تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد مسجد وحى الروبي بمدينة الفيوم، مساء الخميس،  الليلة الكبيرة لـ مولد الشيخ علي الروبي والذى يوافق النصف من شعبان من كل عام.

والمولد شهد زحاما كبيرا بخلاف الأعوام الماضية خاصة وأنه توقف لمدة عامين بسبب وباء كورونا وبعدها لم يكن يتوافد فيه إلا أعداد قليلة ولكن هذا العام حضر الآلاف من مختلف أنحاء المحافظة والبعض حضر من محافظات الصعيد، وقد افترش المواطنون الحصر وأقاموا موائد الطعام وبعض الألعاب والمراجيح وبائعي "الدردرمة" والحلوى، كما قام البعض بتوزيع علب الأرز بلبن وأرغفة اللحوم.

وتعد مدينة الفيوم من أكبر المحافظات احتفاءً بمقامات الأولياء وقد أضفى ذلك على تسمية شوارعها الرئيسية بأسماء أولياء مثل الشيخة "مريم" والشيخ "الصوفى" و"الروبى" و"مرزبان" و"أبوجراب" الذين أخذوا أماكنهم على ترعة بحر يوسف وسجلت حكاياتهم ضربا من التراث الشفاهى الذي توارثته الأجيال فمنهم من له أصل تاريخي ومنهم من ضربت حوله أساطير لها شعائر وطقوس تمثل معتقدا أساسيا فى حياة العامة.

وقد التقينا سيد حسني فرج موجه عام بالتربية والتعليم "بالمعاش" وهو وكيل للطرق الصوفية، مؤكدا أن الاحتفال هذا العام جيد جدا وينقصه فقط فتح ساحة المسجد أمام المحبين لكي يتمتعوا بروعة المولد وقراءة الفاتحة للولي. 

وأشار إلى أن الموالد له شق معنوي وهو إدخال البهجة على أبناء المحافظة وشق آخر لتجمع أبناء الطرق الصوفية ومنها الطريقة الرفاعية والشاذلية والبيومية والخليلية والعروسية والمحمدية وغيرها.

وأضاف أن الفيوم بها عدد يقترب من مليون و90 ألف مسجلين فى الطرق الصوفية المختلفة فى المحافظة.

ويقول الدكتور إبراهيم عبد العليم حنفي المتخصص فى التراث الشعبى: إن الفيوم بها العديد من المقامات ولعل أشهرها هو مقام (سيدي علي الروبي) الذى يعد البطل الحقيقي للفيوم، وخاصة المنطقة التي يقع بها فيمثل للمجتمع البطولة والخلاص والعدل ويرجع تاريخ هذا الولي إلى عصر السلطان برقوق والي مصر (حيث تنبـأ الولي للسلطان برقوق أنه سيتولى حكم مصر. لذا أقام له السلطان زاوية خاصة به بجوار منزله فهو السيد علي أحمد السيد الشريف بعد السيد  أحمد بن السيد مرسي ابن السيد أبو المجد بن السيد عبد الله بن السيد شافعي بن عبد الله بن محمد المعتصم بن أبي بكر بن السيد إسماعيل بن علي بن أحمد أمير المؤمنين عبد الله المأمون، فهو سلالة العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفى سنة خمس وثمانية وسبعمائة هجرية حيث كان زاهدًا ناسكًا) ([1]).

واضاف "حنفى" أنه نسجت حوله حكايات اقتنعت بها العامة أمنت بها إيمانا كاملا لا يتزعزع منها أنه استطاع أن يمنع البلاء عن المنطقة في الحرب العالمية الثانية سنة خمس وأربعين وتسعمائة ميلادية (1945م) عندما ألقيت قنبلة على مدينة الفيوم، فاستطاع الولي أن يحول مسارها من قلب المدينة إلى قلب ترعة بحر يوسف ليحمي مجتمع من خطرها وعندما زار أهل القاهرة بشرهم بأن الغلاء، والبلاء سيرتفعان بعد شهر وقد تحقق ما قاله، كما تنبأ بموت سلطان علي ابن الأشرف شعبان بعد الغلاء.

وهناك حكاية أخرى عن رد الغائب وهى أن سيدة فقدت طفلها الذي لم يتجاوز ثلاث سوات وظلت تبحث عنه لمدة عام أو أكثر، فزارت الولي وراحت تكرر الزيارات كل عام في مولد الولي السنوي تتوسل إليه، وإذا هي شاخصة ببصرها، أعلى المقام فتجد ابنها يمد يديه إليها فتأخذه بشوق ولهفة، وتدور به حول المقام شاكرة الولي صنيعه، وبعد ذلك راحت تؤدي طقوسه وهي عبارة عن كسوة للمقام وإشعال الشموع وتوزع الأطعمة متمثلة في الفول النابت والأرز بلبن.

وهناك حكاية لحماية المكان من السرقة وهى أن سيدي علي الروبي قيد اللصوص الذين اعتادوا سرقة الماشية من منطقة درب الطباخين، وذلك عندما مروا بمقامه ليلا وجدوا أنفسهم مربوطين بحبال في المقام، يصرخون من الآلام ويستغيثون، فأسرع أهل المنطقة يشاهدون اللصوص، وما لحقهم من عقاب فيشيدون بكرامة الولي الذي يحمي المنطقة من أي سوء أو من شر يقع عليها. لذا صارت الجماعة تقسم به، (وحياة اللي قيد السارق، والحرامي والباغي، الروبي في ظهرك، وحياة البطل...)، كما أنها نسجت أغاني تؤدى عند أداء الطقوس للولي.

