خبيران: نتنياهو في جحيم مزدوج وحماس نجحت بتكتيك حافة الهاوية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
تبدو ثمة مؤشرات تبعث على التفاؤل بشأن الذهاب نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وفق خبيرين بالشأن السياسي، في حين قال أحدهما إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جحيم مزدوج.
ووفق الخبير بالشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، فإن ترامب وضع نتنياهو بين جحيمين، إذ يضحي الأخير بكافة الأسرى الإسرائيليين في حال مضيه خلف سيد البيت الأبيض، إضافة إلى جحيم اليمين المتطرف والمزايدة عليه في حال التنازل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويحاول نتنياهو الخروج من الجحيم المزدوج الذي وضعه فيه ترامب -حسب مصطفى- بالتهديد باستئناف الحرب والتلويح بحرب مختلفة، وهو ما يثير قلق عائلات الأسرى التي تخشى إفشال الاتفاق "لذلك تطالب باتفاق خروج الكل مقابل الكل".
وقال مصطفى -لبرنامج "مسار الأحداث"- إن إسرائيل تنازلت بشأن مطالب حماس الخاصة بتنفيذ البروتوكول الإنساني، متوقعا أنها لن تطبقه كاملا "وإنما بشكل جزئي بهدف حلحلة الأزمة والمضي قدما باتفاق المرحلة الأولى".
وكانت حماس شددت الخميس على ضرورة البدء الفوري لمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق وحمّلت إسرائيل مسؤولية أي تأخير، مؤكدة رفضها أي مماطلة مع تجديد التزامها بتعهداتها في الاتفاق.
إعلان
وأعرب مصطفى عن قناعته بأن مقاربة إسرائيل للاتفاق تغيرت، لذلك حاولت تأجيل مفاوضات المرحلة الثانية لأطول فترة زمنية من أجل إتمام المرحلة الأولى وعدم كشف نواياها اللاحقة.
ووفق مصطفى، فإن نتنياهو يخشى تفسير التنازل الإسرائيلي على أنه "انتصار لحماس"، رغم إقراره بأن إسرائيل تضع استئناف الحرب أيضا ضمن خياراتها.
وفي هذا السياق، ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس صدّق على خطط هجومية كبيرة في حال فشل الاتفاق رسميا.
تكتيك "حافة الهاوية"في السياق ذاته، اعتبر الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر مواقف إسرائيل المتضاربة ونزولها عن الشجرة بشأن البروتوكول الإنساني يندرج في سياق "إستراتيجية تفاوضية باستخدام الشيء ونقيضه".
وأشار شاكر إلى تكتيك "حافة الهاوية" التي استخدمته المقاومة الفلسطينية بنجاح، وكذلك إسرائيل وأميركا اللتان تلوحان باستئناف الحرب وتتوعدان غزة بـ"الجحيم"، متوقعا مخاضا تفاوضيا أكثر تعقيدا مع الوقت.
وبشأن ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع أن ترامب يرغب في لفتة من حماس من خلال "إطلاق سراح رهائن أميركيين"، قال الباحث في الشؤون الدولية إن الإدارة الأميركية تريد استعادة مزدوجي الجنسية من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة.
وخلص شاكر إلى أن منطق ترامب "لا يقود إلى حرب جديدة في غزة"، معتقدا أن "مصلحة واشنطن تقضي بالمضي قدما بالاتفاق بمرحلتيه الأولى والثانية ثم معركة تفاوضية كبرى في المرحلة الثالثة".
لكن مصادر للجزيرة أفادت الخميس بنجاح الاتصالات للمضي في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأضافت أن الوسطاء أكدوا التزام الأطراف بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بما فيها البروتوكول الإنساني.
وحسب تلفزيون مصري رسمي، اصطفت عشرات الشاحنات والمعدات الثقيلة من بينها جرافات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي تمهيدا لدخولها إلى غزة.
إعلانوفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مظاهرات بإسرائيل تطالب بإكمال الصفقة وجدل حول نوايا نتنياهو
تظاهر محتجون وسط تل أبيب ليل الاثنين وأضرموا النار قبالة مقر وزارة الدفاع، رافعين شعارات تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإتمام مراحل اتفاق تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط جدل وتشكيك في موقفه إزاء استكمال المفاوضات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المتظاهرين أشعلوا النار وأغلقوا طريق بيغين الرئيسي في كلا الاتجاهين للمطالبة بإتمام عمليات تبادل الأسرى والامتناع عن تعريض الصفقة للخطر.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "أعيدوهم جميعا الآن و"كفى حربا"، ورددوا هتافات من بينها "الحكومة الإسرائيلية نسفت الصفقة" و"نتنياهو نسف الصفقة".
وأصدرت هيئة عائلات الأسرى المحتجزين في غزة بيانا قالت فيه إنها توجهت للدول الوسطاء في الاتفاق، وطالبت بتسوية الخلافات مع حماس لاستئناف تنفيذ الاتفاق والتدخل فورا من أجل التوصل إلى حل فعال.
جاء ذلك بعدما أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس أمس الاثنين تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى المقررة السبت المقبل، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال ببنود الاتفاق.
واتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب خروقات متكررة والمماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني ضمن الاتفاق.
إعلان غضب الوسطاءوقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك حالة من الغضب تتملك الوسطاء في المفاوضات جراء تأجيل إسرائيل مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأشارت الهيئة إلى أن وفد التفاوض الإسرائيلي عاد من الدوحة حيث بحث استكمال المرحلة الأولى بعدما تلقى تعليمات من نتنياهو بعدم التطرق إلى المرحلة الثانية.
وقالت الهيئة "كانت المهمة الرئيسية للوفد الإسرائيلي الحيلولة دون حدوث أزمة في المفاوضات، لكن كما رأينا في ضوء إعلان حماس لم تكلل هذه المحاولة بالنجاح".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع.
ويقضي الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
شروط نتنياهو
ومن المنتظر أن يعقد نتنياهو اليوم الثلاثاء اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينت)، يطرح خلاله شروط إسرائيل في مفاوضات المرحلة الثانية.
ووفقا لصحيفة معاريف، فإن هذه الشروط تشمل إبعاد قيادة حماس عن غزة وتفكيك الجناح العسكري للحركة ونزع سلاحه وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن وزراء بالحكومة أنهم وافقوا على أجزاء من المرحلة الثانية عندما وافقوا على الاتفاق مع حماس.
وأضاف الوزراء أن الاتفاق الأولي الذي تمت الموافقة عليه ينص على الانسحاب من غزة بعد 42 يوما.
وقالوا إن الوثائق تظهر أن الجيش سينسحب من محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة بحلول اليوم الخمسين عكس ادعاء مقربين من نتنياهو.
وقد أجرى نتنياهو أمس الاثنين مشاورات أمنية على ضوء موقف حماس بتعليق تسليم الأسرى، وحضر جلسة المشاورات وزراء الدفاع والخارجية والمالية وعضو الكنيست أرييه درعي، وفقا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.
إعلانوأضافت الهيئة أن رئيسي الأركان، الحالي والمعين، شاركا في المشاورات مع نتنياهو بعد بيان حماس.
"رسالة إلى ترامب"
في تلك الأثناء، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إعلان حماس قد يكون ردا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
ورأى المسؤول أيضا أن قرار حماس قد يكون إشارة إلى أنها تشك في دخول نتنياهو في مفاوضات جدية بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكذلك، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي أنه لا يعتقد أن حماس تريد نسف الصفقة.
وأضاف المسؤول أن موقف حماس "رسالة إلى ترامب أنك مخطئ إذا اعتقدت أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية".
في السياق نفسه، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن بيان حماس "مقلق"، لكن إسرائيل ترى أن "الأزمة قابلة للحل".
وأضاف المصدر نفسه أن من "يريد إفشال الصفقة يفعل ذلك في آخر لحظة وليس قبل 5 أيام ويمنحها وقتا للحل".
ورأى المصدر أن بيان حماس يأتي لرغبة الحركة في تقديم مكاسب لسكان قطاع غزة، وللضغط على الوسطاء وواشنطن بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.