المغرب يعزز موقعه كثاني أكبر مصدر للخدمات في إفريقيا ب 16,2 مليار دولار سنويا
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
زنقة20ا الرباط
أفاد تقرير حديث لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (CNUCED) بأن المغرب يحتل المرتبة الثانية بين أكبر مصدري الخدمات في إفريقيا، محققا متوسط صادرات سنوية يبلغ 16,2 مليار دولار بين عامي 2019 و2021.
وجاءت مصر في الصدارة بـ 20,6 مليار دولار، فيما حلت جنوب إفريقيا في المرتبة الثالثة بـ 11,2 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن القارة الإفريقية تمتلك إمكانات هائلة لإعادة تشكيل أنماط التجارة، لكنها تواجه تحديات مرتبطة بالصدمات الخارجية والبنية التحتية غير الكافية.
ورغم موقعه المتقدم، يواجه المغرب عقبات تتعلق بنواقص البنية التحتية والحواجز التجارية، ما يستدعي تنفيذ إصلاحات استراتيجية إضافية لتعزيز نموه.
وتأثرت اقتصادات إفريقية عديدة، من بينها المغرب، بجائحة كوفيد-19، حيث تضررت قطاعات رئيسية مثل السياحة والنقل. ومع ذلك، صُنف المغرب ضمن الدول الإفريقية الأكثر كفاءة في مجال اللوجستيات التجارية، ما يعكس تقدمه في هذا القطاع الحيوي.
ورغم هذا التقدم، لا تزال الحواجز غير الجمركية تعيق التجارة البينية داخل القارة. وأوضح التقرير أن القيود التنظيمية والقواعد التجارية غير المرتبطة بالتعريفات تُبطئ تدفق السلع أكثر بثلاث مرات مقارنة بالرسوم الجمركية، مما يعوق تكامل الأسواق الإفريقية.
يمتلك المغرب أحد أكثر البيئات التنظيمية ملاءمة في إفريقيا، مما يعزز استقراره الاقتصادي. وإلى جانب دول مثل بوتسوانا وجنوب إفريقيا، أظهر المغرب قدرة عالية على التكيف الاقتصادي، ما يعكس مرونته في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
ولتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، يحتاج المغرب إلى تنويع صادراته وتعزيز دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما قد يتحقق عبر الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf). وتقدر قيمة هذه المنطقة التجارية بـ 3,4 تريليون دولار، ما يجعلها محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في إفريقيا.
ويواصل المغرب، عبر اتفاقياته التجارية ومعاهدات الاستثمار، توسيع روابطه الاقتصادية داخل القارة، مما يعزز مكانته كمركز اقتصادي إقليمي. ويساهم هذا التوجه في تعزيز فرص التجارة والاستثمار، خاصة في ظل استراتيجيات التنمية المستدامة التي يعتمدها المغرب.
ورغم تحديات الربط اللوجستي، فإن المغرب يستثمر بشكل مكثف في تطوير بنيته التحتية، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية، لرفع القدرة التنافسية وتحفيز النمو الاقتصادي. كما يشكل تطوير الموانئ والمناطق الصناعية عاملًا رئيسيًا في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الصادرات.
تعكس هذه الجهود رؤية المغرب لتعزيز دوره في التجارة الإفريقية والدولية، حيث يواصل بفضل الاستقرار السياسي والتخطيط الاستراتيجي ترسيخ مكانته كقوة اقتصادية صاعدة في القارة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: ملیار دولار فی إفریقیا
إقرأ أيضاً:
فلسطين.. رمضان آخر في ظل العدوان والضنك الاقتصادي
أحدهم تحول إلى بائع عصائر، وآخر إلى بائع قطايف، وثالث إلى بائع مخللات، ورابع يجول بسيارته عارضا بعضا من الخضار وخامس يبيع القهوة وسادس يبيع الحلويات.. إلخ، وبين البائع والآخر مسافات قصيرة تقل عن عشرات الأمتار أحيانا، سعيا منهم إلى توفير حد أدنى من المال يعولون به أسرهم بعد انقطاع طويل عن عمل اعتادوا عليه سنوات طويلة.
هذا هو حال العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين كانوا يعملون داخل إسرائيل، ومنعوا من إلى العودة إلى أماكن عملهم في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يقول عمر (33 عاما)، ويعمل بائع مخللات، إنه كان يعمل لدى مقاول من فلسطينيي 48، ويتقاضى أجرا لا يقل عن 400 شيكل يوميا (نحو 110 دولارات)، لكنه اليوم بلا دخل وبالكاد يحقق أرباحا لا تتجاوز 15 دولارا من خلال عرض بضاعته قبيل الإفطار.
وأضاف: "كما ترى الباعة كثر، والمنافسة كبيرة، والجميع يريد البيع بأقل ربح كي يوفر قوت عياله" لافتا إلى أنه لم يتقاض أي دعم مالي من أي جهة طوال فترة تعطله عن علمه.
