افتتح اليوم الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية فاعليات الندوة التوعوية التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الطلاب حول بناء الإنسان المصري ألقاها الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء بالعالم وذلك ضمن فاعليات المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الانسان، وذلك بحضور الدكتور صبحي شرف نائب رئيس الجامعة لشئون خدمه المجتمع وتنمية البيئة والدكتور ناصر عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتور إكرامي جمال أمين عام الجامعة.

رحب الدكتور أحمد القاصد رئيس الجامعة بالدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية خلال كلمته والتي نقل خلالها ترحيب جميع منسوبي الجامعة من مجلس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب بتشريف فضيلته لجامعة المنوفية متمنيا تكرار الزيارات التوعوية من دار الافتاء المصرية ودعم سبل التعاون بين الجامعة ودار الإفتاء لتقديم ندوات توعوية للطلاب، كما قدم التهنئة للدكتور نظير عياد عن توليه منصب الافتاء ورئاسة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم الاسلامي، كما قدم التهنئة لفضيلته وللجامعة والأمة الإسلامية بمناسبة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وحلول شهر رمضان المعظم. كما أثني الدكتور أحمد القاصد بدور الافتاء المصرية في ترسيخ قيم المواطنة الانسانية في المواطن المصري وذلك في ضوء العقيدة الاسلامية السمحة عملا بالكتاب والسنة النبوية الشريفة.

وأشار القاصد بدور دار الإفتاء التي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية، وتُعتبر في طليعة المؤسسات الإسلامية في جمهورية مصر العربية والعالم العربي، وتقوم بدورها التاريخي والحضاري من خلال وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم، وتوضيح معالم الإسلام الوسطية على مر العصور، ومواجهة الأفكار المتطرفة، وحماية المجتمع من التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يعزز دور مصر الديني و الريادي في العالم الإسلامي.

كما أعرب الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية عن بالغ سعادته بتواجده بمحافظة المنوفية ممثلة في اللواء ابراهيم ابو ليمون محافظ المنوفية والدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية ونواب رئيس الجامعة وامينها العام واساتذة الجامعة وطلابها والعاملين متمنيا للجميع كامل التوفيق والسداد في جميع المجالات ومهنئا جامعة المنوفية بليلة النصف من شعبان واقتراب شهر رمضان المبارك وداعيا المولى عز وجل بان يعم على مصرنا الحبيبة والعالم الاسلامي بالأمن والأمان والسلامة وأعلاء كلمة الحق في جيمع قضايا الامة وعلى رأسها بناء الانسان المصري لتنمية المجتمع المصري وتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

حيث أكد الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إنَّ الحديثَ عن الإنسان في الإسلام في هذا الوقت لهو مِن أوجب الواجبات، وإننا في عالمنا المعاصر هذا الذي يمكننا أن نَصِفَه بأنه حادٌّ في أحكامه وسريع في اتجاهاته وتطوراته، نجد أنَّ هذه الظروف تؤثر على الإنسان سلبًا أو إيجابًا حيث إن بناء الإنسان لا يتحقَّق إلا من خلال مجموعة من الجوانب التي تتعلق بأعمال القلوب وأعمال الجوارح والأهداف والمقاصد والغايات والتمايز بين المخلوقات. مشيرا بأن الحديث عن بناء الإنسان يستدعي التوقف عند عدة نقاط هامة تتعلق بالبناء العَقدي والتعبُّدي والرُّوحي والبدني والعقلي والعلمي، لكي نحقق بناء الإنسان بالشكل المثالي الذي يمكن من خلاله أن نصل إلى العمران ونحقق البناء والتشييد، وأشار إلى أن ذلك يتطلب العودة إلى المبادئ الأساسية للإيمان بالله.

وأوضح المفتي أن بناء الإنسان يبدأ أولًا من العقيدة، حيث لا يمكن للإنسان أن ينطلق نحو أهدافه ويسعى لتحقيق مقاصده إلا إذا كان ذلك مستندًا إلى مجموعة من العقائد والتصورات التي تحفِّزه وتدفعه للبحث عن الذات والطموح، وذكر قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225]، وأوضح أن العقيدة هي الأساس الذي يجب أن يثبت في القلب لتجعل الإنسان قادرًا على تحمُّل الأعباء ومواجهة الصعاب.

كما تطرق مفتي الجمهورية إلى العديد من الظواهر السلوكية التي تنتج عن الإنسان الضعيف عقديًّا، مشيرًا إلى أن العقيدة الحقيقية تشجِّع على مواجهة الآلام والصعاب بثبات وإيمان بالله، كما تناول مسألة الحرية، مؤكدًا أن الحرية الحقيقية لا تضر بالفطرة السوية ولا تدفع الإنسان للخروج عن القيم والأخلاق، كما أشار إلى أن العقيدة تجعل الإنسان قادرًا على مواجهة التحديات، والنقد البنَّاء للأفكار التي قد تبدو مغرية في البداية، مثل الدعوات التي تؤدي إلى تهدم القيم.

وأشار مفتي الديار إلى الجانب الثاني المتعلق بالعبادة أو الشريعة، حيث أوضح أنها هي الجانب الذي يربي النفس البشرية ويدفعها إلى العمل الصالح، مؤكدًا أن العبادة لم تشرع من الله لنفع يعود عليه عز وجل بل هي وسائل للإصلاح والترقية الروحية والفكرية، وأضاف أن العبادة تحقِّق الأهداف النبيلة مثل تربية النفس وتهذيب الأخلاق، وتساعد في بناء مجتمع متكامل، كما أشار إلى أن التعاون والتكامل بين المسلمين يتحقق من خلال العبادة التي تجمعهم على هدف واحد وتوحدهم في علاقاتهم وأعمالهم.

كما أكد عياد علي الجانب الثالث من البناء وهو الذي يتمثَّل في الأخلاق، مشيرًا إلى أنَّ من أهم مقاصد بعثة الأنبياء الدعوةَ إلى التحلِّي بالفضيلة وترك الرذيلة. وتحدث عن الحضارة الإسلامية التي اعتمدت على الأخلاق في بناء أمتها،

وأكد أن الحضارات لا تستمر إلا إذا كانت تقوم على أسس أخلاقية قوية. وأكد أن الإسلام لا يترك مجالًا للقفز على الثوابت أو الاستغناء عنها، وأن بناء الإنسان لابدَّ أن يكون على أُسس ثابتة من العقيدة والشريعة والأخلاق، كما لفت إلى أن الإسلام بنى الإنسان على خمس ركائز رئيسية: العقيدة، والشريعة، والأخلاق، والبدن، والعقل، مشيرًا إلى أن الإنسان مسؤول عن جسمه وأمانته، وأن الإسلام يحرم كل ما يضر بالبدن، مثل: الخمر والمخدرات والعلاقات الشاذة.

كما أوضح الفرق بين الشخص القوي والضعيف، مؤكدًا أن الحضارات تقوم على سواعد منسوبيها، وأن الإنسان القوي هو الذي يتحمل الصعاب ويسعى لتحقيق الهدف الأسمى.

ثم تناول عياد شرح البناء الفكري، مؤكدًا أن الله ميز الإنسان بالعقل الذي يعد أداة حاسمة في فهم الكون وتحقيق الغايات، فالعقل قانون وميزان ومقصد وحكمة، ولذا نجد الله تبارك وتعالى يُثني عليه وعلى أهله، بل إنه يجعله الأداة التي بها وبمقتضاها سخر عناصر الكون للإنسان وأنه لا يمكننا الحديث عن البناء بدون أن يكون العلم هو المحرك والموجِّه لهذا البناء، فالعصر الذي نعيشه هو عصر العلم والمعلومات، ومن الضروري أن نبحث عن أمة "اقرأ"، فهناك أمر يجب أن يكون حاضرًا في الأذهان، وهو أن توجيه الله للإنسان، ممثلًا في آدم، كان من خلال العلم، ثم عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته، كان الإعلان عنها بصورة غير مألوفة، وهي الدعوة إلى القراءة.

