الجزيرة:
2025-03-17@12:23:45 GMT

من واشنطن يناقش ما يجب على أميركا القيام به في سوريا

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

ونقل البرنامج عن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ تأكيده دعم السوريين وقوله إن إدارة دونالد ترامب تبحث سياستها المرتقبة تجاه سوريا بما يخدم مصالحها.

وتحدث البرنامج مع مشاركين في حفل أقامه "التحالف الأميركي من أجل سوريا" و"مواطنون من أجل أميركا آمنة" للاحتفال بسقوط الأسد، والدعوة لرفع العقوبات عن دمشق.

وقال مقدم البرنامج عبد الرحيم فقراء إن ليندركينغ أكد خلال الحفل أن واشنطن تود الاستماع للجميع، وأن سوريا المستقرة الخالية من نفوذ إيران وروسيا تشكل مصلحة أساسية للولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن واشنطن لا علاقة لها بسوريا (رويترز) الجميع متفائل لكن التحديات كبيرة

وعلى هامش الحفل، قالت باربرا ليف -المساعدة السابقة لوزير الخارجية في عهد جو بايدن– للبرنامج إنها "متفائلة بشأن مستقبل سوريا"، لكنها لم تقلل من حجم التحديات التي تواجهها حاضرا ومستقبلا.

وترى ليف أن ثمة سوء فهم في الشرق الأوسط لموقف الولايات المتحدة من الديمقراطية في المنطقة، لأن هناك بعض الاضطرابات التي تقع أحيانا بين تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق الأهداف الوطنية الأميركية.

لكن المسؤولة الأميركية السابقة تقول إن كل الإدارات تريد أن يشعر الآخرون بالحرية نفسها التي يشعر بها الأميركيون، مؤكدة أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل أو بآخر في إسقاط الأسد.

وشمل هذا التأثير إغراق روسيا في حرب استنزاف طويلة بأوكرانيا بما يقلل قدرتها على دعم الأسد، كما وجهت العديد من الضربات لإيران وحلفائها بالمنطقة، مما أضعف النظام السوري، كما تقول ليف.

إعلان

وتأمل ليف أن يغتنم ترامب الفرص الكبيرة التي تنتظر الولايات المتحدة في سوريا، خصوصا بعد تراجع النفوذ الإيراني والروسي، وترى أن هذا الأمر يتطلب مشاركة نشطة ومستدامة ورفعا للعقوبات بما يعزز الاقتصاد السوري.

ترامب غير مهتم بسوريا

ومع ذلك، تعتقد ليف أن سوريا لا تشغل حيزا مهما في خطط ترامب الذي يركز على قطاع غزة وتوسيع اتفاقيات التطبيع. لكنها أعربت عن أملها في أن يلعب مساعدوه دورا في لفت نظره إلى الفرصة التي لا تتكرر كل جيل.

كما أعربت عن أملها في أن يلعب الجيران دورا مهما لتحقيق الاستقرار في سوريا التي قالت إنها تواجه تحديات هائلة لا تتحمل صراعا جديدا على النفوذ. وتوقعت أن ينشغل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في تعزيز حلول المشاكل الداخلية ومحاربة الإهاب.

وفي السياق، قال توم مالينوفسكي -المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية في إدارة باراك أوباما– إن هناك فرصة كبيرة لخلق بلد ديمقراطي مهم في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تضحيات شعبه ودعم أصدقائه وليس عن طريق الغزو.

ويعتقد مالينوفسكي أن سوريا حاليا تمثل فرصة عظيمة لإضعاف إيران، وستتحول لاحقا إلى مثال للإيرانيين وشعوب أخرى بالمنطقة يمكنها أن ترى طرقا آمنة نحو الديمقراطية.

لكن مالينوفكسي أكد عدم معرفته بما يمكن لترامب أن يفعله ولا يعرف إن كان مؤمنا بالأفكار التي قامت من أجلها الثورة السورية أم لا. لكنه يجزم بأن الحروب تضر بالمصلحة الأميركية في المنطقة.

وختم بالقول إنه سمع من الرئيس ترامب أن واشنطن لا علاقة لها بما يجري في سوريا، مؤكدا أن هكذا موقف يجب ألا يصدر عن "أقوى زعيم في العالم الحر"، وأن هناك فرصة لا نعرف إن كان ترامب سيقتنصها أم لا.

ويأمل مالينوفسكي بألا تقع سوريا في فخاخ الثورات الفاشلة، منبها إلى امتلاكها ورقة مهمة تتمثل في السوريين المغتربين وتحديدا الأميركيين الذين يمكنهم تقديم الكثير. وقال إن المهم حاليا هو مساعدة الحكومة، لأن هناك من لا يريد لهذه الثورة النجاح، لأنها قد تكون مقدمة لشرق أوسط جديد.

إعلان

محاولات تعزيز العدالة الانتقالية

أما رائد الصالح -مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية- فقال إن السوريين يمرون بلحظة تاريخية، مؤكدا أن المنظمة تعمل على التعاون مع كافة الدول لكي تتمكن من نزع الألغام ومخلفات الحرب واستعادة الزراعة والأمن الغذائي مجددا.

