سانتوناستاسو: تقدير أصحاب الهمم دفعني للهجرة إلى دبي
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
دبي: «الخليج»
ألهم نيك سانتوناستاسو، مؤسس «فيكتوريوس إنترناشونال» المتخصصة في التدريب وتطوير الذات، حضور القمة العالمية للحكومات، بروحه المفعمة بالحماس والتحفيز، مجسداً نموذجاً في الإرادة الواعية والقوة الداخلية للتغلب على التحديات، حيث قدم من خلال قصته الملهمة، دروساً في الإرادة والعزيمة لتجاوز الصعاب مهما كان حجمها.
أكد نيك سانتوناستاسو، المؤثر العالمي الذي ينتمي لمجتمع أصحاب الهمم، أن تقدير دولة الإمارات لأصحاب الهمم وثقافتها الداعمة للتمكين، كان الدافع الرئيسي لقراره بترك الولايات المتحدة والاستقرار في إمارة دبي، حيث وجد بيئة تحتفي بالإرادة والطموح، وتوفر الفرص للجميع دون استثناء.
جاء ذلك خلال جلسة رئيسية ملهمة بعنوان «عشرون دقيقة للعشرين عاماً القادمة» ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 التي عقدت في دبي على مدار 3 أيام تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» واختتمت فعالياتها أمس.
عقلية إيجابية
في البداية استعرض نيك، رحلة حياته التي بدأت بحالة نادرة تُسمى متلازمة اليد والقلب، التي تركته بلا ساقين وبذراع واحدة وإصبع واحد فقط، وهي حالة نادرة أصابت 12 طفلاً عبر مختلف دول العالم، حيث فقد ثمانية منهم حياتهم.
وتناول الدور الكبير لوالديه في تحفيزه وخلق بيئة صحية ومناسبة له، حيث ركزا على احتمالية بقائه على قيد الحياة بنسبة 30% بدلاً من التركيز على احتمالية عدم نجاته بنسبة 70%، مما غرس في ذهنه عقلية إيجابية حثته على التركيز على ما يمكنه تحقيقه بدلاً من التشاؤم تجاه ما لا يستطيع فعله.
وقال: «لقد شجعني والداي على ممارسة حياتي بشكل طبيعي مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام بنفسي، وهذه الطريقة غرست في ذهني عقلية البحث عن الحلول وعدم الخوف من الفشل مع المرونة في مواجهة التحديات».
وأضاف نيك: «حظيت بدعم لامحدود من والديَّ، ووفرا لي بيئة محفزة وداعمة على مواجهة التحديات، ولولا هذه البيئة لم أكن بينكم اليوم».
وقدم نيك، عاملين يمكنهما تغيير حياة الكثير من الناس، حيث يتمثل العامل الأول في البيئة المناسبة للعمل والنجاح والتجريب وعدم الخوف من الفشل».
وذكر أن العامل الثاني هو التركيز على الحل وليس على المشكلة.
وحول اختياره مدينة دبي للإقامة فيها، قال نيك: «إن القرار جاء قبل نحو أربعة أشهر، خلال زيارة قصيرة لأحد شواطئ المدينة، وأثناء تجولي، لفت انتباهي وجود مرافق صحية منفصلة للرجال والنساء، إلى جانب مرفق ثالث لم أتمكن من فهم العبارة المكتوبة فوق بابه، ودفعني الفضول إلى سؤال أحد الموجودين هناك عن معناها، فجاءه الرد بأن هذا المرفق مخصص لأصحاب الهمم».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات
إقرأ أيضاً:
نصائح لخلق بيئة عمل تحث على الإبداع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العمل من بُعد اصبح اتجاه اغلب الناس والشركات بسبب حالة الإغلاق التي جاءت بها جائحة كورونا وغيرت المفهوم التقليدي لعمل الشركات الذي يكون عادة في مكتب الشركة، واستبدلت به مفهوم العمل من المنزل الذي لقي رواجًا بسبب ملاءمته لمتطلبات ذلك الوضع الاستثنائي، وربما قضى فيروس كوفيد 19 نهائيًا على ما يسمى بالعمل في المكتب.
وعادت الكثير من الشركات للعمل من المكاتب، وهذا التوجه يحتاج إلى خلق بيئة عمل جذابة ومريحة، وأجرت مجموعة من الباحثين دراسة على شركة أمريكية شملت الدراسة ثلاث فترات “ما قبل الوباء، وخلال حالة الإغلاق، وفي أثناء العودة إلى توجه العمل الميداني في المكتب”، واستمرت الدراسة أكثر من عامين واعتمدت على الملاحظات الميدانية ومجموعات التركيز والمقابلات الفردية التي شملت نحو 56 موظفًا.
