوح مع الوسطاء بضرورة التزام الاحتلال بما عليه.

وفي السياق ذاته، أجرت قنوات تلفزيونية إسرائيلية لقاءات مع المتظاهرين، شددوا خلالها على ضرورة استعادة الأسرى ضمن صفقة تبادل، وأشاروا إلى الوضع الصحي الخطير للأسرى المحتجزين، مستدلين بصور الأسرى الذين خرجوا في آخر دفعة.

وطالب هؤلاء المتظاهرون بخروج الإسرائيليين إلى الشوارع ومحاصرة مقر الحكومة ورئيسها والكنيست ايضا، مع ضرورة وقف الحرب نهائيا.

بدورها، أكدت والدة أسير إسرائيلي في غزة استعداد حركة حماس إعادة جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب، محذرة أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) من مغبة عدم منح الوفد التفاوضي الإسرائيلي صلاحيات كاملة ومحاولة إطالة أمد الصفقة.

وقالت في رسالة لأعضاء الكابينت "إذا لم تمنحوا التفويض للوفد ولم تقصروا مدة الصفقة، فإنكم ستقتلونهم وهم بالأسر".

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وحتى الآن، جرت مراسم تسليم 5 دفعات من الأسرى الإسرائيليين في مختلف مناطق القطاع مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- أعلنت الاثنين الماضي تأجيل إطلاق الأسرى الإسرائيليين حتى التزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني حسب بنود الاتفاق.

لكن مصادر للجزيرة أفادت، الخميس، بنجاح الاتصالات للمضي في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأضافت أن الوسطاء أكدوا التزام الأطراف بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بما فيها البروتوكول الإنساني.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات اتفاق وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: استئناف العدوان على غزة سببه اليوم التالي وليس الأسرى

من الواضح أن استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة يأتي بسبب تهرب حكومة نتنياهو باستمرار من اتخاذ قرار حقيقي وواضح بشأن ماذا سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة.

صحيح أن حماس من الناحية العسكرية أصيبت بضربات موجهة، لكن السؤال الآن من سيسيطر على غزة، والأكيد أن الساسة الإسرائيليين لا يخبرون جمهورهم بأن المختطفين ليسوا سوى ورقة مساومة في المفاوضات المتعثرة حول مستقبل قطاع غزة.

آفي شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أنه "رغم أن قضية المختطفين تُشكّل محور النقاش العام لدى الجمهور الإسرائيلي، لكن الحقيقة أن مصيرهم لا يشكل على الإطلاق جزءاً من القصة الحقيقية وراء تجدد العدوان في غزة، لأن القصة الحقيقية تكمن في نفس السؤال الذي طرح للنقاش بعد ثلاثة أشهر من الحرب، لكن حكومة نتنياهو تتهرب باستمرار من اتخاذ قرار بشأن ماذا سيحدث في اليوم التالي لانتهاء الحرب".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "حماس من الناحية العسكرية أصيبت بضربات مميتة بالفعل، لكنها تريد البقاء في السلطة، ولذلك فهي مستعدة لإعادة المخطوفين أحياء وأمواتاً مقابل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، فيما يريد الاحتلال استعادة مختطفيه، لكنه غير راغب ببقاء حماس في السلطة، صحيح أن المطلب الإسرائيلي المتعلق بإنهاء حكم حماس يبدو مبررا من حيث المبدأ، لكن المشكلة أن الاحتلال غير قادر، من ناحية أخرى، على إجبار حماس على الاستسلام، إلا إذا قرر احتلال القطاع، والسيطرة عليه بنفسه".

وأشار إلى أن "الاحتلال في الوقت ذاته ليس مستعدا أيضاً لأي ترتيب سياسي من شأنه إبعاد حماس عن الحكم، كما اقترحت مصر والدول العربية، لصالح السيطرة المشتركة للسلطة الفلسطينية والدول العربية، وهذه هي القصة الحقيقية، ولهذا السبب توقفت المفاوضات".