وأشار إلى أن الجانب العَقدي يحتاج إلى العلم، وكذلك الجانب التعبدي، لأن العلم هو ما يوجهنا في عبادتنا، وقد أكد القرآن أن المعرفة لا تأتي إلا عن طريق العلماء، كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.

أما في الجانب التعبدي، فالعلم مرتبط أيضًا، فلا يمكن للإنسان أن يعبد الله وَفْقًا لما يراه هو فقط، بل يجب أن يتبع ما علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي وَخُذُوا عَنْي مَنَاسِكَكُمْ»، مضيفًا أنه بالنسبة للأخلاق، فهي أيضًا تحتاج إلى العلم، لأن الأخلاق دون علم لا يمكن أن تكون فاعلة، ومن ثم فإن بناء الإنسان يحتاج إلى علم، وكذلك الإعداد البدني يحتاج إلى العلم، وعلى سبيل المثال، إذا توقفنا عند ما يتعلق بالطعام والشراب، نجد أن الله تعالى يقول: {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31].

وفي الختام أكَّد المفتي أننا أمام مجموعة من المراحل أو الحلقات، وكل مرحلة تؤدي إلى المرحلة التي تليها، حتى نصل في النهاية إلى بناء إنسان صالح ملتزم، يشارك في البناء والتشييد والعمران.

وأضاف أن البناء المعنوي للإنسان هو ما يبقى ويستمر، إذ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، بل إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن يبني الإنسان بشكل صحيح يساهم في تأسيس الحضارات، لذلك يجب علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا بتكوين النفس وصقلها، ويجب على مَن وجد في نفسه شيئًا من العلم ألا يهمل نفسه في تطويره، مشددًا على أن الإنسان مطالب بأن يستفيد من كل ما يحيط به ومن تجاربه، لأنها تعدُّ خير معلِّم له.

هذا وقد قدم الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية درع الجامعة لفضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية تقديرا لفضيلته ولتشريفة في رحاب جامعة المنوفية لالقاء ندوة هامة حول بناء الانسان المصري في العقيدة الاسلامية متمنيا تكرار زيارة فضيلته للجامعة في العديد من الندوات التوعوية البناءه.

كما اختتمت الندوة بالرد على استفسارات الطلاب والطالبات حول عدد من المسائل الشرعية حول الصلاة والصيام واخلاقيات التعامل بين الرجل والمرأة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ندوة جامعة المنوفية مفتى الجمهورية مفتى الديار المصرية رئيس جامعة المنوفية ندوات الدکتور أحمد القاصد رئیس رئیس جامعة المنوفیة مفتی الجمهوریة الدکتور نظیر رئیس الجامعة بناء الإنسان عیاد مفتی نظیر عیاد مؤکد ا أن من خلال لا یمکن التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

المفتي يشارك في ندوة بالمنوفية ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان

استقبل اليوم الدكتور احمد القاصد رئيس جامعة المنوفية واللواء ابراهيم أبوليمون محافظ المنوفية  فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الامانة العامة لدور وهيئات الافتاء بالعالم بديوان عام المحافظة  وإدارة  الجامعة وذلك قبيل انطلاق الندوة التوعوية ضمن المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية "بداية جديدة لبناء الإنسان" بحضور  الدكتور صبحي شرف نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور ناصر عبدالباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتور إكرامي جمال أمين عام الجامعة.

رحب  الدكتور أحمد القاصد بفضيلة المفتي  في رحاب جامعة المنوفية  معربا عن  سعادته بزيارة  فضيلة الدكتور نظير عياد  وأن تكون جامعة المنوفية  من أولى الجامعات التى يزورها فضيلة المفتى لإلقاء ندوة توعوية لطلاب وأبناء محافظة المنوفية ليتزودوا بعلمه وقيمه الدينية والإنسانية والأخلاقية مقدماً التهنئة لفضيلته بمناسبة توليه منصب الجديد بدار الإفتاء المصرية متمنياً له السداد والتوفيق فيما يقدمه لوطننا الحبيب مصر.

