عيد الحب يتحول إلى مأساة.. جرائم قاسية هزت قلوب الجميع
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
كان يوم 14 فبراير (شباط) عام 1929 ــ يوماً للحب والاحتفال ــ عندما اقترب مجموعة من الرجال في سيارة كاديلاك سوداء، وخرجوا منها مسلحين بمدافع رشاشة وأطلقوا النار على آخرين وأردوهم قتلى.
رسخ هذا الحادث والذي يشتهر عالمياً بـ "مذبحة عيد القديس فالنتاين"، مكانة شيكاغو في تاريخ الجريمة المُنظمة، وجعلت زعيم العصابات الشهير "آل كابوني"، هدفاً، وكان من المعتقد على نطاق واسع أنه كان وراء كثير من عمليات القتل.
هذه الحادثة وغيرها من الحوادث تظل عالقة في أذهان الكثيرين لاسيما أنها تأتي في يوم مميز يسوده الحب والمشاركة، لتمثل وجهاً آخر للرومانسية.
يرصد "24"، أبرز جرائم القتل الدموية في "عيد الحب"، حيث كان أحد المتهمين الحبيب أو شريك العُمر.
اختفت أنيترا غان، وهي طالبة في السنة الأخيرة بجامعة فورت فالي، في عيد الحب عام 2020. وشعر أصدقاؤها وعائلتها بالقلق عندما لم يتمكنوا من الوصول إليها في اليوم التالي.
عُثر على جثة غان بعد أربعة أيام في منطقة مشجرة، وكشف تشريح الجثة أن وفاتها كانت جريمة قتل، حيث تعرضت للخنق يوم 14 فبراير، بينما كان صديقها، ديماركوس ليتل، المشتبه به الرئيسي.
لم تتم محاكمة المُتهم حتى الآن، على الرغم من اتهامه بالقتل العمد.
بعد 24 عاماً من ارتكابهما جريمة قتل سيدة حامل، أسدلت محكمة أمريكية الستار عام 2020، الستار على المتهمين أنتوني ويليامز وكريم بروك؛ لقتلهما سارة كينيجاد وطفلها، بدم بارد.
يعود الحادث إلى 14 فبراير (شباط) 1996، خلال عيد الحب، حينما تنكر الشخصين في ملابس نسائية ودخلا متجر في لاس فيغاس بأمريكا لسرقته، بينما كانت تجلس امرأة تبلغ من العمر 19 عاماً تنتظر زوجها، حيث أطلقا النار عليها وتوفيت لاحقاً في المركز الطبي الجامعي ومعها طفلها الذي لم يُلد بعد.
تعذيب حتى الموتشهد عام عام 2020، إعادة إحياء قضية قتل بشعة بعد 46 عاماً من وقوعها عام 1974، حينما اُختطفت كارلا ووكر، طالبة ثانوية، من سيارة صديقها بعد حفلة رقص بمناسبة عيد الحب، وتعرض صديقها لضربة في رأسه أفقدته وعيه، بينما اختطفت كارلا.
عُثر على جثة الفتاة في خندق بعد ثلاثة أيام، بعد تعذيبها لمدة يومين قبل أن تفارق الحياة قبل الأوان.
ورغم أن السلطات حددت أسماء أشخاص مهمين، إلا أنه لم يتم توجيه أي اتهامات في قضية مقتل ووكر، ولم يتم الكشف عن القضية، إلا أنه وباستخدام التكنولوجيا الجديدة، تمكن المحققون من بناء ملف تعريف الحمض النووي الكامل للمشتبه به وحُكم عليه عام 2020 بالسجن مدى الحياة.
في 14 فبراير عام 2019، نفذت الفتاة الأمريكية أماندا، رفقة والدها نايلور ماكلور، جريمة قتل بشعة بحق حبيبها جون ماكجواير.
استقبل جون ماكجواير، حبيبته أماندا ووالدها نايلور ماكلور وشقيقتها آنا، في مسكنهما في إنديانا. ورغم أن الزيارة سارت على ما يرام في البداية، إلا أنه بعد أسبوع، بدأ الأب وابنتاه في التخطيط لقتل ماكجواير.
