تحديات غير مسبوقة تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي.. ومخاوف من تصاعد نفوذ روسيا
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا تلفزيونيًا بعنوان «في مقدمتها الإنفاق الدفاعي.. تحديات غير مسبوقة تهدد وحدة تكتل الاتحاد الأوروبي»، استعرضت فيه التحديات الكبرى التي تواجه الاتحاد الأوروبي بين إرثه القائم على القيم الليبرالية والتكامل السياسي والاقتصادي، وبين تصاعد النزعات القومية والتوجهات الأحادية، خاصة مع الضغوط الأمريكية لزيادة الإنفاق الدفاعي.
يُعد الإنفاق العسكري أبرز التحديات التي تواجه التكتل، فبينما بلغت بعض الدول مثل بولندا ودول البلطيق أهداف الإنفاق الدفاعي أو اقتربت منها، لا تزال دول مثل إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة بعيدة عن تحقيق تلك المستويات، ما يثير تساؤلات حول قدرة الاتحاد على تشكيل قوة دفاعية موحدة.
الانقسام يضعف تماسك الاتحادتنقسم الدول الأوروبية في رؤيتها للأمن والدفاع، حيث تدعو فرنسا وألمانيا لإنشاء قوة دفاعية مستقلة بعيدًا عن الولايات المتحدة، في حين تتمسك بولندا ودول البلطيق بالمظلة الأمريكية خوفًا من التهديدات الروسية، هذا الانقسام يضعف تماسك الاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات الأمنية.
تواجه أوروبا تحديًا جديدًا مع احتمال تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ما يستدعي تقديم 30 مليار دولار سنويًا من الاتحاد الأوروبي لتعويض المساعدات العسكرية والمالية التي كانت تقدمها واشنطن، إضافة إلى الحاجة إلى استراتيجية عسكرية منسقة لضمان فاعلية هذه المساعدات.
لم ينجح الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات موحدة على روسيا، حيث لا تزال فرنسا وإسبانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، ما يعكس عدم قدرة التكتل على تقديم مقاربة فعالة تجاه الصراع بين موسكو وكييف.
تصاعد النفوذ الروسيمن بين العوامل التي تزيد الضغط على الاتحاد الأوروبي تصاعد النفوذ الروسي عالميًا، والمخاوف من عودة دونالد ترامب إلى الحكم، إذ قد تؤدي سياساته إلى فرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين لأمريكا، ما ينذر بحرب تجارية جديدة قد تضر بالاقتصاد الأوروبي.
وسط هذه الأزمات والضغوط المتزايدة، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام لحظة حاسمة في تاريخه الممتد لأكثر من 30 عامًا. فإما أن ينجح في إيجاد حلول لمشكلاته الداخلية والخارجية وتعزيز التكامل بين دوله، أو قد يجد نفسه على طريق الانقسام والتراجع، لتظل الأيام المقبلة وحدها القادرة على كشف مصيره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي فرنسا ألمانيا الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا في ظل تصاعد القصف الروسي | خبير يحلل
دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي السابق، دونالد ترامب لزيارة أوكرانيا، للاطلاع بنفسه على حجم الدمار الذي خلفته الضربات الروسية.
هدف دعوة زيلينسكي لـ ترامب لزيارة أوكرانياوفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، إنه في خطوة تحمل أبعادا سياسية وإعلامية معقدة، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى زيارة أوكرانيا لمعاينة حجم الدمار الذي خلفته الحرب الروسية، وذلك قبل اتخاذ أي قرار أو الدخول في مفاوضات.
وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الدعوة ليست مجرد دعوة بروتوكولية، بل تحمل رسائل عدة موجهة إلى الداخل الأميركي والخارج الدولي، وخصوصا إلى ترامب نفسه، الذي يتبنى موقفا متحفظا تجاه الدعم الأميركي لأوكرانيا.
وتابع: "لا شك أن زيلينسكي يسعى من خلال هذه الدعوة إلى تحويل المسألة الأوكرانية من ملف جيوسياسي إلى قضية إنسانية مباشرة، يلمسها ترامب بنفسه من خلال زيارة ميدانية، ويريد زيلينسكي من ترامب أن يرى بعينيه المستشفيات المدمرة، الأطفال الجرحى، الكنائس المحروقة، والجنود المصابين، على أمل أن يؤدي هذا إلى تغيير في موقفه المتحفظ، وربما إلى إعادة النظر في خطة السلام التي يقترحها ترامب، والتي رفضتها كييف لافتقارها إلى ضمانات أمنية".