الباحثون ذهلوا بالطريقة التي تحدث بها الموظفون عن أماكن عملهم، فقد كانت تعليقات إيجابية مثل: هذا المكان مثل منزلي، أشعر أنني أحظى برعاية كبيرة هنا، كلما آتي إلى هنا أشعر أنه مرحب بي، إنه مكان مريح جدًا لتعمل فيه كل يوم، وتشير هذه التعليقات بالتأكيد إلى المناخ الإيجابي وبيئة العمل المريحة الموجودة في هذه الشركة، لكنها تلمح أيضًا إلى نقطة مثيرة للاهتمام، وهي أن الموظفين يرون المكتب مكانًا مريحًا للعمل فيه.
وأثبتت أن البشر يطورون ارتباطًا بالمكان بكل أبعاده وليس مجرد المساحة التي يشغلها، وفي هذا السياق يمكننا المقارنة بين مصطلحي المنزل والموطن، فالمنزل هو مجرد منشأة مادية، أما الموطن فيحتوي أبعادًا اجتماعية أشمل، ومكتب العمل ليس بيتًا في النهاية، لكن هؤلاء الباحثين وجدوا أن استخدام توجه العودة إلى المكتب لخلق بيئة عمل جذابة سيكتب له النجاح إذا تمكن أرباب العمل من تحويل مساحة العمل إلى مكان للعمل، أو إلى ما يشبه الموطن وليس المنزل.
وقدم الباحثون ثلاث استراتيجيات تساعد على تحقيق هذا الهدف:
1- توفير مساحة خاصة في مكان العمل:
أظهرت نتيجة البحث أن الموظفين ينظرون إلى المكتب بوصفه بيئة عمل جذابة عندما يلبي احتياجاتهم، وكلما زاد عدد الأهداف التي يمكن للأشخاص تحقيقها في مكان ما، زاد شعورهم بالارتباط به، أي إن مكان العمل يتمتع بمرونة تتلاءم مع حالتك المزاجية حول كيفية إنجاز المهام أو مع ما تتطلبه الحالة أيضًا، وقد يساهم ذلك في تحويل المساحات إلى أماكن تلبي العديد من الحاجات البشرية أو المتعلقة بالعمل.
2- إضفاء طابع اجتماعي دافئ على مكان العمل:
الناس هم الذين يحولون المساحات إلى أماكن ويعطونها قيمتها، والطريقة المثلى لتحقيق ذلك، استخدام هذه المساحة ومكوناتها، وكانت الشركة التي درسها الباحثون خير مثال على ذلك، فقد سعت لابتكار الكثير من الأنشطة الاجتماعية بهدف تحويل مكاتبها إلى أماكن اجتماعية وليس فقط أماكن عمل، ما يساهم في صنع بيئة عمل جميلة ومريحة، فقد استضافت وجبات الإفطار والغداء، وأقامت ليالي سينمائية لمشاهدة الأفلام، ودعت عربات الطعام وعربات المثلجات وأقامت حفلات رقص صامتة، وغير ذلك.
3- الاستفادة من التكنولوجيا في خلق بيئة مجتمعية:
كان للتكنولوجيا دور أساسي في تكوين بيئة العمل بعد حدوث الجائحة، ومع زيادة المرونة لم يعد الموظفون يجلسون في المكتب كثيرًا، حتى في الشركات التي تتبنى سياسات الحضور الشخصي. ومنذ عام 2022، طبقت عدد من الشركات -مثل أمازون وتيسلا وغيرهما- متطلبات صارمة للحضور الشخصي، ما قد يدل على أن التكنولوجيا تعيق توجه العودة إلى المكتب، لكن في الحقيقة قد تكون التكنولوجيا صانعة للمكان.
ملامسة النتائج الإيجابية:
رغم أهمية التجربة المذكورة، للأسف قد لا تنجح مع الجميع، ففي البحث كان معظم الموظفين من النوع الذي نسميه المتعلقين بالمكان قبل الجائحة، لكن بعد الجائحة فقد البعض منهم إحساسهم بالارتباط بالمكتب والشعور بالمجتمع الذي اعتادوا أن يشعروا به في المكتب.
وقدرت أن نحو 30% من القوى العاملة بعد الجائحة في الشركة يشعرون الآن بالانفصال عن ثقافة الشركة والتركيز على الوجود في المكتب للعمل، لكن بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين اكتشفوا في أثناء الوباء أنهم يفضلون العمل من المنزل، فإن نسبة 30% هي في الواقع نسبة منخفضة.