وتواجه المنظمات السورية تحديات كبيرة تتعلق بتعزيز العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن قتل الشعب واستخدام الأسلحة المحرمة ضدهم، كما يقول الصالح.

من جانبه، قال المستشار حسن الحريري -رئيس فرق التحقيقات في اللجنة الدولية للعدالة والمحاسبة بلاهاي- إن اللجنة لديها ما يثبت ارتكاب النظام السابق جرائم بحق السوريين، مؤكدا أن هذه الوثائق سيتم تسليمها لجهات إنفاذ القانون في سوريا الجديدة حتى تتمكن من إعادة حق من قتلهم النظام أو من عذبهم.

13/2/2025-|آخر تحديث: 13/2/202508:07 م (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للزميل الأول لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، قال فيه إن المسألة لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن تخترق حقائق الوضع في سوريا الروايات الأخيرة، التي اتسمت في معظمها بالأمل والتفاؤل، حول انتقال البلاد من سلالة الأسد.

في 7 آذار/ مارس، اندلعت انتفاضةٌ ضد النظام السوري الجديد الذي أسسه أحمد الشرع، واشتبكت مع السلطات في اللاذقية وطرطوس وجبلة. بعد أن حقق الأسديون بعض النجاح الأولي، حشدت القوات الموالية للشرع قواتها وقمعت الانتفاضة.

تفاصيل هذه الأحداث غامضة نوعا ما نظرا لسيل الشائعات والمعلومات المضللة التي غمرت منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن ندرة الصحفيين الفعليين في المنطقة.



بحسب من اختار المراقبون تصديقه، كانت هناك إما مجازر بحق العلويين والأكراد والمسيحيين السوريين، أو لم تكن.

كان الشرع على علم بهذه المجازر، أو لم يكن. أما الرئيس السوري، فهو إما جهادي غير متجدد، أو أنه انفصل عن ماضيه ويحاول بناء سوريا جديدة بعد خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

تشير التقارير الموثوقة إلى أن القوات الحكومية والقوات الموالية للشرع سحقت الموالين للأسد بشراسة صادمة خلّفت نحو ألف قتيل، معظمهم من المدنيين.

تفاصيل الانتفاضة - كما هي، وإلى الحد الذي يستطيع المحللون فيه استنباط ما حدث - أقل تعقيدا من التحديات والعقبات التي تعترض بناء مجتمع يتفق فيه الجميع على معنى أن يكون المرء "سوريا".

لا شك أن الغالبية العظمى من السوريين سيقولون إن جميع سكان البلاد - العلويون والأكراد والدروز والمسلمين والإسماعيليون والمسيحيون والقلة المتبقية من اليهود - سوريون. هذا شعور إيجابي، لكنه شعور هش. وكما رأينا للتو، ففي أوقات الأزمات، يُمكن بسهولة وبعنف الطعن في هذه الفكرة التعددية. وهذا لا يُبشر بالخير لمستقبل البلاد القريب.

تُتيح الظروف الحالية في سوريا فرصة شبه مثالية لأصحاب المشاريع السياسية والقوى الخارجية العازمة على تقويض الشرع وجماعته التابعة سابقا لتنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام. عندما كانت فرنسا قوة استعمارية في بلاد الشام، رسّخت مكانة الطائفتين العلوية والدرزية كأقليات مُفضّلة، بل ذهبت إلى حدّ إنشاء دويلات لكليهما.

وتمّ في النهاية ضمّ هذه الدويلات إلى سوريا، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للدولة المسيحية التي اقتطعها الفرنسيون مما أسماه القوميون ذوو الرؤية التوسعية لبلادهم "سوريا الطبيعية" لإنشاء دولة ذات هيمنة مارونية تُدعى لبنان. تمّ كل هذا على حساب السكان السنة، الذين كانوا كثيرين وغير مُرتاحين عموما للمشروع الأوروبي في المنطقة.

لقد خلق التلاعب الاستعماري بالطوائف والجماعات العرقية مجموعة من التبعيات المسارية التي ثبت أنه من الصعب على السوريين التخلص منها على مدى المائة عام الماضية.

كان حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، عضوا في حزب البعث - وهو حزب قومي عربي بامتياز. لقد حافظ، مثل الأحزاب والفصائل القومية العربية في جميع أنحاء المنطقة، على وهم أن الشرق الأوسط عربي بامتياز، مما أدى إلى محو التشكيلة الغنية من الجماعات العرقية والدينية التي كانت من السكان الأصليين للمنطقة.

لم يكن التزام حافظ بالبعث مهما كثيرا من الناحية العملية أو السياسية. ربما كان الرجل القوي في سوريا لفترة طويلة، لكنه لم يستطع أبدا التخلص من حقيقة أنه كان علويا - عضوا في مجتمع فقير تقليديا يمارس دينا غير تقليدي وتعاون قادته مع السلطات الاستعمارية الفرنسية.

