راي داليو: 5 محركات رئيسية كبرى تقود التحول في النظام العالمي
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
دبي - «الخليج»
ناقش الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون مالك ومؤسس «شبكة تاكر كارلسون»، وراي داليو مؤسس شركة «بريدج ووتر للاستثمار»، الاتجاهات الكبرى التي تشكل ملامح المستقبل، مع تركيز خاص على التحديات المالية العالمية والدورات الاقتصادية التي تؤثر في الاستقرار العالمي، وذلك خلال جلسة ضمن القمة العالمية للحكومات 2025.
قال راي داليو إن الأحداث الاقتصادية والسياسية الكبرى تتبع دورات تاريخية متكررة، مشيراً إلى وجود خمس محركات رئيسية تشكل النظام العالمي، أولها القوة المالية والاقتصادية، حيث تواجه الدول حالياً أزمة ديون غير مسبوقة، وثانيها التوازن الداخلي بين النظام والفوضى، إذ تتجه المجتمعات نحو انقسامات حادة قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية، أما المحرك الثالث فهو صراع القوى العظمى، حيث تتصاعد التوترات بين الدول الكبرى، مثل التنافس الحالي بين الولايات المتحدة والصين، ويتمثل المحرك الرابع في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك التغير المناخي، والأوبئة، والكوارث التي لطالما أثرت في استقرار الأنظمة السياسية، وأخيراً، يأتي التطور التكنولوجي بصفته عنصراً رئيسياً يغير طبيعة الحياة والاقتصاد بشكل مستمر.
وأكد راي داليو أن هذه المحركات أو القوى، تعمل معاً ضمن دورات تاريخية، وأن العالم الآن يشهد نقطة تحول، مشيراً إلى أن «الدورة الحالية تمتد لنحو 80 عاماً، ونحن في مرحلتها الانتقالية».
أزمة الدين العالمي
وتطرق راي داليو إلى حجم أزمة الديون العالمية، موضحاً أنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وأشار إلى أن الدين يعمل بصفته جهازاً دورياً في الاقتصاد، لكنه إذا زاد عن حده، فإنه يعيق النمو.
وأوضح أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تدفع حالياً تريليون دولار سنوياً بصفتها فوائد على الدين، كما يتعين عليها إعادة تمويل أكثر من 9 تريليونات دولار خلال العام المقبل، ومع استمرار العجز المالي المرتفع، ستواجه البلاد تحديات كبيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
الحلول الممكنة
وعند سؤاله عن الحلول، أكد راي داليو أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية يجب مراعاتها لتجنب الأزمات الاقتصادية، مشيراً إلى ضرورة زيادة الإيرادات الضريبية ليس فقط عبر رفع الضرائب، بل من خلال تعزيز نمو الدخل القومي، كما شدد على أهمية خفض الإنفاق الحكومي مع تحقيق توازن يحول دون حدوث اضطرابات اجتماعية، إلى جانب التحكم في أسعار الفائدة باعتبارها عاملاً أساسياً لاستقرار الأسواق.
وأوضح راي داليو أن خفض العجز إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي يعد أمراً ضرورياً لتجنب أزمة مالية كبرى، مستشهداً بتجارب تاريخية شهدت إجراءات ناجحة لتحقيق ذلك.
انعكاسات اجتماعية
وتناول النقاش أيضاً التداعيات الاجتماعية لمثل هذه السياسات، حيث أشار داليو إلى أن أي خفض كبير في الميزانية يعيد تشكيل العقد الاجتماعي بين الحكومات والشعوب، وقد يؤدي إلى اضطرابات سياسية كما حدث في دول عديدة.
وشدد على ضرورة تحقيق التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
وفي ختام الحوار، أكد داليو أن القرارات التي سيتم اتخاذها في السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي، وشدد على أن صانعي القرار بحاجة إلى العمل بسرعة وفاعلية لتجنب الوقوع في أزمة مالية عالمية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات
إقرأ أيضاً:
3 مطالب إيرانية رئيسية تثير الجدل بالجولة الأولى من مفاوضات عُمان مع أمريكا
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الوفد الإيراني المشارك في المفاوضات مع الوفد الأمريكي في سلطنة عمان قدّم 3 مطالب رئيسية تمحورت حول تخفيف العقوبات الدولية.
وبحسب الصحيفة، فقد طالب الوفد الإيراني بالحصول الفوري على مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج، ورفع القيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية، وتخفيف سريع للعقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لعقد لقاء مباشر مع الجانب الإيراني، انطلقت المفاوضات في مسقط وفق النمط التقليدي من المحادثات غير المباشرة، حيث جلس الوفدان في غرفتين منفصلتين داخل مجمع فخم يخضع لحراسة مشددة، بينما تولى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي نقل الرسائل بين الطرفين.
وترّأس الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب والمقرب منه، في حين مثّل إيران وزير خارجيتها عباس عراقجي، المفاوض النووي المخضرم.
ونقل عراقجي، عبر الوسيط العماني، ما وصفه بـ "الخطوط الحمراء الإيرانية"، مشددًا على أن البرنامج النووي الإيراني مخصص لأغراض سلمية، وأن طهران ترفض تفكيكه بالكامل، في حين أشار ويتكوف إلى أن موقف واشنطن لا يزال يصر على منع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.
وقال ويتكوف في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال": “الأمر لا يتعلق بالمفاوضات التقنية في هذه المرحلة، بل ببناء الثقة واستكشاف الأرضية المشتركة، حيث لا يمكن السماح لإيران بتسليح قدراتها النووية”.
وذكرت شبكة "سي إن إن" أن إدارة ترامب قدمت بالفعل بعض التنازلات لتشجيع طهران على الانخراط في المحادثات، وأنها منفتحة على اتفاق نووي مؤقت وقصير الأجل قائم على "حسن النية"، دون إلزام واضح بآليات مراقبة صارمة.
وتسعى إيران، وفق مصادر رسمية، إلى تخفيف سريع للعقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل، والوصول إلى احتياطياتها المجمدة في الخارج، إضافة إلى وقف الضغط الأمريكي على المشترين الدوليين، خاصة الصين، لاستيراد النفط الإيراني.
في المقابل، تبدي طهران استعدادًا للعودة إلى مستويات تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في اتفاق 2015 النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة إبان الولاية الأولى لترامب. ومع ذلك، لم تحسم الإدارة الأمريكية بعد مسألة حق إيران في تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق مستقبلي.
وتظل مسألة آليات المراقبة الدولية ونطاقها من بين القضايا العالقة، خاصة في ظل رغبة إدارة ترامب في تخفيف القيود على التفتيش، في مقابل إصرار أطراف أوروبية على ضمانات تحقق الشفافية الكاملة.
وبحسب مصادر إيرانية، لا يتوقع أن تطول هذه الجولة من المحادثات، فيما ينتظر عقد لقاء مباشر بين الوفدين في مرحلة لاحقة، إذا ما تم إحراز تقدم في الملفات الأولية.