لعمري لم أجد دولة في العالم تعودت أن تحني عنقرتها لاستغلال كل من هب ودب لأرضها وثرواتها وشعبها مثل السودان !!
وتسلم نفسها بنفسها طوعا ..للاستعمار الحديث القائم على استغلال الموارد والتدخل الناعم ..الذي يختلف في النوع لا في المقدار عن استعمار القدم الثقيلة السابق والصريح .
قاعدة روسية شنو؟!! الفاكرها بتحميك وتحمي نظامك؟!!
لو كانت روسيا بتحمي لكانت حمت نظام بشار الأسد في سوريا من السقوط بعدما سلمها قاعدة عسكرية .

.
ولما كانت جلست تتفرج عليه وهو يترنح بالضربات الإسرائيلية وبكل أنواع الحصار طوال هذه المدة.. وتآكل أراضيه شمالا وجنوبا ولم تتدخل ، ولما تركته يسقط هذا السقوط الدراماتيكي في أيدي معارضة منهكة مسنودة من الغرب وإسرائيل ..
متى يفهم حكامنا وساستنا وحتى بعض شعبنا أنه لا توجد علاقات عاطفية أو عائلية بين الدول؟!!
شابكننا ..
مصر أخت بلادي يا شقيقة..
الحبشة( إثيوبيا) أخت بلادي يا شقيقة..
إريتريا أخت بلادي يا شقيقة..
الإمارات والسعودية وقطر..إخوات بلادي
...إلى آخره
من الغزل الفارغ ..والحنان والرقاد والافراط في الثقة..والتناسي عمدا أو جهلا بأن العلاقات الدولية تقوم أصلا على المصالح فقط وليس على العواطف .
لا توجد دولة في الجوار أو الإقليم أو العالم كله تعشقك كسودان وشعب وتحبك حب أخوي فقط ..
وبالتالي مستعدة كي تدعمك دعما مجاني ..أو تحافظ على مصالحك قبل مصالحها ..أو تحميك من أجل علاقات عائلية دولية مفترضة في ذهنك..أو صداقة لله في لله غير موجودة إلأ في مخيلتك..!!
العلاقات الدولية تحكمها المصالح فقط..وهذا ميدان له ناسه وتخصصاته..
ومنذ فجر التاريخ والأمم والدول لا توجد دولة تتقرب من بلادك إلا لتبادل منافع ما ..أو طمعا في مواردك لاستغلالها بصورة ما ..أو لاستعمارك إستعمار عديييل..بخشم الباب..
خاصة لو دعوتها للدخول كما يدعو الحمل الذئب أو كما يدعو
الإنسان الشيطان ويفتح له الباب بنفسه .
وحتى في حالة (تبادل المنافع) مفترض أن يكون القياس استراتيجيا ويتم دراسته من جميع النواحي وعلى المستويين القريب والبعيد ..ومن قبل متخصصين أفنوا عمرهم خبرة في المجال المعني ..لا أن يكون عفو اللحظة والخاطر أو الظرف الآني ..أيا كان.
وأن تكون الدراسة شاملة حتى المجال الأمني والسيادي كذلك من قبل خبراء أمنيين ..
وأن يعرض على برلمان منتخب ليصوت الشعب صاحب المصلحة في هذا الأمر الذي يخصه ويخص أرضه وموارده ومستقبل أجياله.
والله وتالله ..لقد هرمنا من سياسات ( العنقالة) هذه ..وهذا هو السبب الرئيس لفشل السودان ( كدولة) حتى الآن .
فكل من يقفز إلى سدة الحكم في جمهورية الموز هذه ..يعتبر نفسه ورثها عن أبوه ..أو منحها لهم أحدهم هدية ..!!
وللأسف، حدث هذا التهاون في الأمن القومي حتى في عهد الديمقراطيات والأنظمة المدنية بعد الثورات ..ولم يكن حكرا على الأنظمة الديكتاتورية والعسكرية فقط !!
وكل حروب السودان والحرب الحالية ..لعب فيها التهاون في السيادة دورا كبيرا وصل فيه إلى درجة العمالة لدول الجوار والإقليم والعالم.. وذلك من قبل كل الأطراف التي شاركت في الحروب السودانية ..سواء أن كانت حكومية مسيطرة أو معارضة ..جميعهم قد مارسوا هذا السلوك الانتهازي في التهاون واللعب بسيادة الوطن بشكل أو بآخر ..
الأمر الذي أخر نهضته وأعاق اكتمال أشراط تكون دولته ..وتناغم مكوناته ..وأودى بكفاح شعبه ومحاولاته للتحرر والانتعاق من ربقة مغامرات الأنظمة الديكتاتورية غير المسؤولة ..
وأدى إلى إجهاض ثوراته وهباته الجماهيرية.. بأيدي الساسة المغامرين كذلك وعشاق الكراسي والنفوذ والسلطة .
وإذا لم تعلمنا هذه الحرب الطاحنة شيئا ..فلن نتعلم مدى الدهر ..هذا إن بقي لهذا البلد وجود..
والله يكضب الشينة !
...
(عندما تتصارع الأفيال، يتضرر العشب).
...
آمنة أحمد مختار إيرا
13 Feb 2025

greensudanese@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تسليم أدوات رياضية لطلاب الدورات الصيفية بقهال في عيال سريح

الثورة نت/..

سلم نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة عمران مازن الماخذي، عدد من الأدوات والمستلزمات الرياضية للطلاب المشاركين في الدورات الصيفية بمدرسة غزة الصيفية بمنطقتي قهال والحايط مديرية عيال سريح.

واستمع الماخذي ومعه مدير المشتريات والمخازن بهيئة مستشفى الصماد الدكتور محمد الماخذي، من القائمين على الدورات الصيفية إلى شرح حول البرنامج الصيفي وما يتضمنه من أنشطة تعليمية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم وانشطة شبابية ورياضية وثقافية.

وأكدا أهمية الدورات الصيفية في اكتشاف المبدعين والمواهب وصقلها وتنميتها وحفظ وتلاوة القرآن الكريم والتزود بهدى الله وتعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في أوساط جيل المستقبل.. مشيدين بمستوى الفعاليات والانشطة التي تتضمنها الدورات الصيفية.

مقالات مشابهة

  • رئيس جمعية الضرائب المصرية: «الحوافز الجديدة».. تساعد فى توسيع القاعدة الضريبية
  • أبين.. مقتل ضابط برصاص مسلحين لتنظيم القاعدة في مودية
  • ترامب يغلق ثغرة جمركية أثقلت كاهل الأمريكيين بارتفاع أسعار الواردات الصينية
  • أخضر الخماسي الحديث يختتم كأس غرب آسيا لليزر رن بـ12 ميدالية
  • 7 ميداليات لـ «الخماسي الحديث» في «غرب آسيا»
  • وزير الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم قطع أراضي الإسكان المتوسط بمدينة غرب قنا
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • جدة.. استكمال تأجير 97% من مخطط السكراب وبدء تسليم أراضي التشاليح
  • تسليم أدوات رياضية لطلاب الدورات الصيفية بقهال في عيال سريح
  • الوسائل الدعائية للحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات