هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ورغم الحرب المدمرة الأخيرة، يواصل نشطاء من الجانبين جهودهم لإبقاء الأمل حيًا.

اعلان

تلاشت فرص السلام الطويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين حتى قبل أن تشن حماس هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن حرب دموية أودت بحياة أكثر من 40,000 شخص في قطاع غزة وحده.

ومنذ أن سيطرت الحركة على القطاع عام 2007، ترسخت أيديولوجيتها المتشددة، فيما اتجهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف. وفي الوقت ذاته، ازدادت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 200% منذ عام 2000، رغم عدم شرعيته من منظور القانون الدولي.

وسط هذا التصعيد، كشف استطلاع للرأي بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر أن نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتقدون أن السلام مع الفلسطينيين مستحيل، بينما يقترب هذا الرقم من 80% في الضفة الغربية.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تقترح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانها، فيما تواصل إسرائيل التلويح بأن أبواب "الجحيم" ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن الـ73 المتبقين بحلول 15 شباط/فبراير، مما يجعل فرص تحقيق السلام أكثر ضآلة من أي وقت مضى.

رغم هذه التحديات، يواصل العديد من النشطاء في إسرائيل وفلسطين نضالهم من أجل السلام، متجاوزين الانتقادات وما يخسرونه على المستوى الشخصي.

معاز إينون وعزيز أبو صالحMaoz Inon

في هذا السياق، فإن معاز إينون، الذي نشأ في كيبوتسات قريبة من غزة، أدرك أهمية السلام فقط بعد أن جال حول العالم. في عام 2005، وأسس من مدينة الناصرة ما يسمى "بيوت إبراهيم" وهي مجموعة التي تدير أماكن إقامة يختلط فيها الفلسطيني مع الإسرائيلي وتنظم رحلات سياحية في مدن الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم مقتل والديه في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرفض إينون السعي للانتقام، مؤكدًا أن "دوامة العنف لم تبدأ في ذلك اليوم، بل منذ قرن".

على الجانب الآخر، غيَّر عزيز أبو صالح نظرته بعد لقاء مدنيين إسرائيليين لأول مرة في دروس اللغة العبرية، رغم فقدانه شقيقه في السجون الإسرائيلية. لاحقًا، أسس شركة "مجدي" السياحية لتعزيز التفاهم بين الجانبين، لكنه يعترف بأن السلام يواجه اختبارًا صعبًا بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.

يقبع حاليا 9600 فلسطي في السجون الإسرائيلية، ويوجد قرابة 5000 منهم رهن الحبس الإداري أي دون محاكة أو توجيه تهمة لهم.

إيزتر كوراني ورنا سلمانCFP

أما إيزتر كوراني، فتقول ليورونيوز إنها حين انتقلت إلى إسرائيل قبل 12 عامًا، لم تكن لديها معلومات عن المكان. لكنها قررت الاستقرار هناك بعد أن تعرفت أكثر على البلد. وتضيف: لقد قررت البقاء،وانا أريد أجعل هذا المكان أكثر مساواة للجميع." انضمت إيزتر إلى حركة "مقاتلون من أجل السلام"، حيث التقت رنا سلمان وهي فلسطينية من بيت لحم، وأصبحت الاثنتان مديرتين مشاركتين للحركة التي رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2018.

Relatedأمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكيةوزير الدفاع الأمريكي: محادثات ترامب للسلام لا تشكل "خيانة" لأوكرانيا

في الأيام الأولى للحرب، عقدت حركة "مقاتلون من أجل السلام" اجتماعًا عبر تقنية الفيديو وسط أجواء متوترة مليئة بالأسئلة الصعبة. تؤكد كوراني أن مجرد الاستماع كان تحديًا، فيما ترى سلمان أن من واجبهما الاستمرار رغم الانتقادات، فتقول أنا أدرك أننا أقلية ولا زال أمامنا الكثير الذي يجب علينا القيام به لكننا "لا نملك ترف فقدان الأمل"

