لاقت حادثة وفاة موظف أممي بأحد سجون جماعة الحوثي في محافظة صعدة (شمال اليمن) تنديدا دوليا وحقوقيا واسعا، وسط دعوات لنقل الأمم المتحدة مقرات ومكاتب وكالاتها إلى العاصمة المؤقتة عدن.

 

والاثنين توفي ضابط عمليات تكنولوجيا المعلومات في برنامج الأغذية العالمي، أحمد باعلوي، بعد نحو أسبوعين على اختطافه من قبل الحوثيين إلى جانب 5 آخرين موظفين أمميين يعملون في صعدة.

 

والثلاثاء، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وفاة أحد موظفيه أثناء احتجازه من قبل السلطات التابعة لجماعة الحوثي.

 

وقال البرنامج في بيان: "ترك هذا الموظف الإنساني المخلص الذي يعمل مع برنامج الأغذية العالمي منذ عام 2017 خلفه زوجته وطفلين، وهو واحد من 7 موظفين محليين احتجزتهم السلطات المحلية (التابعة للحوثيين) تعسفيا منذ 23 يناير/ كانون الثاني" الماضي.

 

في حين أعلنت الأمم المتحدة تنكيس أعلامها في كل أنحاء اليمن لوفاة الموظف الأممي، في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق تقارير المنظمة نفسها.

 

الأمم المتحدة

 

وفي السياق أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفاة أحد الموظفين الأمميين أثناء احتجازه "تعسفياً" لدى الحوثيين في صعدة شمال اليمن.

 

وقال غوتيريش في بيان: "أدين بشدة وفاة زميلنا ببرنامج الأغذية العالمي في 10 شباط/فبراير أثناء احتجازه"، موضحاً أنه كان قد تم اعتقاله تعسفيًا من قبل سلطات الأمر الواقع (الحوثيين) في 23 يناير 2025.

 

وطالب بإجراء تحقيق فوري وشفاف ومحاسبة المسؤولين عن هذه الواقعة، معربا في الوقت نفسه عن خالص تعازيه لعائلة الفقيد وزملائه في برنامج الأغذية العالمي، مُعلناً تضامنه مع جميع الزملاء المحتجزين وعائلاتهم.

 

وقال "لا تزال الظروف المحيطة بهذه المأساة المروعة غير واضحة، وتسعى الأمم المتحدة بشكل عاجل للحصول على تفسيرات من سلطات الأمر الواقع (الحوثيين)".

 

وأضاف "العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية لايزالون رهن الاحتجاز لدى الحوثيين، بعضهم منذ سنوات، مؤكداً أن استمرار احتجازهم التعسفي أمر غير مقبول".

 

وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تواصل متابعة هذا الوضع عن كثب وستتخذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة وأمن موظفيها في جهودهم الرامية إلى تقديم الخدمات للشعب اليمني.

 

أمريكا

 

من جانبه أدان السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، حادثة وفاة عامل الإغاثة التابع لبرنامج الغذاء العالمي في سجون الحوثيين بصعدة.

 

وقال فاجن في تدوينة على منصة (إكس) إن ننضم إلى الأمم المتحدة في إدانة وفاة موظف برنامج الأغذية العالمي المحتجز ظلماً، أحمد باعلوي.

 

 

وأضاف "الحوثيون يحتجزون بشكل غير قانوني مئات من العاملين في المجال الإنساني والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية".

 

وتابع "نحن نؤيد قرار تعليق المساعدات الذي أعلنته الأمم المتحدة في صعدة، وندعو إلى إطلاق سراح جميع من تم احتجازهم بصورة غير قانونية".

 

الاتحاد الأوروبي

 

من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل عن الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها، معربا عن خالص تعازيه لعائلته ولبرنامج الغذاء العالمي.

 

وأكد الاتحاد في بيان تضامنه مع جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً في سجون جماعة الحوثي. مشددا على ضرورة أن يعود الحوثيين إلى عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل مستدام للصراع اليمني.

 

 

وطالب جماعة الحوثي بوقف الاعتقالات بحق موظفي الوكالات الأممية والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، التي قال إنها تعرض تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية التي يحتاجها الشعب اليمني للخطر.

 

بريطانيا

 

بدورها السفيرة البريطانية لدى اليمن؛ عبدة شريف جددت دعواتها لجماعة الحوثي إلى لإفراج الفوري عن كل الموظفين المحتجزين، كما وصفت "الاحتجاز الظالم لأحمد ووفاته أثناء احتجازه لدى الحوثيين بالأمر المروع.

 

وقالت شريف في تغريدة على منصة (إكس) "إن باعلوي كان إنسانياً مخلصاً، يعمل على إيصال المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها في بلاده. أحرّ تعازينا لعائلة أحمد وزملائه في برنامج الغذاء العالمي والأمم المتحدة".

 

 

وذكرت أن "الحوثيين لا يزالون يحتجزون العديد من الأشخاص بشكل غير قانوني ودون أي مبرر".

 

وزير الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية؛ هاميش فولكنر، قال "تعازينا لأحبائه ولأسرة الأمم المتحدة"، معبرا عن شعوره بالقلق عند سماعه أن أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي قد توفي أثناء احتجازه لدى الحوثيين.

 

 

وقال "ندين الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون ونكرر دعوتنا للإفراج الفوري عن المعتقلين". متابعا إن "كافة التهديدات الموجهة إلى العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة".

 

فرنسا

 

وفي الشأن ذاته جددت فرنسا دعوتها إلى ضرورة احترام حماية العاملين في المجال الإنساني، وتوفير الضمانات اللازمة لوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحتاجة على نحو آمن ودون أي عراقيل.

 

وأدانت في بيان صادر وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية بشدة مواصلة الجماعة احتجاز موظفين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.

 

وعبرت عن استيائها الشديد إزاء وفاة عامل الإغاثة الأممي الذي كان محتجزاً تعسفياً لدى الحوثيون في ظروف غير إنسانية منذ شهر كانون الثاني/يناير المنصرم.

 

العفو الدولية

 

منظمة العفو الدولية دعت السلطات اليمنية إلى التحقق على وجه السرعة في وفاة عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة يعمل في برنامج الأغذية العالمي، أثناء احتجازه، في سجون الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن.

 

وقالت المنظمة في بيان لها "إن الأنباء التي تفيد بوفاة عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة في الحجز في مركز احتجاز يديره الحوثيون مروعة حقا. ويجب إجراء تحقيق عاجل ومستقل وفعال ونزيه في الظروف التي أدت إلى وفاته".

 

وأضافت "لدى سلطات الأمر الواقع الحوثية سجل حافل باستخدام التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في مراكز الاحتجاز الخاصة بها، مما يثير مخاوف من أن يكون هذا العامل الإنساني قد توفي نتيجة التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة".

 

وقالت ديالا حيدر، الباحثة المعنية بشؤون اليمن في منظمة العفو الدولية، إن هذه الوفاة أثناء الحجز تزيد من المخاوف على سلامة وسلامة جميع الآخرين الذين ما زالوا محتجزين تعسفيا في مراكز الاحتجاز التي يديرها الحوثيون، بمن فيهم أكثر من 65 موظفا من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني اليمنية والدولية.

 

وتابعت "يجب على سلطات الأمر الواقع الحوثية الإفراج فورا عن جميع الأفراد الذين تحتجزهم تعسفيا، بمن فيهم أولئك المحتجزون لمجرد ما يتعلق بعملهم في مجال حقوق الإنسان أو العمل الإنساني".

 

وأكدت أن "موجات الاعتقالات التي تستهدف العاملين المحليين والدوليين في المجال الإنساني والمجتمع المدني تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني اليائس أصلا في اليمن، حيث يعتمد ما لا يقل عن 80٪ من السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وفقا للأمم المتحدة. والمدنيون اليمنيون الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات هم الذين سيدفعون ثمن هذه الحملة الوحشية".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی والمنظمات غیر الحکومیة برنامج الغذاء العالمی والبعثات الدبلوماسیة فی المجال الإنسانی للأمم المتحدة أثناء احتجازه الأمم المتحدة لدى الحوثیین وفاة عامل فی برنامج

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من خطر مجاعة وشيكة في السودان وتدعو لتدخل دولي عاجل

ورغم العنف والقيود اللوجستية على الوصول، قالت نكويتا – سلامي إن العاملين الإنسانيين يواصلون جهودهم، مؤكدة أن “العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر”، وشددت على ضرورة حماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

التغيير: وكالات

مع اقتراب الحرب في السودان من دخول عامها الثالث، أطلقت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا – سلامي، تحذيراً حاداً من تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، مؤكدة أن السودان يواجه خطر مجاعة حقيقية في ظل نقص حاد في التمويل وتدهور متسارع للوضع الإنساني.

وفي مقابلة مع موقع “أخبار الأمم المتحدة”، دعت نكويتا – سلامي المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين، قائلة: “الناس في وضع يائس. نناشد العالم ألا ينسى السودان، وألا يتخلى عن المدنيين الذين يواجهون وضعاً بالغ الصعوبة”.

ومنذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص، في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم. وأكدت نكويتا – سلامي أن الوضع في معسكر زمزم للنازحين شمال دارفور بات “كارثياً”، بعد أن تم تأكيد حالة المجاعة فيه لأول مرة في أغسطس 2023، ثم أعيد تأكيدها في ديسمبر.

وأشارت إلى أن المدنيين في مدينة الفاشر “محاصرون منذ أشهر، ويواجهون قصفاً يومياً وتشريداً ونقصاً حاداً في الغذاء والماء والإمدادات الطبية”، مؤكدة أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل كبير، وأصبحت بعيدة عن متناول معظم السكان.

وكشفت المسؤولة الأممية أن خطة الأمم المتحدة الإنسانية لهذا العام تستهدف تقديم المساعدة لنحو 30 مليون شخص في السودان، وتتطلب تمويلاً قدره 4.2 مليار دولار، إلا أن الاستجابة الدولية لا تزال بعيدة جداً عن تحقيق هذا الهدف، في وقت أبلغ فيه بعض المانحين مكتبها بعزمهم تقليص حجم الدعم.

ورغم العنف والقيود اللوجستية على الوصول، قالت نكويتا – سلامي إن العاملين الإنسانيين يواصلون جهودهم، مؤكدة أن “العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر”، وشددت على ضرورة حماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

كما سلطت الضوء على انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهشاشة أوضاع الأطفال، مؤكدة أن الأمم المتحدة تعمل بالشراكة مع منظمات دولية ومحلية، أغلبها بقيادة نساء، في الخطوط الأمامية.

وأعربت عن أسفها لفقدان عدد من العاملين الإنسانيين حياتهم خلال الصراع، قائلة إن “هذا الثمن باهظ وغير مقبول”، مطالبة بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وسريع إلى المناطق المتضررة.

وفي ختام حديثها، وجهت نكويتا – سلامي رسالة واضحة للعالم: “نحتاج إلى جهد هائل، وإلى دعم مستمر من المجتمع الدولي من حيث الموارد، وتعاون من جميع الجماعات المسلحة لتسهيل إيصال المساعدات للمحتاجين”.

الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة كليمنتاين نكويتا سلامي

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من خطر مجاعة وشيكة في السودان وتدعو لتدخل دولي عاجل
  • «المجاعة» تفتك بأهل غزة ومطالبات بتحرك دولي
  • الأمم المتحدة تجدد مطالبتها بالإفراج عن موظفيها من سجون الحوثيين
  • مسؤول أممي: المغرب يجعل من التحول الرقمي رافعة أساسية في استراتيجيته التنموية
  • مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يخطط لخفض عدد موظفيه بنسبة 20%
  • مسؤول أممي يستنكر انتهاك القوات الإسرائيلية منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بالجولان
  • الاحتلال تحت الحصار الإعلامي.. الأمم المتحدة تكشف زيف روايته في غزة
  • اقتحام ونهب واعتقال.. مفوضية حقوق الإنسان تفتح النار على الحوثيين
  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور
  • خبير أممي يقر بتضارب أرقام المفقودين في حرب السودان ويدعو لحماية المدنيين