تعرض الشاب للضرب بزجاجة، وحقنوه بعقار الميثامفيتامين، ثم خنقوه، وعذبه الثلاثة لمدة يومين قبل دفنه في الفناء الخلفي، وبعد ستة أيام، حفروا جثته، وقطعوا أوصالها، وأعادوا دفنها.
بعد حوالي ثلاثة أسابيع من جريمة القتل، وفي أواخر عام 2019، اتُهموا بقتل ماكجواير، وحُكم على أماندا بالسجن لمدة 40 عاماً، وحُكم على والدها بالسجن مدى الحياة دون رحمة، وحُكم على شقيقها بالسجن لمدة 40 عاماً.
اعترف إيجيديو ألفيس بقتل والده طعناً في عيد الحب عام 2017، بمنطقة هيدينغتون بإنجلترا، أمام الجمهور، بمن فيهم أطفال.
تم القبض عليه في مكان الحادث ونقل والده رامالهو إلى المستشفى لكنه توفي في اليوم التالي.
وقال المفتش ديف هوبارد: "كانت هذه حادثة مروعة، وفي حين أننا لن ننصح أبدًا أفراد الجمهور بالمخاطرة بسلامتهم للتدخل في مثل هذه المواقف، فقد تصرفوا بشجاعة لوقف الهجوم ونزع سلاح ألفيس وتقديم الإسعافات الأولية لدومينغوس قبل وصول خدمات الطوارئ".
إطلاق نارفي عام 2016، حُكم على العداء الجنوبي أفريقي المُحترف بيستوريوس، بالسجن لمدة ست سنوات من قبل قاضٍ في جنوب إفريقيا، إلا أن الحُكم اعتُبر "متساهلاً للغاية" وتمت زيادته إلى 15 عاماً، في 2017، من قبل محكمة الاستئناف العليا.
في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2012، حقق أوسكار بيستوريوس تاريخاً جديداً، كأول عداء مبتور الساق يتنافس في الألعاب الأوليمبية، ورغم شهرته إلا أنه في العام التالي خلال عيد الحب عام 2013، أطلق النار على صديقته عارضة الأزياء ريفا ستينكامب، ما أدى إلى مقتلها.
إصابة في القلبفي 14 فبراير (شباط) 2015، طعنت داون ديكسون باي من ولاية ميشيغان، صديقها جريجوري، مرتين في صدره، ما أدى إلى إصابة قلبه بالضربتين وقتله على الفور.
ادعت الفتاة أن القتل كان دفاعاً عن النفس، إلا أنه لم يظهر على جثته أي جروح دفاعية، وتم العثور عليها مُمدة أمام أريكته، مما يشير إلى أنه كان نائماً أو مستلقياً أثناء الهجوم.
وأدينت بالسجن لمدة تتراوح بين 35 و70 عامًا .
في 14 فبراير (شباط) عام 2013، أقبل ناثان ليوثولد، بولاية إلينوي الأمريكية، على قتل زوجته ومحاولة إخفاء الجريمة بجعل المشهد وكأنه عملية سطو فاشلة.
أصدرت المحكمة حكماً بالسجن 80 عاماً بتهمة قتل زوجته، ليصبح الطريق مُمهداً له مع عشيقته أينا دوبيلايت، البالغة من العمر 21 عاماً.
قرر الأمريكي غيبسون بول، إنهاء العلاقة العاطفية مع حبيبته توميكا بيترسون، في عيد الحُب عام 2011، ولكن على طريقته حينما قرر قتلها بشكل بشع.
أراد غيسون، الانتقام من حبيبته التي أنهت علاقتها معه قبل الحادث بأيام، بإطلاق النار عليها بينما كانت جالسة في سيارتها مع صديقين وطفل صغير.
