تحليل لـCNN: أوروبا تخشى صفقة قذرة بين ترامب وبوتين بشأن أوكرانيا
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
تحليل بقلم كلير سيباستيان وتيم ليستر من شبكة CNN
(CNN)-- أثارت المكالمة الهاتفية "المطولة والمثمرة للغاية" التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مخاوف في أوروبا من إبرام "صفقة قذرة" لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط مواتية لموسكو دون مشاركة كييف.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن أوكرانيا لن تقبل اتفاق سلام تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا وحدهما، واعترف بأنه "لم يكن من اللطيف" أن يتحدث ترامب مع بوتين قبل الاتصال بكييف، مما أثار الشك في سياسة الغرب "لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا" التي صمدت إلى حد كبير لأكثر من 3 سنوات من الغزو الروسي.
ومنذ ذلك الحين، قال كل من ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث إنهما يعتقدان أن المفاوضات ستشمل أوكرانيا، على الرغم من أن ترامب، عندما سأله أحد المراسلين، الأربعاء، عما إذا كان يرى أوكرانيا شريكًا متساويًا في مفاوضات السلام، أجاب فقط "هذا سؤال مثير للاهتمام".
وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، من "الحل السريع" و"الصفقة القذرة" لإنهاء الحرب، قائلة إن أوروبا وأوكرانيا يجب أن تكونا على الطاولة المفاوضات لأنه لا يمكن تنفيذ أي اتفاق سلام بدون مشاركتهما.
وبالنسبة للدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يبدو المستقبل فجأة أكثر غموضًا.
فمنذ تأسيس التحالف، اعتمدت أوروبا على المظلة النووية الأمريكية، ونشر قوات عسكرية أمريكية كبيرة في أوروبا وميزانية الدفاع الأمريكية الضخمة وخط أنابيب الأسلحة.
كانت مكالمة ترامب مع بوتين، وإعلانه اللاحق بأن المفاوضات ستبدأ فور التوصل إلى اتفاق في أوكرانيا، بمثابة صدمة للزعماء الأوروبيين وهددت بتركهم للعمل الشاق المتمثل في تمويل والإشراف على أي تسوية.
وبعبارة أخرى: ستبرم واشنطن الصفقة وقد تحصل على أموال من أوكرانيا في صورة معادن نادرة كما طالب ترامب، وستتحمل أوروبا التكاليف.
وأبلغ هيغسيث أعضاء الناتو في بروكسل أن القوات الأوروبية وغير الأوروبية ولكن ليس الأمريكيين سوف تضطر إلى مراقبة أي اتفاق بين أوكرانيا وروسيا.
وكان هناك أيضا إنكار لتطلعات أوكرانيا للانضمام إلى التحالف، وقال هيغسيث إن واشنطن "لا تعتقد أن عضوية الناتو بالنسبة لأوكرانيا واقعية".
وأفاد مسؤول في الناتو في وقت لاحق أن "عضوية الحلف ليست بالضرورة شيئا يحتاج إلى التفاوض عليه مع روسيا، إنها مسألة قرار يتخذه الحلفاء وقد تم ربط هذا القرار بالوقت المناسب"، وأصر المسؤول على أن "موقف الحلف لم يتغير وأن أوكرانيا لا تزال على طريق العضوية".
"أي اتفاق خلف ظهورنا لن ينجح"
يكافح الأوروبيون، سواء في حلف شمال الأطلسي أو في الاتحاد الأوروبي، من أجل أن يسمع صوتهم بينما يركز ترامب على إبرام صفقة مع بوتين لإنهاء ما أسماه "إراقة الدماء بلا معنى في أوكرانيا".
وقالت كالاس إن "أي اتفاق خلف ظهورنا لن ينجح"، وأضافت أن "التهدئة تفشل دائمًا، لذا ستستمر أوكرانيا في المقاومة وستستمر أوروبا في دعم أوكرانيا".
وكان الحلفاء الغربيين مغرمين بشعار "لا تسوية في أوكرانيا بدون أوكرانيا"، وقد يتم توسيع هذا الشعار الآن ليشمل "بدون أوكرانيا وأوروبا".
