انطلاق أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين .. صور
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
في أجواء مفعمة بالإيمان والرجاء، وتحت شعار “أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟”، افتُتِح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لعام ٢٠٢٥ في الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج – بشبرا، تحت رعاية مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر.
شهدت الصلاة حضورًا مسكونيًا واسعًا، بحضور الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، والأمين العام لمجلس كنائس مصر القس يشوع بخيت، وعدد من المطارنة والآباء الكهنة والقساوسة والأخوات الراهبات، بالإضافة إلى جمع غفير من المؤمنين الذين امتلأت قلوبهم بتوقٍ صادق لوحدة الكنيسة، تلك الوحدة التي لا تتحقق إلا بالحب الإلهي.
صلاة تفيض بالمحبة… كلمة تجمع القلوب
استُهِلَّ اللقاء بكلمة راعي الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج والأمين العام المشارك في مجلس كنائس الشرق الأوسط، القس الدكتور رفعت فكري، الذي رحّب بالحضور قائلًا:
“ما أجمل أن نجتمع اليوم تحت سقف واحد، بقلوبٍ يحدوها الرجاء، وعيونٍ تتطلع إلى وحدة جسد المسيح، تلك الوحدة التي تتأسس على المحبة، لا على التشابه، وعلى التنوّع الغني، لا على الإلغاء.”
وأردف: “نرفع اليوم صلواتنا كعائلة واحدة، نطلب فيها من الرب أن يمنحنا القوة لنكون أدوات سلامٍ ووحدة، نُتمّم من خلالها وصيته: ليكونوا واحدًا كما نحن واحد.”
الوحدة: مسيرة محبة تنبض بحقيقة الإنجيل
في كلمته، شدّد الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، البروفسور ميشال عبس، على أهمية المسار المسكوني الذي قطعت فيه الكنائس أشواطًا ملحوظة، قائلًا:
“إنّ التزايد الواضح في مساحات اللقاء بين كنائس وطوائف كانت يومًا متباعدة إلى حدّ العداء، يؤكد نضجًا مسكونيًا ووعيًا وحدويًا في العالم المسيحي. فما يجمعنا ليس مظهرًا خارجيًا أو تقاليد طقسية فحسب، بل إيمانٌ مشترك يرتكز على البشارة والميلاد والآلام والصلب والقيامة.”
ثم تساءل:
“هل المطلوب أن تكون المسيحية نسخةً متطابقة في كلّ الشعوب، وهي التي كرّست الحرية واحترام التنوع؟ أم ينبغي لنا أن نكتفي بجوهر إيماننا الواحد، ونجعل من محبتنا بعضنا لبعض شهادةً حيّةً أمام العالم؟”
صلاة تسكنها أنفاس الروح القدس
من جانبه، ألقى القس يشوع يعقوب، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، كلمة أكّد فيها:
“نحن اليوم، في هذا اللقاء المبارك، لا نصلي فقط من أجل الوحدة، بل نعيشها. ففي كلّ مبادرة مشتركة، وكلّ لقاء حواري، وكلّ صلاة نرفعها سويًا، نؤكّد أننا عائلة واحدة، رغم تنوّعنا، متّحدون بالمسيح رأس الكنيسة.”
ثم أضاف: “لقد جعل مجلس كنائس مصر من تعزيز الوحدة المسيحية محورًا أساسيًا في أنشطته وبرامجه، ساعيًا إلى بناء جسور التواصل والمحبة بين أبناء الكنائس المختلفة.”
المحبة: قوة الوحدة وسرّ الرسالة
وفي كلمةٍ تعبق بحكمة الإنجيل، أشار الأب كاراس، ممثلًا نيافة الأنبا مكاري، أسقف عام شبرا الجنوبية، إلى أن الصلاة هي لغة اللقاء بالله، إذ قال:
“الصلاة ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي لقاء حيّ بالله، لقاء يملؤنا فرحًا وسلامًا، ويقودنا إلى تحقيق مشيئته: أن نكون واحدًا في المحبة.”
ثم تلاه نائب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، القس الدكتور جورج شاكر، الذي أضاء على فضيلة المحبة باعتبارها الركيزة الأساسية للوحدة المسيحية:
“المحبة هي السرّ الذي يجمع ما تفرّقه المسافات والاختلافات. إنّ وحدتنا لن تتحقق بقوة التفاهمات أو الاتفاقات، بل بالمحبة التي أوصانا بها المسيح، محبة صادقة تُترجَم في أفعالنا اليومية، وتجعلنا شهودًا لرسالته في هذا العالم.”