وأوضح أن "زعم نتنياهو في خطابه التوضيحي لاستئناف العدوان أن حماس ليست مستعدة لقبول أي عرض إسرائيلي لمواصلة إطلاق سراح المختطفين ليس كافياً، لأنه لم يقل أن حماس لن توافق على إطلاق سراحهم إذا كان العرض الإسرائيلي يطالبها بالاستسلام الكامل، ودون مقابل، مع أن الحركة، وبعد أن حلّ بالقطاع من دمار هائل، وتضحيات بعشرات الآلاف، ليس لديها أي حافز لإعادة المختطفين إذا كان المعروض عليها هو التخلي عن السلطة، وتسليمها لكيان غير فلسطيني".

وأكد أن "الأمريكيين أدركوا هذا الأمر، ولذلك أجرى المبعوث آدم بوهلر محادثات مباشرة مع حماس بهدف الاتفاق على إعادة المختطفين مقابل تسوية سياسية جديدة في غزة، على غرار الاقتراح المصري، بما يعني تنازل الحركة عن السلطة، مقابل تسليمها للسلطة الفلسطينية والدول العربية، بحيث لا يبدو الأمر وكأن حماس استسلمت بالكامل، صحيح أن هذا ليس اقتراحاً مثالياً بالنسبة للاحتلال، لكنه يحمل "إنجازات" مقارنة بالوضع السابق، وقد يشكّل أساساً للمفاوضات، وبالطبع لعودة المختطفين".

واستدرك بالقول إن "نتنياهو يرفض أي اتفاق يتضمن السيطرة الفلسطينية على القطاع، ويبدو أن الاحتلال نجح خلف الكواليس بإقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن بوهلر كان مخطئا، ولذلك تم استبداله، صحيح أن استبداله أمر سهل، لكن المشكلة ما زالت قائمة، وهي أنه لا أحد يملك حلاً آخر لليوم التالي سوى الاقتراح المصري".

وأضاف أنه "على النقيض من تصريحات نتنياهو، فإن القصة لا تتعلق بالمفاوضات حول المختطفين، الذين سيكون سعيداً بقبولهم إذا لم يكن عليه أن يدفع في المقابل، بل تتعلق بقضية اليوم التالي، وجزء من ثمنه هو فقدانهم، أو عدم عودتهم، مما يجعل لدى الاحتلال ثلاث بدائل: أولها الانسحاب من غزة مقابل الإفراج عن المختطفين، مع بقاء حماس ضعيفة هناك، ولكن مسيطرة، مع الفهم بأنه سيكون ممكناً دائما مهاجمتها عندما يكون ذلك ضروريا".

وأشار إلى أن "البديل الثاني أن نبحث مع مصر والدول العربية تسوية سياسية في غزة لا تسيطر عليها حماس، لكنها لا تخضع لها بالكامل، وفي المقابل نحصل على المختطفين، وفتح الباب أمام مستقبل خالٍ من حماس، مع حكم فلسطيني عربي في غزة، أما البديل الثالث فهو سيطرة الاحتلال على القطاع، والاعتراف بالتضحية بالمختطفين مقابل هذا الخيار".
وختم بالقول أنه "أمام استعراض هذه البدائل الثلاثة، فمن الواضح أن حكومة الاحتلال تُفضّل إطالة أمد الحرب في غزة التي انتهت بالفعل، من خلال معارك لن تفيد أكثر مما فعلته هناك بالفعل، ولن تؤدي إلا لإضافة المعاناة، والخطر على حياة المختطفين".

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل فوجئت بتصريحات ويتكوف
  • عاجل. إسرائيل تقصف بالمدفعية بلدة مركبا في جنوب لبنان وتقول إنه رد على إطلاق النار على بلدة المطلة
  • كاتب إسرائيلي: استئناف العدوان على غزة سببه اليوم التالي وليس الأسرى
  • إعلام إسرائيلي: الحكومة تحاول استغلال خطة رئيس الأركان لفرض حكم عسكري على غزة
  • باحثة تحلل سيناريوهات متوقعة بعد خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار
  • FT: يجب استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعلى ترامب استخدام نفوذه
  • إسرائيل تعود إلى الحرب في غزة بأهداف أوسع وقيود لا تُذكر
  • يديعوت: 3 خيارات إسرائيلية في غزة.. ستضيف خطرا على الأسرى
  • ترامب يدعم بالكامل هجمات إسرائيل على غزة وبيان أوروبي مخفف
  • ترامب يدعم بالكامل استئناف إسرائيل حربها على غزة