وقالت 6 حكومات أوروبية، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في بيان مشترك يوم الأربعاء: "نتطلع إلى مناقشة الطريق إلى الأمام مع حلفائنا الأمريكيين يجب أن تكون أوكرانيا وأوروبا جزءًا من أي مفاوضات".
وفي حديثها لشبكة CNN يوم الخميس، أشارت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيلي شاكاليني إلى أن أوروبا قدمت لأوكرانيا 125 مليار دولار كمساعدات العام الماضي معظمها دعم مالي، و88 مليار دولار أمريكي، لذا أعتقد أننا كسبنا مكانًا على طاولة المفاوضات".
وشاكاليني ونظرائها في منطقة البلطيق، على حدود روسيا، قلقون بشكل خاص إزاء تطور الأحداث، وقالت إن هناك خيارًا واضحًا: "إما أن نقرر الوقوع تحت الوهم بأن ترامب وبوتين سيجدان حلاً لنا جميعًا، وسيكون ذلك فخًا مميتًا، أو سنحتضن، كأوروبا، قدراتنا الاقتصادية والمالية والعسكرية".
وأقرت شاكاليني بأن الولايات المتحدة كانت تاريخيًا "تدفع ثمن أمننا، وهذا يحتاج إلى تصحيح".
ولكن أمور مثل خطوط الإنتاج والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة والتجنيد لا تحدث بين عشية وضحاها، كان هناك حديث مكثف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا حول تكثيف الصناعات الدفاعية في أوروبا لكن هذه عملية تستغرق سنوات عديدة.
وقال رئيس شركة داسو الفرنسية العملاقة للدفاع، إريك ترابييه، لصحيفة فاينانشال تايمز، العام الماضي إن "أوروبا تعتقد فجأة أن العمل في مجال الدفاع أمر جيد، وبين هذا الإدراك وواقع بناء صناعة دفاع أوروبية، فإن أوروبا لا تزال في حاجة إلى المزيد من العمل الدفاعي".
وأضاف: "سوف يستغرق الأمر سنوات عديدة وحتى عقودًا عديدة".
وقد ردد هذه الكلمات يوم الخميس الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته: "نحن لا ننتج ما يكفي وهذه مشكلة جماعية، فروسيا تنتج ذخيرة في 3 أشهر، لكن التحالف بأكمله ينتج في عام واحد".
واشتكى مصنعو الأسلحة الأوروبيون أيضًا من عمليات صنع القرار الغامضة في بروكسل، حيث سعت المفوضية الأوروبية إلى دور أكبر بكثير في المشتريات.
ومن المتوقع أن تكون هذه الزيادة المفاجئة في الإنفاق في وقت من النمو البطيء والمالية العامة الضيقة.
لقد خلفت أحداث عام 1989، عندما انهار الاتحاد السوفيتي، إرثًا من تخفيضات الدفاع في الغرب والتي يتم عكسها الآن فقط.
كما لاحظ زيلينسكي هذا الأسبوع، فإن أوكرانيا وأوروبا لديهما عدد أقل من الرجال المسلحين مقارنة بروسيا.
ويشك زيلينسكي في أن أوروبا أو قوة مراقبة أخرى وحدها قادرة على القيام بمهمة تأمين أي سلام.
وقال لصحيفة غارديان البريطانية: "لا أعتقد أن أي قوات تابعة للأمم المتحدة أو أي شيء من هذا القبيل قد يساعد حقًا، نحن مع قوة (حفظ السلام) إذا كانت جزءًا من الضمانات الأمنية، وأود أن أؤكد مرة أخرى أنه بدون أمريكا هذا مستحيل".
ويخشى بعض الوزراء الأوروبيين أن يسيء ترامب فهم بوتين بشكل قاتل، وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الخميس، إنه يأسف لأن الإدارة الجديدة سحبت عضوية أوكرانيا المحتملة في حلف شمال الأطلسي من على الطاولة على الفور، وأضاف: "بوتين يستفز الغرب باستمرار ويهاجمنا مرة أخرى، إن الاعتقاد بأن التهديد سوف يتضاءل بالفعل بعد اتفاق السلام هذا سيكون ساذجا".
إن فرصتهم التالية للحلفاء لتعديل استراتيجية الإدارة أو استجوابها على الأقل ستكون في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا الأسبوع، والذي سيحضره نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس والمبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ.
هل تم تهميش أوروبا؟
إن موسكو، بطبيعة الحال، تتفاخر بتهميش أوروبا، وردا على سؤال من مراسل CNN الدولي الكبير فريد بليتجن في موسكو يوم الخميس، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "العديد من الناس في الغرب، بما في ذلك قادة الاتحاد الأوروبي، صُدموا عندما دارت محادثة بسيطة وعادية بين فردين مهذبين ومتعلمين".
قد يُسامح الأوروبيون الآن على إلقاء نظرة إلى الوراء إلى لحظات وجودية في تاريخهم الحديث.
وأحد هذه اللحظات هو اتفاق ميونيخ لعام 1938 الذي أعطى زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر حرية كاملة لمواصلة العدوان ضد الحلفاء الذين لم يكونوا مسلحين ولا مستعدين للحرب ضد مجتمع مسلح بالكامل.
والآخر هو الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا في عام 1968 الذي قمع "ربيع براغ"، وهو جهد لتحرير الاقتصاد هدد هيمنة موسكو على أوروبا الشرقية، تماماً كما اعتبر بوتين ميل أوكرانيا الحاد نحو الاتحاد الأوروبي تهديداً.
وفي ذلك الوقت، قال السيناتور الأمريكي هنري جاكسون لأعضاء البرلمان في حلف شمال الأطلسي إنه في حين لم يكن هناك خلاف كبير في الولايات المتحدة حول قيمة الحلف الأطلسي، إلا أن هناك "شعوراً واسع النطاق في بلدي بأن العديد من الأوروبيين أقل اهتماماً بأمن أوطانهم منا".
وأضاف: "بالنسبة للعديد من الأمريكيين، بدا الأمر وكأن أوروبا الغربية المزدهرة لا تقدم مساهمة متناسبة بشكل معقول في الجهود الدفاعية المشتركة، وأنا مقتنع بأن حيوية التحالف في المستقبل تعتمد إلى حد كبير على درجة ونوعية الجهود الأوروبية للحفاظ على قوة حلف شمال الأطلسي".
وبعد مرور نصف قرن، أصبحت مطالب إدارة ترامب بأن يصل الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي، الذين كافح العديد منهم للوصول إلى هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 4 أو 5% ــ (وهو مستوى أعلى حتى من الولايات المتحدة) وتتجاوز هذه المظلة الأمنية.
أمريكاأوكرانياروسياالأزمة الأوكرانيةالإدارة الأمريكيةالحكومة الأوكرانيةالحكومة الروسيةالناتودونالد ترامبفلاديمير بوتيننشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الحكومة الأوكرانية الحكومة الروسية الناتو دونالد ترامب فلاديمير بوتين فی حلف شمال الأطلسی الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة فی أوکرانیا أی اتفاق
إقرأ أيضاً:
أمريكا لا تستبعد إرسال جنودها إلى أوكرانيا إذا رفض بوتين اتفاق سلام
قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إن "العقوبات والتدخل العسكري" ضد موسكو مطروحان على الطاولة إذا لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق سلام يضمن استقلال أوكرانيا.
وأوضح فانس أن روسيا قد تواجه "عقوبات وتدخلا عسكريا" إذا "لم تتعامل مع المفاوضات بحسن نية"، خلال هذه الفترة التي تشهد محادثات مهمة لإنهاء الحرب.
وأكد أن خيار إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا لا يزال مطروح، وأضاف: "هناك أدوات ضغط اقتصادية وعسكرية يمكننا استخدامها ضد بوتين".
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا سيعقدون اجتماعًا في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، دون أن يكشف عن أي تفاصيل حول الاجتماع.
ومساء الأربعاء، أعلن ترامب توصله إلى اتفاق مع بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان عبر منصة "تروث سوشيال"، إنه أجرى اتصالا مطولا ومثمرا مع الرئيس الروسي.
وفي بيان لاحق، أجرى ترامب، اتصالا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأعلن أن الأخير أيضا "يريد السلام"، مثل بوتين.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ نحو 3 سنوات.
وأضاف زيلينسكي، في تصريحات "سنبادل أراضي بأخرى"، مضيفا أنه يمكن أن يعرض تسليم موسكو الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك منذ 6 أشهر.