تراتيل إيمان… وصلوات رجاء
على مدار الصلاة، تعالت التراتيل بلغاتٍ متعددة، وكأنّها أجنحة روحية ارتفعت بالقلوب إلى السماء، وتُليت مقاطع من الكتاب المقدس شدّدت على المحبة كوصية إلهية وركيزة للوحدة، في أجواءٍ من السكينة والسلام.
ختام بركة… وصلاة واحدة لأجل الكنيسة والعالم
في ختام اللقاء، رفع الجميع صلواتهم لأجل وحدة الكنيسة، وسلام مصر، وراحة الشعوب المتألمة، طالبين من الرب أن يفيض بنوره على كلّ مساعي الوحدة، حتى تتحقق الصلاة التي رفعها المسيح إلى الآب:
“ليكون الجميع واحدًا… كما أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كنائس مصر الكهنة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط أسبوع الصلاة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين المزيد الأمین العام لمجلس کنائس الشرق الأوسط کنائس مصر
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يزور بطريرك وأديرة الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، غبطة البطريرك دانيال، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، في قصر البطريركية بالعاصمة الرومانية بوخارست.
عقد اللقاء في قاعة "أوروبا كريستيانا" داخل قصر البطريركية، حيث ألقى بطريرك رومانيا كلمة ترحيبية عبر فيها عن عمق العلاقات الطيبة القائمة بين الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى الاستقبال الحار الذي تحظى به وفود كنيسته عند زيارتهم للأديرة والكنائس القبطية في مصر.
وفي كلمته، قال قداسة البابا: "صاحب الغبطة، أنا سعيد للغاية بهذه الزيارة إلى رومانيا والكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، والتي قرأت كثيرًا عن تاريخها. أتيت إليكم من الكنيسة القبطية التي أسسها القديس مرقس الرسول، من أرض الأنبا أنطونيوس، أب الرهبنة. لقد قدمت كنيستنا، عبر الزمن، العديد من الشهداء، مثلما فعلت كنيستكم أيضًا. ففي كنائسنا وعلى امتداد أرض مصر، تقام صلوات يومية كثيرة من أجل الحياة المسيحية.
لقد قرأت كثيرًا عن الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، وعن جهادها وعدد شهدائها الكبير، الذين نتعلم منهم نحن أيضًا. نشكركم على هذا الاستقبال الكريم، ونتطلع إلى زيارتكم لنا في مصر قريبًا."
وفي ختام اللقاء، قدم بطريرك رومانيا لقداسة البابا أيقونة للقديس ديمتريوس الجديد، شفيع مدينة بوخارست، بالإضافة إلى أيقونة صدر القديس أندراوس الرسول، شفيع رومانيا.
وبدوره، أهدى قداسةُ البابا، غبطةَ البطريرك دانيال مجسمًا للمنارة الشهيرة في الإسكندرية مكتوب عليها قانون الإيمان بعدت لغات، وأيقونتين تمثلان رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر.
بعد ذلك، توجه قداسة البابا والوفد المرافق إلى قاعة "كونفنتوس" في قصر البطريركية، حيث أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني حوارًا حول حياة الكنيسة القبطية اليوم وخدمتها، مع نيافة المطران نيفون، رئيس أساقفة تارجوفيشت، الميتروبوليت الفخري والمفوض البطريركي.
وعقب اللقاء، زار قداسة البابا وأعضاء الوفد الكاتدرائية البطريركية للقديسين قسطنطين وهيلانة،حيث رتل والوفد المرافق لحن القيامة باللغة القبطية.
وزار دير تشيرنيكا أحد أبرز معالم الرهبنة في رومانيا، حيث استقبل قداسته الأب فاسيلي، وتعرف على معالم الدير المكرس للقديس كالينيكوس من تشيرنيكا.
كما زار دير بساريا للراهبات في مقاطعة إلفوڤ حيث استقبلته الأم الرئيسة ميهايلا وجماعة الراهبات بمحبة كبيرة، وقدمن عرضًا عن الحياة الرهبانية اليومية، التي تجمع بين الصلاة والعمل، في تطريز الملابس الكهنوتية وصناعة الأيقونات والشموع. وأشاد قداسة البابا بروح الخدمة والبساطة التي تميز الحياة الرهبانية النسكية في رومانيا، مؤكدًا على أهميتها في حفظ التراث الروحي وخدمة المحبة العملية.
رافق قداسته خلال الجولة نيافة المتروبوليت نيفون، مطران تارجوفيشته، والقس البروفيسور جورج غريغوريتسا، المستشار البطريركي، والأب الدكتور ميخائيل تيتا، النائب الأسقفي لأبرشية بوخارست.