سواليف:
2025-02-13@16:52:52 GMT

” يا خالدَ التُّرك جدّدْ خالدَ العربِ “

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

” يا خالدَ التُّرك جدّدْ خالدَ العربِ “

د. #حفظي_اشتية

قبل عدة أيام كتبتُ ــ بأسى بالغ ــ عن المشروع العربي الغائب، ثم دهمتنا سريعا أحداثٌ جسيمة، وصدمتنا تصريحاتٌ جديدة قديمة، تؤكد أنّ المشروع الصهيوأمريكيّ ماضٍ نحو غايته الماكرة المأمولة المرسومة، وأنّ الذي كان يجري الحديث بشأنه تلميحا أصبح واقعا صريحا.

لم نشهد في التاريخ الحديث فترة تجلّى فيها الطغيان الصهيوأمريكيّ على عالمنا العربي الإسلامي كما هي حاله الآن؛ غابت تماما، بل خُنقت الأحاديث البراقة عن القوانين الدولية، والمنظمات الأممية، والقرارات الشرعية، والمحاكم الجنائية، وحقوق الإنسان، وصون حدود الأوطان، وتهاوت تحت الأقدام جميع الأقنعة والأعراف المرعية…. وظهر وجه استعماريّ كريه قبيح بلغة فجّة تفتقر إلى أدنى أبجديات الدبلوماسية، وتكاثرت الألاعيب العبثية، والأعذار الواهية، بل دون أعذار لسان الحال يقول: ما شئتَ لا ما شاءت الأقدارُ              فاحكمْ فأنتَ الواحدُ القهّارُ

مقالات ذات صلة الأردن الحبيب ليس الصين أو روسيا.. يا اردنيين وعرب 2025/02/12

هذا هو الواقع المرير الذي لن تنفع معه أخلاقنا الراقية الرفيعة المترفعة التي لا تليق به، ولن تشفع حكمتنا الزاخرة البالغة التي لا تنفع معه. إنه منطق حق القوة الطائشة الظالمة الغاشمة غير الأخلاقية الغادرة. فماذا نحن فاعلون؟!

تألمنا طويلا لغياب مشروعنا العربي الموحَّد، الذي كان يمكن أن يحفظ أوطاننا التي فقدناها تباعا، وكلٌّ منا يظن أنه بصبره الإستراتيجي سيسلم، إلى أن وصلنا إلى الحالة التي نصيح فيها معا: ” انجُ سعد، فقد هلك سعيد” .

ونتيجة هذه الغطرسة التي تجبهنا جميعا، ظهرت بوادر أمل بأننا أدركنا ــ ولو متأخرين ــ بأننا كلنا مستهدفون، ولا نجاة لأحدٍ مما تبقى منا إلا بوحدتنا وتكاتفنا. هذا ما ظهر جليّا في الموقف العربي الإجمالي من قضية تهجير الشعب الفلسطيني، والاستيلاء التام على أرضه ومقدراته تمهيدا للوثبات القادمة على الدول العربية الإسلامية اللاحقة.

وقد أثار هذا التنمّر الغاشم والتجبر الكاسر معظمَ العالم، فتعالت الأصوات من كل صوب لمواجهة هذا الخطر الداهم، من جنوب إفريقيا إلى أقاصي آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

ولعل الأجدى والأجدر أن نتوحد نحن ” المستهدفين ” لدرء هذا الخطر، وكبح هذا الجبروت.

والمستهدفون المقصودون هنا هم عالمنا العربي ودولنا الإسلامية في المحيط، فكلٌّ منها واقع الآن وسيقع مستقبلا في قلب العاصفة المجنونة الجائحة.

ومن ضرورات تعاليم الدين القويم، والعقل الراجح الرشيد، ومقتضيات المصلحة للجميع، أن يدرك العرب والمسلمون أنه آن الأوان لتجاوز خلافاتهم المفتعلة بين السنة والشيعة، التي نشبت حول حقوق الخلافة الإسلامية بين الصحابة منذ 1400 عام، تلك الخلافات التاريخية البائدة التي أحياها واختلقها مجددا مكرُ الغرب لتفريق الأمة، وتمزيق شملها، وهدر طاقاتها وثرواتها، وإشعال حروب غبية فيما بينها. فلا بدّ من اليقظة من هذه الغفلة القاتلة، والاعتصام التامّ ــ  بصفاء نية، وسلامة طويّه ــ بكل ما يجمع، وأقل ذلك الاجتماع في مواجهة خطر لا يرحم منا أحدا.

وقد ظهرت مؤخرا دعوات من تركيا تذكّر بالعلاقة الدينية السياسية التاريخية الجغرافية مع العرب، فردّ ” عبد الحميد عثمان أوغلو ” حفيد السلطان ” عبد الحميد الثاني ” على تصريحات ” ترامب ” بشأن شراء غزة أو الاستيلاء عليها قائلا : إن غزة ملكية شخصية مسجلة لجدّه، وإنها ليست للبيع. وفي كلامه هذا إعادة بعث لشرعية الملكية الإسلامية الجامعة لهذه الأرض المقدسة.

كما اقترح ” أحمد داوود أوغلو ” رئيس الوزراء التركي الأسبق، رئيس حزب ” المستقبل ” التركي المعارض، إجراء استفتاء على ربط غزة بتركيا مع منحها الحكم الذاتي حتى قيام الدولة الفلسطينية. وخاطب ” ترامب ” قائلا:

إن الدولة الشرعية الأخيرة التي حكمت فلسطين وأهل غزة هي الدولة العثمانية، وإن جمهورية تركيا هي الاستمرارية الشرعية للدولة العثمانية.

ومع إيقاظ أمنياتنا بأن العرب أولى بأن يطالبوا بغزة والضفة وكل فلسطين، ومع عظيم إدراكنا بأنهم جادون الآن في ذلك رغم فداحة الأخطار المحدقة والتهديدات الهائلة، إلا أننا نستذكر ــ بحسرة ــ صرخة ” المعتمد بن عباد ” ملك إشبيلية وقرطبة حين لم تنفعه مهادنته لِ ” ألفونسو السادس ” ملك “قشتالة” الذي هاجم مملكته، فاستنجد المعتمد بحاكم المرابطين ” يوسف بن تاشفين ” في المغرب، رغم أن حاشيته نصحوه بألّا يفعل خشية أن ينجو من” ألفونسو” ويكون ضحية “ابن تاشفين”، قائلين له: المُلك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمد واحد. إلّا أنه لم يُصغِ إليهم، وأجابهم بصرخة خالدة ليتنا نتمثلها اليوم: ” والله لَأَنْ أرعى الغنم عند ابن تاشفين، أحبُّ إليّ من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو.

نقول لأوغلو عبد الحميد، وأوغلو أحمد داوود، والشعب التركي المسلم العظيم: غزة معقل إسلاميّ، وشعبها الفلسطيني العربي صامدٌ مقاومٌ أبيّ، وواجبكم نصرته وذود الخنازير عنه، والحفاظ على عروبته وإسلاميته. والمأمول منكم أن تجنّبونا تماما خيبة أمل ” أحمد شوقي ” عندما امتدح “أتاتورك” في قصيدة شهيرة مطلعها:

الله أكبرُ كمْ في الفتحِ من عجبِ           يا خالدَ التُّركِ جدّدْ خالدَ العربِ

لكنّ ” أتاتورك ” خيّب آمال الأمة بإسقاط الخلافة الإسلامية، وأبعدَ تركيا عن مجالها الطبيعيّ الدينيّ الحضاريّ.

فهل نعيد قراءة التاريخ من جديد دون لحن، ودون وهْم سلام عادل يُستجدى بين الشرق العربيّ الإسلاميّ والغرب الاستعماريّ الصهيونيّ؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حفظي اشتية

إقرأ أيضاً:

قمة بغداد.. وقصة يوسف الذي أكله الذئب!!

فبراير 12, 2025آخر تحديث: فبراير 12, 2025

حامد شهاب

هل يسلّم العرب رقابهم هذه المرة الى الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو ويجري بيع أرض فلسطين كاملة بالمزاد العلني من قبل إخوة يوسف بثمن بخس دراهم معدودة؟

كانت الدول العربية منذ الستينات قد صدعت رؤوس الجماهير العربية بأنها ستلقي بإسرائيل في البحر وهي لن تقبل بإقامة سلام معها..وها هي اليوم وقد أصبح حتى السلام مع إسرائيل ضربا من الخيال بل أقرب الى المستحيلات..

كان أستاذ مادة الفلسفة في قسم الإعلام بكلية الاداب منتصف السبعينات الأستاذ المرحوم طالب مشتاق وهو من دعاة القومية العربية الخالصة لايقبل تصحيح أية ورقة إمتحانية في مادة الفلسفة ما لم لم يكتب الطالب في أعلى صفحة الورقة : لاوطن لليهود إلا في المريخ تزامنا مع الطروحات العربية أنذاك بأن يلقي العرب إسرائيل في البحر تخلصا من عربدتها وإغتصابها لفلسطين منذ عام 1948 بلا وجه حق أو مسوغ ديني أو أخلاقي أخلاقي.

وبعد كل تلك السنوات المضنية من نضال فلسطيني مرير وحروب قاسية من القتل والترويع والتهجير والمعتقلات وإذا بالفلسطينيين يلقون اليوم في غياهب الأرض وفق خطة ترامب لتهجيرهم من بلدهم فلسطين بضفتها وغزتها وفرض منهج الإحتلال الإسرائيلي الكامل عليها بالقوة بالرغم من أن فلسطين كلها هي أرض عربية.

يبدو أن الحكام العرب سيضطرون للرضوخ للأمر الواقع..فما بدا من تصريحاتهم المرتجفة وتصريحات ترامب المتهورة حتى الآن وكأنهم كلهم في الهوى سوى..وإذا بالدول العربية منذ سنوات وهم يتسابقون على طاولة الدخول في سباق رفع راية الإستسلام أمام الصهاينة وبلا تردد..

كانت قمة بغداد العربية التاسعة التي رعتها الجامعة العربية في الثاني من تشرين الثاني عام 1978 هي آخر قمم الرفض العربية للإحتلال الصهيوني وجاءت القمة في أعقاب توقيع مصر على معاهدة أنور السادات للسلام من جانب واحد مع إسرائيل آخر القمم التي كانت قد وضعت حدا للعربدة الإسرائيلية على مقدرات العرب.

وفي قمة بغداد 1978 قرر القادة العرب أنذاك أن الاتفاقات التي وقعتها الحكومة المصرية في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1978 في كامب ديفيد باطلة وقد أضرت كثيرا بحقوق الشعب الفلسطيني وتم حث الحكومة المصرية على عدم التصديق على الاتفاقيات.

والأهم من ذلك أن القادة العرب قرروا تجميد علاقات دولهم مع الحكومة المصرية في 31 آذار مارس 1979 بعد خمسة أيام من التصديق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

وفي وقتها إجتمع القادة العرب مرة أخرى ببغداد في غياب مصر وقرروا طردها من جامعة الدول العربية ونتيجة لذلك نقلت أمانة الجامعة من مقرها في القاهرة إلى تونس العاصمة ثم عادت الى القاهرة في 12 ماس اذار 1990.

وما بين قمة بغداد 1978 وقمة بغداد 2025 فرق شاسع كالفرق بين الارض والسماء ..إذ ليس بمقدور العرب الآن بعد أن تدهورت أحوال دولهم وقد سلم كثير منهم الراية لامريكا وإسرائيل صاغرين أن يكون بمقدورهم وضع حد للإحتلال الصهيوني للأرض العربية حتى ولو على صعيد قرارات سياسية تحفظ بقية الحق الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني التي كانوا يدعون التمسك بها في إستعادة سيادته الكاملة على أرضه ووطنه ولا حتى بقبولهم السلام مع إسرائيل إن قبلت بإقامة دولة فلسطينية حتى حدود 1967 وذهبت لاءات العرب في قمتهم بالخرطوم عام 1976 أدراج الرياح.

واليوم بعد أن تدهورت أحوال العرب وإستبيحت أراضيهم ومكانتهم التي إنحدرت الى الحضيض ليس بمقدورهم كما يبدو أن يحلوا رجل دجاجة وليس إستعادة الحق الفلسطيني المغتصب بل هذه المرة بيع كل فلسطين الى الأبد حتى وإن إدعوا في بياناتهم المعلنة خلاف ذلك.

المشكلة أنه حتى رئيس وزراء إسرائيل السابق أولمرت إعترف قبل أيام بحق الفلسطينيين في وطنهم وعدم مشروعية ترحيلهم من غزة والقطاع مؤكدا أن اقتراح ترامب “بالسيطرة” على غزة “غير قابلة للتطبيق لأن الأراضي ليست ملكاً لإسرائيل حتى نمنحها لأحد” في إشارة إلى تصريح لترامب بأن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال.

