FP: سياسات ترامب التجارية تضعف الحلفاء وتمنح الصين فرصة التفوق
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
تتواصل التحذيرات من التداعيات الاقتصادية السلبية لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم، وأن هذه السياسات لا تهدد فقط الاقتصاد الأمريكي، بل تقوّض أيضا استراتيجية واشنطن الأوسع عبر استهداف الحلفاء عمدا بقيود تجارية تعسفية.
وحذر الكاتبة كيث جونسون، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، من أن الوضع قد يزداد سوءا إذا مضت إدارة ترامب في تنفيذ خططها لفرض تعريفات "متبادلة" أوسع نطاقا على معظم الدول، وهو ما قد يشكل ضربة قاسية للشركاء المحتملين للولايات المتحدة في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن توتير العلاقات مع أوروبا.
وأشار جونسون إلى أن سياسة ترامب التجارية لا تقتصر على فرض الرسوم الجمركية، بل تتسع لتشمل قرارات أخرى، مثل تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأمر الذي فتح الباب أمام زيادة النفوذ الصيني في العالم النامي.
وأضاف الكاتب أن السياسات الأحادية لترامب لا تقتصر على التجارة والاقتصاد، بل تمتد إلى المجال الأمني، مشيرة إلى أن تعيين تولسي جابارد في منصب رئيسة الاستخبارات الأمريكية قد يؤدي إلى تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وحلفائها.
وكشف أن خطة ترامب للاستيلاء على غزة، إلى جانب سياساته التوسعية، أثارت غضب الحلفاء في الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكتين، وهو ما يفاقم من حالة التوتر الدبلوماسي الدولي.
وأضاف أن "الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تُعد مثالاً واضحاً على سياساته الاقتصادية الفاشلة، إذ أنها تؤدي إلى رفع الأسعار، وقتل الوظائف، وإبطاء النمو، فضلا عن انعكاساتها السلبية على المستوى الاستراتيجي".
ورأي الكاتب أن السبب الأكثر سخرية، وفق قوله، هو أن ترامب فرض هذه التعريفات بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي، في حين أن تأثيرها الحقيقي يقع على حلفاء الولايات المتحدة، وليس على الصين التي تُعد المصدر الرئيسي للصلب الرخيص.
وأوضح أن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ألقت بظلالها السلبية على حلفاء واشنطن التقليديين، مثل المكسيك وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ووكوريا الجنوبية.
وذكر أن بعض الحلفاء حاولوا التفاوض لتخفيف العقوبات، حيث قدمت اليابان طلبا رسميا لذلك، وتسعى كوريا الجنوبية إلى حل وسط، بينما تحاول أستراليا التمسك بالتفاؤل بعد محادثات مع ترامب، لكنها قد تُصاب بخيبة أمل، أما المكسيك وكندا، فهما بالفعل تحت تهديد دائم بفرض تعريفات جديدة، في حين أن المملكة المتحدة تبدو حائرة في موقفها، بينما يستعد الاتحاد الأوروبي للرد بفرض إجراءات انتقامية.
واقتبس جونسون عن كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قولها: "الصين هي الطرف الذي يضحك على الجانب الآخر، في حين تنغمس أوروبا والولايات المتحدة في حروب تجارية مدمرة للطرفين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أوروبا الصيني الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين أوروبا الضرائب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
منظمة التجارة العالمية تحذّر: سياسات ترامب الجمركية تهدّد مستقبل التجارة العالمية وتدفع بالاقتصاد نحو الانكماش
يمانيون../
أطلقت منظمة التجارة العالمية تحذيرًا جديدًا بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن السياسات الجمركية المتشددة التي يتبناها الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب تمثل تهديدًا مباشرًا لتدفق التجارة العالمية، وأنها قد تؤدي إلى انكماش ملموس في حجم تجارة السلع على مستوى العالم خلال العام 2025، مع استمرار التأثير السلبي خلال عام 2026.
ففي تقريرها الفصلي المعنون بـ”توقعات وإحصاءات التجارة العالمية – إبريل 2025″، وصفت المنظمة الوضع بأنه “مضطرب وغير مستقر” بفعل التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء التجاريين الكبار، وعلى رأسهم الصين، إلى جانب النزاعات الجمركية المتعددة التي تنذر بتمزيق سلاسل التوريد العالمية.
أرقام صادمة.. وتوقعات أكثر قتامة
توقعت المنظمة أن ينخفض حجم التجارة في السلع عالميًا بنسبة 0.2% خلال العام الجاري، وهو انخفاض يعدّ الأشد منذ أزمة “كوفيد-19” عام 2020، ما يعكس عمق التوترات الاقتصادية الدولية وغياب الأطر التعاونية بين الاقتصادات الكبرى.
وبحسب التقرير، فإن أمريكا الشمالية ستكون المنطقة الأكثر تأثرًا، حيث من المتوقع أن تسجل صادراتها انخفاضًا بنسبة تصل إلى 12.6%، مقابل تراجع وارداتها بنسبة 9.6%. هذا الانكماش يعكس هشاشة البنية الاقتصادية الأمريكية في مواجهة الصراعات التجارية التي تصاعدت بوتيرة متسارعة منذ عودة ترامب إلى واجهة المشهد السياسي الأمريكي.
الحرب التجارية تعصف بالتفاؤل الاقتصادي
كان من المتوقع في السابق أن يشهد عامَا 2025 و2026 موجة انتعاش في التجارة العالمية عقب تخفيف تداعيات جائحة كورونا، وتعافي سلاسل التوريد. لكن السياسات الجديدة لترامب أعادت الأجواء إلى ما يشبه فترة الركود الاقتصادي العالمي، بحسب المحللين.
وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف:
“إن التأثير الكامل لعودة التصعيد التجاري سيظهر على مراحل، لكن المؤشرات الحالية توحي بأننا أمام أزمة متجددة، حيث أدّى ارتفاع الرسوم الجمركية وعدم اليقين في السياسات الاقتصادية إلى تقويض الثقة لدى الشركات والمستثمرين، وضرب بيئة الأعمال في مقتل.”
ترامب وسياسات “الحصار الجمركي”
منذ ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب على استراتيجية الحمائية الاقتصادية، ورفع شعارات “أمريكا أولًا” التي انعكست في سياسات جمركية عدائية تجاه عدد من الشركاء التجاريين، أبرزهم الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا.
وفي عودة واضحة إلى تلك السياسات، قام ترامب خلال الأشهر القليلة الماضية بفرض زيادات ضخمة على الضرائب المفروضة على المنتجات الصينية، وصلت في بعض الحالات إلى 145%، بالإضافة إلى تهديدات بفرض تعريفات على منتجات أوروبية وأسيوية.
كما دخل في مفاوضات متعثرة مع كندا والمكسيك لإعادة صياغة اتفاقات التبادل التجاري، مستخدمًا الرسوم الجمركية كسلاح تفاوضي، ما أدى إلى حالة من التوتر وعدم الاستقرار في أسواق المنطقة.
تداعيات عالمية.. وفاتورة قاسية على الدول النامية
التقرير حذر من أن “الضرر الناتج عن التصعيد الجمركي لن يقتصر على الأطراف المتنازعة فقط، بل سيطال التجارة العالمية بأكملها، لا سيما الدول ذات الاقتصادات الهشة”. وتوقعت المنظمة أن تنخفض تجارة السلع بنسبة 1.5% في حال تنفيذ سياسات ترامب بأقصى صرامتها.
ويرى رالف أوسا، كبير الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية، أن حالة “عدم اليقين” التي تخلّفها هذه السياسات تشلّ قرارات الاستثمار وتؤثر على حركة التصدير والاستيراد:
“تشير عمليات المحاكاة التي أجريناها إلى أن السياسات الجمركية المتقلبة تُضعف النشاط الاقتصادي على نطاق واسع، وتهدد بسحب البساط من تحت التعافي الهش بعد سنوات من الأزمات المتتالية، من الجائحة إلى الحروب الإقليمية.”
الاتحاد الأوروبي يرفض الضغوط الأمريكية
في خطوة تؤكد تصاعد الانقسامات داخل التحالفات التجارية العالمية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن رفضه التام لمطالب ترامب بقطع العلاقات التجارية مع الصين، واعتبرها “غير واقعية وتخالف مبادئ التجارة الحرة”.
وقد دعت عدة دول داخل الاتحاد إلى تعزيز الاستقلالية التجارية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، معتبرة أن مصالحها الاقتصادية لا تحتمل الدخول في حرب تجارية جديدة مع الصين التي تُعد الشريك التجاري الأكبر للعديد من الاقتصادات الأوروبية.
الأسواق العالمية تدخل مرحلة الاضطراب
لم تمر تحذيرات منظمة التجارة العالمية دون ردود فعل في الأسواق المالية، حيث سجلت مؤشرات الأسهم في وول ستريت تراجعًا ملموسًا فور نشر التقرير. كما شهدت أسواق السلع الأساسية انخفاضًا في أسعار النحاس والنفط نتيجة المخاوف من تباطؤ النمو الصناعي.
وفي آسيا، ارتفعت معدلات الحذر في الأسواق الصينية واليابانية، مع تسجيل تراجع في قيمة اليوان أمام الدولار، بسبب التوقعات المتزايدة بتقليص الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
الشركات العالمية في مرمى النيران
الشركات متعددة الجنسيات تبدو الأكثر تضررًا من سياسات ترامب الجمركية، حيث عبّرت كبرى الشركات الأمريكية مثل “أبل” و”جنرال موتورز” عن مخاوفها من أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى رفع تكاليف الإنتاج وانخفاض القدرة التنافسية.
أما شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون فقد حذّرت من أن فرض قيود جديدة على الصادرات إلى الصين سيؤدي إلى خسائر فادحة، لا سيما وأن الصين تُعد أكبر سوق للعديد من التطبيقات والأجهزة الذكية الأمريكية.
العالم يقف على مفترق طرق
يشير محللون اقتصاديون إلى أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة لمستقبل النظام التجاري العالمي، فإما العودة إلى التعاون والانفتاح، أو الغرق في مستنقع الحمائية والنزاعات التي لن يخرج منها أحد منتصرًا.
ويؤكد هؤلاء أن من مصلحة جميع الأطراف – بما فيهم الولايات المتحدة – العمل على تخفيف التوترات وخلق بيئة تجارية مستقرة تضمن نموا مستدامًا، لا سيما في ظل الأزمات العالمية المتعددة التي تعصف بالعالم، من تغيّر مناخي إلى توترات جيوسياسية.
لعالم يدفع ثمن سياسات ترامب
تقرير منظمة التجارة العالمية لا يقدّم مجرد أرقام وتوقعات، بل يُعدّ ناقوس خطر يدقّ أبواب النظام الاقتصادي العالمي، محذرًا من عواقب التلاعب بالتجارة لأغراض سياسية وانتخابية.
فالعودة إلى سياسات “الانغلاق الجمركي” وفرض التعريفات من طرف واحد لا تعني فقط خسائر اقتصادية، بل تهدد بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتفكيك ما تم بناؤه من تعاون اقتصادي على مدى عقود.
وفي خضم الصراعات الدولية والضغوط الاقتصادية، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل سيتغلب صوت الحكمة والمصالح المشتركة، أم أن الاقتصاد العالمي سيسير نحو عاصفة تجارية لا تُبقي ولا تذر؟