موقع 24:
2025-03-18@07:53:30 GMT

داخل عقل ترامب الثاني!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

داخل عقل ترامب الثاني!

كنا نتوقع أن ترامب الثاني سيكون أكثر هدوءاً من ترامب الأول بسبب التجربة والعمر، ولكننا لم نكمل شهراً من بدء حكمه ولم يمنحنا الرئيس الأمريكي الجديد فرصة لالتقاط الأنفاس من قراراته وتعييناته وتصريحاته، يمكن لنا أن ندخل عقله ونتوقع ماذا سيحدث خلال السنوات المقبلة.

الآن فهمنا لماذا اختار ترامب أن يستبعد كل الشخصيات ذات الخبرة والكفاءة من إداراته الجديدة.

شخصيات مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، والجنرال جيمس ماتيس الملقب بـ«الكلب المسعور»، وهنري مكماستر مستشار الأمن القومي، وقائمة طويلة تجاهلها كلها. وفي المقابل استبدل بهم شخصيات أقل خبرة مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث أو شخصيات موالية بحماسة وهوس مثل كاش باتيل، المرشح لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. السبب واضح الآن، خصوصاً بعدما سمعنا مقترح تهجير سكان غزة وتحويلها إلى «ريفييرا».
ترامب يريد أن يحكم قبضته بالكامل على الإدارة من دون معارضة.
لا أحد من أعضاء الإدارة الجديدة عارضه، أو حتى صحح له أو عدّل خطته أو طرح عليه السؤال البسيط: «ما علاقة أهل غزة بـ7 أكتوبر؟ هم دفعوا الثمن باهظاً جداً من دمائهم ودماء أطفالهم والآن يهجّرون». وبالطبع لم يتجرأ أحد أن ينبهه على هذا المقترح الذي هو بمثابة إلقاء كرة نار في غرفة معبأة بالغاز. هذا ما كانت ستفعله الأسماء القديمة وقد عارضته في العهد الأول وصححت مواقفه، منها انسحابه من سوريا بعد مكالمة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أن يعدّل موقفه ورغبته في الانسحاب السريع من أفغانستان. بهذا تخلص منها جميعاً ولم يبق سوى الأسماء التي لا تعارضه أو تلك التي تزايد عليه. هذه الأسماء تشعر بالامتنان لترامب أنه اختارها ولهذا لا يمكن أن تعارضه وإلا تتعرض للطرد المهين على حسابه في «إكس» أو «تروث سوشيال».
يعتقد ترامب الجديد أن الأسماء القديمة تسببت في تقييده وإفشاله ولم تحقق له أي إنجازات، بل انقلبت عليه وأجبرته على الدخول في نسق المؤسسة ودفعته لخيارات غير جيدة. كل هذا لا يناسب العهد الجديد. نحن الآن أمام العرض الحقيقي لمسرحية ترامب.
لا أحد يعرف فعلاً هل ترامب جاد في مقترحه عن غزة أو فرض ضرائب قاسية أو تغيير مصطلحات أو الدخول في مشاحنات مع الحلفاء. هل هذا حقيقي أو مجرد تكتيك للضغط لإيجاد حل بديل، أو أنه يستخدم نظرية «الرجل المجنون» الخارج عن السيطرة الذي يذهب في الأمور إلى أقصاها ويعتقد أنه سيدفع الجميع إلى الذهاب بخيارات مجنونة حتى يصل إلى حلول مرضية بعد ذلك. في مقال بمجلة «الشؤون الخارجية» تقول الكاتبة روزان مكمانوس، إن ترامب يتعمد أن يستخدم هذه النظرية التي قام بها الرئيس نيكسون سابقاً، وهي إضفاء قدر كبير من الغموض على سياساته بحيث تصبح غير متوقعة، الأمر الذي سيمنحه قوة أكبر للتفاوض. يخشى الخصوم والحلفاء أن يرتكب حماقات أكبر، فيعطونه ما يريد لإرضائه. وهي سياسة قد تكون ناجحة، ولكنها أيضاً محفوفة بالمخاطر وقد تؤدي إلى تعقيد الأزمات بدل حلحلتها.
الحقيقة أنه لا يمكن معرفة ماذا يريد ترامب، فهو يقول أشياء وعكسها في الوقت ذاته. يردد مقولات لكي تضعه في قلب الاهتمام العالمي، ولكنه يتراجع عنها أو يغيرها بشكل كامل. كل ما يريده ترامب في عهده الجديد أن يتصرف خارج سلطة المؤسسة والتقاليد السياسية حتى في حواره مع الزعماء وفي المؤتمرات الصحافية الخارجة عن المألوف. لقد بنى سمعته على تحطيم النخبة على الرغم أنه ينتمي لها، ولكن استطاع أن يسوق نفسه لمناصريه أنه خارج عليها ومعادٍ لها. ونقمة المجتمع الأمريكي التي استغلها ترامب بذكاء ليس ضد الأثرياء مثله ولكن ضد النخب المتعالية من المستشارين والمحامين والمضاربين في المدن الرئيسية الذين يشعرون بازدراء غيرهم. كما أن هجومه على وسائل الإعلام المستمر يأتي في هذا السياق، فهي نخبوية «يسارية» تهتم بالمهاجرين أكثر من الأمريكيين.
لا نعرف ماذا يحدث داخل عقل ترامب؟ وهل يستخدم نظرية «الرجل المجنون»؟ ولكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل سيضعف ترامب النظام الأمريكي العالمي الذي قام على عقد تحالفات سياسية واقتصادية قوية عززت النظام الرأسمالي ورفعت معدلات التنمية وربطت العالم ببعضه عبر التقنية والسفر بشكل غير مسبوق ومنحت العالم إجازة طويلة من الحروب الكبرى. ترامب شخصية غير مؤدلجة في السياسة الخارجية وكل ما يتحدث عنه الآن فرض ضرائب واعتماد سياسات حمائية وكأنه قادم من «المرحلة الميركانتيلية» حيث كان التفكير منصباً على مراكمة الأموال والاستيلاء على الأراضي. ولكن من المؤكد أن المؤدلجين داخل إدارته يسعون لتفكيك هذه القوة بحجة العودة للماضي وجعل أمريكا «سعيدة» وبعيدة ومعزولة عن العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تناشد ترامب عدم تقديم تنازلات لبوتين على حساب أوكرانيا

ناشدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدم تقديم أي تنازلات غير منسقة على حساب أوكرانيا في محادثاته المخطط لها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت بيربوك خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الإثنين، إنه من المهم للغاية الآن أن يعمل الأوروبيون والأمريكيون معاً وبشكل موحد، مؤكدة ضرورة أن تكون وحدة أراضي أوكرانيا أساس كل المفاوضات، مضيفة أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار من على الطاولة مسبقاً.

The outcome of today‘s #Ukraine-U.S. talks can become a major turning point in Ukraine‘s quest for lasting peace & security.

Germany, together with our partners, will support the Ukrainian people further down this path.

It is now up to Russia to end its war of aggression.

— Außenministerin Annalena Baerbock (@ABaerbock) March 11, 2025

ولم توجه بيربوك انتقادات صريحة للمشاورات التي يعتزم ترامب عقدها مع بوتين، مشيرةً إلى أن هذا جزءاً من العملية، مضيفة أن العديد من الجهات الفاعلة الأخرى، وكذلك رؤساء دول وحكومات أوروبية، تحدثوا بالفعل مع بوتين عبر الهاتف.

وأعلن الرئيس الأمريكي أنه يعتزم التحدث مع بوتين، الثلاثاء، مضيفاً أنه يرى أن هناك فرصاً جيدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ولم تستجب روسيا حتى الآن إلى مقترح أمريكي بوقف فوري لإطلاق النار. وقالت بيربوك: "الكرة الآن في ملعب بوتين".

ويمثل المسار الذي يسلكه ترامب في القضية معضلة من وجهة نظر العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بسبب مطالبة أوكرانيا على وجه الخصوص بتقديم تنازلات.

ويرى الجانب الأمريكي أنه يتعين على أوكرانيا على سبيل المثال أن تتخلى عن طموحاتها للانضمام بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تقبل بأن جزءً من أراضيها سوف يظل تحت السيطرة الروسية بشكل دائم.

مقالات مشابهة

  • الإسكان تعلن عن موعد الطرح الجديد لـ400 ألف وحدة.. فيديو
  • الإسكان تعلن عن موعد الطرح الجديد لـ 400 ألف وحدة.. تفاصيل
  • ألمانيا تناشد ترامب عدم تقديم تنازلات لبوتين على حساب أوكرانيا
  • باحث: مقترح ترامب انتهى ولن يصبح محل جدل بعد الآن
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
  • مقامرة ترامب التي ستضع الدولار في خطر
  • لغز بلا أدلة مذبحة الرحاب.. لغز الجثث الخمس التي حيرت الجميع!
  • استعراض خطط وضوابط تسمية الشوارع في ولايات شمال الباطنة
  • بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار رسميًا الآن في البنوك
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها