ستيف بانون في قلب العاصفة السياسية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
"عاد ستيف بانون إلى المشهد السياسي بقوة، فالرجل الذي خرج من سجن دانبري في كونيتيكت قبل أشهر، عاد ليصبح النجم الأبرز في عالم دونالد ترامب"، هكذا استهل رئيس تحرير مجلة "ذا ناشيونال إنترست" مقاله على موقع المجلة الأمريكية.
بانون، الذي خرج من السجن أكثر تصميماً وعدوانية، يواصل التغلغل في أعماق الحركة اليمينية الشعبوية
وكتب هيلبرون، وهو الزميل البارز في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، في ناشيونال إنترست "لم يكتفِ بانون باستعادة نفوذه، بل بات يمتلك خطاً مباشراً مع البيت الأبيض، حيث يظهر المشرعون الجمهوريون، مثل السيناتور جوش هاولي وتومي توبرفيل، بانتظام في برنامجه الإذاعي (غرفة الحرب)، لدرجة أن صحيفة وول ستريت جورنال وصفت برنامجه بأنه (الأكثر إثارة في مشهد الإعلام السياسي بواشنطن)، خاصة مع فريق من الشباب من (جيل زد)، بقيادة ناتالي وينترز، المراسلة السياسية ذات الثلاثة وعشرين عاماً في البيت الأبيض".
The Return Of Steve Bannon https://t.co/xG2RfKlJUn via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) February 13, 2025 "أنا لينيني... أريد هدم الدولة"في عام 2013، التقى المؤرخ رون رادوش بستيف بانون في إحدى الحفلات في منزله الواقع على تلال كابيتول هيل.
وكان رادوش، الذي نشأ في بيئة يسارية قبل أن يتحول إلى معسكر المحافظين الجدد، مصدوماً عندما سمع بانون يقول: "أنا لينيني"، مضيفاً: "لينين أراد تدمير الدولة، وهذا هدفي أيضاً. أريد أن أجعل كل شيء ينهار، وأقضي على المؤسسة الحاكمة بأكملها."
لكن كيف تمكن بانون من النجاح وتحقيق هذا النفوذ؟ السر في إدراكه أن خصومه الحقيقيين لم يكونوا الليبراليين أو التقدميين، بل الجمهوريين التقليديين أنفسهم، أولئك الذين التزموا بقواعد الانتخابات في ولايات مثل جورجيا وأريزونا، ورفضوا التلاعب بالنتائج لصالح ترامب في عام 2020.
The ideological brain of Trumpism is ready to bring his doctrine of permanent revolution to the nation’s capital. https://t.co/w5DvEsK25H
— National Interest (@TheNatlInterest) February 13, 2025وفهم بانون أن المعركة ليست مجرد حرب أيديولوجية، بل معركة للسيطرة على الحزب الجمهوري نفسه، لذلك عمل بجد على إعادة إحياء ترامب بعد أحداث 6 يناير (كانون الثاني)، من خلال تعبئة القاعدة الجماهيرية التي وصفها الرئيس جو بايدن بأنها "حركة ماغا المتطرفة".
"إنه يؤمن بحكم المئة عام" في كتابه الأخير "نكمل ما بدأناه" Finish What We Started ، يوضح الصحافي إسحاق أرنسدورف من صحيفة "واشنطن بوست" أن بانون كان يعتقد أنه إذا ما تمكنت حركة "ماغا" من كسر الحصار الذي فرضته عليها المؤسسة التقليدية، فإنها ستشكل تحالفاً مهيمناً يمكنه حكم أمريكا لمئة عام (على الأقل، لم يقل ألف عام!).لكن كورت ميلز يرى أن بانون ليس مفكراً ثابت المبادئ أو شخصاً يلتزم بإيديولوجيا متصلبة، بل هو أشبه بتاجر في الأفكار والمعلومات. فمن ناحية، يقدّم نفسه "كصقر متشدد" ضد الصين، لكنه في الوقت نفسه يطالب بتقليص ميزانية وزارة الدفاع. حربه مع "الأوليغارشية التكنولوجية"
أما عدوه الأكبر في الوقت الحالي، فهو ما يسميه "أوليغارشية التقنية الإقطاعية"، والتي يقصد بها إيلون ماسك وأصدقاؤه من أباطرة التكنولوجيا.
لكن مع الاجتماع الهادئ الذي عقده ترامب مع ماسك في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، يبدو أن معركة بانون مع الملياردير التكنولوجي ليست بالسهولة التي يتخيلها.
وأعرب بانون أعرب عن إعجابه بلينا خان، الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية، التي تعد العدو اللدود لكبار شركات التكنولوجيا.
وقال لميلز: "إنها واحدة من أشرس الأشخاص الذين شغلوا هذا المنصب منذ زمن طويل، وهي تؤمن حقاً بريادة الأعمال."