ووصف يونس- المشهد بأنه دخل حربا غير متكافئة مع دولة كبيرة كروسيا، واللقاء الأخير بين ترامب وزيلنسكي في البيت الأبيض أظهر مدى اشمئزاز الرئيس الأميركي لضيفه لذلك فالمراهنة من قبل كييف على الاستجابة العاطفية وحدها قد لا تكون كافية لإعادة تموضع ترامب في الملف الأوكراني خاصة في ظل المناخ السياسي الحالي، وخصوصا مع تصاعد التوتر بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن الدعم لأوكرانيا، فإن زيارة ترامب إلى كييف تبدو مستبعدة في المدى القريب.
واختتم: "من غير المرجح أن تحدث هذه الدعوة تغييرا جوهريا في موقف ترامب المعروف بسياسته "أميركا أولا"، والذي يعتبر أن دعم أوكرانيا يستنزف الخزانة الأميركية دون فائدة مباشرة، وترامب سبق أن انتقد زيلينسكي علنا، لأن أي زيارة من هذا النوع قد تفسر بأن هناك تغير في الموقف الأميركي اتجاه الرئيس الأوكراني والذي لا يتماشى مع صورة ترامب وحساباته حول العلاقة مع روسيا من جهة وكيفية استعادة الأموال التي هدرت في دعم أوكرانيا في حرب عبثية بحسب تعبيره والتي كلفت الخزينة الأميركية أموال طائلة".
وأعرب الرئيس الأوكراني عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ"مجزرة" ارتكبتها القوات الروسية في مدينة سومي، نتيجة هجوم بصواريخ باليستية استهدف تجمعات مدنية أثناء احتفال السكان المحليين بـ أحد الشعانين.
وقال زيلينسكي في منشور له على منصة "إكس": "ضربة صاروخية باليستية روسية مروعة على سومي، أصابت الصواريخ الروسية شارعا عاديا في المدينة، حياة عادية: مبان سكنية، مؤسسات تعليمية، سيارات في الشارع... وهذا في يوم ذهاب الناس إلى الكنيسة - أحد الشعانين، عيد دخول الرب إلى القدس".
وأضاف الرئيس الأوكراني: "وفقا للمعلومات الأولية، قتل وجرح عشرات المدنيين، ولا يمكن إلا للحثالة القذرة أن تتصرف بهذه الطريقة - إزهاق أرواح الناس العاديين، وأتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا وأحبائهم، وعملية الإنقاذ جارية، وجميع الخدمات اللازمة تعمل في موقع الحادث".
وشدد زيلينسكي على ضرورة الرد الدلي الحازم، قائلا: "طعلى العالم أن يرد بحزم، الولايات المتحدة، أوروبا، وكل من يريد إنهاء هذه الحرب وهذه المجازر.. روسيا تسعى إلى هذا النوع من الإرهاب تحديدا، وتطيل أمد الحرب، بدون ضغط فعلي على روسيا، يستحيل تحقيق السلام، والمحادثات لم توقف الصواريخ الباليستية ولا القنابل الجوية، وما نحتاجه هو موقف عالمي ضد روسيا يعكس طبيعتها الإرهابية، وأشكر كل من يقف إلى جانب أوكرانيا ويساعدنا في الدفاع عن الحياة".
وفي السياق نفسه، صرح وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، بأن واشنطن لا تزال تأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه شدد في الوقت نفسه على استعداد الجيش الأمريكي لتوجيه ضربات عسكرية داخل العمق الإيراني إذا فشلت المساعي السياسية.
وجاءت تصريحات هيجسيث عقب انطلاق محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، يوم السبت، بهدف تخفيف حدة التوتر وطمأنة الغرب بشأن برنامج إيران النووي.
وفي مقابلة مع برنامج "Face the Nation" على قناة "CBS" الأمريكية، قال هيجسيث: "الاتصالات الأولية في عمان كانت مثمرة ونعتبرها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح، لكننا لن نتردد في استخدام القوة العسكرية إذا دعت الحاجة".
كما أوضح الوزير: "الرئيس دونالد ترامب لا يرغب في اللجوء إلى الخيار العسكري، لكننا أثبتنا قدرتنا على الذهاب بعيدا، والتوغل في العمق، وبقوة، نحن لا نريد القيام بذلك، لكن إذا اضطررنا، فسنقوم بما يلزم لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية".
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا مباحثات وصفت بأنها بناءة في مسقط، ركزت على البرنامج النووي الإيراني، وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المحادثات.
وقد أعلنت إيران أن الجولة المقبلة من المباحثات، المقررة نهاية الأسبوع المقبل، ستبقى غير مباشرة وستجرى بوساطة عمانية، مع التركيز الحصري على الملف النووي ورفع العقوبات.