كلام الناس
نورالدين مدني
*اسمحوا لي بأن احتفل معكم بيوم الحب Valentine day رغم الويلات والخيبات والاوجاع التي تنغص حياتنا في ظل استمرار هذه الحرب العدمية لأن الجفاف العاطفي يهدد البناءالأسري.
*لذلك أحرص على الاحتفاء بيوم الحب الذي يحاول فيه بعض الشباب والأحباب الاحتفال به في الرابع عشر من فبراير من كل عام بقدر المستطاع.
*هذه فرصة لإحياء قيمة راسخة في ديننا لا نكاد ننتبه لها في ظل اللهاث اليومي لإشباع حاجاتنا المادية، وأعني بها قيمة المودة التي جعلها الله سبحانه وتعالى ركناً أساسياً من أركان الحياة الزوجية السعيدة.
*الإختناقات العاطفية ناجمة في جانب من جوانبها إلى التربية التي نشأنا عليها لأنها تفتقد الكلام الجميل والإطراء، الأمر الذي أفقد الإنسان السوداني قاعدة الحب اللغوية في حياته وأوصله - إلا من رحم ربي - إلى حالة الجفاف العاطفي والأمية التعبيرية في هذا الجانب الحيوي من حياتنا.
*لذلك نحتاج إلى نشر ثقافة الحب بيننا ليس فقط في يوم الحب الذي ارتبط بمناسبة موقوتة ننتهزها فرصة للتعبير عن مشاعر الحب النبيل، وإنما في كل أيام حياتنا.
*لا داعي للمظاهر الخارجية المصاحبة للإحتفال بيوم الحب مثل الملابس الحمراء أو الزهور أو الهدايا، لأن الأهم هو تعزيزالحب في حياتنا، ليس فقط مع شركاء الحياة الأسرية ومشروعات المستقبل الأسري وإنما مع كل المحيطين بنا؛ ابتداءً من الأطفال الأكثر حاجة للحب وليس انتهاء بالآباء والأمهات الأحق بالحب وحسن القول والفعل.
*نقول هذا ونحن نعلم أن قسوة الحياة المادية عقدت علاقات الشباب وأدخلتهم في متاهات ضيقة ومحبطة أفقدتهم الثقة في العلاقات السوية النقية.. وهؤلاء أكثر حاجة للأخذ بيدهم وإنارة الطريق أمامهم/ن لاسترداد عافيتهم/ن النفسية والإنسانية.
*إن العلاقات النفعية والإنتهازية التي طغت كادت تطفئ شموع الأمل وتقتل في نفوس الشباب بهجة النقاء الروحي والصدق الإنساني الذي لا ينمو ولا يزدهر إلا بالحب النبيل.
* لذلك - والكلام موجه للشباب خاصة - افتحوا نوافذ نفوسكم ولا تحرموا دواخلكم من المشاعر النبيلة الصادقة الأهم لتأسيس حياتكم في المستقبل على ركائز المحبة والرحمة والاحترام المتبادل.
* كل عام وأنتم ونحن وكل من حولنا أقد
noradin@msn.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مسقط تحتفي بيوم المدينة العربية
احتفلت محافظة مسقط اليوم السبت بيوم المدينة العربية الذي يصادفُ ذكرى تأسيس منظمة المدن العربية في دولة الكويت عام ١٩٦٧، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار "مدن مرنة قادرة على الصمود" في ظل التحديات المعاصرة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الأمين العام للمنظمة المهندس عبدالرحمن هشام العصفور، إن الحاجة اليوم تستدعي أهمية تبني نموذج عمراني أكثر مرونة لمواكبة التوسع السكاني العالمي حيث إن النمو السكاني المتسارع يفوق قدرة المدن على توفير بيئات سكنية ملائمة، أدى إلى انتشار الأحياء التي تحتاج إلى تطوير. وأوضح أن السنوات القادمة ستشهد تمدداً حضرياً واسع النطاق، وأن العديد من المدن غير مستعدة لهذا التوسع السريع بسبب وتيرة تطوير الإسكان غير المتناسبة مع النمو السكاني.
وأضاف العصفور أن التحديات المعاصرة التي تواجهها المدن العربية، مثل التغير المناخي والزحف العمراني والأزمات الصحية وتأثيرات الحروب، تستدعي تعزيز المرونة الحضرية للمدن وقدرتها على الصمود، وشدد على ضرورة التخطيط الحضري المستدام والاستفادة من التكنولوجيا الذكية لمواكبة هذه التحديات.
وتُعد مسقط من الأعضاء الفاعلين في منظمة المدن العربية منذ انضمامها عام ١٩٧١، أتاح لها فرصة تبادل الخبرات والمعارف مع بقية الأعضاء في مجالات تصميم المدن والتنمية الحضرية والخدمات البلدية، والتي أسهمت في تبني أفضل الممارسات في التخطيط الحضري المستدام.
وفي السياق ذاته، حرصت محافظة مسقط على تعزيز علاقاتها مع المؤسسات والشركاء الدوليين، وانعكس ذلك إيجاباً على مشاريع التخطيط الحضري والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في تطوير الحواضر، ومن الأمثلة البارزة على هذا النهج مدينة السلطان هيثم، التي تُعد من المدن الذكية المستدامة في المحافظة. فقد صُممت بنيتها الأساسية بمرونة هندسية تُشجع على المشي في ظل توفر جميع الخدمات في نطاق يسهل الوصول إليه، وصممت المدينة لتستوعب وسائل نقل متنوعة، وتتيح تدفق الهواء بين مبانيها، مما يقلل من تكاليف الصيانة ويعزز جودة الحياة.
إلى جانب مدينة السلطان هيثم، تضم محافظة مسقط مدينة يتي المستدامة، التي تشمل ١٦٥٧ وحدة سكنية، منها ٣٠٠ فيلا صديقة للبيئة بتصاميم ذات كفاءة. تعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة لتقليل الانبعاثات الكربونية، من خلال استخدام المركبات الكهربائية وذاتية القيادة، بالإضافة إلى توفير محطات شحن لهذه المركبات. ويجسد هذا المشروع نموذجاً متقدماً للتنمية الحضرية المستدامة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
والجدير بالذكر أن منظمة المدن العربية هي منظمة إقليمية غير حكومية متخصصة في شؤون المدن والبلديات، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين المدن العربية في مجالات التخطيط العمراني والتنمية المستدامة وتبادل الخبرات. ويُعد يوم المدينة العربية مناسبة سنوية للتأكيد على أهمية العمل المشترك لبناء مدن عربية تحافظ على تراثها وتواكب تطلعات المستقبل.