الرئيس عون: أريد ان اترك بعد 6 سنوات وضميري مرتاح
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن "لبنان يتابع الاتصالات لالزام إسرائيل بالانسحاب في 18 شباط الجاري"، ويتواصل مع الدول المؤثرة "لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا للوصول الى الحل المناسب".
ولفت من جهة أخرى إلى أننا "نريد ان نستعيد ثقة الدول ونشجع على مجيء اشقائنا في الدول العربية ودول الخليج كي يستثمروا في لبنان".
وعن دور الاعلام، اعتبر الرئيس عون أنه "اما ان يكون معمرا او مدمرا، وعلى الاعلاميين ان يقرروا"، داعيا إياهم الى "المساهمة في مسيرة النهوض والإنقاذ"، وقال: "انتقدونا اذا اخطأنا، وليكن نقدكم بناء من دون تجن، فالانتقاد البناء يصحح الأداء. اريد ان اترك بعد 6 سنوات وضميري مرتاح".
كلام الرئيس عون جاء خلال لقائه قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، نقيب الصحافة عوني الكعكي على رأس وفد من النقابة هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية".
بعد اللقاء، قال النقيب الكعكي في تصريح للصحافيين: "من اللحظة الأولى، عندما طُرِح اسم فخامة الرئيس كمرشح لرئاسة الجمهورية تذكرت المرحوم اللواء فؤاد شهاب لان افضل واهم عهد مر في تاريخ لبنان هو عهد الرئيس فؤاد شهاب. لذلك قلت لنفسي ارجو ان يتحقق هذا الحلم. بصراحة إن الذي خرب لبنان هو خارج عن إرادة اللبنانيين، ولكي أكون صريحا ان اتفاق القاهرة العام 1969 هو الذي خرب لبنان واوصلنا الى ما وصلنا اليه. اليوم، نحن نزور القصر الجمهوري الذي بقي شاغرا لاكثر من سنتين. نهنىء الشعب اللبناني بأنتخاب فخامة الرئيس ونعول الامال الكبيرة على نجاحه في بناء دولة الامن، والعدالة والحق. كذلك لا بد من ان نقول ان طريقة تشكيل الحكومة هي مؤشر ان عهد العمل قد بدأ واحلام اللبنانيين سنحققها بأذن الله".
اضاف: "لقد رحب الرئيس عون بوفد نقابة الصحافة، منوها بدور الاعلام، ومتمنياً ان تتحقق آمال اللبنانيين. وقال الرئيس عون: انا رئيس جمهورية كل لبنان وامامنا الان فرصة علينا ان نستفيد منها، لنعيد بناء لبنان على أسس وطنية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والتبعية السياسية. طموحي ان ابني بلدا يعيش فيه أولادنا واحفادنا بامان وطمأنينة، وذلك لن يكون الا من خلال بناء الدولة. وانا على ثقة انه اذا توافرت الإرادة الصافية، فأننا قادرون على بناء لبنان ولدينا من الإمكانات ما يسمح لنا بذلك.
أضاف فخامة الرئيس: امامنا صعوبات سنعمل على تذليلها، وفي مقدمها الوضع في الجنوب لاسيما انجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الجاري. ونحن نتابع الاتصالات لالزام إسرائيل على الانسحاب، ونتواصل مع الدول المؤثرة ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا للوصول الى الحل المناسب.
وتحدث الرئيس عون عن الحرية، فاكد ايمانه المطلق بها لافتا الى ان الحرية مسؤولية، ودور الاعلام اما ان يكون معمّراً او مدمّراً. وعليكم انتم ان تقرروا، لكن انا اريد ان تساهموا معنا في مسيرة النهوض والإنقاذ. ودعا الرئيس عون الإعلاميين الى عدم التهجم على الدول الشقيقة والصديقة وقال "قولوا رأيكم من دون تهجم او تجريح. نريد- أضاف الرئيس- ان نستعيد ثقة الدول ونشجع على مجيء اشقائنا في الدول العربية ودول الخليج كي يستثمروا في لبنان. ان إعادة البناء والإنقاذ لا تكون بعمل فردي، لان يدا واحدة لا تصفق. المهم ان تصفو النوايا لان هدفنا بناء دولة، واليوم الفرصة متاحة امام الإصلاح.
