ألن نكتفي من تسليم رقابنا للاستعمار الحديث؟!! (القاعدة الروسية)
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
لعمري لم أجد دولة في العالم تعودت أن تحني عنقرتها لاستغلال كل من هب ودب لأرضها وثرواتها وشعبها مثل السودان !!
وتسلم نفسها بنفسها طوعا ..للاستعمار الحديث القائم على استغلال الموارد والتدخل الناعم ..الذي يختلف في النوع لا في المقدار عن استعمار القدم الثقيلة السابق والصريح .
قاعدة روسية شنو؟!! الفاكرها بتحميك وتحمي نظامك؟!!
لو كانت روسيا بتحمي لكانت حمت نظام بشار الأسد في سوريا من السقوط بعدما سلمها قاعدة عسكرية .
ولما كانت جلست تتفرج عليه وهو يترنح بالضربات الإسرائيلية وبكل أنواع الحصار طوال هذه المدة.. وتآكل أراضيه شمالا وجنوبا ولم تتدخل ، ولما تركته يسقط هذا السقوط الدراماتيكي في أيدي معارضة منهكة مسنودة من الغرب وإسرائيل ..
متى يفهم حكامنا وساستنا وحتى بعض شعبنا أنه لا توجد علاقات عاطفية أو عائلية بين الدول؟!!
شابكننا ..
مصر أخت بلادي يا شقيقة..
الحبشة( إثيوبيا) أخت بلادي يا شقيقة..
إريتريا أخت بلادي يا شقيقة..
الإمارات والسعودية وقطر..إخوات بلادي
...إلى آخره
من الغزل الفارغ ..والحنان والرقاد والافراط في الثقة..والتناسي عمدا أو جهلا بأن العلاقات الدولية تقوم أصلا على المصالح فقط وليس على العواطف .
لا توجد دولة في الجوار أو الإقليم أو العالم كله تعشقك كسودان وشعب وتحبك حب أخوي فقط ..
وبالتالي مستعدة كي تدعمك دعما مجاني ..أو تحافظ على مصالحك قبل مصالحها ..أو تحميك من أجل علاقات عائلية دولية مفترضة في ذهنك..أو صداقة لله في لله غير موجودة إلأ في مخيلتك..!!
العلاقات الدولية تحكمها المصالح فقط..وهذا ميدان له ناسه وتخصصاته..
ومنذ فجر التاريخ والأمم والدول لا توجد دولة تتقرب من بلادك إلا لتبادل منافع ما ..أو طمعا في مواردك لاستغلالها بصورة ما ..أو لاستعمارك إستعمار عديييل..بخشم الباب..
خاصة لو دعوتها للدخول كما يدعو الحمل الذئب أو كما يدعو
الإنسان الشيطان ويفتح له الباب بنفسه .
وحتى في حالة (تبادل المنافع) مفترض أن يكون القياس استراتيجيا ويتم دراسته من جميع النواحي وعلى المستويين القريب والبعيد ..ومن قبل متخصصين أفنوا عمرهم خبرة في المجال المعني ..لا أن يكون عفو اللحظة والخاطر أو الظرف الآني ..أيا كان.
وأن تكون الدراسة شاملة حتى المجال الأمني والسيادي كذلك من قبل خبراء أمنيين ..
وأن يعرض على برلمان منتخب ليصوت الشعب صاحب المصلحة في هذا الأمر الذي يخصه ويخص أرضه وموارده ومستقبل أجياله.
والله وتالله ..لقد هرمنا من سياسات ( العنقالة) هذه ..وهذا هو السبب الرئيس لفشل السودان ( كدولة) حتى الآن .
فكل من يقفز إلى سدة الحكم في جمهورية الموز هذه ..يعتبر نفسه ورثها عن أبوه ..أو منحها لهم أحدهم هدية ..!!
وللأسف، حدث هذا التهاون في الأمن القومي حتى في عهد الديمقراطيات والأنظمة المدنية بعد الثورات ..ولم يكن حكرا على الأنظمة الديكتاتورية والعسكرية فقط !!
وكل حروب السودان والحرب الحالية ..لعب فيها التهاون في السيادة دورا كبيرا وصل فيه إلى درجة العمالة لدول الجوار والإقليم والعالم.. وذلك من قبل كل الأطراف التي شاركت في الحروب السودانية ..سواء أن كانت حكومية مسيطرة أو معارضة ..جميعهم قد مارسوا هذا السلوك الانتهازي في التهاون واللعب بسيادة الوطن بشكل أو بآخر ..
الأمر الذي أخر نهضته وأعاق اكتمال أشراط تكون دولته ..وتناغم مكوناته ..وأودى بكفاح شعبه ومحاولاته للتحرر والانتعاق من ربقة مغامرات الأنظمة الديكتاتورية غير المسؤولة ..
وأدى إلى إجهاض ثوراته وهباته الجماهيرية.. بأيدي الساسة المغامرين كذلك وعشاق الكراسي والنفوذ والسلطة .
وإذا لم تعلمنا هذه الحرب الطاحنة شيئا ..فلن نتعلم مدى الدهر ..هذا إن بقي لهذا البلد وجود..
والله يكضب الشينة !
...
(عندما تتصارع الأفيال، يتضرر العشب).
...
آمنة أحمد مختار إيرا
13 Feb 2025
greensudanese@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحديث عن على قاقارين لاينتهى
السفير صلاح محمد احمد
من اطرف الحكايات التى حكاها الراحل المقيم ..بأن اسم قاقارين أتاه من شقيقه الراحل جعفر الذى كان من أعمدة دفاع فريق المريخ ، وحين ياتى خروجهما من المنزل..تقول لهما والدتهما..أن شاء تيجوا. فائزين ،!!..ليقولا لها. نحن ماشيين نلعب ضد بعض?!!..ولكن الوالدة لاتفهم ما يعنيان... ويمضيان وهما يضحكان... إلى حيث ستدور ملحمة لقائهما..،حيدر الذى عرف باسم على قاقارين كان نسيج وحده..كنا نتحير بماذا نناديه....صاحب السعادة السفير...الدكتور...ام. الكابتن صاحب الجولات. المشهودة فى ميادين كرة القدم..، ورغم تعدد مواهبه كدبلوماسى مميز..مجودا الإنجليزية ، وضليعا باللغة الفرنسية..واسمه على لسان. كل الناس..كان متواضعا..مهذبا .وصاحب دعابة. محببة...،لاشك. ان الفتنة الهوجاء التى اشتعلت فى الوطن المكلوم .تركت فى دواخله الكثير من الحزن..والألم..وسعى مع إخوة له لجمع..صف السفراء المعاشيين والعاملين الآن.. مطالبا بضرورة. ان تكون هناك خطط لجبر. الضرر لكل من هدمت ممتلكاته..قاقا....ظلت نغمة فى ميادين معشوقة الجماهير كرة القدم...وهو يبدع. فى تسجيل الأهداف الرائعة....وداعا يا على طبت حيا وسيظل اسمك حيا..و سماتك الطيبة فى وجدان كل من عرفك...واطلب من مدام تهانى و بناته العزيزات..التزام الصبر..والدعوة له فى الصلوات والتصدق باسمه..والقول بإيمان وصدق...ماكان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا.. والدوام لله.. وعلى لم يمت ... وبصبركن. سترتاح روحه هناك فى الملء الاعلى وما المنايا أنها اقدارنا وبشر الصابرين