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شح المساعدات يدفع سكان غزة للركض وراء شاحنات الإغاثة علّهم يظفرون ببعض الغذاء والدواء هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ ترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب قطاع غزةإسرائيلالضفة الغربيةفلسطيناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ماذا سيحدث لو توقف الملايين من مرضى الإيدز عن تناول الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسب؟ يعرض الآنNext دراسة: خطاب الكراهية على "إكس" ارتفع بنسبة 50% بعد استحواذ ماسك على المنصة يعرض الآنNext "وول ستريت جورنال": بكين تعرض وساطة لعقد قمة بين بوتين وترامب لإنهاء حرب أوكرانيا يعرض الآنNext زيلينسكي: كييف لن تقبل أي اتفاق بين موسكو وواشنطن دون مشاركتها يعرض الآنNext حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار اعلانالاكثر قراءة هل دقت ساعة السلام في أوكرانيا؟ ترامب يتصل بالرئيسين بوتين وزيلينسكي وحديث عن مفاوضات لإنهاء الحرب إستونيا تشهد قفزة قياسية في أسعار الكهرباء بعد انفصالها عن الشبكة الروسية وزير خارجية سوريا المؤقت: جراح الشعب السوري من روسيا وإيران لم تندمل بعد رئيس كازاخستان يشيد بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي ويدعو إلى توسيع آفاق الشراكة حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبيفلاديمير بوتينروسياحلف شمال الأطلسي- الناتوسياسة الهجرةألمانيافولوديمير زيلينسكيمحادثات - مفاوضاتضحايارومانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين روسيا حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين روسيا حلف شمال الأطلسي الناتو قطاع غزة إسرائيل الضفة الغربية فلسطين دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين روسيا حلف شمال الأطلسي الناتو سياسة الهجرة ألمانيا فولوديمير زيلينسكي محادثات مفاوضات ضحايا رومانيا تشرین الأول أکتوبر یعرض الآنNext

إقرأ أيضاً:

بني سلامة لـCNN: خطة ترامب لامتلاك غزة غير قانونية وتهدد استقرار الشرق الأوسط

#سواليف

في المؤتمر الصحفي المشترك مع العاهل الأردني #الملك_عبدالله_الثاني يوم الثلاثاء، أكد الرئيس دونالد #ترامب مجددًا خطته لامتلاك #غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لديها السلطة للقيام بذلك. لكن تحت أي سلطة يمكن لترامب القيام بذلك؟ ما مدى قانونية هذا الأمر؟

يقول #الدكتور_محمد_بني_سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، في حديثه لـCNN: “تحت سلطة ‘الأرض الحرام’، يتصرف الرئيس ترامب كما لو كنا نعيش بدون #قانون_دولي أو مبادئ دولية، وكأننا في حالة الطبيعة، في حقبة ما قبل التاريخ. وأعتقد أن هذه هي عقلية رجل الأعمال، وليست عقلية رجل الدولة. هؤلاء الفلسطينيون يعيشون هناك منذ ملايين السنين، وربما لا يفهم السيد ترامب مفهوم الوطن. إذا حدث خطأ ما في الولايات المتحدة، قد ينتقل السيد ترامب إلى جزيرة أخرى ويعيش هناك بسعادة، لكن هذا لا ينطبق على الفلسطينيين الذين دفعوا ثمنًا باهظًا. ومثل بقية الأمم في جميع أنحاء العالم، يحق لهم بوطنهم وإعادة بناء غزة والبقاء هناك. لن يستبدلوا غزة بأي جزء آخر في العالم، حتى لو عُرضت عليهم أماكن فاخرة في الإمارات العربية المتحدة، أو الأردن، أو مصر، أو أي مكان آخر. لن يقبلوا بذلك لأنه لا يوجد مكان مثل الوطن.”

