مرافق الصحية في مطار بغداد: خدمة أساسية وليست إنجازًا إعلاميًا
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
14 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: كتب عادل الجابري:
تسبب تصريح مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، حول تحسين المرافق الصحية في المطار، في موجة من الانتقادات والغضب على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الأكاديمية. حيث أشار العبيدي إلى أن هذه المرافق الصحية تعد من “الأفضل في العالم”، وهو ما دفع العديد من الناشطين والمواطنين إلى التعبير عن استيائهم من تصريحات تبدو بعيدة عن الواقع، وفقاً لما يعيشه المسافرون في المطار.
وفي الوقت الذي يرى فيه الكثيرون أن التركيز على مثل هذه النقاط قد يكون محيراً بالنظر إلى الأزمات الكبيرة التي يعاني منها المطار في جوانب أخرى.
وتحسين المرافق الصحية في مطار بغداد لا يعد إنجازًا يحق الإشادة به عبر الإعلام، بل هو أمر بديهي يجب أن يكون جزءًا من الواجبات الأساسية للمسؤولين.
ومن المعيب اعتبار ذلك إنجازًا في وقت يتطلع فيه المواطنون إلى تحسينات حقيقية في مجمل الخدمات. فعلى الرغم من أهمية الصحة، إلا أن تحسين المرافق الصحية يجب أن يكون أمرًا طبيعيًا ضمن أولويات أي مسؤول في دولة تسعى للتطور.
وتزايد الحديث عن هذا الموضوع يشير إلى أن هذه الخدمة الأساسية قد تم الترويج لها بشكل مبالغ فيه. وفي الحقيقة، ما يطمح إليه الناس هو تحسين شامل للخدمات وليس مجرد تحسين جانبي لا يعكس تطلعاتهم الحقيقية.
ولم تكن تلك التصريحات عابرة، فقد أثارت العديد من التساؤلات حول الأولويات التي يجب أن يركز عليها المسؤولون في وقت يعاني فيه المسافرون من نقص الخدمات الأساسية. إذ كان من المتوقع أن تكون المرافق الصحية جزءًا من مجموعة واسعة من التحسينات التي يتطلع إليها المسافرون، ولكن التركيز على جانب واحد من هذا الملف فتح الباب أمام الانتقادات.
تفاعل الباحث الأكاديمي محمد علي مع التصريحات، معتبراً أن التركيز على المرافق الصحية في وقت تعاني فيه بقية الخدمات من تدهور واضح يعد تجاهلاً لاحتياجات المسافرين الحقيقية. وأوضح أن العديد من المشاكل التي يواجهها الركاب تشمل المقاعد المتهالكة، والقاعات المزدحمة، وكذلك تأخر خدمات تسليم الحقائب التي قد تستغرق ساعات. واصفاً التصريحات بأنها بمثابة إهمال لبقية الخدمات التي ينبغي أن تكون في طليعة اهتمامات إدارة المطار.
إضافة إلى ذلك، وجه محمد علي دعوته لرئيس مجلس الوزراء لإقالة مدير المطار، معتبرًا أن هذا التركيز الأحادي على تطوير المرافق الصحية يعد إغفالاً لبقية الجوانب الخدمية التي تهم المسافرين، لاسيما أن المطار يشكل الواجهة الأولى التي يراها الزائر الأجنبي للعراق.
وهذا يثير تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة العراقية لتقديم بنية تحتية متطورة تتناسب مع تطلعات المواطنين والزوار، خاصة في ظل التقدم الهائل الذي حققته بعض الدول في مجال الخدمات المرفقية للمطارات.
في ظل هذه الانتقادات، يبقى السؤال المطروح: هل تكمن الأولوية في تحسين المرافق الصحية فقط، أم أن هناك حاجة ملحة للنظر في كافة جوانب الخدمات داخل المطار؟ فالتطوير الحقيقي لا يقتصر فقط على تحسين جانب واحد من الخدمة، بل يجب أن يكون شاملاً يأخذ بعين الاعتبار احتياجات المسافرين الكثيرة والمتنوعة، لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تتطلب استجابة سريعة لتلبية معايير الجودة في كافة الجوانب الخدمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: تحسین المرافق الصحیة الصحیة فی یجب أن
إقرأ أيضاً:
بعد توتر.. الجيش يفتح طريق المطار!
تمكنت قوة من الجيش، مساء الجمعة، على فتح طريق المطار بالاتجاهين وذلك بعدما أقدم مُحتجون على قطعها لساعات عديدة بالنفايات والحاويات التي تم إضرام النيران فيها. وكان معتصمون قد عمدوا إلى تحطيم لافتات إعلانية على طريق المطار، فيما قام آخرون بالاعتداء على موكب عائد لـ"قوات اليونيفيل"، ما أسفر عن إصابة عدد من العناصر الأجانب. وذكرت قناة الـ"LBCI" أنَّ جنديان تابعان لـ"اليونيفيل" كانا داخل السيارة التي تعرضت للاعتداء على طريق المطار ما أسفر عن إصابتهما بجروح نقلا على إثرها إلى المستشفى العسكري في بيروت. كذلك، تمكنت عناصر أخرى من "اليونيفيل" من التوجه إلى المطار بعدما كانت على متن الدورية التي تعرضت للاعتداء. في غضون ذلك، ذكرت قناة "الحدث" أنَّ موكب "اليونيفيل" الذي تعرّض للاعتداء على طريق مطار بيروت، يعود لنائب رئيس اليونيفل أرولدو لازارو. تحذير من الجيش من ناحيتها، أصدرت قيادة الجيش بياناً حذرت فيه من الممارسات التي من شأنها خلق توترات داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمرُّ بها البلاد. وذكر الجيش أن مناطق عديدة لاسيما محيط مطار رفيق الحريري الدولي، تشهد احتجاجات تتخللها تعديات وأعمال شغب، بما في ذلك التعرض لعناصر من الجيش، ومهاجمة آليات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، ومحاولة إغلاق طريق المطار.وأكد الجيش أن الوحدات تستمر في تنفيذ مهمات حفظ الأمن، وستعمل بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن.
"تحرك مشبوه" من ناحيتها، ذكرت قناة "المنار"، مساء الجمعة، أن هناك معلومات تتحدث عن قيام أشخاص ملثمين بتنظيم تحرُّك مشبوه يهدف إلى افتعال فوضى على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. وأشارت القناة إلى أن هناك دعوات إلى عدم الإنجرار وراء التحركات المشبوهة، وأضافت: "عناصر فوضوية وغير منضبطة تقوم بإحداث فوضى مشبوهة الأهداف على طريق المطار تشمل قطع للطريق وإحراق للوحات الإعلانية".