درس بالقاهرة وخبير بشؤون الإخوان المسلمين.. إريك تريجر ناصح ترامب حول الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
واشنطن- كان لافتا جلوسه في الصف الثاني خلف نائب الرئيس جيه دي فانس خلال المؤتمر الصحفي للرئيس دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء قبل الماضي في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، ثم ظهر واقفا في أقصى يمين المكتب البيضاوي على يسار ترامب عند اجتماعه بالعاهل الأردني عبد الله الثاني الثلاثاء الماضي، إنه منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إريك تريجر فى مجلس الأمن القومي الأميركي.
وفي كلتا المناسبتين حمل تريجر ملفا ورقيا يُعتقد أنه يتضمن ملفات هامة وبيانات وملخصات ومواقف وأرقام قد يحتاجها الرئيس عند لقائه ضيوفه القادمين من الشرق الأوسط، حيث يعد أهم وأعلى مستشار للرئيس ترامب في قضايا الشرق الأوسط، ولا يقتصر دوره على تقديم النصح له، بل هو أحد أهم صانعي القرار الأميركي تجاه المنطقة.
من هنا حرص وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ومن قبله الأردني أيمن الصفدي، على لقائه في مبنى كبار الموظفين المجاور للجناح الغربي داخل البيت الأبيض، خلال زيارتهم واشنطن في الأيام القليلة الماضية.
وشغل هذا المنصب أثناء رئاسة جو بايدن بريت ماكغورك، الذي لعب دورا محوريا في ملف التفاوض مع حركة حماس والتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، وقام بزيارات مكوكية للقاء محمد بن سلمان ولي العهد السعوي مرات عدة، ويعكس ذلك أهمية منصب تريجر ولعبه دورا رئيسيا في تشكيل سياسة إدارة ترامب في كل ملفات الشرق الأوسط.
إعلانولا يتصادم منصب ومهام تريجر بمبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، حيث لا يمتلك الأخير -رجل العقارات في نيويورك وصديق ترامب- أي خبرات سياسية بالمنطقة، ويعتمد على أسلوب الصفقات، كما يدعم تريجر ويتكوف ويمده بما يحتاج من ملخصات أو بمواقف الإدارة تجاه مختلف قضايا الشرق الأوسط.
ولد تريجر بمدينة نيويورك، ويعرف عنه تشجيعه لفرق نيويورك في رياضة البيسبول، ويسكن في منطقة شمال غربي واشنطن المرموقة.
تخرج من جامعة هارفارد، حيث درس العلوم السياسية واللغتين العربية والعبرية، ثم حصل على درجة الماجستير من الجامعة الأميركية في القاهرة، مركزا على الإصلاح القانوني الإسلامي.
أكمل دراساته العليا ونال الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، متعمقا بدراسة المعارضة المصرية للرئيس السابق حسني مبارك، بما فيها ما جرى في ميدان التحرير أثناء موجة الربيع العربي.
كما سبق أن عاش تريجر في القاهرة، حيث درس كزميل لمنحة "فولبرايت" في برنامج الحضارات الإسلامية، ودرس في الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصل على الماجستير في الدراسات العربية مع التركيز على الدراسات الإسلامية.
ويعد تريجر أحدث خريجي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (WINEP)، ممن يشغلون مناصب قيادية في عرين السياسة الأميركية، وبعد تركه عام 2017، انتقل إلى مجلس الشيوخ موظفا في لجنة العلاقات الخارجية المعنية بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم أصبح كبير موظفي لجنة القوات المسلحة بالمجلس تحت رئاسة السيناتور الجمهوري جيمس أنهوف.
يُذكر أن معهد واشنطن تأسس عام 1985، وخرج من عباءة لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي، ولا يُعرف عن المعهد انتماء محدد سواء للحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، وعادة ما تضم كل إدارة أميركية عددا من كبار باحثيه، سواء في البيت الأبيض، أو وزارة الخارجية، أو مجلس الأمن القومي، أو وزارة الدفاع "البنتاغون" أو الكونغرس.
إعلانوسبق تريجر كثيرون من باحثي المعهد بإدارات أميركية مختلفة في الماضي، وكان من أبرزهم ممن خدموا في ملفات الشرق الأوسط اسمان لهما باع طويل، هما مارتن إنديك ودينيس روس، كما ضم عددا من كبار المسؤولين والعسكريين الإسرائيليين، أبرزهم رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير.
ويقول المعهد على موقعه الإلكتروني إن مهمته تتمثل بـ "جلب المعرفة للتأثير على صنع السياسة الأميركية بهذه المنطقة الحيوية من العالم، وخدمة مصالح الولايات المتحدة بالشرق الأوسط".
الشرق الأوسط تخصصهركز تريجر خلال سنوات حياته المهنية التي قضاها باحثا في معهد واشنطن على مصر وجماعة الإخوان المسلمين، وحث أعضاء الكونغرس في مناسبات عدة قدم فيها شهادته، على عدم الاجتماع بمسؤولين منهم، واصفا إياهم بأنهم "جماعة كراهية متطرفة".
كما دأب على زيارة القاهرة أثناء فترة الربيع العربي، والتقى كثيرا بالعديد من شباب الثورة وقادة الجماعات الإسلامية بما فيهم الإخوان المسلمون، ورصد عملية صنع القرار في الجماعة طوال تلك الفترة، التي بدأت بثورة يناير/كانون الثاني عام 2011 وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي.
كما سبق أن انتقد إدارة باراك أوباما على فشلها في إدارة علاقتها مع مصر بشكل صحيح عندما جمدت المساعدات العسكرية للقاهرة لعدة شهور عقب اقتحام ميداني رابعة العدوية والنهضة، وحذر من مغبة الضغط على الحكومة المصرية، وقال "إن حظر إمداد مصر بالأسلحة لا يخدم المصالح المصرية ولا الإسرائيلية ولا الأميركية في المنطقة".
وفي جوانب أخرى، طالب تريجر بالتشدد مع إيران وندد بالاتفاق النووي الذي وقعته معها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، وعُرف عنه قربه وعلاقته القوية بالسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة، وأغلب الدبلوماسيين العرب ممن خدموا بواشنطن على مدار العقدين الأخيرين.
إعلانوأكدت تقارير تبرع تريجر بالمال لدعم كنيس يهودي في واشنطن العاصمة، ولجماعة الطلاب اليهود بجامعة هارفارد، وفقا لبيانات جمع التبرعات بتلك المنظمات.
إنتاجه الفكريمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 توقف تريجر عن نشر أرائه الخاصة على حسابه على منصة "إكس"، واكتفى بإعادة نشر تعليقات كبار أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول الصراع في الشرق الأوسط، لا سيما بخصوص المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
ونشر انتقادات موجهة لإدارة الرئيس جو بايدن عن العدوان الإسرائيلي على القطاع، خاصة حجب بعض الأسلحة مؤقتا عن إسرائيل، والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وعرف عن تريجر غزارة الإنتاج، سواء في صورة مقالات رأي بكبريات الصحف والمجلات الأميركية، مثل "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" و"فورين أفيرز" و"فورين بوليسي"، وصدر له العشرات من تقديرات المواقف السياسية وتوصيات السياسية أثناء عمله بمعهد واشنطن.
وأصدر كتابا عام 2016 بعنوان "الخريف العربي: كيف ربح الإخوان المسلمون مصر وخسروها في 891 يوما" شرح فيه فهمه لسبب انضمام جماعة الإخوان لثورة يناير 2011، وترشحها لأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية 2011-2012، وترشيحها مرشحا رئاسيا في انتخابات مايو/أيار ويونيو/حزيران 2012، رغم وعدها الأولي بعدم القيام بذلك.
واستند في تأليف كتابه إلى بحث مكثف في مصر، وأجرى مقابلات مع العشرات من قادة وكوادر الإخوان بمن فيهم الرئيس السابق محمد مرسي، ووصل إلى نتيجة مفادها أن "الخصائص ذاتها التي ساعدت جماعة الإخوان على الفوز بالسلطة ساهمت أيضا في زوالها السريع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط: ترامب يقود الشرق الأوسط إلى خلاف عربي جديد مع إسرائيل
الخليج - متابعات
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية المحتلة أمر «لا يمكن القبول به» في العالم العربي.
وقال أبو الغيط في جلسة حوارية حول حالة العالم العربي ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، إن نتائج أي مواجهة ستكون وخيمة، وستؤدي إلى هدم كل ما تم بناؤه عبر اتفاقيات السلام.
وأوضح أن «التركيز اليوم على غزة وغدا على الضفة الغربية، والهدف هو إخلاء فلسطين التاريخية من سكانها الأصليين وهو أمر لا يمكن قبوله في العالم العربي. لقد قاوموا لمئة عام».
وجاء كلام الأمين العام لجامعة الدول العربية تعليقاً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى.
وأضاف أبو الغيط «نحن العرب قاومنا مئة سنة، لسنا على استعداد للتسليم الآن، لأننا لم نهزم سياسيا أو عسكريا أو ثقافيا بأي شكل من الأشكال».
وأضاف أبو الغيط: « إذا استمر الرئيس ترامب في الضغط على الغزيين والعالم العربي والمصريين والأردنيين والسعوديين وكل أصحاب القوة في المنطقة، فبدلاً من حل القضية الفلسطينية بشكل عادل يقوم على الدولتين، سيقود الشرق الأوسط إلى دورة جديدة من الخلاف العربي مع إسرائيل».
من جانبه أوضح جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي خلال الجلسة: «نقدر العلاقات الخليجية والعربية مع الولايات المتحدة، وهي ممتدة لعقود عديدة، ونعرف أهمية الدور الأمريكي لاستقرار وأمن المنطقة، لكن الحوار يكون من جانبين».