وأضاف الرئيس عون خلال اللقاء: لا فرق عندي بين لبناني وآخر، كلنا اخوة نعيش معا ونبني معا لبنان الذي نريد. أقول لكم: انتقدونا اذا اخطأنا، وليكن نقدكم بناء من دون تجنّ، فالانتقاد البناء يصحح الأداء. وهدفنا واحد مع رئيس الحكومة والوزراء الجدد وهو مصلحة لبنان. وختم الرئيس عون بالقول: انا بدي اترك بعد 6 سنوات وضميري مرتاح".
واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب محمد رعد والنواب امين شري وعلي عمار وإبراهيم الموسوي الذين سلموه دعوة للمشاركة في تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين في الثالث والعشرين من شباط الجاري.
واستقبل الرئيس عون سفيرة النروج HILDE HARALDSTAD التي سلمته رسالة من ملك النروج هارالد الخامس هنأه فيها على انتخابه رئيسا للجمهورية متمنيا للشعب اللبناني الرخاء والازدهار. وتم خلال اللقاء عرض للعلاقات بين البلدين وسبل تفعيلها على مختلف الأصعدة.
واستقبل الرئيس عون سفير لبنان لدى جمهورية ليبيريا هنري قسطون الذي نقل للرئيس عون تحيات ابناء الجالية اللبنانية في ليبيريا وتطلعهم "لان يشكل العهد الرئاسي بداية جديدة نحو تحقيق الاستقرار والازدهار في لبنان".
وأعطى الرئيس عون السفير قسطون توجيهاته للمرحلة المقبلة.
وفي قصر بعبدا رئيس المعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت الدكتور عبد الله فهد الشامي يرافقه مدير العلاقات العامة في المعهد السيد كريم درويش وممثلة الدولة اللبنانية في مجلس الأمناء السيدة لميا المبيض بساط. وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات اللبنانية الكويتية، حيث اعرب الشامي عن الاستعداد للمساهمة في إعادة اعمار لبنان.
من جهة أخرى، تلقى الرئيس عون رسالة تهنئة لمناسبة إنتخابه رئيسا للجمهورية من رئيس مجلس الأعمال اللبناني في دولة الكويت علي حسن خليل ، جاء فيها: "نسأل الله عز وجل ان يوفقكم في مسؤولياتكم التي أنتم أهل لها، وأن يسدد على دروب الخير خطاكم لرفعة وإزدهار بلدنا الغالي لبنان وشعبه العظيم، ليعود لبنان في عهدكم السامي في مصاف الدول المتقدمة عربيا ودوليا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس عون
إقرأ أيضاً:
ما مدى خطورة موقع فور تشان الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟
في الأيام القليلة الماضية، أفادت وسائل الإعلام الأميركية بأن الملياردير إيلون ماسك سيتراجع عن دوره القيادي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يأتي ذلك بعد فترة بارزة قضاها بوصفه الرئيس غير الرسمي للوكالة غير الحكومية المعروفة باسم "دوج" (Department of Government Efficiency – إدارة كفاءة الحكومة)، وسلسلة من المبادرات السياسية – كان آخرها حملته من أجل انتخاب قاضٍ محافظ لشغل مقعد شاغر في المحكمة العليا بولاية ويسكونسن – والتي باءت بالفشل وأتت بنتائج عكسية.
لا يزال من غير الواضح كيف ومتى سيخرج ماسك من هذا المشهد، لكن المؤكد أنه سيخلّف وراءه أضرارًا دائمة تتجاوز بكثير أعماله التخريبية من خلال اختراعه "دوج". فقد أدخل ماسك، من خلال سلوكه على الإنترنت وخارجه، سياسة سامة وعبثية نشأت في هوامش الإنترنت الغامضة إلى مراكز السلطة في أعظم قوّة عظمى في العالم.
كان إيماؤه بتحية نازية خلال حدث بعد تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني مثالًا صارخًا على ذلك. وقد ردّ ماسك على الاتهام الموجّه إليه بأنه أدى التحية النازية بمزيج من الإنكار والفكاهة، وأطلق سيلًا من النكات ذات الطابع النازي عبر حسابه على منصة "إكس".
