«اليونيسف» تندد بتصاعد العنف ضد الأطفال في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
الولايات المتحدة (وكالات)
أخبار ذات صلةندّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أمس، بتصاعد العنف ضد الأطفال في الأشهر الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة حيث تنفّذ إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق، ودعت إلى «الوقف الفوري للأعمال المسلّحة».
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيغبيدير، إن 13 طفلاً فلسطينياً قتلوا في الضفة منذ مطلع العام، بينهم سبعة أطفال بعد إطلاق الحملة واسعة النطاق في شمال الضفة في 19 يناير، مشيراً في بيان إلى مقتل طفل يبلغ عامين ونصفاً أصيبت والدته الحامل أيضاً في إطلاق النار، وفق اليونيسف. وأضاف أنّ اليونيسيف تدين جميع أعمال العنف ضد الأطفال وتدعو إلى الوقف الفوري للأعمال المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
ولفت البيان إلى تسبّب الاستخدام المتزايد للأسلحة المتفجرة والغارات الجوية والهدم في محافظات جنين وطولكرم وطوباس -بما في ذلك في مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان- في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية، مما أدى إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء.
ووفق المنظمة، قُتل 195 طفلاً فلسطينياً وثلاثة أطفال إسرائيليين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ 7 أكتوبر 2023. وأشار بيغبيدير إلى زيادة بنسبة 200 % في عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في المنطقة خلال الأشهر الـ16 الماضية مقارنة بالأشهر الـ16 التي سبقتها.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، فقد قُتل 224 طفلاً بين يناير 2023 ويناير 2025 في الضفة الغربية على أيدي قوات إسرائيلية أو مستوطنين إسرائيليين، أي نحو نصف العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الضفة منذ بدأ المكتب توثيق هؤلاء الضحايا في العام 2005، والبالغ 468 طفلاً. وأيضاً وفق المكتب، أصيب أكثر من 2500 طفل فلسطيني بجروح في الضفة بين يناير 2023 وديسمبر 2024.
في غضون ذلك، جددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان أمس، مطالبتها للمجتمع الدولي بـ«تحرك عاجل وفاعل وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه على الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وسط ارتكاب المزيد من الجرائم والتدمير الممنهج لمقومات الحياة، وتحقيق استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الضفة الغربية العنف ضد الأطفال الضفة الغربية المحتلة فلسطين اليونيسيف منظمة الأمم المتحدة للطفولة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
“الموت تهديد مستمر”: اليونيسف ترسم صورة قاتمة لأطفال السودان في الذكرى الثانية للحرب
بعد عامين من الصراع في السودان، تكشف الأرقام عن واقع مرير يحاصر فيه الموت ما يقرب من 825 ألف طفل في محيط الفاشر وحدها، بينما تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن "الموت تهديد مستمر" يخيّم على حياة هؤلاء الصغار، متحدثة من بورتسودان، نقلت لنا إيفا هندز، رئيسة قسم المناصرة والتواصل في يونيسف السودان صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية، لكنها في الوقت نفسه، أعربت عن أمل ضئيل بإمكانية تحسن الوضع لأطفال السودان الذين دفعوا ثمنا باهظا لحرب لم يكونوا سببا فيها.
شبح الموت يتربص بأطفال زمزم
وقالت هندز لأخبار الأمم المتحدة إن الوضع صعب للغاية في الفاشر والمناطق المحيطة بها وخاصة معسكر زمزم الذي كان قد أعلن عن تفشي المجاعة فيه، حيث قالت: "هذا مكان يمثل فيه الموت تهديدا مستمرا للأطفال، سواء كان ذلك بسبب القتال الدائر حولهم أو بسبب انهيار الخدمات التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة".
وتضيف مسؤولة اليونيسف أرقاما مفزعة أخرى، ففي شمال دارفور، قُتل أو أُصيب قرابة 70 طفلا في أقل من ثلاثة أشهر، بينما شهد معسكر زمزم وحده 16% من إجمالي الإصابات المؤكدة بين أطفال الفاشر نتيجة للقصف والغارات الجوية.
لكن التهديد لا يقتصر على القصف والمعارك. فبسبب إغلاق طرق الوصول واستهداف الجماعات المسلحة للقرى، أصبح توصيل المساعدات شبه مستحيل. ونتيجة لذلك، يواجه الأطفال وعائلاتهم نقصا حادا في المياه والغذاء والدواء والإمدادات الغذائية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار.
وفي ظل انسحاب العديد من المنظمات، تقول إيفا هندز إن الشركاء المتبقين على الأرض يبذلون جهودا مضنية لمواجهة شبح المجاعة وسوء التغذية المتفشي، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنحو 457,000، منهم قرابة 146,000 يعانون من النوع الوخيم الذي يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بـ 11 مرة.
وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة، تؤكد هندز على الجهود الحثيثة التي تبذلها اليونيسف وشركاؤها على الأرض لمحاولة معالجة سوء التغذية والوقاية منه من خلال توفير فحوصات التغذية وتوزيع المكملات الغذائية وجمع الأمهات للتحدث ومشاركة المعلومات حول ممارسات تغذية الأطفال الصغار.
بالإضافة إلى ذلك، يتم توفير الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. ولكن سوء التغذية لا يهدد حياة الأطفال على المدى القصير فحسب، بل يترك ندوبا عميقة على مستقبلهم.
وعن ذلك تقول إيفا هندز: "إذا استمر هذا لفترة أطول وتحول إلى شيء مزمن، فإنه يؤثر على نموهم... ويمكن أن يؤثر ذلك على نموهم البدني وكذلك نموهم المعرفي".
مدارس مُدمرة.. وأحلام مُعلقة
وبعيدا عن شبح الجوع والمرض، يحرم الصراع أطفال السودان من حق أساسي آخر: التعليم. وعن ذلك تقول إيفا هندز: "تضررت مئات المدارس منذ بداية الصراع، والعديد منها لا يستخدم كمدارس في الوقت الحالي، وهذا يضع ضغطا هائلا على التعليم وعلى وصول الأطفال إلى التعلم".
واستجابة لذلك، تعمل اليونيسف على توفير الإمدادات للمدارس وتقديم المنح الدراسية وإنشاء مساحات تعليمية آمنة في الأماكن التي لم تعد فيها المباني المدرسية صالحة للاستخدام. هذه المساحات لا توفر التعليم فحسب، بل تقدم أيضا الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال الذين عانوا من ويلات النزوح والعنف.
تقول مسؤولة اليونيسف: "إنها أيضا مكان يتلقون فيه غالبا الدعم النفسي الاجتماعي... ومكان يمكنهم فيه مقابلة الأصدقاء واللعب معهم... ومكان يمكنهم فيه أن يبدأوا في الشعور ببعض الإحساس بالعودة إلى شيء من الحياة الطبيعية".
تطعيمات مفقودة.. وأجيال مهددة بالأمراض
كما تواجه جهود التطعيم تحديات هائلة. فقد انخفضت التغطية الوطنية بالتطعيمات من أكثر من 85 بالمائة قبل الحرب إلى 50 بالمائة في بعض الأماكن، وحتى أقل من ذلك في هذه الأماكن المحاصرة بالقتال".
وقالت إيفا هندز إن اليونيسف تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين لتنفيذ حملات التطعيم التعويضية وتوصيل اللقاحات بأمان إلى المناطق المحتاجة، حتى تلك التي يصعب الوصول إليها.
نقص التمويل يفاقم الأزمة
ولكن نقص التمويل يمثل عقبة أمام كل هذه الجهود المضنية. وعن ذلك تقول إيفا هندز: "التخفيضات المتفاقمة في التمويل لا تضع قدرتنا فحسب، بل وقدرة شركائنا أيضا على الاستجابة في خطر كبير... وسيدفع الأطفال الثمن في نهاية المطاف بأرواحهم".
وناشدت هندز المجتمع الدولي والجهات المانحة تقديم الدعم العاجل لتمكين المنظمات الإنسانية من الاستمرار في تقديم الخدمات المنقذة للحياة للأطفال السودانيين.
وأضافت: "نحتاج إلى العمل معا لسد أي فجوات تمويلية حرجة. ومن المهم جدا خلال هذه الأوقات الصعبة للغاية ألا ندير ظهورنا، وألا نتخلى عن الأطفال عندما يكونون في أمس الحاجة إلينا. وأعتقد أن السودان مثال رئيسي على سبب أهمية ذلك، وسبب حاجتنا إلى البقاء وتقديم المساعدة".
من بين ركام الحرب ينبت الأمل
حدثتنا هندز عن زيارتها الأخيرة إلى الخرطوم، حيث التقت بمجموعة من الصبيان الذين سبق وأن التقت بهم بعد تعرض مساحتهم الصديقة للأطفال للقصف في آب/أغسطس الماضي حيث قالت: "كان من الرائع أن أرى أنهم يتحسنون، وأن بعض جروحهم الجسدية قد شفيت. العديد منهم يذهبون إلى المدرسة... وقد بدأوا في التعلم، وعادوا إلى لعب كرة القدم".
وتابعت قائلة: "أعتقد أن هناك علامات إيجابية عندما ننظر إلى الأطفال، ويمكن أن يكون ذلك طفلا يذهب إلى المدرسة، ويمكن أن يكون طفلا يبدأ رحلته نحو الشفاء. يمكن أن تكون لقاحات تصل إلى أماكن يصعب الوصول إليها على الرغم من كل الصعاب. لذا، أعتقد أن كل هذا يعطي أملا".