بث مباشر.. نقل شعائر صلاة جمعة النصف من شعبان من الحرمين الشريفين
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
نقلت قناتا القرآن الكريم و السنة النبوية، شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
حكم صلاة الجمعةوصلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط.
ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 9-10).
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
حضور صلاة الجمعةالرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة الجمعة صلاة الجمعة الحرمين الشريفين ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: يغفر الله لكل عباده ليلة النصف من شعبان إلا لهذا الشخص
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه ﷺ ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ضلالة المتاهات إلى نور الحقيقة، بيَّن لنا ﷺ أن بعض الأماكن أفضل من بعض، وبيَّن أن مساجد الله في الأرض إنما هي بيوته، وأن هذه المساجد يُذكر فيها اسم الله وحده جل شأنه، وأنها مكان لتلقي العلم، ومكان للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، ومكان للخلوة مع الله سبحانه وتعالى ومناجاته، ومكان للصلاة نسجد فيها لربنا سبحانه وتعالى، ففُضِّلَت على سائر الأماكن.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه كما فضَّل سبحانه وتعالى بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى ليلة النصف من شعبان ، حيث تقررت فيها الاستجابة لمناجاة سيدنا رسول الله ﷺ . في قوله تعالى : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144].
فاستجاب الله له ، ووجَّهه إلى محل نظره ، إلى الكعبة المشرفة، إلى المقصودة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى ختم أنبياءه بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
في هذه الليلة، فرَّق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم، وتراهم بعد ما هداهم رسول الله ﷺ بإذن ربه إلى صراط مستقيم ، يقدِّرون هذه الليلة؛ ولذلك قال علي بن طالب رضي الله تعالى عنه ، فيما يرويه عن سيدنا رسول الله ﷺ: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا. فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ ، أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ ، أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا . حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» . وهكذا رواية ابن ماجه كلها بالرفع، وهناك رواية أخرى : «فأغفَر له، فأرزقَه، فأعافيه»، والفرق بينهما أن الفاء في حالة الرفع للعطف، وفي حالة النصب للسببية، ومعنى هذا أن الله سبحانه وتعالى سيرزقك، ويغفر لك، ويعافيك، وليس هذا بسبب حولك وقوتك وسؤالك، وإنما هو من فضله وحده، سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز العرش، كما ورد في البخاري عن سيدنا رسول الله ﷺ.
ويقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إن الله يطلع على قلوب العباد ليلة النصف من شعبان، فيغفر للجميع إلا للمشاحن» ؛ أي لمن قطع رحمه، ولمن عقَّ والديه، ولمن خاصم جاره، ولمن ظلم الناس واغتصب أرضهم، ولمن أفسد في الأرض. فعلينا بالتوبة.
وفي رواية أخرى : «أو لمدمن خمر»؛ ولذلك ، من كان يشرب تلك المسكرات -والعياذ بالله تعالى- فعليه أن يقلع ويبدأ التوبة مع الله، حتى لو كان يفعل ذلك استهانةً بالأمر، أو رجاءً في عفو الله، أو غفلةً عن الحكم الشرعي الشريف. فعليه في هذه الليلة أن يخرج من دائرة الشحناء والبغضاء، وأن يبتعد عن الاستهانة بأحكام الله سبحانه وتعالى.
ليلة مباركة، قال تعالى : {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} .