وعلى الرغم من وجود سوريين من خلفيات متنوعة في هيكل السلطة السورية خلال فترة حكم حافظ الأسد الطويلة، فإنه اعتمد على العلويين كقاعدة لسلطته، مما أدى إلى إعادة خلق وتعزيز الاختلافات الطائفية والعرقية بين السوريين.

خلال فترة حكمه، قيل إن المسيحيين كانوا محميين، والأكراد كانوا يتعرضون للقمع ما لم يُستخدموا ضد الأتراك، وكان العديد من السنة مستائين. تمرد البعض - وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها - وأشهرها في حماة عام ١٩٨٢. من جانبهم، مارس الدروز التقية.

هذه تعميمات بالطبع. لم يدعم كل علوي نظام الأسد، ولم يعارض كل سني النظام. كان هناك مسيحيون فعلوا ذلك، وكان هناك دروز وطنيون سوريون. أراد معظم السوريين ما يريده الجميع في كل مكان: عيش حياة كريمة ورؤية أطفالهم يكبرون ويزدهرون. مع ذلك، لا تقلل هذه الفروق الدقيقة من البعد الطائفي للسياسة السورية، وهو قابل للاستغلال.

ليس من المستحيل على السوريين التغلب على المؤسسات الاجتماعية والسياسية التي تقسمهم وتصنفهم حسب الطائفة والعرق، لكن الأمر سيكون في غاية الصعوبة.

من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت السياسة الجديدة في سوريا ستقوض هذه الأنماط، التي ترسخت في سياسة البلاد ومجتمعها على مدى القرن الماضي، أم ستعززها.

تُفسر هذه السمة "المتأصلة" لماذا، بمجرد أن أقدم الأسديون، الذين تدور مظالمهم ظاهريا حول السلطة والسياسة، على التحرك، بدا أن العنف الذي أعقب ذلك قد اتخذ طابعا طائفيا وعرقيا. ذلك لأن السلطة والسياسة في سوريا متشابكتان بشدة مع هذه الاختلافات.

لا شك أن أشخاصا وجماعات ودولا - إيران؟ روسيا؟ إسرائيل؟ - داخل سوريا وخارجها، سعت إلى تضخيم هذه الاختلافات وتعزيز فكرة أن ما كان يحدث هو هجوم جهادي شامل على الأقليات السورية.

يبدو - من التقارير غير الدقيقة التي ظهرت من غرب سوريا - أن هناك بعض الحقيقة في هذه الروايات. لا يمكن إنكار حقيقة أن أتباع الشرع قتلوا أعدادا كبيرة من العلويين (مع ذهاب البعض خارج البلاد إلى حد التلميح إلى أنهم يستحقون ذلك). رفض ناشطون وشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات الموجهة إلى مؤيدي النظام الجديد بقتل المسيحيين، ولكن يبدو أنهم كانوا مستهدفين. وهذا أمرٌ لا ينبغي أن يُفاجئ أحدا. فالمتطرفون الإسلاميون يهددون رجال الدين المسيحيين وكنائسهم منذ سقوط الأسد.

هذا ليس دفاعا عن الأسديين. فقد كانت سوريا بلدا قمعيا ودمويا للغاية خلال العقود الممتدة بين صعود حافظ الأسد عام ١٩٧١ وسقوط بشار الأسد أواخر عام ٢٠٢٤. وكان تصميم الابن على استخدام القتل كوسيلة للخروج من الانتفاضة ضد حكمه عام ٢٠١١ هو الدرس الذي تعلمه من والده، الذي قتل عشرات الآلاف ردا على انتفاضة حماة عام ١٩٨٢.



بل إن وجهة نظري هي أن السوريين، مثل جيرانهم في لبنان والعراق، من المرجح أن يواجهوا صعوبات في التكيف مع الهياكل الاجتماعية التي أورثهم إياها التاريخ. هناك نماذج قليلة يمكن للسوريين اتباعها. يُسهم النظام السياسي الطائفي في لبنان في التشرذم، بينما يُسهم النظام العراقي في دوامة من الغنائم والاختلال الوظيفي. لقد قال الشرع كلاما صائبا عن كون سوريا لجميع السوريين.

إنها رؤية إيجابية لمستقبل سوريا، يتفق عليها بلا شك الكثير من مواطنيه. ولكن، وبعيدا عن التعبير عن المشاعر، لم يُقدم الرئيس السوري طريقا حقيقيا للمضي قدما. في الوقت الحالي، يحق للسوريين أن يتساءلوا: "إلى أي سوريين يشير؟".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • لولاها لسقطت في أسبوعين.. أسلحة أميركا التي يهدد ترامب بمنعها عن أوكرانيا
  • واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام
  • بأمر تنفيذي.. ترامب يوقف صوت أميركا ويجمد الحرة ويسرح مئات الصحفيين
  • عاجل : أول تصريح من ترامب عقب الضربة الأميركية التي استهدفت العاصمة صنعاء  
  • نائب ترامب: لن ننشر قواتنا في سوريا لكننا سنحمي الأقليات
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • ترامب: هناك فرصة جيدة للغاية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • سياسة ترامب.. مفترق طرق بين سقوط أميركا أو سقوطه
  • سوريا التي وقعت في الكمين