الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط : المسيحية المصرية جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، نحن هنا في مصر للمشاركة في أسبوع الصلاة المخصص لوحدة المسيحيين، وهو لقاء يحتفل به المسيحيون حول العالم منذ أكثر من مئة عام. ولكن يجدر بالذكر أن مواعيد هذا الأسبوع في مصر تختلف عن تلك المتبعة في منطقة المشرق الأنطاكي.
وأضاف"عبس “خلال الكلمة التي القاها مساء اليوم في افتتاح ”أسبوع الصلاة من أجل الوحدة" بمقر الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج، بان ما يلفت نظرنا في مصر هو مشهد الوحدة المجتمعية والوطنية التي يعيشها الشعب المصري، حيث تتجاوز هذه الوحدة الفروق الدينية والطائفية، ونري الشعب المصري يُظهر إجماعاً واضحاً حول وحدة الثقافة والهوية الوطنية، وهم مصممون على بذل كل جهد للحفاظ على هذه الوحدة.
واقتبس “عبس” مقولة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،" وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، قائلا: "إذا ضاع الوطن، ضاع كل شيء، لكن إذا بقي الوطن، فهو سيكون الحاضن للكنيسة والجميع."
وأوضح عبس بانه أجري العديد من النقاشات مع النخب المصرية من مختلف الانتماءات، وكان واضحاً أنهم يتبنون خيار الوطن كأولوية، ولا يساومون في ذلك ، مؤكدا علي أن "المسيحية المصرية" جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، حيث لا يمكن التمييز بين المصريين المنتمين إلى ديانات مختلفة، مما يجعل مصر عصية على المؤامرات ومحاولات التلاعب بمصيرها.
وتحدث الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، عن إعجابه بالشعب المصري قائلاً: "الهدوء واللطف الذي يتمتع به الشعب المصري لا يعادله إلا صلابته في تمسكه بهويته ووطنه. هذا البلد المنظم بقوة ويقوده أشخاص ذو رؤية واضحة، يمكنه إدارة شؤون أكثر من مئة مليون شخص بكل كفاءة."
وأضاف “عبس ”: "إنه لأمر يبعث على الفخر والاطمئنان أن نرى أكبر دولة عربية في هذه الحالة من الاستقرار والأمن، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم والمنطقة."
واختتم الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بتأكيده على أن "أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة في مصر يجب أن يصبح تقليداً ثابتاً في أجندة الحياة المسكونية، ويجب أن يُبنى حوله مجموعة من الأنشطة الهامة مثل اللقاءات الاستشارية مع القيادات والنخب الكنيسية والمصرية، إضافة إلى إلقاء المحاضرات والكلمات في المناسبات المختلفة خلال الأسبوع."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط المسيحيون الشعب المصرى الأمین العام لمجلس کنائس الشرق الأوسط فی مصر
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.