كرر الرئيس ترامب هدفه في نقل جميع الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة في غزة، مشيرًا إلى قطعة أرض في الأردن يمكنهم العيش فيها.

مقالات ذات صلة نيويورك تايمز .. ” العاهل الأردني يرفض مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين في غزة “ 2025/02/12

بعد اجتماعهما، قال الملك عبد الله إن الأردن يحافظ على موقفه الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال نائبه لرئيس الوزراء لـCNN إن الفلسطينيين سيبقون في غزة. لكن ماذا سيحدث إذا هدد ترامب الأردن ومصر بعقوبات اقتصادية إذا استمروا في رفض استقبال فلسطينيي غزة؟ ما التأثير الذي سيحدثه ذلك على هذين البلدين؟

يجيب بني سلامة: “قد يواجه الأردن ومصر تخفيضات في المساعدات الاقتصادية الأمريكية بسبب معارضتهما لمثل هذه التسويات. لكن أعتقد أننا يمكننا البقاء بدون تلك المساعدات الاقتصادية. فقد فعل الأردن ذلك في الماضي. في عام 1979، رفض الأردن الانضمام إلى اتفاقيات كامب ديفيد آنذاك، ودفعنا ثمنًا لذلك. وأيضًا في عام 1990، عندما رفض الأردن الانضمام إلى التحالف الدولي ضد العراق بعد احتلال العراق في عام 1990. وفقًا لثقافتنا، ووفقًا للمثل العربي، ‘المرأة الحرة الكريمة تفضل الجوع على أن تبيع جسدها’. الشعب الأردني مستعد لمواجهة كل هذه العواقب وعدم جعل الأردن وطنًا بديلاً للفلسطينيين. وبالمناسبة، هذا سيعرض للخطر ليس فقط الأردن والنظام، ولكن أيضًا المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة بأكملها. لأن مثل هذا الاقتراح سيزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله.”

وعن مدى قانونية نقل ملايين الفلسطينيين قسرًا بموجب القانون الدولي، يقول بني سلامة: “يحمي القانون الدولي مبدأ عدم جواز نقل الأفراد قسرًا من وطنهم. تتعارض هذه الإجراءات مع حق تقرير المصير، وهو مبدأ أساسي منصوص عليه في العديد من الصكوك القانونية الدولية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. كما أنه ينتهك المبادئ والقيم الأمريكية. وهذا سيقوض مصداقية أمريكا في المنطقة. أمريكا هي موطن الشجعان وأرض الأحرار. كيف يمكن أن تعرض التحالف الاستراتيجي الأمريكي مع دول مثل الأردن ومصر للخطر من أجل تنفيذ مثل هذا الاقتراح المتعجرف من قبل الرئيس ترامب؟”

يضيف بني سلامة: “أعتقد أن الولايات المتحدة ستخسر أكثر.”

مقالات مشابهة

  • محامية بالأمن القومى الأمريكى لـ"البوابة نيوز": إسرائيل ناقشت "خطة التهجير" سرًا مع ترامب قبل تنصيبه.. والهجرة لسيناء خط أحمر لن تسمح "القاهرة" بتجاوزه 
  • خطة ترامب لغزة.. مقامرة سياسية بعواقب كارثية
  • لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.. رسالة قوية من الرئيس السيسي وملك الأردن لترامب
  • غزة: ريفيرا الشرق الأوسط بين أوهام ترامب وواقع الأرض
  • بني سلامة لـCNN: خطة ترامب لامتلاك غزة غير قانونية وتهدد استقرار الشرق الأوسط
  • ردا على ترامب.. أبو مازن: غزة والضفة والقدس وفلسطين ليست للبيع
  • بالفيديو| أبو الغيط: ترامب يقود الشرق الأوسط إلى خلاف عربي جديد مع إسرائيل
  • أبو الغيط: ترامب يقود الشرق الأوسط إلى خلاف عربي جديد مع إسرائيل
  • مصر تبلغ الولايات المتحدة برفض العرب خطة ترامب بشأن غزة