مشروب «الجَبَنة» يتربع على عرش المشروبات الساخنة فى فصل الشتاء بمدن البحر الأحمر، خاصة بين قبائل الجنوب، فهو أحد أسرار الضيافة لدى السكان الأصليين للمحافظة الساحلية، ويقدم للضيوف مع حبات التمر، ويفضل أن يشرب الضيف أكثر من فنجان «واحد أو ثلاثة أو خمسة»، طبقاً لعادات أهالى البحر الأحمر.

«الجَبَنة» مشروب الضيافة بالبحر الأحمر

ويوضح ناصر منصور، من أهالى البحر الأحمر، أن «الجَبَنة» هو المشروب الرسمى لدى سكان البحر الأحمر، ويُنطق بفتح الجيم والباء والنون، ويكثر تناوله فى فصل الشتاء، مشيراً إلى أن أدوات تجهيزه موجودة فى كل بيت، فهى من أساسيات تأسيس المنزل، وتشمل الفخار والمطحنة والفناجين والمصفاة.

ويحكى خالد الأدفاوى، من أهالى البحر الأحمر، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «الجبَنة» من المشروبات المحببة لدى أهالى البحر الأحمر فى فصل الشتاء، فهو مقوٍّ للمناعة ومنشط للذاكرة ويساعد على إذابة الدهون، ودائماً يتم تناوله فى حلقات السمر.

تجهيز مشروب الجبنة 

وعن تحضير «الجبنة»، يوضح منصور الأسوانى فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه يبدأ بإحضار البن الأخضر وتحميصه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول إلى اللون البنى الغامق، ثم يتم طحنه ويوضع فى الفخار على النار، وتستغرق عملية التحميص من ثلاث إلى خمس دقائق، ثم يضاف الحبهان أو الزنجبيل ثم يصب فى الفنجان ويضاف إليه السكر، ويقدم للضيف مع حبات البلح، ويفضل تناول عدد فردى من فناجين «الجبنة».

فوائد مشروب الجبنة 

يشير مصطفى سباق، من أبناء قبائل «العبابدة» بجنوب البحر الأحمر، إلى أن مشروب «الجبنة» هو المشروب الرسمى، ويحرص البدو الرُّحل للرعى والصيد والتجارة على اصطحاب أدوات تجهيز مشروب «الجبنة» معهم، وقبائل «العبابدة والبشارية» اعتادت على تناوله ما بين الإفطار والسحور فى شهر رمضان، لفوائده العديدة، حيث يعتبر مقوياً للمناعة ومنشطاً للذاكرة ومنبهاً شديداً، ويقلل الشعور بالعطش فى نهار رمضان

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البحر الأحمر أهالى البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

دلالات انتقال مركز الثقل من باب المندب إلى خليج العقبة

آخر ما تبحث عنه المملكة العربية السعودية اشتعال نيران الحرب في الخليج العربي كنتاج طبيعي لفشل المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامج طهران النووي.

اشتعال مياه الخليج وانضمامها إلى مياه البحر الأحمر التي تشهد مواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة أنصار الله الحوثية في اليمن؛ كارثة ثلاثية الأبعاد أمنيا وسياسيا واقتصاديا للمملكة العربية السعودية التي تحيطها مياه البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي من جهاتها الثلاث، يفاقمها التصعيد الخطير ما بين الهند وباكستان بأبعاده الجيوستراتيجية في ممرات بحر العرب والمحيط الهندي.

الدبلوماسية السعودية تقف حائرة بين هذه الحرائق المشتعلة، فهي وإن كانت تبحث عن مخرج عبر رفع مستوى التعاون مع روسيا والصين لتحسين بيئتها الاقتصادية والأمنية والسياسية، وتتفاعل إيجابا مع طروحات الإدارة الأمريكية لسلام إقليمي يضم الكيان الإسرائيلي، فإنها تبقى حائرة في كيفية التعامل مع الولايات المتحدة التي تزداد تطلبا وجشعا وتناقضا وسوء إدارة عندما يتعلق الأمر بالملفات العربية والإقليمية.

