بدعة أم سنة.. اعرف حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وهل يعتبر سنة أم بدعة، وما حكم الصيام فيها، حيث يرغب البعض في صيام هذه الليلة المباركة، وهو ما أوضحته الإفتاء.
صيام النصف من شعبان بدعة أم سنة؟قالت دار الإفتاء، في توضيحها حكم صيام النصف من شعبان إذا كان بدعة أم سنة، إن لشهر شعبان منزلة كريمة، ومكانة عظيمة، فقد اختصه الله تعالى بأنه الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من الصيام فيه؛ فروى النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
وأوضحت الإفتاء عبر صفحتها على «فيس بوك»، أن الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان المبارك مشروع على جهة الاستحباب، وقد رغب الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد درج على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير.
هل صيام النصف من شعبان بدعة؟وأكدت، أن القول بتضعيف ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان قول غير صحيح؛ فإن كان في بعض أسانيدها ضعفٌ، فقد صحَّح الحفاظ بعضها الآخر، والقاعدة الحديثية أن الأحاديث الضعيفة الإسناد تتقوى بالمجموع، كما أن جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل هو قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولذا فلا يجوز إنكار فضل هذه الليلة المباركة.
أعمال مستحبة في النصف من شعبانوقال الشيخ على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، في هذا الأمر: «نحن في زمن نفحة ربانية، ومنحة صمدانية، في شهر شعبان الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكاد يصومه كله لتعظيمًا لرمضان، وهو الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس، حيث يقع بين رجب الأصم ورمضان، فرجب شهر الله الحرام، ورمضان شهر القرآن، أنتم الآن تقتربون من ليلة البراءة، ليلة الصك، ليلة النصف من شعبان، حيث يغفر الله لجميع المسلمين، إلا للمشرك، وللكاهن الذي يضرب بالغيب ويشوّش أمر الناس، وللمشاحن، وللمدمن على الخمر الذي يغيب عقله ويخرج عن حدّ التكليف، وللمُصرِّ على الزنا، وللعاقّ بوالديه، ويغفر الله لمن سواهم، ويترك الحاقد في حقده، والغَلاّل في غله.
واستشهد عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك» فيما هو إجابة على تساؤل هل صيام النصف من شعبان بدعة، بما ورد عن سيدنا النبي، فيقول: «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله»، فالمسألة يسيرة على من يسَّرها الله عليه.
1- القيام: ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾، ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.
2- ذكر الله: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، وعلمنا رسول الله كيف نذكر ربنا، علمنا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، نكررها ونعيدها، وأهل الله أطلقوا على هذه الخمسة "الباقيات الصالحات"، لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى، وكان يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة».
3- الدعاء والمناجاة: عش مع ربك وناجه.
4- الصيام: في النهار صم، ففي القيام والصيام قربى إلى الله سبحانه وتعالى، وإشارة إلى بداية جديدة لعام جديد، نستقبل فيه رمضان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: النصف من شعبان حكم صيام النصف من شعبان صيام النصف من شعبان الإفتاء صیام النصف من شعبان لیلة النصف من شعبان رسول الله الله علیه
إقرأ أيضاً:
فضل صيام الأيام البيض في شوال وباقي شهور السنة
أوضحت دار الإفتاء أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صيام الأيام البيض من شهر شوال ومن كل شهر هجري، وهي أيام 13 و14 و15، والتي سُميت بهذا الاسم لبياض قمرها ليلًا وسطوع شمسها نهارًا.
واستدلت دار الإفتاء بما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام»، وهو حديث متفق عليه في صحيحي البخاري ومسلم.
كما أشارت إلى ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما سألتها معاذة العدوية عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم لثلاثة أيام من كل شهر، فقالت: "نعم"، وأضافت أنه لم يكن يلتزم بأيام معينة في الشهر.
وأكدت الدار أن صيام هذه الأيام سُنة مؤكدة، وهو من أبواب الخير التي ينال المسلم بها أجرًا عظيمًا، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قوله: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة».
وقد أجمع العلماء على فضل هذه الأيام، وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بصيامها لما فيها من خير عظيم، كما جاء في حديث مِلحان القيسي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض... وقال: هن كهيئة الدهر" رواه أبو داود.
وأوضحت الدار أن اسم "الأيام البيض" يُنسب إلى لياليها لا إلى نهارها، لأن القمر يطلع فيها كامل النور من بدايتها إلى نهايتها، ولذلك قال ابن بري إن التسمية الأدق هي "أيام الليالي البيض".
ولفتت الإفتاء إلى أن صيام هذه الأيام ليس عبادة دينية فحسب، بل له منافع صحية متعددة، إذ تسهم في التخلص من السموم، وتحسين وظائف الجسم، وتقليل فرص الإصابة ببعض الأمراض، وهو ما أيدته بعض الدراسات الطبية التي أكدت أهمية الصيام في تعزيز الصحة العامة، وتنشيط العمليات الحيوية داخل الجسم.