هجوم الصحافة المحافظة عليه... ولماذا لا يكترث؟ لم يكن الجميع في المعسكر المحافظ متحمساً لصعود بانون الجديد، يوم الثلاثاء، شنت صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي لطالما كانت الصوت الحارس للفكر المحافظ التقليدي، هجوماً شرساً عليه، قائلة: "مستمعو بودكاست غرفة الحرب قد يرغبون في معرفة سبب اعتراف ستيف بانون يوم الثلاثاء بأنه مذنب بتهمة الاحتيال على المتبرعين الذين قدموا أموالاً لبناء جدار حدودي خاص."لكن يبدو أن بانون غير معني بهذه الهجمات. فهو لا يسعى إلى رضا المؤسسة، بل يسعى إلى إشعال ثورة سياسية جديدة. مستقبل بانون وخلص الكاتب إلى أن ستيف بانون، الذي خرج من السجن أكثر تصميماً وعدوانية، يواصل التغلغل في أعماق الحركة اليمينية الشعبوية. ومع نفوذه المتزايد داخل الحزب الجمهوري، وتحالفه مع قادة الرأي اليميني الجدد، فإنه لا يبدو مستعداً للتراجع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المشرعون الجمهوريون ترامب إيلون ماسك ترامب الحزب الجمهوري إيلون ماسك ستیف بانون
إقرأ أيضاً:
هل يحتاج ترامب إلى طبيب نفسي أم يمارس البلطجة السياسية.. ماذا تقول أفعاله؟
يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أحد أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل، في التاريخ الحديث، وتعددت الآراء حوله بين من وصفه بالمجنون، بسبب المواقف والتصريحات التي صدرت عنه، ومن يرى تصرفاته من باب البلطجة السياسية غير المسبوقة.
وبالعودة إلى فترة رئاسته الأولى، وخلال حفل تنصيبه، كرئيس للولايات المتحدة، أطلق ترامب تصريحات صورت بلاده وكأنها دولة منهارة تنخرها الجرائم، وتجاهل الأعراف السياسية لخطابات التنصيب التي تركز على توحيد الأمريكيين.
إساءات وألفاظ نابية
ولم يتردد ترامب في مهاجمة الحلفاء التقليديين لبلاده، ونعتهم بأوصاف مسيئة وغير مسبوقة في السياسة الأمريكية، وخلال فترته الأولى، قال إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "ضعيف وغير نزيه".
وقبل تسلم ولاية الثانية، أطلق تصريحات عبر فيها عن إرادته بضم كامل مساحة كندا إلى أمريكا لتصب ولاية من ولاياتها وهو ما وصفه كثيرون بالجنون.
ولم تسلم ألمانيا كذلك في فترته الرئاسية الأولى من التهجم على مستشارتها السابقة أنجيلا ميركل، كذلك تخفيض القوات الأمريكية من هناك وما تعتبره أوروبا خطرا بسبب المخاوف من روسيا لأنهم لم يدفعوا مساهمات أكثر من ميزانية الناتو.
كما هدد ترامب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بما أسماه "النار والغضب"، لكنه عاد لاحقا لترتيب لقاءات تاريخية غير مسبوقة بين البلدين العدوين، والتقى معه على الحد الفاصل مع كوريا الجنوبية، ودخل أراضيه بأمتار والتقط صورا تذكارية هناك.
وخلال جائحة كورونا، كانت مواقف ترامب حافلة بالغرائب، ووصف الكثيرون طريقة تعامله مع الجائحة بالجنون، وخاصة مع اقتراحه في مؤتمر صحفي بحقن الناس بمواد معقمة من أجل محاربة الفيروس.
كما ظهرت خلال فعاليات دولية تصرفات من ترامب، أثارت تساؤلات عن أهدافها منها، مثل دفع رئيس وزراء الجبل الأسود، أمام الكاميرات، في مؤتمر حلف الناتو عام 2017، خلال الصورة الجماعية، من أجل أن يكون هو في المقدمة وأبعده للخلف.
كما انسحب ترامب فور تسلمه الرئاسة من اتفاقيات دولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني ومن منظمة الصحة العالمية.
كما خرج ترامب بأفكار متطرفة، لمواجهة المهاجرين إلى بلاده، عبر حفر قناة على طول الحدود مع المكسيك، وملئها بالثعابين أو التماسيح، وإقامة جدار كهربائي، لصعق من يتقرب منه من المهاجرين.
وأطلق ترامب تصريحات مسيئة بحق دول وشعوب أخرى، ووصف في رئاسته الأولى، دولا أفريقية مثل هايتي بأنها أوكار قذره.
وحتى داخل الولايات المتحدة، أثار ترامب غضب الصحافة الأمريكية، بعد أن قال إنها عدو للشعب الأمريكي، في هجوم غير مسبوق من رئيس أمريكي.
مواقف محرجة:
خلال زيارة المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إلى البيت الأبيض، عام 2017، أوقعها ترامب في حرج بعد طلب الصحفيين التقاط صورة لهما، لكنه خلاف عادة الرؤساء لم يصافحها، رغم نظرها إليه وسؤاله عما إذا كان يريد المصافحة لكنه تجاهلها تماما ولم يرد.
وفي موقف آخر، عقب اجتماع مجموعة السبع عام 2019، بدت لافتة المصافحة التي قام بها ترامب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد إمساكه بيده لفترة طويلة وبطريقة غير مريحة، أظهرت ماكرون بشكل محرج أمام الكاميرات.
كما أن المؤتمرات التي يعقدها ترامب مع الصحفيين في البيت الأبيض، كانت حافلة بشكل شبه دائم في فترته الرئاسية، بالمشادات، لرفضه الإجابة على أسئلة بعضهم والسخرية من البعض، كما رد على صحفية من أصول آسيوية في إحدى المرات بالهجوم على الصين، دون وجود علاقة لسؤالها بالأمر، لكنه كان يستهدف أصولها.