أدين بول بتهمة القتل العمد والاعتداء المشدد وإطلاق النار على سيارة مأهولة وحيازة سلاح ناري من قبل مجرم مدان، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
في الرابع عشر من فبراير (شباط) عام 2010، توجه ريتشارد شوك بسيارته إلى الحديقة للقاء زوجته وتبادل الهدايا بمناسبة عيد الحب، وعندما وصلت زوجته ستايسي إلى الحديقة، وجدته مقتولاً بالرصاص خارج شاحنته.
بعد ثلاثة أشهر فقط، تبين أن ما بدا وكأنه عمل عنف عشوائي كان مخططاً لقتل مأجور، حيث دفعت دفعت الزوجة ستايسي 10 آلاف دولار للمُدرب الشخصي ريجينالد كولمان لقتل زوجها. وحُكِم على كولمان وشوك بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جريمة عيد الحب حوادث بالسجن مدى الحیاة بالسجن لمدة عید الحب إلا أنه إلا أن عام 2020 کم على
إقرأ أيضاً:
ناجيات من الإبادة فقدن أبناءهن.. جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات
الثورة /
مع توقف إطلاق النار في قطاع غزة، فُتحت جراح النساء الأمهات من جديد لتواجه المكلومات الحقيقة القاسية لغياب أبنائهم. فمن الأمهات من فقدت ابناً أو اثنين، ومنهن من استيقظت لتجد نفسها بلا عائلة، بعدما أباد جيش الاحتلال جميع أبنائها في غارة واحدة، ومنهن غادة دولة.
نزحت غادة، 49 عاماً، من شمال وادي غزة إلى جنوبها، وفي ليلة 13 أكتوبر 2023م، عند العاشرة مساءً، دوّى انفجار عنيف. خرج والدها وإخوتها وأبنائها لتفقّد المكان، لكنهم لم يعودوا. مزّقتهم ثلاث قذائف إسرائيلية، وتركتها في هاوية لا قرار لها.
تقول: “استشهد ابني أحمد متأثرًا بشظية في رأسه، لم يستطع الأطباء معالجته فلم يكن لديهم إمكانيات. لحظة الوداع كانت كابوسًا. احتضنت أحمد بشدة، ثم فقدتُ وعيي مرارًا”. أما أمير، فأُصيب بجروح خطيرة ونُقل إلى مشفى ناصر، ولم أتمكن من وداعه إلا في المقبرة.
لو لم أنزح!
كان الألم أوسع من أن يُحتمل حين أُعلن عن عودة سكان الشمال، “رغبتُ في نقل قبور أبنائي معي، لكن أخي أقنعني بأن يبقوا حيث هم، وكأنني أترك جزءًا مني خلفي إلى الأبد. عدنا مشيًا عبر شارع الرشيد، كان الطريق طويلًا، كنت أبكي طوال المسير، كيف عدتُ بلا أولادي؟”، تسأل الأم المكلومة نفسها.
تلوم دولة نفسها وتحدثها “لو لم أنزح لكانوا سيبقون بجانبي؟ إحساس قاتل بالذنب يلاحقني، كان عليّ كأم أن أحميهم. أعيش في دوامة لا تهدأ، أراهم أمامي حتى وأنا مستيقظة، أحدثهم، أمد يدي لأحتضنهم، وكأنني أفقد عقلي”.
ورغم كل هذا الألم، لا تجد الأم متسعًا للحزن طويلاً، حيث فقدتُ منزلها، ولا توجد مقومات حياة في شمال قطاع غزة، ويتوجب عليها أن ترعى من بقي من أبنائها وتؤدي كامل المسؤوليات المطلوبة منها في ظروف أشد الظروف صعوبة جسديا ونفسيا.
وكل أم في غزة تحمل في قلبها جرحين؛ جرح الخوف المستمر على من تبقى من أطفالها، وجرح الفراق الذي فرضته الحرب، ما يجعلهن تحت وطأة تحديات مضاعفة، حيث يتم تجاهل احتياجاتهن النفسية والعاطفية في مجتمع يسوده الدمار، ويُحرم العديد منهن من الدعم الذي يحتجن إليه في هذه اللحظات الأكثر قسوة في حياتهن.