إعلانارتكاب فعل صادم ثم إنكاره الواضح هو حالة نموذجية من "التروولنغ" (trolling) – وهي ممارسة شائعة في أوساط الإنترنت الهامشية، حيث تسود وجهات النظر السياسية السامة والساخرة.
من بين هذه المساحات، هناك موقع سيئ السمعة يُدعى "4chan"، يُعتقد أن ماسك من رواده. ففي بداية هذا العام، قرر تغيير اسم حسابه على "إكس" إلى "Kekius Maximus"، ووضع صورة ملف شخصي لرمز "Pepe the Frog" – وهما رمزان أُخذا مباشرة من موقع 4chan. كما أشار إلى الموقع علنًا في منشوراته على "إكس".
على الرغم من أن الكثيرين قد سمعوا عن موقع 4chan، فلا يزال هناك القليل من الفهم العام لما هو عليه، وكيف يرتبط بصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.
ببساطة، هو موقع يمكن للناس من خلاله مشاركة رسائل نصية وصورية بشكل مجهول ودون الحاجة إلى تسجيل الدخول. يُعد مساحة للنقاش والفكاهة وبناء مجتمع إلكتروني. تأسس عام 2003، وبلغ عدد زواره 8.2 ملايين شهريًا في عام 2010، و22 مليونًا في عام 2021.
وبفضل الطبيعة المجهولة لبنية الموقع، يشعر المستخدمون بالثقة للتعبير عن آراء سياسية متطرفة أو إشكالية، غالبًا ما تكون مغطاة بطبقة من الفكاهة.
وقد أصبحت هذه الطريقة الساخرة في التعبير السياسي السمة المميزة للموقع. فكثيرًا ما تُطرح عبارات عنصرية أو تمييزية على أساس الجنس أو الميول الجنسية كـ "نكات"، وأي شخص يعترض عليها يُسخَر منه لكونه "بريئًا" أو "جادًا أكثر من اللازم".
يوجد تنبيه تحت المنتدى الرئيسي في 4chan، يقول:
"القصص والمعلومات المنشورة هنا أعمال فنية من الخيال والزيف. وحده الأحمق يصدق أي شيء يُنشر هنا".
ولهذا السبب تحديدًا، فإن الصحفيين والمعلقين الذين أخذوا إنكار ماسك لتحيته النازية على محمل الجد قد غاب عنهم المغزى تمامًا. فعند جمهور ماسك من اليمين المتطرف، فإن الجاذبية الحقيقية لتصرفه كانت تتعزز بفعل هذا الإنكار ذاته، لكونه قام بإيماءة نازية بشكل فاضح و"أفلت منها".
إعلانلقد قام ماسك بفعل متمرّد ضد ما يُسميه "فيروس اليقظة الذهنية"، أو ما يُعرف تقليديًا بـ"ثقافة الصواب السياسي (PC)". وبإضافة عنصر الفكاهة، استطاع هو ومؤيدوه تعتيم وتشويش أي نقاش جادّ حول مخاطر تطبيع الرموز النازية.
كل هذا يُعدّ الوظيفة الأساسية لـ "التروولنغ". حيث يتم تقديمه كنوع من اللعب، أو استفزاز الآخرين "من أجل الضحك"، ويستخدمه الفاعلون اليمينيون المتطرفون لتحريك "نافذة أوفرتون" – وهي نطاق الآراء المقبولة اجتماعيًا- نحو اليمين.
فورًا بعد تحية ماسك، قامت شخصيات يمينية متطرفة مثل نيك فوينتيس وأندرو تايت بتقليد الإيماءة ذاتها، مستخدمين الأعذار نفسها التي استعملها ماسك. وهؤلاء من الأشخاص الذين اكتسبوا مكانة اجتماعية وسياسية كبيرة من خلال ثقافات الإنترنت الفرعية.
لكن، ليس اليمين المتطرف وحده من يستخدم الرموز والميمات المتداولة عبر الإنترنت لتحقيق أهدافه السياسية. في الواقع، قد يرى البعض أن هذه الثقافات الفرعية نشأت كرد فعل على ما يُعرف بـ "تحويل السياسة إلى ميمات".
