القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
بقلم : تاج السر عثمان
١
اطلت براسها من جديد القاعدة البحرية الروسية في الاراضي السودانية، فقد جاء في الأنباء (قناة الان) إعلان وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، عن توصل الخرطوم وموسكو إلى اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في الأراضي السودانية. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها الشريف مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، حيث أكد الشريف عدم وجود أي عقبات أمام تنفيذ هذا الاتفاق، مشيراً إلى توافق كامل بين الجانبين، ولم يقدم الوزير تفاصيل حولها.
واضح ان هدف روسيا من استقرار السودان بالتسوية التي أشار اليها، الحصول على موطئ قدم عسكري في السودان، والاستمرار في نهب ذهب ومعادن وثروات السودان الآخر ي، ولتحقيق المصالح الجيوسياسية المتزايدة لموسكو في القارة الأفريقية بشكل عام.
خطورة وجود القاعدة البحرية الروسية تجعل السودان في مرمى وقلب الصراع الإقليمي والدولي على الموارد في أفريقيا، فضلا عن الرفض الجماهيري الواسع لها، بعد اتفاق المعزول البشير حولها مع الروس في أيامه الأخيرة، وتجميدها بعد ثورة ديسمبر، اضافة للتفريط في السيادة الوطنية ، وأن روسيا غير قادرة على حماية حكومة الأمر الواقع في بورتسودان التى لاتملك اي شرعية في إبرام اتفاق كهذا، وان روسيا وقاعدتها البحرية لن تنقذها من زوالها المحتوم ، كما أكدت تجربة البشير وأخيرا نظام بشار الأسد في سوريا الذي ذهب لمزبلة التاريخ رغم استقوائه بروسيا وإيران. الخ، فوجود القاعدة البحرية الروسية يؤدي إلى المزيد من التصعيد للصراع الدولي والإقليمي على الموارد في السودان وأفريقيا، شعب السودان في غنى عنه، ومصلحته في قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.
٢
أشرنا في دراسة سابقة إلى اشتداد الصراع الدولي في إطار أزمة الرأسمالية العالمية والليبرالية الجديدة، مع الحروب بهدف السيطرة على الموارد والطاقة كما هو حاصل في السودان وأفريقيا والحروب الجارية بين روسيا وأوكرانيا بهدف إضعاف روسيا، والحرب في السودان، والحرب في غزة التي يشنها الكيان الصهيوني بهدف تهجير وإبادة شعب فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية ونهب موارد غزة من الغاز وغيره، بدعم من أمريكا وحلفائها في المنطقة بهدف الهيمنة في صراع النفوذ على منطقة الشرق الأوسط لموقعها الاستراتيجي الغنية بموارد الطاقة.
يتم هذا في ظروف تشتد فيها أزمة النظام الرأسمالي، والصراع على الموارد بين أقطاب الدول الرأسمالية.
٣
إضافة لارتفاع الإنفاق العسكرى على صعيد العالم واتساع تجارة السلاح على حساب الإنفاق على التعليم والصحة، كما حدث في السودان في التنافس بين الجيش والدعم السريع على الثروة والسلطة حتى نشوب الحرب اللعينة بينهما حيث بلغت ميزانية الأمن والدفاع 70%، فضلاً عن استحواذ شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة على 82% من الموارد، وصرف الدولة على الدعم السريع وجيوش حركات جوبا.
بحيث أصبح من نتائج أزمة الرأسمالية زيادة الأغنياء غنىً والفقراء فقراً. فضلاً عن ازدياد عدوانية حلف "الناتو" بهدف نهب الموارد في أفريقيا وبقية بلدان العالم، في صراعها مع الصين وروسيا. كما يشتد التناقض بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بسبب هيمنة الولايات المتحدة، وفرض مقاطعة روسيا عليها، التي تضررت من نقص الطاقة الواردة من روسيا بأسعار أقل.
٤
لا يمكن فصل التدخل الدولي الكثيف عن اشتداد حدة الصراع الدولي لنهب موارد السودان، فما هو جارٍ الآن من حرب وإبادة جماعية في ولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان، دارفورو النيل الأزرق والشرق، وبقية المناطق هدفه نهب الأراضي وتشريد سكانها الأصليين، والموارد لصالح الشركات الزراعية والعاملة في التعدين الإقليمية والعالمية، وتسليح المليشيات لتلعب دورها في خدمة تلك المصالح كما في مليشيات الدعم السريع الذي اعترف قائدها حميدتي صراحة بالتبعية للخارج، فالمخطط الذي جرى قبل الحرب لنهب أراضي وموانئ البلاد في غياب الحكومة الشرعية والبرلمان المنتخب مثل: قيام ميناء “ابوعمامة” على البحر الأحمر، ومشروع “الهواد” الزراعي، وخط السكة الحديد بورتسودان– أدري بتشاد، تهدف الحرب الجارية لتحقيقه، إضافة لصراع أمريكا لإبعاد الصين وروسيا من السودان، كما في اعتراضها على السماح لروسيا بقيام قاعدة في السودان، ونشاط شركات “فاغنر” مليشياتها في التعدين، وهدفها الانفراد بالسودان والعمل على استقراره لضمان نشاط شركاتها في السودان.
