فضل ليلة النصف من شعبان فهي من الليالي المباركة ويتسحب إحياء ليلة النصف من شعبان، وتبدأ مع مغرب اليوم الخميس ليلة النصف من شعبان وتنتهي فجر الجمعة، واختصَّ سبحانه من شهر سعبان ليلة النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحياء ليلة النصف من شعبان، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

وقال الإمام الشافعي عن ليلة النصف من شعبان «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ» وذكر منها: «ليلة النصف من شعبان»، وقال ابن نُجيم الحنفي: "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان،... وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث".

فضل ليلة النصف من شعبان

ثبت في فضل ليلة النصف أنه جاء في تفسير قول الله تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري في "جامع البيان" (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة)، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" (10/ 3287، ط. مكتبة نزار)، والإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 379، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب)، والإمام الكرماني في "غرائب التفسير" (2/ 1073، ط. دار القبلة)، والإمام البغوي في "معالم التنزيل" (4/ 172، ط. دار إحياء التراث)، وغيرهم من المفسرين.

فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية


فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجه في "السنن" واللفظ له، والفاكهي في "أخبار مكة"، وابن بشران في "أماليه"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وابن الجوزي في "مثير العزم"، والديلمي في "الفردوس".

إلى غير ذلك من الأحاديث التي ذكرها الأئمة في مصنفاتهم؛ حتى إنهم أفردوا لها بالتصنيف أبوابًا مخصوصة في كتبهم؛ فبوب الترمذي وابن ماجه في "سننهما": (باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان)، وبوَّب ابن أبي عاصم في "السنة": (باب ذكر نزول ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، وَمَطْلَعِهِ إلى خلقه)، وبوَّب البيهقي في "فضائل الأوقات"، والبغوي في "شرح السنة": (بَابٌ فِي فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ).

وأحاديث هذا الباب وإن كان في بعضها مقالٌ، إلا أنها في الجملة يقوِّي بعضُها بعضًا؛ لكثرة طرقها وتعدد رواتها؛ فيُحْتَجُّ بها؛ قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (3/ 364-367، ط. دار الكتب العلمية): [باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.. فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء].

دعاء ليلة النصف من شعبان .. ردد أفضل الأدعية المستجابة في ليلة رفع الأعمالأدعية ليلة النصف من شعبان في القرآن الكريم.. احرص عليها من مغرب هذا اليومكيف نأخذ عهدًا من الله بدعاء ليلة النصف من شعبان؟.. داعية يوضحدعاء ليلة النصف من شعبان مكتوب.. أدعية مستحبة لرفع الأعمال وغفران الذنوبدعاء ليلة النصف من شعبان مكتوب.. يقضي الحوائج وييسر الأموردعاء ليلة النصف من شعبان.. ردّده من الآن ليوم الجمعة يغفر الله كل ذنوبكدعاء ليلة النصف من شعبان.. كلمات أوصى بها النبي السيدة عائشةدعاء ليلة النصف من شعبان.. اعرف حكم الاحتفال بهادعاء ليلة النصف من رجب .. 5 كلمات تفتح لك الأبواب المغلقة

أقوال الصحابة في فضل ليلة النصف من شعبان


وأما أقوال الصحابة رضوان الله عليهم: فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "يُعْجِبُنِي أَنْ يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ"؛ كما أورده الحافظ ابن الجوزي في "التبصرة" (2/ 20، ط. دار الكتب العلمية).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات".

ما روي عن التابعين في فضل ليلة النصف من شعبان


وأما ما روي عن التابعين ومَن بَعدَهُم: فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة وهو عامله على البصرة: "أَنْ عَلَيْكَ بِأَرْبَعِ لَيَالٍ مِنَ السَّنَةِ؛ فَإِنَّ اللهَ يُفْرِغُ فِيهِنَّ الرَّحْمَةَ إِفْرَاغًا: أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنَ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةِ الفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى"؛ كما ذكره العلامة قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2/ 393، ط. دار الحديث)، والحافظ ابن الجوزي في "التبصرة" (2/ 20-21).

وعن خَالِد بْن معدَان قَالَ: "خَمْسُ لَيَالٍ في السَّنَةِ؛ مَنْ وَاظَبَ عَلَيْهِن رَجَاءَ ثَوَابِهِنَّ وَتَصْديقًا بِوَعْدِهِنّ، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ: أَوْلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ نِصْفِ شَعْبَانَ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ الْأَضْحَى يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ عَاشُورَاءَ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا"؛ كما أورده أبو بكر الخلال في "فضائل شهر رجب" (ص: 75، ط. دار ابن حزم).

وعن عطاء بن يسار قال: "مَا مِنْ لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفْضَلُ مِنْهَا -يَعْنِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ-؛ يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ أَوْ قَاطَعِ رَحِمٍ" ذكره العلامة اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (3/ 499، ط. دار طيبة).

اهتمام العلماء ببيان فضل ليلة النصف من شعبان


وقد اعتنى العلماء بهذه الليلة المباركة؛ لما لها من الفضل، وزاد اعتناؤهم بها حتى أفردوا في فضلها وإحيائها وبيان خصائصها أجزاء حديثية ورسائل؛ منها: "ليلة النصف من شعبان وفضلها" للحافظ ابن الدبيثي صاحب "الذيل على تاريخ بغداد" [ت: 637هـ]، و"الإيضاح والبيان لما جاء في ليلتي الرغائب والنصف من شعبان" للإمام ابن حجر الهيتمي [ت: 974هـ]، و"التبيان في بيان ما في النصف من شعبان" للملا علي القاري [ت: 1014هـ]، و"فضائل ليلة النصف من شهر شعبان" للعلامة سالم السنهوري [ت: 1015هـ]، و"رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان" للعلامة محمد حسنين مخلوف [ت: 1355هـ]، و"حسن البيان في ليلة النصف من شعبان" للعلامة عبد الله بن الصديق الغماري [ت: 1413هـ]، و"ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي" للإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم [ت: 1419هـ]، وغيرها.
 

حكم قيام ليلة النصف من شعبان

 قيام ليلة النصف من شعبان وصيامها جائز ولا حرج فيه، مع الأدعية المباحة والصلاة المعروفة بالكيفية المعلومة لجميع المسلمين، أما ما ورد من تخصيص صلاة بعينها لهذه الليلة منفردة في الكيفية وعدد الركعات والإدكار المحتوية في الصلاة وغير ذلك فهي تعتبر بدعة وغير جائزة، لأن ذلك لم يرد صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل في مثل هذه العبادات الحظر.


أعمال ليلة النصف من شعبان

1)الصيام

2) قراءة القرآن

3) الدعاء

4) الصدقة

5) كثرة الاستغفار

6) الصلاة على النبي

7) إقامة الصلاة

8) صلاة قيام الليل

9) صلة الرحم

10) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

أدعية ليلة النصف من شعبان

اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الفضل والإنعام، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقتّرًا عليّ في الرزق، فامحُ اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني، وأثبِتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات. فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب.

اللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها لنا يا رب العالمين.

إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان، التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، أن تكشف عنّا البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.

اللهم أنت حسبنا حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر لنا حين تغلبنا الأوجاع، وأنت عوننا ونجاتنا حين تفقدنا الحيلة. اللهم إنا نسألك راحة المتقين، وسعادة المؤمنين، وأجر الصابرين، ودعاء الصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، ومن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعلنا من الذين اصطفيتهم برحمتك، ووفّقتهم لطاعتك، ورضيت عنهم بمغفرتك، واكتب لنا في هذه الليلة المباركة عفوًا ورحمةً وبركةً في العمر والعمل والرزق والصحة، ولا تجعل لنا في قلوبنا غلًّا ولا حسدًا، واهدِنا إلى صراطك المستقيم.

اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تحرمنا أجر الصيام، والقيام، وزيارة بيتك الحرام، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا أمورنا، وبارك لنا فيما أعطيتنا.

اللهم إني استفتحت يومي بالصلاة على سيدنا محمد، فافتح لي أبواب الخير، واكتب لي السعادة والبركة، واصرف عني كل سوء، واغفر لي ببركة الصلاة على سيدنا محمد، وبارك لي في أيامي وأقداري.

اللهم في هذه الليلة المباركة، نسألك أن تجعل لنا فيها نصيبًا من رحمتك، وأن تغفر ذنوبنا، وتقبل توبتنا، وتفتح لنا أبواب الخير والبركة، وتكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة.

 ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان 

 ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان أن الله سبحانه وتعالى كرم نبيه – صلى الله عليه وسلم - فيليلة النصف من شعبان، بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، لتقر عينه، فقلبه معلق بمكة.

 ورد أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في ليلة النصف من شعبان جاء لتقر عين الرسول – صلى الله عليه وسلم - فقلبه معلق بمكة، يمتلئ شوقًا وحنينا إليها، إذ هي أحب البلاد إليه، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة.

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان ، وقد شرفت المدينة المنورة بمقامه –صلى الله عليه وسلم- الشريف، فخرج من بين ظهرانيهم، ووقف على مشارف مكة المكرمة، قائلا: «والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» (رواه الترمذي).

وجاء أنه صلى الله عليه وسلم ظل متعلقًا بمكة المكرمة بعد أن استقر بالمدينة المنورة، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.

أسرار ليلة النصف من شعبان


أسرار ليلة النصف من شعبان فعنها جاء أن الله سبحانه وتعالى كرم نبيه – صلى الله عليه وسلم - في ليلة النصف من شعبان، بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، لتقر عينه، فقلبه معلق بمكة، أي أن من أسرار ليلة النصف من شعبان أن فيها طيب الله تعالى خاطر النبي –صلى الله عليه وسلم- وحب مكة كان كلمة السر.

وجاء أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام جاء لتقر عين الرسول – صلى الله عليه وسلم - فقلبه معلق بمكة، يمتلئ شوقًا وحنينا إليها، إذ هي أحب البلاد إليه، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة، التي شرفت بمقامه –صلى الله عليه وسلم- الشريف، فخرج من بين ظهرانيهم، ووقف على مشارف مكة المكرمة، قائلا: «والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» (رواه الترمذي).

أسرار ليلة النصف من شعبان.. وأنه صلى الله عليه وسلم ظل متعلقًا بمكة المكرمة بعد أن استقر بالمدينة المنورة، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.

أسرار ليلة النصف من شعبان، وفي كل مرة حدث تحويل للقبلة، كانت الحكمة مختلفة، حيث تحولت القبلة مرتين، أولهما من الكعبة إلى المسجد الأقصى، والثانية إلى المسجد الحرام، كما أن تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصىى كان لحكمة تربوية، وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين، وتنقية النفوس وتطهير قلوبهم مما علق بها من شوائب الجاهلية، وأمثل لقوله تعالى:«وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ»، وكذلك ليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها.

أسرار ليلة النصف من شعبان وفيه أن صدور الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام -التحويل الثاني- بعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة، ليس إلا تأكيدًا للرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، قد قطع فيها مسافة زمانية قصرت أو طالت، إلا أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام كان رحلة تعبدية، الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، فلا مسافة بين الخالق والمخلوق، مستدلًا بقوله تعالى:«وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ».
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان 2025 اجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان ماذا يفعل ليلة النصف من شعبان المزيد فضل لیلة النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان فی فی لیلة النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم إلى المسجد الحرام فی فضل لیلة النصف المدینة المنورة اللیلة المبارکة ل ی ل ه ا و ی ص وم المسجد الأقصى مکة المکرمة من المسجد ن ه ار ه ا رضی الله ش ع ب ان جاء فی لنا فی ن الله حدث فی بن أبی

إقرأ أيضاً:

ثواب صيام الأيام البيض في شهر شعبان .. تعرف عليه

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من واظب على صيام هذه الأيام كانت له كصيام الدهر؛ فعن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رَسَولُ الله يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ «هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ». [أخرجه أبو داود].

فضل الصوم

وأكد مركز الأزهر، أن الصوم في الشتاء عبادةٌ عظيمةٌ سهلةُ الاغتنام في أيامه الباردة، قصيرةُ الساعات، حيث يقلّ الشعورُ بالعطش، ويتسنّى للمسلم الاجتهاد في نوافلها، وقضاء ما فاته من واجباتها.

هل يجوز صيام رمضان كله بنية واحدة؟.. أمين الفتوى يجيبأزهري: الإكثار من الصيام في شعبان الأفضل قبل رفع الأعمال

واستشهد بما ورد عن عامر بن مسعود مرفوعًا، أن النبي قال: «الغَنيمةُ البَارِدةُ الصَّوْمُ في الشِّتَاء». [أخرجه الترمذي].

حكم صيام الأيام البيض

وأكدت دار الإفتاء، أنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه يُستحب صيام الأيام البيض، وهي ثلاثة من كل شهرٍ هجري؛ منوهة بأن الأمر ليس بواجب، فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.

وأوضحت الإفتاء، أن الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه.

واستشهدت بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).

ونوهت بأنه ثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ».

ويستحب الدعاء في هذه الأيام ودائمًا في كل يوم، فيستحب الدعاء دائمًا، وفي كل حال، أما الدعاء في الأيام البيض فيكون عند الإفطار، فللصائم دعوة لا ترد، ويكفينا قول الله عز وجل: «وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة: 186).

مقالات مشابهة

  • ليلة النصف من شعبان.. الاقتداء برسول الله في الدعاء والاستغفار والعبادة
  • دعاء للمتوفي في ليلة النصف من شعبان 2025.. لا تنساه في الليلة المباركة
  • كيف كان يقيم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان
  • ثواب صيام الأيام البيض في شهر شعبان .. تعرف عليه
  • هاني تمام: هذه أفضل ليلة بعد ليلة القدر ويستجاب فيها الدعاء
  • أستاذ فقه: هذه أفضل ليلة بعد ليلة القدر ويستجاب فيها الدعاء
  • ماذا يحدث في ليلة النصف من شعبان؟.. علي جمعة يوضح تفاصيل 10 عجائب
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. هل حقا يغفر الله فيها لجميع عباده؟
  • ليلة النصف من شعبان 1446: فضلها وأفضل الأعمال المستحبة فيها