موقع النيلين:
2025-03-17@14:12:19 GMT

محمد وداعة يكتب: صمود .. وبرضو الطرفين

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

*كان يتوقع ان تنتهز ( صمود ) حل ( تقدم ) للتخلص من حمولات و اخطاء فترة تقدم*
*شكوك حول الاسباب الحقيقية لحل تقدم*
*يعتقد على نطاق واسع ان الطريق الصحيح ان يتم حل تقدم عبر الجمعية العمومية لمؤتمر التاسيس*
*مكونات عديدة كانت فى ( تقدم ) نفت ان تكون فى صمود ، او فى اى من الطرفين*
*هل اذا لم تعلن الحكومة الموازية لاى سبب من الاسباب ، يكون الخلاف قد انتهى و يمكن العودة الى تقدم*
أعلنت تنسيقية تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية السودانية (تقدم) عن حل نفسها وانقسامها إلى مجموعتين بعد خلافات بين مكوناتها على تشكيل حكومة موازية، واتفقت على أن تعمل كل مجموعة تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين ، و بينما اعلنت احدى المجموعات ( مجموعة بكرى الجاك ) عن نفسها و تسمت باسم صمود (التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة ) ، وهى المجموعة التى ترفض الحكومة الموازية ، فان المجموعة الاخرى ( مجموعة الحكومة ) لم تعلن موقفها او اسمها حتى الان ، جاء ذلك عقب اجتماع للهيئة القيادية لتنسيقية تقدم برئاسة حمدوك ، أعلنت التنسيقية (فك الارتباط بين المجموعة الداعية إلى قيام حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وبين المتمسكين بعدم تشكيلها، على أن يعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين )
وقال بيان للهيئة (بهذا القرار سيعمل كل طرف اعتبارا من تاريخه حسب ما يراه مناسبا ومتوافقا مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل الدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته ، وأعلنت قوى سياسية ومكونات مهنية واجتماعية وشخصيات سودانية رافضة لمقترح تشكيل حكومة موازية ، عن تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) عبر هياكل مؤقتة، يرأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ، واعتبرت القوى التي شكلت تحالف (صمود)، في بيانها التأسيسي، أن هذه الخطوة تأتي (إيمانا والتزاما بأهمية اختيار والتزام القوى المدنية، بالديمقراطية طريقا مستقلا لا ينحاز لأي من أطراف الحرب، ولا ينخرط فيها بأي شكل من الأشكال، وأن تتصدى لكل فعل أو قول يهدد وحدة البلاد، ويمزق نسيجها الاجتماعي ،
و يبدو ان حالة من الاستعجال واكبت هذه القرارات ، و ان (الكلفتة) كانت واضحة لدرجة ادراج اسماء بعض القوى السياسية باعتبارها من مكونات تقدم ( المحلولة ) وهى لم تكن يومآ من اعضاء تقدم(الوطنى الاتحادى ) ،و بعضها نفى ان يكون عضوآ فى التحالف الجديد ( صمود ) ، كما ان البعض نفى ان يكون من قعوا باسمه يمثلونه، و البعض وجدها فرصة للاعلان عن مفارقة الاثنين مثل الحزب الجمهورى ، هذا فضلآ عن شكوك حول شرعية حل ( تقدم) من الناحية الاجرائية و القانونية حيث ان تقدم تم تاسيسها و اعتمادها عبرمؤتمر تأسيسى ، حضره 700 مندوب من جميع انحاء العالم و سبقته مشاورات استمرت سبعة اشهر، و صرفت عليه بضعة عشر مليون دولار ، و لذلك يعتقد على نطاق واسع ان الصحيح ان يتم حل تقدم عبر الجمعية العمومية لمؤتمر التاسيس ،
جاء بيان الاعلان عن صمود غير مختلفآ كثيرآ عن بيانات و مواقف تقدم ، لا سيما استمرار د.