٥
لقد فرّط نظام الإنقاذ والرأسمالية الطفيلية الإسلاموية في سيادة الوطن وباعت أراضي السودان الزراعية أو تأجيرها لسنوات تصل إلى 99 عاماً، وأبرمت شروطاً مجحفة في اتفاقات التعدين نالت بموجبها الشركات 70% من العائد، بدون شروط لحماية البيئة والعاملين وتعمير مناطق الإنتاج، وربطت البلاد بالأحلاف العسكرية والمشاركة في محرقة حرب اليمن، وفقدان السودان لأجزاء منه بالاحتلال.
مما يتطلب توسيع التنسيق الجماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، والاستفادة من التجربة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها.. حتى لا يتم إعادة إنتاج الأزمة والشراكة مع العسكر والدعم السريع اللذين يجب أبعادها عن السياسة والاقتصاد، وعدم الإفلات من العقاب بتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب والاغتصاب للمحاكمات.
إضافة للتنسيق من أجل: رفض قيام القاعدة البحرية الروسية على الأراضي السودانية، وإعادة النظر في كل الاتفاقات المجحفة حول الأراضي التي يصل إيجارها إلى 99 عاماً، ومع شركات التعدين.وحماية السيادة الوطنية وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم لمصلحة شعب السودان بعيداً عن الأحلاف العسكرية والمحاور الإقليمية. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية التي تُجرى في نهايتها انتخابات حرة نزيهة.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القاعدة البحریة الروسیة على الموارد فی السودان
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟ اتصال مرتقب بين ترامب وبوتين يوم الثلاثاء
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يعتزم التحدث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأشارت إلى أن المفاوضين قد ناقشوا بالفعل إمكانية تقسيم بعض الأصول بين الجانبين.
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة "إير فورس وان" خلال رحلة عودته إلى واشنطن من فلوريدا، قال ترامب إن العمل على هذا الملف استمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، معربًا عن أمله في إمكانية إنهاء الحرب، رغم إقراره بعدم وجود ضمانات بذلك.
يأتي هذا الطرح في إطار جهود ترامب لإقناع بوتين بقبول مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي وافقت عليه أوكرانيا الأسبوع الماضي، في وقت استمرت فيه الضربات الجوية المتبادلة بين الطرفين، فيما أحرزت القوات الروسية تقدمًا في منطقة كورسك الروسية التي كانت تحت سيطرة الأوكرانيين منذ أشهر.
وعندما سُئل عن التنازلات المحتملة، أوضح ترامب أن المناقشات تشمل الأراضي ومحطات الطاقة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه القضايا تمت مناقشته بالفعل بين الجانبين.
وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن بوتين يتقبل الفلسفة العامة لوقف إطلاق النار وشروط السلام التي طرحها ترامب، مضيفًا أن المحادثات التي أجريت بين الطرفين الأسبوع الماضي كانت إيجابية وركزت على الحلول. لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل المطالب الروسية، التي يُعتقد أنها تشمل اعترافًا دوليًا بسيطرة روسيا على الأراضي التي ضمتها، ووقف المساعدات العسكرية الغربية لكييف، وحظر نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا. كما أعربت موسكو عن رفضها القاطع لنشر قوات أوروبية لضمان أمن أوكرانيا بعد أي اتفاق لوقف القتال.
وفي هذا السياق، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن موافقة روسيا ليست ضرورية لنشر قوات حليفة في أوكرانيا، معتبرًا أن كييف، باعتبارها دولة ذات سيادة، لها الحق في طلب الدعم العسكري دون تدخل موسكو.
تصريح الرئيس الفرنسي ماكرونمن ناحية أخرى، نقلت وسائل الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو تأكيده أن أي اتفاق سلام طويل الأمد يجب أن يتضمن ضمانات أمنية صارمة لموسكو، بما في ذلك إبقاء أوكرانيا على الحياد ورفض انضمامها إلى حلف الناتو.
وسط هذه التطورات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تغيير في قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة. وبحسب بيان رسمي، تم تعيين الجنرال أندري غناتوف بدلًا من أناتولي بارغيليفش، وكُلف بمهمة رفع كفاءة القيادة العسكرية.
وفي تعليق له على التغيير، قال زيلينسكي: "غناتوف رجل قتال. مهمته تتمثل في تعزيز الخبرات القتالية، والاستفادة من تجارب ألوية الجيش في التخطيط للعمليات الدفاعية والهجومية، بالإضافة إلى تطوير نظام الفرق العسكرية بشكل أكثر فاعلية".
Relatedنعم ولكن.. بوتين يوافق على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لكن مع "فروق دقيقة"بالزي العسكري.. بوتين يأمر قواته بأن تلحق بـ "العدو المتحصن في كورسك هزيمة ساحقة وبأسرع وقت"بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلامويأتي هذا التغيير في إطار إعادة تنظيم الجيش الأوكراني الذي توسع بشكل كبير منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/ شباط 2022، حيث تسعى أوكرانيا إلى تحسين تنسيق العمليات العسكرية عبر إعادة هيكلة فرق الجيش.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار المعارك على الأرض، بينما تسعى الجهود الدبلوماسية، بقيادة ترامب، إلى إيجاد حل لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط تساؤلات حول فرص نجاح هذه المحادثات الجديدة بين واشنطن وموسكو.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يشيد بـ"محادثات مثمرة" مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق النار هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ زيلينسكي: وافقنا على هدنة الـ30 يوما لتحقيق السلام وأريد أن يرى ترامب ذلك فلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبوقف إطلاق النارهدنة