وصرح أيهود أولمرت لبي بي سي قائلاً إن إسرائيل لا تستطيع تسليم غزة للولايات المتحدة “لأننا لا نملك غزة، فهي ليست ملكنا.. غزة فلسطينية”.

كما سارع كثير من قادة دول أوربا بضمنهم الرئيس الفرنسي ومستشار ألمانيا والدانمارك وبريطانيا وفي دول البحر الكاريبي والمكسيك وقادة دول العالم الأخرى كروسيا والصين ودول جنوب شرق آسيا ودول العالم في شرقها وغربها في أنه ليس من حق ترامب أن يشتري غزة والقطاع والضفة الغربية ويمنحها هبة لإسرائيل التي ليس لديها أي حق قانوني أخلاقي أو قانوني أو دولي في إحتلال فلسطين منذ عام 1947 .

كانت بريطانيا وبدعم من اللوبي الصهيوني في أوربا والولايات المتحدة أنذاك هي من حفرت أولى بذور الفتنة والخراب في تلك المنطقة من أرض العرب وهي التي تتحمل مسؤولية كل ما حل بالشعب الفلسطيني من كوارث ونكبات  طوال تلك العقود المريرة من إغتصاب الصهاينة لفلسطين بطريقة غير شرعية وخلافا لمواثيق الأمم المتحدة والأعراف الدولية وأعراف الأرض والسماء.

وهل ننتظر من قمة بغداد 2025 ان تضع حدا للعربدة الامريكية الصهيونية على أرض العرب في فلسطين..بالرغم من أن بغداد على ضعفها وتدهور أحوالها لن توقع معاهدة سلام مع إسرائيل في أي وقت من الاوقات وكانت تصريحات ترامب هي من تعطي الذريعة لرفض العرب لمؤامرات خطيرة من هذا النوع.

إن أطماع إسرائيل المعلنة في كيانهم الصهيوني المسخ والتي يكررها قادتها يوميا ضمن تصريحاتهم هي” من الفرات الى النيل أرضك يا إسرائيل” ..وإن سلم العرب أرض غزة والضفة هذه المرة فستبتلعهم إسرائيل الواحدة بعد الأخرى حتى تحقق هدفها المنشود وهدف حلمها بأن تكون” أرض الميعاد ” من الفرات الى النيل.

وهل أن إجتماع الجامعة العربية التي هي أشبه بجثة هامدة لاحياة فيها بإمكانها أن تحرك الضمير العربي في إتخاذ الحد الأدنى من الرفض لسياسات ترامب ونتانياهو وكل من يريد أن يستحوذ على أرض فلسطين بالقوة ليعيد احتلال ما تبقى منها وتختفي فلسطين من خارطة الصراع العربي الصهيوني؟

أنها إسئلة من الصعب أن يجيب عليها القادة العرب في زمن التخاذل والموت السريري للكرامة العربية بعد ان باعوا دينهم ودنياهم لترامب ونتانياهو مثلما باع إخوة يوسف أخيهم بعد أن ألقوه في الجب وإتهموا الذئب المسكين بأنه هو من سفك دمه وجاءوا الى أبيهم بدم كذب عشاء يبكون..إنها مفارقة تشبه في بعض فصولها قصة يوسف منذ آلاف السنين..

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يعقد اختبار “همزة الأكاديمي” الأحد القادم
  • “قافية الوفاء”.. ديوان شعري في حضرة الشهيد حسن نصر الله
  • قمة بغداد.. وقصة يوسف الذي أكله الذئب!!
  • اختتام ورشة “دور الحوكمة في تعزيز الشفافية والاستدامة” للمجلس العام للبنوك الإسلامية
  • “وزير الحج” يلتقي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي
  • مجمع الملك سلمان العالميّ للُّغة العربيَّة يُطلق “مرصد حوسبة العربيَّة”
  • حمادة هلال يستكمل رحلته مع العوالم الخفية في “المداح أسطورة العهد”
  • “كاكست” تنجح في بناء أول جينوم للنمر العربي المهدد بالانقراض في المملكة
  • “إذا خسر الملك”.. مسلسل تركي جديد يعيد خالد أرغنتش إلى الشاشة