حمدوك رئيسآ لصمود ، و جاء متطابقآ فى الحديث عن الطرفين مرددآ نفس مستهلكات تقدم فى وصف الحرب و تداعياتها ، و بلا شك جاء هذا الموقف مخيبآ لامال المراقبين و المحللين ، اذ ان البعض كان يتوقع ان تنتهز ( صمود ) حل ( تقدم ) للتخلص من حمولات و اخطاء فترة تقدم ، وهذا ما يبعث الشكوك حول الدوافع و الاسباب الحقيقية لحل (تقدم )، و ان ما اعلن من اسباب ليس هو كل الاسباب ، و لعل ما خفى اعظم ، و لربما يكون كل الامر فى قميص عثمان ، و هل اذا لم تعلن الحكومة الموازية لاى سبب من الاسباب يكون الخلاف قد انتهى و يمكن العودة الى تقدم ، هذا النهج قضى على تقدم ، و يهدد بقاء صمود ، قبل نشر المقال بلغ عدد الذين نفوا صلتهم بصمود ١٣ جهة ،

محمد وداعة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام

 الكلام سعادة روحية أو شقاء روحي، فالكلمة في العلاقات العامة هي التي تدير معاني التفاعل البشري، وأصبحت الكلمة في زمن التواصل الاجتماعي ذات قدرات عالية في تمثيل القيم والمعاني البشرية، حيث اكتسبت الكلمة قوةً لم تكن لها من قبل من حيث سعة الانتشار وعبورها حدود المكان والزمان، وكل كلمة تقال في وسائل التواصل ستجد لها آذاناً سامعةً وعيوناً قارئةً في أي توقيت ظهرت، ومن أي مكان انطلقت وبسرعة هائلة وتفاعلية غير محددة، ولا أحد يسيطر عليها، وتنوعت الاستقبالات بين فهمٍ وسوء فهم وقبول وسخط، ولن يسيطر صاحب الكلمة على مصير كلمته ولا تأويلها أو فهمها. ومن ثم فكل كلمةٍ لها سعرٌ. 
 وحدث مرةً لإعلامية بريطانية أن سافرت من لندن إلى جنوب أفريقيا، وحين حطت رحلتها في جوهانسبرغ اكتشفت أن مؤسستها التي تعمل فيها قد فصلتها عن العمل، وأصبح وجودها في جوهانسبرغ غير رسمي ولم تغطِ مؤسستها تكاليف وجودها هناك، وكان السبب هو تغريدةٌ أطلقتها قبل أن تغلق هاتفها وهي تستقل الطائرة، وكانت التغريدة تسيء للدولة التي ذهبت إليها، ولم تتحمل جريدتها تلك التغريدة فأعلنت فصلها، وهذا يحيلنا للكلمة التي قيلت لطرفة بن العبد ويل لهذا من هذا وأشاروا إلى لسانه ورأسه وانتهى به الأمر أن قتل بسبب قصيدة له، وهنا طار رأسه بسبب لسانه كما طارت وظيفة الإعلامية البريطانية بسبب تغريدة، مما يعيد صياغة المقولة إلى (ويلٌ لرأسك من أصبعك)، وهو الإصبع الذي يسمى في العربية بالسبابة فأصبحت أيضاً القاتلة، وسنظل نعود للمتنبي الذي أسعفته كلماته مراراً ولكنها قتلته أخيراً، وهو الذي قال: 
    لا خيل عندك تهديها ولا مال 
                   فليسعد النطقُ إن تسعد الحال
وقد عاش ما عاشه من عمرٍ وهو يستعين بنطقه ليبني نفسه ومجده، إلى أوقعه النطق بالمآسي فخسر صحبة سيف الدولة وفر من وجه كافور وانتهى على يد فاتك الأسدي، الذي هو لصٌّ وقاطع طريق وليس له موقعٌ في التاريخ غير أنه قاتلُ أهم شعراء العرب، وفي النهاية نشير إلى الحديث الشريف (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وتظل اللغة أخطر النعم، وهذا ثمن اللغة وسعرها الباهظ.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة  الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الفكر تحت سلطة الحرف د. عبدالله الغذامي يكتب: لسان الثقافة

مقالات مشابهة

  • اشتباكات على الحدود السورية-اللبنانية.. وجهود واتصالات مكثفة بين الطرفين لتهدئة الوضع
  • نائبة تقدم طلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة لبرامج الحماية الاجتماعية
  • خامنئي: أمريكا مربكة أمام صمود اليمنيين
  • راشد عبد الرحيم يكتب: خطاب الهزيمة
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. اتفاقيات شراكة ناجعة
  • هل تلعب تركيا مع الطرفين في الحرب الأهلية السودانية ؟
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • كأس مصر| سيف الجزيري يسجل هدف تقدم الزمالك في شباك سموحة
  • 47 مليار دولار.. برلماني: تسجيل أكبر احتياطى يؤكد صمود الاقتصاد المصري
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام