بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: كثير من العراقيين والعرب اعتقدوا ولازالوا يعتقدون ان إيران حليف سري للولايات المتحدة ولإسرائيل في العراق والمنطقة .ويتعقدون ان ما يسمعونه من خلافات وتهديدات بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة اخرى ما هو إلا مسرحية متفق عليها لكي تبقى الولايات المتحدة تُرعب بدول الخليج من الخطر الإيراني لكي يستمر مسلسل بيع الأسلحة والطائرات وتشييد القواعد الاميركية والاستمرار بشراء كل ماهو عسكري وتكنولوجي من قبل الدول الخليجية وهذا اولا .

وثانياً لكي تبقى كل من إسرائيل وايران في حالة صراع إعلامي ونفسي وأمني والهدف هو ترهيب للشعبين الايراني والاسرائيلي على حد سواء بأن هناك خطر قادم من جهة طهران ضد إسرائيل وخطر قادم من جهة تل أبيب ضد ايران لكي (يبقى الشعبين الإيراني والاسرائيلي في حالة استنفار ودعم للنظامين في إسرائيل وايران ويبقيان في حالة تماسك خلف النظامين في اسرائيل وايران) . وهذا يعني ان أي تبريد للصراع المفتعل بين ايران وإسرائيل لن يخدم النظامين السياسين في ايران واسرائيل !
ثانيا :- ولكن نحن لدينا رأي آخر . فصحيح ان إيران تمتلك لوبيات ضغط وتنصت وتجسس كبيرة وواسعة ونشطة داخل الولايات المتحدة وداخل الدول الاوربية المهمة وحتى داخل المنظمات العالمية وبمقدمتها الأمم المتحدة لتحسين صورة إيران والنظام الايراني ومعرفة مايدور ضدهما. ولديها صداقات داخل الحزبين الجمهوري والديموقراطي في امريكا . وفي نفس الوقت تمتلك ايران استراتيجية سياسية فريدة .فهي تراقب المشاريع والاستراتيجيات والخطط الاسرائيلية في المنطقة والعالم وتهرول وراءها دوما لتشاركها دون علم اسرائيل او تبقى ملاصقه لها لتعرف كيف تعمل وبماذا تفكر إسرائيل ( وبهذه الطريقة حصلت وتحصل إيران على حماية مجانية من إسرائيل واميركا كونها ملاصقة للمشاريع الاسرائيلية وصار من الصعب استهدافها لان اي استهداف لها ستتضرر المصالح الاسرائيلية . وبالتالي ستتأثر المشاريع والطموحات الاسرائيلية والأميركية ) ، وبذلك نجحت إيران من تحقيق اهداف كثيرة من وراء هذه الملاصقة والحماية المجانية واهمها هدف( الهيمنة على القرار والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط والاقليم ) وهو نفس هدف اسرائيل ” فالأخيرة تريد الهيمنة ايضا على القرار والنقود في منطقة الشرق الأوسط والاقليم )… وهذا سر الخصام والعداء بينهما وليس له علاقة بالقضية الفلسطينية مثلما تدعي ايران، ولا حتى له علاقة بالهلال الشيعي كعقيدة ومذهب .ونتيجة هذا التشابك ظن كثير من العراقيين والعرب وكثير من المراقبين ان ايران على علاقة سرية مع إسرائيل وأمريكا !
ثالثا: فحتى توغل إيران المركب داخل العراق والهيمنة على مساحة واسعة من القرار العراقي خلال السنوات التي تلت سقوط نظام صدام حسين كان بعلم وموافقة الولايات المتحدة وإسرائيل ..وللأسباب التالية :
١-بسبب الخوف على الإسرائيليين الذين توغلوا في العراق تحت عباءة الاحتلال الاميركي للعراق. فبعد ان عرفت ايران خطوط التوغل الإسرائيلي في العراق أوصلت ايران تهديدها لواشنطن بأنها سوف تستهدف الاسرائليين ومشاريعهم في العراق إذا لم يتم السماح لإيران بالتوغل في العراق واسوة بإسرائيل لتحقيق المصالح الإيرانية…. وبالفعل تم لها ذلك وتوج باتفاق سري بين الطرفين رعاه السفير الاميركي في العراق انذاك رايان كروكر والسفير الإيراني أنذاك حسن قمي. فتوغلت إيران بمديات خطيرة داخل العراق والشأن العراقي ووصلت إلى تضاريس النظام السياسي في بغداد . ولهذا ظن كثير من العراقيين والعرب وبعض المختصين ان هناك تحالف سري بين واشنطن وطهران داخل العراق والحقيقة ليس كذلك !
٢-فجاءت ادارة الرئيس باراك اوباما فقررت الاستفادة من هذه الاتفاقية السرية داخل العراق بين واشنطن وطهران ومحاولة تطويرها من خلال ( المفاوضات السرية على الملف الايراني ) مقابل السكوت عن ايران وتوغلها داخل العراق. فتغولت إيران كثيرا في الشؤون العراقية وعلى مرأى من الاميركان بحيث اصبحت طهران تملي شروطها وحينها طلبت ايران ( التجديد للمالكي بولاية ثانية وهيمنة حلفاء ايران على مفاصل السلطة في العراق تقريبا ) وتم لها ذلك ،مع دلال أميركي كبير لايران في العراق لكي تمضي المحادثات السرية حوّل ( اتفاقية الملف النووي الإيراني ) وبالفعل مضت بخطين متوازين وهما ( التوغل والتجذر في العراق وبأهداف كثيرة وبكل حرية ،ومن ثم المضي بالمحادثات مع الجانب الاميركي حول الاتفاقية الخاصة ب(المشروع النووي الايراني) وقد ولد الاتفاق وبقيت ايران اللاعب القوي في العراق وحتى الساعة )
رابعا:-
وعلى الرغم من مجيء الرئيس ترامب في ولايته الاولى و الذي جمد اتفاقية الملف النووي بين ايران والولايات المتحدة ، وفرض عقوبات قاسية على إيران، ولكن لم يتحرر العراق من السطوة والهيمنة الإيرانية. بل نجحت إيران باستخدام العراق كمطية لصالح إيران ،وكخادم يوفر لإيران الخدمات وصولا لجعل العراق ممول رئيسي لتحسين الاقتصاد الإيراني وكسر الحصار على إيران وعلى حساب الشعب العراقي ( خصوصا عندما بدأت إيران بالتعامل مع العراق على انه حديقة خلفية لإيران ) .لا والأدهى من ذلك اصبح العراق يمول جميع ( حلفاء إيران في المنطقة ) وكل شيء امام انظار ادارة الرئيس الصهيوني جوزف بايدن والتي هي امتداد لإدارة اوباما .
خامسا:- هنا انتبه النظام الدولي انه لن يتحقق الهدوء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط دون تحقيق الهدوء والسلام والنهوض في العراق. ( وهو السر الذي عرفه الاسكندر المقدوني وفلاسفة اليونان منذ مئات السنين .. فعندما قرر المقدوني غزو الشرق وبلاد فارس طلب النصيحة من أفلاطون وزملائه فقالوا له لضمان النصر والنجاح عليك بالعراق اولا وهذا ما حصل ) فالعراق قطب الرحى لمنطقة الشرق الأوسط وفيه يكمن استقرار المنطقة . فعرف حينها النظام الدولي ان الولايات المتحدة وبريطانيا ” بوش الإبن وتوتي بلير”ارتكبا الجريمة الكبرى بغزو العراق وعليه تصحيح الوضع في العراق لكي تستقر المنطقة وترسم من جديد ( وكيف يتصحح الوضع وهناك إيران التي تهيمن على كل شيء في العراق !) فقرروا تنفيذ المخطط الكبير وهو بعنوان ( تقطيع اطراف الأخطبوط الإيراني في المنطقة وصولا للعراق ليكون خاتمة المخطط بتحرير العراق من ايران ) وبالفعل بدأ المخطط ضد إيران في غزة ولبنان وسوريا وقبلها في ارمينيا وانهاء ازمة قره باخ الأذربيجاني وكذلك ضد الداخل الإيراني بضربات نوعية وخطيرة ولازال الاستهداف مستمرا للداخل الإيراني !
الخلاصة :
سوف يتحرر العراق قريبا من إيران بنسبة ٩٩٪؜ ، وسيتحرر من جميع حلفاءها في العراق من احزاب وحركات ومليشيات وعناوين اخرى والذين حولوا العراقيين إلى ركاب طائرة مخطوفة لمدة ٢٢ سنة من قبل قراصنة تحميهم وتدعمهم ايران . واصلا إيران نفسها سوف تتخلى عنهم قريبا جدا مثلما تخلت عن حلفاءها في لبنان وسوريا . بحيث لن يكون اي نصيب لحلفاء ايران وحلفائهم الآخرين في الوضع العراقي بعد التغيير .وسوف يولد نظام وطني قوي في العراق يستند على دستور جديد وتركيبة جديدة لا علاقة لها بتركيبة النظام النشاز الذي بدأ عام ٢٠٠٣ واستمر ل ٢٢ سنة !
سمير عبيد
١٣فبراير ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة الشرق الأوسط داخل العراق فی العراق من جهة

