إحراق قاعة الصداقة بالخرطوم.. من المسؤول؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
شهدت منصات التواصل الاجتماعي السودانية اتهامات متبادلة بين أنصار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول الجهة المسؤولة عن إحراق قاعة الصداقة الشعبية في العاصمة الخرطوم.
إذ ذكرت تقارير أن ميليشيا مسلحة قامت بحرق قاعة الصداقة في الخرطوم يوم السبت، 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتُعتبر هذه القاعة من أبرز المنشآت التي تُستخدم لعقد المؤتمرات والفعاليات السياسية والثقافية في السودان، وقد شهدت عبر التاريخ عديدا من الأحداث المهمة.
بالأمس سمع دوي انفجارات ضخمة من #قاعة_الصداقة وتصاعد ألسنة النيران وارتفعت سحب الدخان الكثيف مع احتدام العمليات العسكرية واقترابها من #القصر_الجمهوري بالعاصمة #الخرطوم ….. pic.twitter.com/grlUKDIEJY
— Dr- Hana Amin ???????????????? (@hanaelmeen1) February 13, 2025
وتداولت حسابات سودانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد أعمدة الدخان من القاعة، ومع انتشار خبر احتراق القاعة بدأت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، إذ اتهم ناشطون قوات الدعم السريع بإحراقها.
تصاعد أعمدة الدخان جهة قاعة الصداقة لليوم الثاني pic.twitter.com/zWWaFbcMnr
— أبو علي طــــه (@6a7a_hussein) February 13, 2025
وقال مغردون إنه بعد هزيمة قوات الدعم السريع وسط الخرطوم وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، قامت كعادتها بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة وأشعلت النيران عمدا في قاعة الصداقة متعمدة إتلاف وتدمير البنى التحتية.
إعلانوأشار آخرون إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بمسح أبرز المعالم في الخرطوم والسودان ككل، وعلق بعض المدونين على الحادثة بالقول "صحيح أن الجزء الأكبر من قاعة الصداقة تعرض للحريق والخراب اليوم، وهو أمر مؤسف ضمن سلسلة من الأحداث المؤسفة التي عاشتها البلاد"، معبرين عن حزنهم لما أصاب قاعة الصداقة، ولكنهم أكدوا أن الأرواح التي فُقدت خلال العامين الماضيين أغلى.
في المقابل، اتهم أنصار الدعم السريع الجيش السوداني بحرق قاعة الصداقة، قائلين إنه "في محاولة يائسة لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، قامت قوات البرهان بشن هجوم وحشي على قاعة الصداقة مما أدى إلى تدميرها بالكامل"، ووصفوا هذا العمل الوحشي بأنه يعكس مدى خوف الجيش السوداني من أي تغيير سياسي قد يهدد سيطرته على السلطة.
استهداف قاعة الصداقة بالخرطوم ليس مجرد قصفٍ عشوائي، بل رسالة واضحة: الجيش لا يعبأ بالمرافق المدنية ولا القانون الإنساني الدولي.
— فاطمة (@mjd2095558) February 13, 2025
وتعد قاعة الصداقة مجمعًا متعدد الاستخدامات يضم قاعات للمؤتمرات والاجتماعات، وصالات معارض، ومسرحًا، وسينما، بالإضافة إلى مرافق أخرى. وهي من أبرز المعالم في العاصمة السودانية، حيث تستضيف عديدا من الفعاليات السياسية والثقافية المهمة، بما في ذلك مؤتمرات قمة دولية وإقليمية، واجتماعات وزارية، ومنتديات، وندوات، وأمسيات ثقافية وفنية.
قاعة الصداقة كانت تجمع السودانيين بمختلف توجهاتهم، واليوم، تحولت إلى رماد بسبب حرب لا يعرف أحد متى تنتهي.
— دعاء (@d8579646420491) February 13, 2025
وتقع قاعة الصداقة بالقرب من ملتقى نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض، مقابل جزيرة توتي التي تطل على النيل من الضفة الأخرى. وظلت قاعة الصداقة واحدة من أكثر المباني العصرية شهرةً في مدينة الخرطوم. تم إنشاء المبنى ضمن سلسلة من المشاريع التنموية التي نفذتها ومولتها دولة الصين خلال ازدهار العلاقة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي.
إعلانوبعد زيارة الرئيس جعفر النميري للصين، تم اقتراح بناء قاعة الصداقة استجابة لطلب من السودان لإنشاء قاعة مؤتمرات متعددة الأغراض في الخرطوم. تم تصميم المشروع من قِبل الصين وأُطلق عليه اسم "قاعة الصداقة" تعبيرًا عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتم افتتاح المشروع عام 1976 بحضور الرئيس نميري برفقة وفد صيني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القاعة كانت الثالثة في سلسلة من القاعات التي شيدتها الصين لدول أخرى، وهما جمهورية غينيا ودولة سريلانكا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يقصف القصر الجمهوري وتضارب حول السيطرة على مدينة النهود
جددت قوات الدعم السريع قصفها صباح اليوم الجمعة على قوات الجيش السوداني بالقصر الجمهوري وسط الخرطوم، كما قصفت مدينة الأبيض شمال كردفان، بينما تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على مدينة النهود العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الدعم السريع شنت قصفا مدفعيا على وسط الخرطوم، موضحا أن القصف الذي انطلق من حي الصالحة جنوب أم درمان استهدف محيط القصر الجمهوري وسط الخرطوم دون خسائر.
وكان الدعم السريع استهدف أمس الخميس القصر الجمهوري بقصف مدفعي بعيد المدى، انطلق من الصالحة، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.
من ناحية ثانية، قال مصدر عسكري للجزيرة إن مسيرة للدعم السريع قصفت مدينة الأبيض بشمال كردفان غربي البلاد في وقت متأخر من ليلة أمس.
وقال شهود عيان من مدينة الأبيض للجزيرة إنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من أحد المقار العسكرية التابعة للجيش بعد قصف نفذته مسيرة.
أنباء متضاربةوقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قواتهم سيطرت على مدينة النهود إحدى أكبر مدن ولاية غرب كردفان، جنوبي البلاد.
وأضاف، في تسجيل أمام مقر محلية المدينة، أن قوات الدعم السريع بصدد السيطرة على كامل مدن الولاية.
إعلانفي المقابل، قال مصدر عسكري رفيع في الجيش السوداني إن قوات الدعم دخلت جزءا من مدينة النهود، مضيفا أن الحامية العسكرية للجيش لا تزال صامدة في المدينة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة النهود العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان.
ويسيطر الجيش على مدينة النهود، بعد أن سيطر الدعم السريع على عاصمتها الطفولة منذ يوليو/تموز 2024.
ويخوض الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الجمهوري ومقار الوزارات بمحيطه والمطار ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم يعد الدعم السريع يسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.