تتواصل التحذيرات من التداعيات الاقتصادية السلبية لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم، وأن هذه السياسات لا تهدد فقط الاقتصاد الأمريكي، بل تقوّض أيضا استراتيجية واشنطن الأوسع عبر استهداف الحلفاء عمدا بقيود تجارية تعسفية.

وحذر الكاتبة كيث جونسون، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، من أن الوضع قد يزداد سوءا إذا مضت إدارة ترامب في تنفيذ خططها لفرض تعريفات "متبادلة" أوسع نطاقا على معظم الدول، وهو ما قد يشكل ضربة قاسية للشركاء المحتملين للولايات المتحدة في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن توتير العلاقات مع أوروبا.



وأشار جونسون إلى أن سياسة ترامب التجارية لا تقتصر على فرض الرسوم الجمركية، بل تتسع لتشمل قرارات أخرى، مثل تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأمر الذي فتح الباب أمام زيادة النفوذ الصيني في العالم النامي.


وأضاف الكاتب أن السياسات الأحادية لترامب لا تقتصر على التجارة والاقتصاد، بل تمتد إلى المجال الأمني، مشيرة إلى أن تعيين تولسي جابارد في منصب رئيسة الاستخبارات الأمريكية قد يؤدي إلى تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وحلفائها.

وكشف أن خطة ترامب للاستيلاء على غزة، إلى جانب سياساته التوسعية، أثارت غضب الحلفاء في الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكتين، وهو ما يفاقم من حالة التوتر الدبلوماسي الدولي. 

وأضاف أن "الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تُعد مثالاً واضحاً على سياساته الاقتصادية الفاشلة، إذ أنها تؤدي إلى رفع الأسعار، وقتل الوظائف، وإبطاء النمو، فضلا عن انعكاساتها السلبية على المستوى الاستراتيجي".

ورأي الكاتب أن السبب الأكثر سخرية، وفق قوله، هو أن ترامب فرض هذه التعريفات بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي، في حين أن تأثيرها الحقيقي يقع على حلفاء الولايات المتحدة، وليس على الصين التي تُعد المصدر الرئيسي للصلب الرخيص.

وأوضح أن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ألقت بظلالها السلبية على حلفاء واشنطن التقليديين، مثل المكسيك وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ووكوريا الجنوبية.


وذكر أن بعض الحلفاء حاولوا التفاوض لتخفيف العقوبات، حيث قدمت اليابان طلبا رسميا لذلك، وتسعى كوريا الجنوبية إلى حل وسط، بينما تحاول أستراليا التمسك بالتفاؤل بعد محادثات مع ترامب، لكنها قد تُصاب بخيبة أمل، أما المكسيك وكندا، فهما بالفعل تحت تهديد دائم بفرض تعريفات جديدة، في حين أن المملكة المتحدة تبدو حائرة في موقفها، بينما يستعد الاتحاد الأوروبي للرد بفرض إجراءات انتقامية.

واقتبس  جونسون عن كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قولها: "الصين هي الطرف الذي يضحك على الجانب الآخر، في حين تنغمس أوروبا والولايات المتحدة في حروب تجارية مدمرة للطرفين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أوروبا الصيني الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين أوروبا الضرائب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من أن خطة ترامب لأوكرانيا تضعف الناتو وتقوض الحماية الأميركية لأوروبا

حذر دبلوماسيون وقادة عسكريون ومصادر من الناتو والاستخبارات البريطانية من أن خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال إعطاء الرئيس فلاديمير بوتين ما يريده تهدد بإضعاف الناتو وتقوّض الدور الأميركي التقليدي في حماية القارة الأوروبية، وتضع ضغوطا على أوروبا قد لا تكون قادرة على تلبيتها.

وقالت تلك المصادر للموقع الإلكتروني لصحيفة آي بيبر البريطانية إن ترامب بدأ المفاوضات مع بوتين بهدف تأمين السلام في أوكرانيا، ولكن من خلال القيام بذلك تخلّى فعليا عن الدعم الأميركي في مساندة أوكرانيا بحربها على روسيا، وأعاد ضبط علاقتها الدفاعية مع أوروبا.

واتفق الجميع على أن التدخل يجب أن يكون بمنزلة "جرعة واقع" للدول الأوروبية التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على واشنطن لضمان أمنها.

وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أعلن في اجتماع مع أعضاء الناتو أن طموح أوكرانيا باستعادة حدودها السابقة قبل عام 2014 غير واقعية، واستبعد انضمامها إلى الحلف قريبا. كذلك أكد أن الولايات المتحدة لن تقبل بعد الآن بعلاقات غير متوازنة مع حلفائها، مشددا على ضرورة أن تتحمل أوروبا الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية وغير العسكرية لأوكرانيا.

إعلان

وأعرب مسؤولون في الناتو عن قلقهم من أن تكون الدول الأوروبية غير مستعدة حاليا لتولي مسؤولية الدفاع عن نفسها. وأشاروا إلى أن الاعتماد المفرط على الحماية الأميركية خلال العقود الماضية أدى إلى تقليص الإنفاق العسكري في معظم الدول الأوروبية، حيث ركزت الحكومات على قضايا داخلية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

كذلك قال جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني في موسكو حتى عام 2022، إن الرضا عن الذات جعل أوروبا غير قادرة على الدفاع عن نفسها. أما فكرة أن تصرفات ترامب كانت مفاجئة فهي "سخيفة بصراحة"، حسب قوله، وأوضح أن "ترامب واقعي متشدد. لماذا يدعم 300 مليون أميركي 500 مليون أوروبي؟".

وكان ترامب منتقدا صريحا لحلف الناتو وطالب فريقه الدول الأعضاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين بلغ الهدف الحالي 2% فقط، كما أن 23 من أصل 32 عضوا في الحلف هم من سيفون فقط بهذا الإنفاق هذا العام، بحسب الصحيفة.

ووصف أحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض ترامب بأنه "يتفاوض على خروج الولايات المتحدة من أوروبا" عبر مفاوضات أوكرانيا، وقال إن على المملكة المتحدة وحلفائها الأوروبيين "أن يستيقظوا ويقاوموا بقوة" سياسات ترامب ويدافعوا عن النظام الأمني الذي حافظ على استقرار القارة منذ عام 1945.

مقالات مشابهة

  • هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى أحضان الصين بعد قرارات ترامب؟
  • المفوضية الأوروبية تهدد بالرد فورًا على سياسات ترامب الجمركية
  • تحذيرات من أن خطة ترامب لأوكرانيا تضعف الناتو وتقوض الحماية الأميركية لأوروبا
  • وزير أوكراني سابق: سياسات ترامب تضعف موقف كييف
  • أمين صناعة «المصريين»: سياسات ترامب الجمركية تنتهك مبادئ التجارة الحرة
  • ”المصريين“: سياسات ترامب الجمركية تُفاقم التوترات التجارية
  • بعض الألم.. هل يدفع المواطن الأمريكي ثمن سياسات ترامب التجارية؟
  • «الجارديان»: لماذا يفرض ترامب الرسوم الجمركية وما الدول الأكثر تضررًا؟.. فرض الجمارك على بضائع كندا والمكسيك والصين وتهديد الاتحاد الأوروبي
  • وزير الدفاع الأمريكي يكشف أولويات واشنطن في عهد ترامب