عبء نفسي ثقيل
ويقول التقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الأمهات في غزة يحملن عبئًا نفسيًا ثقيلًا، فالأم لا تحزن على فقدان ابنها فقط، بل تُجبر على التكيف مع واقع مرير، حيث لا يوجد مكان آمن للحزن أو للتعافي.
ويضيف التقرير المعنون بـ “جريمة الإبادة الجماعية مستمرة في قلوب الأمهات”، أن تكمن المأساة في أن هؤلاء النساء، اللواتي فقدن أبناءهن، لا يجدن من يقدّم لهن الدعم في هذه المرحلة العميقة من الفقد، مما يزيد من معاناتهن ويجعلها أشد قسوة.
ويوضح أن الأمهات يُجبرن رغم الفقد والانهيار النفسي، على الاستمرار في أداء مسؤولياتهن المنزلية، وتربية الأطفال ورعايتهم وسط ظروف قاسية لا تتوفر فيها مقومات الحياة الأساسية مثل المياه النظيفة، والكهرباء، والخصوصية، والأمان.
ويلفت التقرير الحقوقي إلى المأساة الكبرى التي تعيشها معظم الأمهات في خيام ومراكز إيواء مكتظة، تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة، مما يجعل كل يوم بمثابة صراع للبقاء، حيث يمتزج الحزن بالقهر والمسؤولية التي لا تنتهي.
ميلاد موت جديد
وتعيش فاطمة السرسك، 25 عاما، هذه المأساة بكل تفاصيلها، شأنها شأن 1.9 مليون فلسطيني نزحوا إلى وسط وجنوب قطاع غزة، غير أن هذا جحيم لا يغيب عن ذاكرتها وتعيشه عياناً منذ ليلة 30 أكتوبر 2023م عندما قضى صاروخ إسرائيلي على عائلتها.
تقول: “وجدتُ نفسي في أرض خالية، بينما كانت طفلتي أيلول مُلقاة خارج المنزل، أما زوجي وأطفالي الأربعة فكانوا تحت الأنقاض”.
وتضيف السرسك: “كانت جسدًا محروقًا بلا ملامح، لم أستطع حتى النظر إليها من هول ما أصابها. كانت الحروق من الدرجة الثالثة، والجرح في رأسها احتاج إلى سبع غرز. كنتُ أعلم أنها تتألم، لكني لم أكن قادرة على احتضانها، لم أكن قادرة حتى على الوقوف؟”.
فقدت السرسك ثلاثة أطفال، إياد (8 أعوام) وتامر (6 أعوام) احترقا بالكامل، وسلمى (5 أعوام) كانت قدمها مبتورة تتدلى من جلدها الرقيق. لم يتمكنوا من انتشالهم إلا في اليوم التالي، ولم تستطع اللأم وداعهم، “لم أحتمل أن تبقى صورتهم المحترقة هي آخر ما أحمله عنهم. دفنوا بعيدًا عني، كنت أتمنى ألا يكونوا محروقين وأستطيع وداعهم”.
وعندما تم إعلان وقف إطلاق النار وعادت السرسك إلى غزة، “لم أفرح بالعودة، كان هناك موتٌ جديدٌ يُولد في داخلي مع كل خطوة. عُدت وحدي دون أطفالي وقلبي يعتصر ألماً. لم أفرح بوقف إطلاق النار، فقد تجددت آلامي، لأن الحرب سرقت مني أغلى ما أملك. وأجد نفسي أبكي طوال الليل، عاجزة عن النسيان أو تجاهل الأحداث التي غيرت حياتي”.
فقدان للهوية الوجودية
ويشير تقرير المركز الحقوقي إلى خصوصية المجتمع الفلسطيني، حيث تُسند للأمهات المسؤولية الأساسية في تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم اليومية، مما يكوّن علاقة وثيقة بأبنائهن مستمرة تقوم على الرعاية والعناية بكل تفاصيل حياتهم.