وأشاد رئيس الجامعة بالدور الحيوي الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية من البحث الفقهي في كل بلدان العالم الإسلامي؛ وما تقوم به من دور تاريخي وحضاري من خلال وصل المسلمين بأصول دينهم وتوضيح معالم الإسلام للعالم بأسره وإزالة ما التبس من أحوال دينهم ودنياهم في كل ما استجد على الحياة المعاصرة مؤكدا على حرص جامعة المنوفية على دعم أواصر التعاون المثمر بين الجامعة ودار الإفتاء المصرية.

كما رحب محافظ المنوفية بفضيلة مفتي الجمهورية ضيفاً كريماً علي أرض المحافظة ، مشيداً بالدور الهام الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية والتي تعد من أعرق المؤسسات الدينية ، وذلك من خلال نشر الفتاوي المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف ومواجهة الأفكار المتطرفة وخاصة في الآونة الأخيرة تحت ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، مؤكداً أن قضية بناء الوعي الصحيح يتطلب تكاتف كافة جميع المؤسسات لبناء جيل متفهم لقضايا وطنه وقادر علي مواجهة التحديات ، مؤكداً علي التعاون الدائم والمستمر مع دار الإفتاء المصرية علي كافة الأصعدة للنهوض بوطننا الحبيب وتحقيق التنمية المستدامة .

ومن جانبه أعرب فضيلة مفتي الجمهورية عن سعادته بهذا اللقاء وحفاوة الإستقبال ، وبالغ إمتنانه وتقديره لمحافظة المنوفية وجامعتها العريقة ، موجهاً  التهنئة بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم ، آملاً أن يعيده الله علينا جميعاً بالأمن والأمان والسلم والسلام علي الأمة العربية والإسلامية جمعاء ، كما ثمن فضيلة المفتي جهود محافظ المنوفية في تحقيق تنمية شاملة بكافة القطاعات الخدمية للإرتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وفقاً لمحاور الجمهورية الجديدة ، موضحاً أن الهدف من المشاركة في الندوات هو تسليط الضوء والتأكيد علي أهمية بناء الوعي الصحيح وتطوير الذات بما يساهم في تقدم المجتمع وتطوره ورفعة شأن أفراده ، هذا وقد أهدى محافظ المنوفية درع المحافظة كهدية تذكارية لمفتي الديار المصرية تقديراً لمجهوداته

وقدم الدكتور نظير عياد الشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال معربا عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة المنوفية منارة العلم في قلب الدلتا.

 تناول اللقاء الحديث حول دار الإفتاء المصرية التى أصبحت جهة ذات الطبيعة الخاصة تحت مظلة وزارة العدل ولا يقتصر دورها على الإفتاء فقط بل أصبحت تقوم بدورها في التدريب والترجمة والابحاث الشرعية والتدقيق اللغوي والحساب الشرعى، والقاء الضوء على فروعها على مستوى الجمهورية ودورها المحلي و العالمي.

مقالات مشابهة

  • بحضور 220خبير عالمي.. رئيس جامعة المنوفية يفتتح المؤتمر الدولي للأقسام الطبية بمعهد الكبد
  • بحضور ٢٢٠ خبير عالمي.. رئيس جامعة المنوفية يفتتح المؤتمر الأول للأقسام الطبية بمعهد الكبد القومي
  • المفتي يشارك في ندوة بالمنوفية ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان
  • مفتي الديار يشارك في ندوة ضمن مبادرة "بداية جديدة " بجامعة المنوفية
  • رئيس جامعة المنوفية يهنئ السيسي والشعب المصري بليلة النصف من شعبان
  • ندوة توعوية لمفتي الجمهورية في جامعة كفر الشيخ
  • رئيس جامعة الأزهر يشارك في ندوة عن بناء الإنسان بالإسلام بكلية الدراسات الإسلامية
  • مفتي الجمهورية: الإسلام لا يترك مجالًا للقفز على الثوابت أو الاستغناء عنها
  • مركز الثقافة الإسلامية ينظم ندوة تفعيلا لمبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" بالإسكندرية