وتابع: "في غير رمضان أعتمد على العمل الحر المتقطع حسب المتاح، لكن الظروف قاهرة وسلة رمضان مكلفة".
وأسوة بآلاف آخرين، ظل يعمل محمود الحج (45 عاما) في قطاع البناء داخل إسرائيل منذ نحو 20 عاما، وحتى طرد العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم، وكان يتقاضى شهريا مبلغا لا يقل عن 7 آلاف شيكل (نحو 1800 دولار)، لكن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يتمكن من العودة إلى مكان عمله.
إعلانعن كيفية تدبير أموره يقول إنه يعتمد في شراء احتياجاته على بقالة قريب له، فتراكمت عليه الدين بشكل لا يفوق قدرة صاحب البقالة على الاحتمال، مما اضطره إلى المغامرة مجددا للعمل في إسرائيل من خلال تسلق الجدار العازل "اشتغلت نحو شهرين وسددت بعض الديون وأبقيت مصروفا للعيد".
أما عن أغلب إفطار أسرته فيقول إنه يعتمد على الأطباق المحلية مثل ورق العنب المخزن من الربيع، والزهر والملفوف المنتجان محليا والفاصولياء وأحيانا دجاج "أما اللحوم فلم تدخل منزلي لارتفاع سعرها إلى 110 شواكل (نحو 30 دولارا) للكيلوغرام الواحد، أي أنني بحاجة إلى 100 دولار لإعداد وجبة منسف للأسرة".
يشير العامل الفلسطيني إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يقابله انخفاض كبير في أسعار الخضار "لكن الناس جيوبها فارغة ولا يوجد لديهم أموال".
وفق معطيات للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين نشرها، أواخر فبراير الماضي، فإن قرابة 507 آلاف عامل عاطلون اليوم عن العمل، بينهم نحو 200 ألف كانوا يعملون داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن خسائر العمال الفلسطينيين منذ بداية الحرب تقدر بـ6 مليارات دولار.
كما استشهد 56 عاملا فلسطينيا خلال 2024 أثناء محاولتهم الوصول أو العودة من أماكن عملهم، وفق الاتحاد الذي يؤكد تجاوز عدد العمال المعتقلين منذ بداية العام الحالي حاجز الـ600 عامل، حيث يعتقل العمال بمداهمات قوات الاحتلال لأماكن عملهم والتنكيل بهم في مراكز التوقيف، وفرض غرامات باهظة عليهم، وعلى أصحاب العمل.
بالتوازي مع حالة الضنك التي يعيشها العمال، للعام الثاني على التوالي، تستمر الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية لتلقي بظلالها على التزامات الحكومة تجاه موظفيها، فقد صرفت الحكومة في 5 مارس/آذار الجاري 70% من رواتب موظفيها عن شهر يناير/كانون الثاني، وهو ما ألقى بظلاله على استقبال الموظفين الفلسطينيين لشهر رمضان المبارك.
إعلانووفق محمد الناجي (معلم) فإن الحكومة مدينة للموظفين براتب عدة شهور حيث تدفع رواتب منقوصة منذ عدة سنوات، وهو ما أثر سلبا على قطاع الموظفين حتى وإن كان الحد الأدنى المدفوع حاليا يغطي أغلب الموظفين.
وقال إن أثر نسبة الـ70% من الراتب أو الحد الأدنى وهو 3500 لا يكاد يظهر لتراكم الديون وأقساط البنوك على أغلب الموظفين.
وذكر أن ظروف الموظفين في رمضان هذا العام لا تقل سوءا عن ظروفهم في رمضان الفائت وإن كانت من الناحية النفسية أفضل لتوقف العدوان على غزة.
وتابع أن الحد الأدنى لاحتياج أسرة متوسطة من الطعام في رمضان لا يقل عن ألف دولار، وهذا مبلغ لا يتقاضاه أغلب الموظفين الحكوميين، يضاف إليها التكاليف الناتجة عن زيارة الأرحام وكسوة العيد وغيرها.
ترد أمني
وبالتزامن مع الوضع الاقتصادي المتردي، يعيش فلسطينيو الضفة ظروفا أمنية صعبة، خاصة مع الاقتحامات شبه اليومية للمدن والقرى والمخيمات والتي يتخللها إطلاق نار وقنابل غازية وفي كثير من الأحيان تستبق وقت الإفطار وينتج عنها إصابات.
وفي شمالي الضفة، يواصل الاحتلال إبادة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث وسع عملياته العسكرية في الضفة الغربية بالتزامن مع بدء عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك الاقتحامات والملاحقة والاعتقال والتدمير، فيما صعد المستوطنون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
واشتدت الحملة الإسرائيلية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بتهجير قرابة 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة، وسط ظروف إنسانية صعبة.