لماذا اختار ترامب السعودية كمكان محتمل لاستضافة قمته المقبلة مع بوتين؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
(CNN)-- قد يبدو إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء، أن المملكة العربية السعودية من المرجح أن تستضيف قمته لصنع السلام مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين خيارا غير معتاد.
لكن الأمر بالنسبة لترامب ومستشاريه، فإن المملكة العربية السعودية تبدو منطقية تماما.
وفي الماضي، عقد الرؤساء الأمريكيون محادثات مع نظرائهم الروس في جنيف وهلسنكي وبراغ وفيينا وبراتيسلافا- وكلها في أوروبا، حيث للعلاقة بين واشنطن وموسكو تداعيات عميقة.
وقد عرض عدد من الدول الأخرى نفسها كمواقع محتملة لقمة ترامب وبوتين القادمة، بما فيها صربيا وسويسرا.
لكن المسؤولين الروس اعتبروا أن الاجتماع في أوروبا قد يكون منحازا لصالح أوكرانيا، نظرا لأن معظم الدول الأوروبية أدانت غزو روسيا، ودعمت كييف على مدار الصراع المستمر منذ 3 سنوات، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وعلى النقيض من ذلك، حافظت المملكة العربية السعودية على موقف محايد، وتوقفت عن انتقاد موسكو أو الانضمام إلى الغرب في تطبيق العقوبات.
كما أن المملكة العربية السعودية ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين، مما يعني أن الزعيم الروسي يمكنه السفر إلى هناك لإجراء محادثات دون المخاطرة باعتقاله.
وأقام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، علاقات وثيقة مع الرئيس ترامب، وهو ما ظهر الشهر الماضي عندما أصبح أول زعيم عالمي يتحدث معه عبر الهاتف بعد أدائه اليمين.
كما يعتبر الأمير محمد بن سلمان واحدا من عدد قليل من زعماء العالم الأقوياء الذين حافظوا على علاقات وثيقة مع بوتين منذ غزو أوكرانيا.
وقال ترامب، الأربعاء، في المكتب البيضاوي: "نحن نعرف ولي العهد، وأعتقد أنها (السعودية) ستكون مكانا جيدا للغاية للذهاب إليه".
وبينما يتطلع إلى تعزيز مكانته كلاعب دولي مؤثر، حدد محمد بن سلمان أزمة أوكرانيا كمجال محتمل للفرصة. واستضاف قمة سلام في جدة العام الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، لعب الأمير محمد بن سلمان دورا أساسيا في تبادل المعتقلين الأمريكيين والروس، وأعاد الدور الذي لعبه في أغسطس/آب من العام الماضي، عندما ساعد في التوسط في أكبر عملية لتبادل المعتقلين بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الذي ساعد في التوصل لعملية التبادل، لمراسلة شبكة CNN ألينا ترين إنه "لديه صداقة قوية للغاية مع الرئيس ترامب، وكان مشجعا ودافعا ويبحث عن النتيجة الصحيحة خلف الكواليس وكان ذلك مفيدا، كان كذلك بالفعل".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الأمير محمد بن سلمان دونالد ترامب فلاديمير بوتين المملکة العربیة السعودیة محمد بن سلمان
إقرأ أيضاً:
المملكة العربية السعودية تعزز مرونة الرعاية الصحية من خلال إنتاج الأنسولين المحلي
مع تحرك المملكة العربية السعودية نحو الاكتفاء الذاتي من الرعاية الصحية في إطار رؤية 2030، أصبح توطين تصنيع الأدوية الحيوي أولوية حاسمة. وفي خطوة كبيرة إلى الأمام، وقعت سانوفي العام الماضي اتفاقية مع شركة سدير للأدوية ونوبكو وتقوم بنقل خبرتها العالمية في إنتاج الأنسولين إلى المملكة، مما يضمن إمدادات أكثر مرونة من العلاج عالي الجودة لمرضى السكري.