تتحرك الإدارة الأمريكية ومعها الكيان الإسرائيلي فيما بين الصدوع العربية براحة واقتدار منقطع النظير لا تجد له مثيل في الصدوع العربية الإيرانية، أو العربية التركية، أو حتى الصدوع الأمريكية الروسية الصينية، وهذا ما بدا واضحا في خليج العقبة والخلاف حول الدور الإسرائيلي والاميركي في جزيرتي تيران وصنافير
الضغوط الأمريكية التي يحركها الجشع والضعف العربي ولد مفارقة جيوسياسية للمملكة العربية السعودية، فزيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران في السابع عشر من نيسان/ أبريل الفائت، للتعبير عن تمسك المملكة السعودية باتفاقية بكين للمصالحة وتطبيع العلاقات ورفضها المشاركة في الحملة البرية والجوية على حركة أنصار الله وحكومتها في صنعاء، والانفتاح على موسكو وبكين، وفي الآن ذاته كبح التصعيد جنوب البحر الأحمر والخليج العربي، سعّرت التوتر في العلاقة الأمريكية السعودية على نحو ظهرت ذبذباته في علاقة الرياض مع الشركاء العرب خصوصا جمهورية مصر العربية، بنقلها مركز الثقل من صنعاء ومضيق باب المندب إلى قناة السويس ومدخل خليج العقبة في جزيرتي تيران وصنافير، حيث تطالب أمريكا بقاعدة عسكرية أمريكية للتعويض عن الموقف السعودي من النفوذ الصيني جنوب البحر الأحمر والخليج العربي.

نقل مركز الثقل إلى خليج العقبة

قاعدة على بوابة خليج العقبة بديل للتصعيد جنوب البحر الأحمر يريدها الجيش الأمريكي لتأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن "مشبوهة" يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية، خاصة تلك القادمة من إيران بحسب زعم مسؤولين غربيين لموقع مدى مصر؛ الذي أكد أن المسؤولين المصريين يرفضون هذا المقترح ويتحفظون على تفاصيله، في حين تشير تقديرات إلى أنه محاولة للضغط على مصر تتجاوز النزاع جنوب البحر الأحمر وقطاع غزة نحو تمدد النفوذ الصيني والروسي في مصر وقناة السويس.

الهروب من الضغط على الخصوم إلى الضغط على الشركاء تحول إلى سياسة جديدة تهدد بتفكك التحالفات والشركات العربية البينية التقليدية، وهو ما بدا واضحا في السودان، إذ برزت التوترات العربية في المواقف المتباينة من الحرب المشتعلة فيها بين أطراف عربية متنافسة كالإمارات العربية المتحدة، ومصر والمملكة العربية السعودية، وصولا إلى تركيا، والموقف ذاته يبرز مجددا في خليج العقبة وسوريا ولبنان، إذ تتضارب المصالح العربية فيها على نحو يفوق ما حدث ويحدث في اليمن والسودان وإن كان بصخب أقل.

ختاما.. أمريكا والكيان الإسرائيلي الحاضر الأبرز في الخلافات والتباينات العربية، إذ تتحرك الإدارة الأمريكية ومعها الكيان الإسرائيلي فيما بين الصدوع العربية براحة واقتدار منقطع النظير لا تجد له مثيل في الصدوع العربية الإيرانية، أو العربية التركية، أو حتى الصدوع الأمريكية الروسية الصينية، وهذا ما بدا واضحا في خليج العقبة والخلاف حول الدور الإسرائيلي والاميركي في جزيرتي تيران وصنافير التي تحولت إلى مفارقة استراتيجية عربية تهدد باختراق أمني وجيوسياسي إسرائيلي خطير، بالتزامن مع اشتعال صراع عربي عربي شمال البحر الأحمر؛ يمتد أثره إلى الأردن والعراق الطامح بمد خطوط للنفط الغاز عبر خليج العقبة وموانئه العربية.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • ترومان وسفن مجموعتها ستغادر البحر الأحمر بعد أسبوع
  • وزير الدفاع الأمريكي يمدد نشر حاملة الطائرات هاري ترومان بالبحر الأحمر
  • دلالات انتقال مركز الثقل من باب المندب إلى خليج العقبة
  • هل سقطت «إف-18» فقط.. أم سقطت معها هيبة أمريكا في البحر الأحمر؟
  • فتح ميناء الغردقة البحري بعد تحسن الأحوال الجوية
  • صيف مصري حار.. ماذا يعني انسحاب 4 شركات عالمية من امتيازات البحر الأحمر؟
  • كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • جماعة “أنصار الله” تعلن منع مرور السفن البريطانية في البحر الأحمر
  • كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