وتثير الدهشة ألعاب مثل: إدخال الأسياخ الحديدية من وجوههم وأعناقهم دون أن تنزف منها الدماء، زاعمين أنهم في حالة وجد وسكر مع الله لا يستيقظون منها إلا إذا لامسهم إنسان عندئذ تسيل الدماء منهم لأن أجسادهم تتنبه، لذا يحرص مجموعة من المريدين صنع دائرة بشرية حولهم يمنعون بها اختلاط الجمهور أو الزائرين بهم أثناء أداء الألعاب، ويستمرر الإنشاد الديني الذي يستعرض صفات الأولياء باعتبارهم أطباء ويستدعى المنشد في إنشاده أربعة سلاطين الروبي، إبراهيم الدسوقي، وأحمد البدوي، أبو الحجاج، كي يقفوا بجانب المريدين في أحوالهم ويحلوا ببركاتهم على من حضر مولد رفيقهم في الولاية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محافظة الفيوم أخبار الفيوم أهالي الفيوم علي الروبي علی الروبی بن السید

إقرأ أيضاً:

حاتم الروبي: الشباب والعمل التطوعي محركان رئيسيان لمواجهة مخاطر الكوارث

أكد حاتم الروبي رئيس مؤسسة سفراء العمل الطوعي للتنمية المستدامة وممثل الاتحاد العربي للعمل التطوعي في جمهورية مصر العربية، أهمية دور المجتمع المدني والشباب في وضع السياسات ورسم الاستراتيجيات والبرامج الخاصة للحد من الكوارث.

وقال خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث بعنوان «بناء مجتمعات عربية قادرة على الصمود: من الفهم إلى العمل»، الذي يُعقد في الكويت بالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية. أن المنتدى يتضمن مشاركة المرأة والشباب والمجتمع المدني والأشخاص ذوي الإعاقة والإعلام، الذي يلعب دورًا هامًا في تسليط الضوء على الكوارث والجهود المبذولة للحد منها. كما لفت إلى أن الشباب في المنطقة العربية يلعبون دورًا محوريًا حاليًا في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، من خلال خطط عمل وبرامج تنفيذية، وليس مجرد قرارات وتوصيات.

الروبي أكد أن المشاركة في المنتدى تركز على التكامل بين الحد من المخاطر وتغير المناخ والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والممارسات الناجحة بين الدول العربية. حيث سيقوم المنتدى بتقييم التقدم في تنفيذ إطار سنداي والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، مع تحديد الأولويات الإقليمية للعامين المقبلين، واعتماد إعلان الكويت وخطة العمل للسنوات 2025-2027.

وأشار إلى أن مؤسسة سفراء العمل التطوعي أطلقت برنامج الرخصة الدولية لإدارة الكوارث والمخاطر بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة المصرية، وسيتم التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالعمل التطوعي وإدارة المخاطر والكوارث، وذلك لتوثيق الجهود المبذولة على المستوى المحلي والدولي.

الروبي قال إن البرنامج تنفذه المؤسسة بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي في دولة قطر ويستمر لمدة 6 أشهر، حيث يحصل المتطوعون في نهاية البرنامج على جواز العمل التطوعي الذي يوثق كافة البرامج والمشاريع التي شاركوا فيها، بالإضافة إلى مؤهلاتهم في العمل المجتمعي والعمل التطوعي.

وأكد الروبي أن الهدف من الرخصة هو تأهيل الكوادر التطوعية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وتمكين الأفراد والمنظمات من تنفيذ مشاريع تطوعية ذات أثر مجتمعي. وأضاف أن الوقت الحالي يشهد دعمًا كبيرًا للمجتمع المدني ولجهود الشباب في العمل التطوعي، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر الآن هو توثيق الجهود والخروج بـ آليات تنفيذ فعالة.

اقرأ أيضاً«إعلان الكويت» للحد من مخاطر الكوارث يؤكد على ضرورة الدعم العاجل لتعميرغزة

منسق برنامج الحد من الكوارث: المجتمع المدني العربي له دور حيوي في توصيل صوت الفئات المعرضة للمخاطر

مقالات مشابهة

  • آلاف اللبنانيين يحيون الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري
  • آلاف اللبنانيين يحيون الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري على وقع تغيرات سياسية  
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)
  • داعية إسلامي: اقرأوا الليلة سورة يس 3 مرات بنية البركة والغنى
  • أول اعلان للعميد سريع حول دعوة السيد القائد
  • فضل ليلة النصف من شعبان .. وماذا حدث فيها؟ 25 سرا عن الليلة المباركة لا يعرفه كثير
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل الانتهاكات في الضفة الغربية.. ونزوح المئات
  • حاتم الروبي: الشباب والعمل التطوعي محركان رئيسيان لمواجهة مخاطر الكوارث
  • قومية الغربية المسرحية تواصل تقديم العرض المسرحي الطريق.. الولي والسلطان