«حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
مريم بوخطامين (أبوظبي)
يشكل الموروث التراثي والمجتمعي ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة على التقاليد والقيم الأصيلة، خاصة في ظل مبادرة «عام المجتمع 2025»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الترابط الأسري والروابط الاجتماعية، من خلال تنظيم وتفعيل المناسبات التراثية، والتي يتم من خلالها نقل العادات والتقاليد بين الأجيال، مما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء.
كما أن الموروث الشعبي يمثل مصدر إلهام للأفراد والمجتمعات، حيث يعكس القيم التي شكلت تاريخ المجتمع وأسست لنمط حياته.
وتعد هذه المبادرات فرصة لإحياء التراث بأساليب معاصرة، مما يضمن استمراريته ودوره في التنمية والتطوير، ويجعل منه عنصراً فاعلاً في بناء مستقبل أكثر ترابطاً وأصالة، وهنا يصب إحياء هذه الفعاليات في دائرة مبادرة «عام المجتمع».
وأكد عدد من المواطنين أن الإمارات تستلهم نهج المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في صون التراث والحفاظ على الهوية الوطنية. فقد كرّس جهوده لتحقيق التوازن بين النهضة العمرانية وحماية الموروث الثقافي، مما أسهم في ترسيخ هوية الإمارات، وسط موجة التطور الحضاري التي شملت جميع القطاعات في الدولة.
«حق الليلة»
قال المواطن خميس سليمان الصغير: «إن التراث الإماراتي يشكل معلماً حضارياً، والذي تحرص على وجوده الجمعيات والمؤسسات التراثية والمهتمين بالجانب التراثي والثقافي عبر نقله وتنظيمه في المهرجانات والمراكز الثقافية التي تهدف إلى إبراز هذه الجوانب المضيئة في حضارة الإمارات، منوهاً بأن هناك العديد من المؤسسات والدوائر والشركات تهتم بتعزيز هذه الموروثات الإماراتية، وتستعين في كل المناسبات بالجمعيات التراثية المنتشرة في مدن الدولة؛ لأنها تعتبر جسور تواصل تربط الماضي بالحاضر، وتحافظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى العادات والتقاليد المستمدة من المجتمع المحلي وبيئاته الجبلية والبحرية والصحراوية، معولاً أن مناطق الدولة تحتفل خلال شهر شعبان بفعالية «حق الليلة» التي تعتبر من الموروثات المستمرة والممتدة على مدار السنين.
القيم الاجتماعية
قال أحمد الشميلي: «إن «عام المجتمع» يخلق حالة ارتباط بينه وبين القيم الاجتماعية والتقاليد الموروثة التي تشكل هوية الأفراد والجماعات، مثل العادات والتقاليد والفنون الشعبية واللغة، وتلعب دوراً أساسياً في بناء النسيج الاجتماعي، وترسيخ الهوية الوطنية، منوهاً بأن له دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز انتماء الأفراد لوطنهم وثقافتهم وتلاحم ووحدة أفراد المجتمع، خاصة أن هناك العديد من الموروثات التي تحمل قيماً وأفكاراً تعكس تجارب الأجداد، والتي تفيد المجتمع الحديث، ومنها المناسبات التراثية والتي ستحتفل بها خلال أيام قليلة البيوت الإماراتية وغير الإماراتية مناسبة «الحق الليلة» والتي تسهم في إثراء الثقافة المحلية، حيث يبقى هذا الاحتفال بحق الليلة تقليداً عريقاً شاهداً على الفرح ووسيلة للتواصل بين الأجيال، مما يسهم في تعزيز أواصر المودة وتقوية روابط المجتمع».
الوعي بالموروثات
قالت ابتسام الدعن: «إن عام المجتمع يركز في عام 2025 على تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأواصر الاجتماعية بين الأجيال وتوثيق الموروثات القديمة والتي تسهم في عدم تعرضها للاندثار، وذلك من خلال إدخالها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بها، ناهيك عن تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تعزز الوعي بالموروثات، واستخدام وسائل الإعلام الحديثة لنشر المحتوى الثقافي التقليدي، وتشجيع الشباب على الاهتمام بالحرف والفنون التقليدية، مؤكدة أن الاهتمام بالموروث ليس مجرد مسألة تاريخية، بل هو استمرارية ثقافية تعزز من تماسكه واستقراره، وتجعل ماضيه حاضراً ومستقبله أكثر وضوحاً، موضحة أن المؤسسات المجتمعية وجمعيات النفع العام تسعى جاهدة في تحقيق هذه الأهداف التي من شأنها تخلق ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات أكثر قوة ومنفعة للفرد والمجتمع.
«قرقيعان»
من جانبها، تحدثت مريم الواجف عن المناسبات التراثية بأنها بوابة الربط بين الماضي والحاضر، مستشهدة بمناسبة «حق الليلة» التي تعبر عن جزء من الماضي الذي لن يندثر، والتي تعنى بإحيائها وتنظيمها الجهات والمؤسسات المجتمعية في الدولة، موضحة أن مناسبة «حق الليلة» (قرقيعان) في الإمارات تعد جزءاً من التراث الأصيل الذي تناقلته الأجيال عبر الزمن، رغم تطور الملابس والحلويات والديكورات الخاصة بهذه المناسبة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بلمستها التراثية التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الجدات والأمهات عن طفولتهن، ويشكل هذا الاحتفال فرصة رائعة يتشارك فيها الكبار فرحة الأطفال، مما يعزز روح الألفة والمحبة في المجتمع، وكان الأطفال، وما زالوا، ينتظرون «حق الليلة» بشغف وسعادة، كحال الكبار، حيث تبدأ التحضيرات مبكراً بحياكة الملابس التقليدية المستوحاة من التراث الإماراتي، يرتدي الأولاد «الكندورة»، بينما تتألق الفتيات بالثوب الملون المخصص لهذه المناسبة، ويكتمل زيهما بحمل «الخريطة»، وهو كيس قماشي يجمعون فيه الحلوى والمكسرات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عام المجتمع حق الليلة الإمارات التراث الإماراتي التراث الموروث الإماراتي الموروث الشعبي الموروث الهوية الوطنية المجتمع الإماراتي التلاحم المجتمعي القرقيعان الهویة الوطنیة عام المجتمع حق اللیلة
إقرأ أيضاً:
«الإمارات للطبيعة».. ترسّخ قيم التطوع
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةدعماً لـ«عام المجتمع» وترسيخاً للقيم النبيلة والتطوع، وبمناسبة مرور 25 عاماً من العمل الدؤوب في مجال حماية البيئة، أطلقت جمعية الإمارات للطبيعة حملة تبرعات ضمن الاحتفال بربع قرن من العمل البيئي، تحت عنوان «نعمل لمستقبل مستدام»، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي وجمع التبرعات لدعم المشاريع البيئية الهامة.
تغيير إيجابي
للحديث عن المبادرة قالت راسنا الخميس، مديرة إدارة الإعلام والتسويق بجمعية الإمارات للطبيعة، إنه ولتعزيز دور المجتمع، ولمنح الجميع فرصة دعم العمل البيئي أمام كافة أطياف المجتمع في عام المجتمع في دعم جهود الحفاظ على الطبيعة وبناء مستقبل مستدام للجميع، أطلقت جمعية الإمارات للطبيعة حملة تبرعات ضمن حملة الاحتفال بربع قرن من العمل البيئي، تحت عنوان «نعمل لمستقبل مستدام» وتستهدف الحملة 200 ألف شخص في إمارة أبوظبي، لتعزيز المشاركة الهادفة والتغيير الإيجابي الملهم من أجل مستقبل مستدام.
حماية البيئة البحرية
وأوضحت الخميس أن الحملة تركز على المبادرات التي تحمي النظم البيئية البحرية، وتدعم الحياة البرية المهددة بالانقراض، وتحافظ على الطبيعة بشكل عام، وتعزز التنوع البيولوجي، لافتة إلى أن المساهمات ستدعم بشكل مباشر جهود إعادة التشجير، واستعادة الموائل الحيوية، وتمكين المجتمعات المحلية من اعتماد ممارسات مستدامة، كما يساعد ذلك في بناء مرونة المجتمعات، مما يضمن تجهيزها بشكل أفضل لمواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بالمناخ.
تبادل الخبرات
وأكدت الخميس أن جمعية الإمارات للطبيعة هي جمعية خيرية بيئية إماراتية، تعمل منذ 25 عاماً، وفي نفس الوقت تعمل بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، لتبادل الخبرات العالمية ونقل إنجازات وابتكارات الإمارات لدول العالم الخارجي، من خلال شبكة مكاتب الصندوق الممتدة في 100 دولة حول العالم، وقد أطلقنا هذه الحملة في شهر رمضان الماضي، وسوف نتوسع في الأشهر القادمة.
عام المجتمع
وعن المشاركة المجتمعية والأشخاص المستهدفين، أشارت الخميس إلى أنه يمكن للجميع المشاركة في دعم الجمعية بطرق متنوعة ومؤثرة، سواء عبر التبرع المالي أو من خلال تعزيز الوعي حول عمل الجمعية ودعمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن هذه الحملة هي تجسيد عملي لـ «عام المجتمع»، وأن جمعية الإمارات للطبيعة تقدم فرصة ذهبية للجميع، بحيث يكون لهم دور لتتخطى حدود تبرعاتهم الحالات المحددة بعينها لتشمل الإنسانية جمعاء.
حماية الإنسان
أشارت راسنا الخميس، مديرة إدارة الإعلام والتسويق بجمعية الإمارات للطبيعة، إلى أن التبرع لجهود الجمعية، يشكل دعماً لجهود حماية مستقبل كل شخص، لا سيما أن حماية البيئة لا تعني فقط زراعة الأشجار وحماية المحيطات وكائناتها الحية وغيرها، وإنما تعني حماية الإنسان أولاً وأخيراً، فالإنسان حين يعتني بالطبيعة ويعمل على حمايتها، هو في الأساس يعتني بنفسه ومستقبله.