مأرب برس:
2024-09-16@14:22:03 GMT

هل تكللت زيارة وفد عُمان إلى صنعاء بالنجاح؟.. تقرير

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

هل تكللت زيارة وفد عُمان إلى صنعاء بالنجاح؟.. تقرير

ظهرت مخاوف من فشل وساطة تقودها عُمان عقب مغادرة وفدها الذي زار صنعاء للقاء قيادات الحوثي وعودته إلى مسقط دون الحديث عن مخرجات تلك الزيارة، تبعتها تهديدات حوثية بالتصعيد العسكري.

وتبذل سلطنة عمان جهوداً لتذليل الخلافات، خصوصاً بين الحوثيين والسعودية، بعد توقف مفاوضات سابقة بين الجانبين؛ بسبب شروط طرحها الحوثي وصفها المجتمع الدولي بـ"التعجيزية" ورفضتها الرياض والحكومة الشرعية اليمنية.

ويأتي التحرك العُماني متزامناً مع تحركات أممية وأمريكية مماثلة، في ظل حديثٍ عن تفاهمات إقليمية ودولية غير معلنة تسعى للتوصل إلى اتفاق مبدئي يتعلق بالملفات الإنسانية، فهل يتفق الطرفان على استئناف المفاوضات والاتفاق على ملفات محددة، أم أن تعنت الحوثيين سيدفع للتصعيد العسكري؟

مغادرة دون تفاصيل
لثلاثة أيامٍ عقد وفد عُماني زار صنعاء (17 أغسطس 2023) عدة لقاءات واجتماعات مع قيادات من جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران، قبل أن يغادرها لاحقاً (20 أغسطس)، في إطار تحركات مسقط لاستئناف المفاوضات لإنهاء الحرب اليمنية المستمرة منذ العام 2015.

ولم تتضح حتى اللحظة طبيعة النقاشات، وما تم الاتفاق عليه بين الوفد العماني وقيادات الجماعة، التي تصر على عدة نقاط، أبرزها صرف الرواتب من إيرادات النفط والغاز، وإنهاء القيود بشكل تام على الموانئ والمطارات، فضلاً عن إعادة الإعمار.

لكن عضو فريق المفاوضات في الجماعة المتمردة عبد الملك العجري قال: إنه "يجري الترتيب لجولة مفاوضات قادمة نسعى أن تكون حاسمة في وضع حد لمعاناة الشعب اليمني، لا سيما الاستحقاقات الإنسانية؛ لأن استمرارها هو استمرار للحرب بشكل آخر".


ولم يتطرق العجري في منشور له على صفحته في منصة "إكس" (تويتر سابقاً) إلى تفاصيل بشأن الترتيبات أو موعد هذه المفاوضات، كما لم يصدر تعليق فوري من الحكومة اليمنية بشأن ذلك.

في حين نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر سياسي مقرب من مليشيا "الحوثي" قوله بأن "المفاوضات تكللت بالتوصل إلى توافق بشأن عدد من القضايا الخلافية التي كانت تقف عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن، وبدء تسوية سياسية".

وأوضح أن الوفد العُماني توصل إلى اتفاق مبدئي مع المليشيا في الملف الإنساني، مضيفاً: "الجماعة تشترط منحه (الملف الإنساني) أولوية، في ما يتعلق بدفع رواتب الموظفين الحكوميين وتشكيل لجان بإشراف الأمم المتحدة لصرفها، وفتح مطار صنعاء الدولي، وزيادة الرحلات الجوية عبره، ورفع القيود عن ميناء الحديدة، والتوافق على فتح الطرقات المغلقة في عددٍ من المحافظات".

واستدرك بالقول: "ثمة قضايا لا تزال خلافية، بالذات في ما يتعلق بالآلية الخاصة بتنفيذ الاتفاق، وأن الوسيط العُماني سينقل مقترحات الجماعة بشأنها إلى السعودية".

تهديد متزامن
وبدت المخاوف من فشل المفاوضات بعد تهديدات أطلقها الحوثيون خلال زيارة الوفد العُماني، حيث هدد رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" في حكومة الحوثيين مهدي المَشّاط بالتصعيد، وقال بأن "صبر الشعب اليمني قارب على النفاد"، معقباً أن "من حق الشعب أن يدافع عن نفسه إذا أغلق العدو أبواب السلام".

وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل تابعة للحوثي أنه "لم يعد من المقبول استمرار الحصار والعدوان في اليمن"، معتبراً أنه "بات على دول العدوان (التحالف العربي) أن تثبت جديتها في السلام من خلال تقديم الخطوات العملية في تنفيذ مطالب الشعب اليمني المتمثلة بالملف الإنساني كأولوية إنسانية ومحقة".


وتابع: "الوقت ليس مفتوحاً أمام العدو لمواصلة التهرّب من الاستحقاقات الإنسانية"، مضيفاً أن "المراوغة ستعود عليه بنتائج لا يرغبها".

وسبق وصول الوفد العُماني تهديدات مكثفة من قيادات الحوثيين، كان أبرزها على لسان زعيم الجماعة المتمردة في اليمن عبد الملك الحوثي (13 أغسطس)، بتهديده باستهداف "مدينة نيوم"، أهم المشاريع السعودية العملاقة التي وجهت كل إمكاناتها للمضي قدماً نحو تدشينها ضمن رؤية 2030.

تعنت حوثي
يعتقد الصحفي اليمني عبد الله المنيفي أن عُمان "لم تنجح بمساعيها في التوصل لاتفاق استئناف المفاوضات وإنهاء الحرب بين الحوثي والحكومة اليمنية".

ورغم تنازلات الحكومة اليمنية و"مرونتها الزائدة التي باتت محل انتقاد"، وفق المنيفي في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، فإن ذلك لم يمنح العُمانيين القدرة على إقناع الحوثي بتقديم تنازلات لإضفاء السلام في اليمن.

 

ويرجع المنيفي سبب ذلك إلى "استمرار تعنت الحوثي ورفع سقف مطالبه وعدم إبدائه أي مرونة، لا سيما فيما يتعلق بالملفات الإنسانية التي حولها إلى أوراق ابتزاز، وفي مقدمتها فك حصار تعز، وإطلاق المختطفين والأسرى".

ويرى أن ما يسرب عن اتفاق مرتقب "لا يعدو كونه اتفاقاً للعودة لمناقشة هذه المواضيع".

ويؤكد أن أي نجاح للوساطة العمانية "مرهون بتجاوب جماعة الحوثي، وبالنظر إلى طبيعتها وتكوينها العنصري الطائفي فإن جنوحها للسلم بمفاوضات وحوارات سياسية في حكم المستحيل، وهي تريد أن تجني كل المكاسب دون تقديم أي تنازلات".

وأضاف: "المؤكد أن جماعة نشأت على أساس العنف، ومرتكزها هو الحرب، فإن السلام لن يتحقق إلا بكسرها عسكرياً، لا سيما في ظل تصاعد السخط الشعبي الكبير على سلوكها تجاه كل فئات وشرائح الشعب اليمني، حتى وصل إلى حلفائها الذين ساندوها في انقلابها، وكانوا أذرعها الناعمة منذ حروب صعدة".

كما يؤكد أن أي مفاوضات ووساطات وجهود تبذل لحل الأزمة اليمنية "سيكون مصيرها الفشل إذا لم يسندها ضغط دولي حقيقي".

تسريبات وتحركات دولية
ومع غياب التفاصيل، نشر الصحفي اليمني أنيس منصور تسريبات عن أبرز ما قد يتضمنه الاتفاق، والمتمثل في "توسيع نطاق الرحلات من وإلى مطار صنعاء، والسماح لشركات الطيران الدولية بالوصول، إضافة إلى صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثي من إيرادات النفط الذي تتولاه الحكومة اليمنية، والاتفاق على طريقة إيداع وصرف الإيرادات المتفق عليها لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين".

ويتضمن توقف استهداف الحوثي لناقلات النفط والغاز التي تقوم بالتصدير من موانئ شبوة وحضرموت، وإطلاق سراح المختطفين والأسرى (الكل مقابل الكل)، وفتح الطرقات الرئيسية المقطوعة منذ بداية الحرب اليمنية، وتوحيد العملة اليمنية والبنك المركزي اليمني، ودخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة بانتظام.


ووفق الصحفي اليمني، يتضمن أيضاً "وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه، وتشكيل لجان مشتركة عسكرية واقتصادية واجتماعية".

ولعل التحرك العُماني جاء غداة إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، التي حذر خلالها من استمرار القتال على عدد من الجبهات اليمنية، بعدما زار العاصمة العمانية مسقط (15 أغسطس 2023)، والتقى بشكل منفصل مسؤولين عُمانيين وقيادات من الحوثي.

وقبل تلك الزيارة كان غروندبرغ زار السعودية والإمارات (14 أغسطس)؛ لبحث إطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة، مع ضمان استمرار الجهود لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين".

وبالتزامن مع ذلك قام المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ بزيارة إلى منطقة الخليج، بدأها بالإمارات ثم السعودية واختتمها بزيارة مسقط التي وصلها في يوم مغادرة الوفد العُماني إلى صنعاء.

وبدت الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإحلال السلام في اليمن خلال الأشهر الماضية متوقفة، حيث كان من المتوقع أن يحقق التقارب الإيراني السعودي نجاحاً حاسماً بإنهاء الحرب نهائياً.

وكان وفدان عُماني وسعودي زارا صنعاء، وهي الزيارة الأولى بالنسبة إلى السعوديين منذ بدء الحرب، والتقيا بقيادات جماعة الحوثي، في 9 أبريل الماضي، تتويجاً لجهود الوساطة العمانية والجهود الدولية المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لإحلال السلام في اليمن، غير أنهما لم يلتقيا لاحقاً كما كان مخططاً.

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الوفد الع مانی الشعب الیمنی فی الیمن ع مانی

إقرأ أيضاً:

مكتب حقوقي: نحو 2500 انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في صنعاء

أفاد مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، بارتكاب مليشيا الحوثي نحو 2500 انتهاك في صنعاء، خلال عامي 2022 و2023م.

وسلط التقرير الحقوقي، الذي يحمل عنوان "صنعاء غاضبة" تزايد الغضب الشعبي في أمانة العاصمة صنعاء، بسبب سياسة التجويع والقهر والإفقار الممنهج، ونهب مرتبات الموظفين وعسكرة المناخ العام، والتضييق على حرية الرأي والتعبير، واستهداف النظام الجمهوري ومنع المواطنين من الاحتفال بالعيد الوطني ليلة السادس والعشرين في سبتمبر الماضي، والذي يعتبر أعظم حدث في حياة اليمنيين، والاعتداء على العلم الجمهوري، واختطاف المواطنين بتهمة الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، التي قضت على حكم الإمامة والعبودية، وتحاول مليشيا الحوثي إعادة تلك الحقبة المظلمة من جديد.

وتضمن التقرير، الذي استمد معلوماته من قاعدة بيانات الرصد الحقوقي لكافة انتهاكات الحقوق الأساسية التي تتمتع بحماية كفلتها الشرائع السماوية والمعاهدات والمواثيق الدولية، وتنوعت الانتهاكات في التقرير بين القتل خارج نطاق القانون والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الاطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وانتهاكات التطييف والتعسف الوظيفي، والاعتداء على المؤسسات القضائية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة، ونهب المرتبات والتضييق على الناس في سبل العيش.

وقال مدير مكتب حقوق الإنسان بالأمانة فهمي الزبيري، إن استمرار مليشيا الحوثي في الانتهاكات دليل على عجزها في تطييف المجتمع، مؤكدا بأن الشعب اليمني يرفض سياستها الطائفية والسلالية ونظرية التمييز العنصري التي تتناقض مع النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي تعمل المليشيات على طمسها من ذاكرة اليمنيين، لكنها فشلت في خضم استمرار المقاومة الشعبية الرافضة للمليشيات، وأشار إلى استمرار مليشيا الحوثي في انتهاكاتها مع غياب كامل للمنظمات الحقوقية في مناطق سيطرتها، واجراءات القمع بسبب الخوف الذي يعتريها مع تزايد الغليان الشعبي والغضب الواسع واحتمالية اندلاع ثورة شعبية عارمة ضدها.

وشدد الزبيري، على أهمية رصد وتوثيق الانتهاكات وكشفها للعالم عبر مختلف القنوات المتاحة، موضحاً أن على وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية دورا مهما في التوعية الحقوقية والقانونية ورصد وتوثيق انتهاكات الحوثيين، وأن حقوق المتضررين والضحايا لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب والملاحقة القانونية محلياً ودولياً، لتحقيق العدالة وجبر الضرر والانتصاف للمظلومين.

ودعا مدير مكتب حقوق الإنسان بالأمانة، كافة الهيئات والمنظمات والجهات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان إلى اتخاذ مواقف حازمة والضغط على المليشيا لإيقاف انتهاكاتها بحق أبناء الأمانة والشعب اليمني والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً في السجون.

مقالات مشابهة

  • مكتب حقوقي: نحو 2500 انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في صنعاء
  • ”ضربة عسكرية قوية على صنعاء والحديدة”.. عاجل : مصادر عبرية تكشف رد إسرائيل القادم على الهجوم الصاروخي الحوثي
  • معلومات جديدة حول الصاروخ اليمني الذي استهدف تل أبيب.. مدة التحليق مفاجئة
  • كتائب حزب الله العراقية تبارك العملية اليمنية التي استهدفت يافا المحتلة
  • مليشيا الحوثي تمنع اجتماعاً قبلياً في صنعاء وتُهرب المتهم بقتل الوصابي
  • الكشف عن ابرز الملفات التي حسمها وفد الحكومة الاتحادية خلال زيارة الإقليم - عاجل
  • عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن
  • أبرز العلاقات التي أثارت الجدل في الوسط الفني (تقرير)
  • بلومبيرج الأمريكية: المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة فشلت في حل أزمة المركزي
  • الانتقالي يسعى لابرام اتفاق مع الحوثي حول هذا الأمر الهام