في كتابها "اقتلوا كل المألوفين: حروب الثقافة الإلكترونية من 4chan وTumblr إلى ترامب واليمين البديل" (Kill All Normies)، تتتبّع أنجيلا ناغل أصول هذه الثقافات الفرعية إلى دورة الانتخابات الأميركية عام 2008. كثيرون يتذكرون ملصقات "الأمل" التي كانت شعارًا لحملة باراك أوباما، والتي انتشرت كالنار في الهشيم على الإنترنت. وبالنسبة إلى ناغل، كانت تلك لحظة محورية في استخدام الميمات سياسيًا.
لكن، رغم الخطاب الحالم والمثالي، لم تحقق إدارة أوباما وعودها. هذا التفاوت بين الرسائل السياسية والواقع أدّى إلى نقاشات عبر الإنترنت شجعت على الشك والريبة بوصفهما رد فعل طبيعي على النفاق السياسي.
بعد ذلك، في 4chan ومنصات مشابهة، أصبح أي شخص يُظهر دعمًا قويًا لحزب أو قضية أو حركة، هدفًا للسخرية. وقد ولّد هذا نظرة ساخرة وعدمية تجاه العالم ومكان الفرد فيه.
إعلانوها نحن نعود إلى دورة انتخابات 2024، فنجد أن هذه الديناميكيات ما تزال حاضرة. اعتمدت حملة كامالا هاريس على إعادة تدوير حملة أوباما واستخدمت الميمات الفارغة ذاتها بدل التركيز على السياسات أو القضايا الواقعية.
ولم تكتفِ بذلك، بل اعتمدت على دعم المشاهير، واستخدمت في لافتة حسابها على "إكس" الخط والألوان نفسها التي استخدمتها مغنية البوب "تشارلي إكس سي إكس" في غلاف ألبومها Brat، في محاكاة لميم شهير.
أما المؤسسة السياسية الليبرالية في الولايات المتحدة، والتي كشفت خلال العام ونصف العام الماضيين عن عيوب عميقة، خصوصًا في تجاهلها لمعاناة الفقراء ودعمها المتفاخر لحرب إسرائيل الإباديّة في غزة، فلم تتعلّم شيئًا من دروس العقد ونصف العقد الماضيين.
فالاكتفاء برسائل جوفاء بينما تتفاقم أزمات الأميركيين -من التضخم الهائل، إلى التفاوت الطبقي، إلى انهيار المناخ- لا يُشعل حماس الناخبين.
السياسة ليست مجرد معركة ميمات. هذه حقيقة يجب أن يدركها الناس جميعًا، خصوصًا أولئك الذين أعادوا نشر تحية ماسك كنوع من السخرية. فرغم أن الكثيرين اعتقدوا أنهم يسخرون منه من خلال النكات، فقد ساهموا فعليًا في نشر المشهد وترسيخه بوصفه استعراضًا إعلاميًا.
علينا أن نُدرك أنه لا يمكننا أن نمزح للخروج من الفاشية. السبيل الوحيد لمواجهة المتنمرين الفاشيين هو رفض الدخول إلى ساحتهم، ورفض اللعب على شروطهم. علينا أن نُصر على أن تكون نقاشاتنا وأفعالنا متجذّرة في الواقع، وأن نرفض التشويش المتعمد الذي يمارسونه، وأن نبني قوة فعلية (خارج الإنترنت) لمقاومة صعود اليمين المتطرف.
هذه مهمة ليست سهلة على الإطلاق، خاصة بعد أن تسلل اليمين المتطرف إلى أعلى مراتب السلطة في الولايات المتحدة، وحقَّق مكاسب في أميركا الجنوبية وأوروبا.
إن تزاوج الخطاب الرمزي اليميني المتطرف مع الاستيلاء غير المسبوق على الثروات من قبل طبقة المليارديرات، وتزايد السلطوية في هذه الدول، قد دفع ذلك بالكثيرين نحو الإحباط واليأس.
إعلانفي مواجهة صعود شخصيات مثل ماسك، نحتاج إلى أمل مسيّس لمواجهة اليأس المقصود الذي يغذّي اليمين المتطرف. نحتاج إلى أمل صادق، قائم على إدراك أننا لا نستطيع تحمّل اللامبالاة، وأن هناك سبيلًا للمقاومة من خلال العمل الجماعي، وبناء بدائل جديدة، واحتضان رؤى مختلفة للمستقبل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline