في ظل توتر متصاعد في قطاع غزة، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، أمس الأربعاء 12 فبراير 2025، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وحل أزمة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة ضغوطًا دبلوماسية متزايدة، حيث أبلغت إسرائيل عبر وسطاء قطر ومصر أنها ستلتزم ببنود الاتفاق في حال إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين.

وفي الوقت ذاته، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، شدد خلاله الطرفان على وحدة الموقف وضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار وبدء إعادة إعمار غزة بسرعة.


تفاصيل زيارة وفد حماس إلى القاهرة

أعلنت حركة حماس، في بيان رسمي، عن وصول وفدها إلى القاهرة برئاسة خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، حيث بدأ الوفد لقاءاته مع المسؤولين المصريين لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عبر اللجان الفنية و"الإخوة الوسطاء".

وأوضحت الحركة أنها تجري اتصالات مكثفة مع الدول الوسيطة، وعلى رأسها مصر وقطر، لاستكمال تنفيذ الاتفاق، وسط تأكيدات بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالعديد من بنوده.

موقف حماس من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية

أكدت حركة حماس أنها لن تقبل بأي لغة تهديد سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة، مشددة على ضرورة تنفيذ الاحتلال لكافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك الالتزام بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

كما ثمّنت الحركة موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، وأكدت أنها ترفض أي مخططات تهدف إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.

دور الوسطاء في حل الأزمة

وفقًا لوكالة "فرانس برس"، يعمل الوسطاء المصريون والقطريون بشكل مكثف لحل الأزمة المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، خصوصًا بعد تهديد إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في حال لم تفرج حماس عن المحتجزين الثلاثة المتفق عليهم بحلول يوم السبت.

ونقل مصدر فلسطيني للوكالة أن الوسطاء يتواصلون مع الإدارة الأمريكية في محاولة لإلزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني في الاتفاق، تمهيدًا للانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية.

التزامات إسرائيل المشروطة وفق مصادر أمريكية
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب أبلغت حماس عبر الوسيطين المصري والقطري أنها ستلتزم بكامل بنود الاتفاق في حال أطلقت الحركة سراح المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة يوم السبت.

إلا أن إسرائيل، عبر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، شددت على أن تأجيل كتائب القسام تسليم المحتجزين يمثل خرقًا كاملًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي تصعيد عسكري جديد في غزة.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في غزة على صفيح ساخن، حيث تواصل الأطراف المختلفة المفاوضات وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم تنفيذ شروطها. وبينما تتصاعد الضغوط على جميع الأطراف، يظل التساؤل قائمًا حول مدى إمكانية نجاح الجهود الدبلوماسية في تثبيت وقف إطلاق النار وتجنب جولة جديدة من التصعيد.

الدكتور أيمن الرقبدور مصري ثابت في دعم القضية الفلسطينية

تواصل مصر لعب دور محوري في دعم القضية الفلسطينية، انطلاقًا من موقفها الثابت والراسخ في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي مخططات تهدف إلى تهجيره، سواء قسريًا أو طوعيًا.

ويأتي هذا الموقف امتدادًا لسياسة مصرية واضحة على مدار العقود الماضية، حيث تصر القاهرة على حماية المشروع الوطني الفلسطيني والتصدي لأي محاولات لتصفية قضيته العادلة.

وفي هذا السياق، شدد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن مصر رفضت منذ البداية جميع المقترحات التي تتضمن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار ليست جديدة، إذ طُرحت منذ خمسينيات القرن الماضي، وكان أبرزها مشروع «روجرز».

وأضاف أن القاهرة أدركت خطورة مخطط التهجير الذي أعيد طرحه بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، والذي سعى إلى نقل سكان غزة إلى سيناء، الأمر الذي رفضته مصر بشكل قاطع.  

وأضاف الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن التحركات المصرية جاءت استباقية، حيث طالبت القاهرة بموقف دولي وعربي موحد لرفض التهجير، ونجحت في حشد تأييد واسع ضد هذه المخططات، مما انعكس في بيانات رسمية صادرة عن دول عربية ودولية أكدت رفضها لأي محاولة لإزاحة الفلسطينيين عن أراضيهم.  

وأضاف أن مصر تعمل في الوقت نفسه على إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تهدف إلى تحسين البنية التحتية وبناء مدن جديدة بشكل تدريجي، مما يضمن بقاء الفلسطينيين داخل وطنهم دون الحاجة إلى تهجيرهم، وهو ما يعكس التزام القاهرة بالحلول التي تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني.  

وأكد الرقب أن الموقف المصري الواضح والقوي كان له دور كبير في تعزيز ثبات الموقف الفلسطيني الرافض للتهجير، مشيرًا إلى أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لحشد المزيد من الدعم الإقليمي والدولي لهذه القضية.  

يُذكر أن كلًا من الأردن والسعودية أعلنتا رفضهما الرسمي لمخططات التهجير، وذلك قبل أيام من انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، والتي من المتوقع أن تصدر موقفًا عربيًا موحدًا يؤكد على رفض أي محاولات لفرض التهجير كحل للصراع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر حماس قطاع غزة غزة المزيد اتفاق وقف إطلاق النار قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل

#سواليف

رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.

مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14

وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان

وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو

وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.

ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.

وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.

وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.

وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان

وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.

يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو واشنطن لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
  • حماس تطالب إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • إذا تعثر اتفاق الرهائن..إسرائيل تستعد لاستئناف الهجمات على قطاع غزة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل ستواصل محادثات وقف إطلاق النار في غزة وفقًا للمقترح الأمريكي
  • حماس: قصف الاحتلال انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: الرد الإيجابي على الوسطاء جزء من اتفاق وقف إطلاق النار
  • تحذير إسرائيلي من تنامي قدرات حماس بفضل وقف إطلاق النار
  • إذا لم تنفذ إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار..حماس تهدد بالتراجع عن تسليم رهينة أمريكي إسرائيلي و4 جثث
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
  • وفد من حماس إلى القاهرة لبحث تطورات اتفاق وقف إطلاق النار