إقرأ أيضاً:

الطقس يفتح صندوق مفاجآته.. عاصفة شتوية محتملة في العراق “الأولى منذ 10 سنوات”

شبكة انباء العراق ..

انتهت فرص الامطار مع فجر اليوم الخميس في مناطق جنوب ووسط العراق، فيما تستمر حتى مساء غد الجمعة في مناطق إقليم كردستان، لكن موجة مطرية جديدة تنتظر الوسط والجنوب يومي الاحد والاثنين وتبدأ بوادرها السبت، بالمقابل يراقب المختصون عاصفة شتوية محتملة تضرب المنطقة والعراق هي الأولى منذ 10 سنوات.

وتشير خرائط الطقس، الى بيانات عن عاصفة شتوية محتملة خلال الفترة بين 19 و23 شباط الجاري، وصفها المختصون بانها فترة حساسة ومعقدة جويًا، وقد تكون العاصفة الأولى منذ آخر عاصفة شتوية معتبرة ضربت شرق المتوسط قبل 10 سنوات والتي تسمى “العاصفة هدى”.

وبخصوص الأجواء الحالية، فإن الامطار خلال عصر ومساء اليوم الخميس تتزايد في المناطق الشمالية وتستمر حتى مساء غد الجمعة، يصاحبها تساقط كثيف للثلوج على مرتفعات دهوك وأربيل وشمال السليمانية، وربما يشمل المناطق المنخفضة هناك .

وتكون الرياح جنوبية شرقية ومتقلبة الإتجاه خفيفة السرعة، ومتوقع تحول الرياح إلى جنوبية غربية على غرب الأنبار، وهناك نشاط داخل سوريا والأردن قد يتسبب بتصاعد الغبار، ومن يوم الجمعة تعود الرياح الشمالية الغربية، أما درجات الحرارة من المتوقع ان تنخفض الجمعة ولمدة يومين حتى الاثنين، ثم ترتفع مجدداً.

وابتداء من يوم الأحد المقبل تبدأ الفعاليات الجوية والتي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، حيث تبدأ كتلة هوائية باردة بالتأثير على الاجواء العراقية لتسبب انخفاضاً ملموساً على درجات الحرارة في كافة مدن البلاد لتبدأ بوادرها يوم الجمعة على ان تتعمق وتشمل كافة المدن خلال يومي السبت والأحد، فيما تبدا امطار الاحد والاثنين في الوسط والجنوب.

user

مقالات مشابهة

  • ايران ترسل ردا لامريكا بشأن اتهاماتها: غير صحيح وموقفنا واحد مع القضية اليمنية
  • والدة أسير : ابني أسير لدى حركة حماس ونحن أسرى لدى حكومة “إسرائيل”
  • سلامي يتوعد إسرائيل بتلقي رد لا يمكن تصوره “إذا أخطأت ضد إيران”
  • مبدأ “وحدة الساحات” على المحك: هل يتشعل فتيل المواجهة مجدداً؟
  • زعيم الحوثيين يتوعد بعمل عسكري إذا هاجمت أمريكا و”إسرائيل “غزة
  • حماس تعلن استئناف التبادل يوم السبت والإعلام العبري: “إسرائيل خضعت”
  • الطقس يفتح صندوق مفاجآته.. عاصفة شتوية محتملة في العراق “الأولى منذ 10 سنوات”
  • صحيفة أمريكية تكشف موعد هجوم إسرائيل على "النووي" الإيراني
  •  جنوب أفريقيا: لن نسحب دعوى الإبادة الجماعية ضد “إسرائيل”