ويقول: “عندما تفقد الأم ابنها، تفقد جزءاً أساسياً من هويتها اليومية المرتبطة بهذا الدور، مما يجعل الألم يتجاوز الحزن الطبيعي ليصبح شعوراً بالفراغ الوجودي”.
ويشير إلى أن فقدان الأمهات لأبنائهم يشعرهن بالإخفاق في أداء دورهن بحمايتهم، حتى عندما يكون الأمر خارج عن إرادتها. ويشدد على أن “هذا الشعور بالفشل الشخصي يتداخل مع الحزن الطبيعي، ليخلق أذى نفسياً أكثر عمقاً لا يمكن محوه”.
ويلفت إلى أن علاقة الأم بابنها تولد منذ اللحظة الأولى للحمل، حيث يتكون رابط جسدي وعاطفي عميق يُميز هذه العلاقة عن أي علاقة أخرى، ما يجعل فقد هذا الارتباط أكثر من مجرد خسارة فرد، إلى انتزاع كيان”.
صدمات عميقة واضطرابات مزمنة
ويُعد فقدان الأطفال نتيجة الحروب من الصدمات النفسية العميقة التي تواجهها الأمهات، إذ يُحدث هذا الفقدان تغيرات جذرية في البنية النفسية والعاطفية تؤثر على الحياة اليومية والصحة النفسية على المدى الطويل، ووفقًا لنظرية الارتباط التي أسسها العالم النفسي جون بولبي.
ويوضح بولبي أن العلاقة بين الأم وطفلها تُعتبر مصدر أمان واستقرار عاطفي؛ لذا فإن فقدان هذا الرابط يشكل صدمة قد تؤدي إلى اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الإجهاد ما بعد الصدمة PTSD))، مشيرا إلى أن فقدان رابط الارتباط الأساسي يترك أثرًا بالغًا يتطلب وقتًا طويلًا للتعافي.
ومن منظور علم النفس الاجتماعي، ترى الدكتورة ماريان ويلر، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كولومبيا، أن فقدان الأم لطفلها في ظروف الحرب لا يؤثر فقط على الجانب العاطفي بل يمتد إلى تأثيرات اجتماعية وهوية الأم.
وفي دراسة نشرتها في “المجلة الدولية لعلم النفس الاجتماعي”، تشير ويلر إلى أن الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن قد يشعرن بالعزلة الاجتماعية وانعدام الدعم المجتمعي، مما يزيد من احتمالية تطور اضطرابات نفسية مزمنة.
وتضيف أن الشعور بالذنب والرفض الذاتي قد يعيقان عملية التعافي، ويستدعيان توفير بيئة داعمة تُشعر الأمهات بأنهن جزء من شبكة اجتماعية تُقدم الدعم النفسي والعاطفي.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي
واستنادًا إلى تقرير منظمة الصحة النفسية الدولية، فإن التدخلات العلاجية المبكرة، مثل العلاج النفسي الفردي والجماعي، تلعب دورًا حاسمًا في تقليل حدة الاضطرابات النفسية لدى الأمهات المتأثرات، الناتجة عن اضطرابات ما بعد الصدمة.
ويبين أن فقدان الأطفال يزيد من تعقيد الحالة النفسية، إذ تفقد الأمهات المصدر الأساسي للدعم العاطفي والأمان الذي يوفره الارتباط الأمومي. ويوضح التقرير كيف أن فقدان الطفل يؤثر على الهوية الأمومية، مما يؤدي إلى شعور دائم بالحزن والعزلة.
ويؤكد التقرير أن الصدمات النفسية الناتجة عن الحروب لا تقتصر على الجانب الفردي فحسب، بل تمتد لتؤثر على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للأمهات. ففي كثير من الأحيان، تعاني هذه الفئة من انقطاع شبكات الدعم الاجتماعي، سواء من الأسرة أو المجتمع المحلي، مما يجعل عملية التعافي أكثر صعوبة.