قالت لمى صالح، المدير العام للأدوية العامة، سانوفي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج مع معدل انتشار مرض السكري يبلغ 18.7٪، أطلس IDF الطبعة العاشرة، تقرير مؤشر IDF T1D من بين أعلى المعدلات في العالم، تواجه المملكة العربية السعودية حاجة ملحة لتأمين إمدادات مستقرة وموثوقة من الأنسولين. تعتمد المملكة تاريخيا على الواردات، وتتحول الآن نحو الإنتاج المحلي، وهي خطوة من شأنها أن تعزز بشكل كبير الأمن الدوائي الوطني وتضمن وصولا أكبر إلى العلاج المنقذ للحياة لمئات الآلاف من المرضى.
تؤكد لمى صالح، المدير العام للأدوية العامة في سانوفي السعودية والخليج، على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية في تعزيز مرونة الرعاية الصحية. ومن خلال التعاون مع سدير للأدوية ونوبكو، تقدم سانوفي خبرتها التي تمتد لقرن من الزمان في مجال رعاية مرضى السكري إلى المملكة العربية السعودية، حيث تؤسس مع شركة سدير للأدوية منشأة حديثة لإنتاج الأنسولين تقوم بتصنيع وتجميع وتعبئة أقلام الأنسولين المتقدمة “سولو ستار” داخل المملكة.
وبمجرد تشغيلها بالكامل، ستتمكن المنشأة من إنتاج ما يقرب 15 مليون قلم أنسولين سنويا، مما يلبي الاحتياجات العلاجية ل 500,000 مريض في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يغطي هذا الإنجاز الإنتاجي 70٪ من مرضى السكري الذين يتلقون الأنسولين في المملكة، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية ويعزز الأمن الصيدلاني.
“هذه المبادرة تدور حول أكثر من مجرد تصنيع. يتعلق الأمر بضمان حصول المرضى بشكل مستمر على الأنسولين عالي الجودة، المنتج محليا لتلبية احتياجاتهم. ومن خلال نقل التكنولوجيا، نساعد في تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والمساهمة في مستقبل تكون فيه الأدوية الأساسية في متناول اليد دائما”.
خطوة استراتيجية نحو رؤية 2030
يتماشى توطين إنتاج الأنسولين مع برنامج تحول القطاع الصحي الأوسع نطاقا، وهو ركيزة أساسية لرؤية 2030 التي تركز على تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وتعزيز الابتكار الطبي، وتعزيز القدرات الصيدلانية الوطنية. من خلال تطوير مرافق التصنيع عالية التقنية والاستثمار في المواهب المحلية المتخصصة، تدعم هذه المبادرة هدف المملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزا إقليميا لإنتاج الأدوية الحيوية.
بالنسبة لسانوفي، يتجاوز هذا الاستثمار تلبية احتياجات المرضى الفورية. فيتعلق الأمر أيضا ببناء الخبرات المحلية ونقل المعرفة وتعزيز الابتكار داخل المملكة. “نحن لا ننتج الأنسولين فقط. نحن نمهد الطريق للجيل القادم من المهنيين السعوديين، وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة للريادة في علوم الحياة والمستحضرات الصيدلانية الحيوية.”، توضح لمى صالح.
مستقبل الاكتفاء الذاتي للرعاية الصحية
تكتسب جهود المملكة العربية السعودية لتوطين إنتاج الأدوية زخما، ويعتبر تصنيع الأنسولين خطوة جريئة وعلامة فارقة في تحقيق مرونة الرعاية الصحية الوطنية. مع زيادة الطاقة الإنتاجية ونقل التكنولوجيا المتقدمة والاستثمار في الخبرات المحلية، تنفذ المملكة استراتيجيتها لاستدامة الرعاية الصحية على المدى الطويل.
بالنسبة لمرضى السكري والمتخصصين في الرعاية الصحية والمجتمع الأوسع، يمثل هذا التحول حقبة جديدة في مشهد الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، حيث تؤدي الأدوية عالية الجودة المنتجة محليا إلى نتائج صحية أفضل للجميع