انطلقت ثورة في مصر ضد نظام الرئيس الأسبق مبارك، وبعد ثلاثة أيام من بداياتها السلمية في ميدان التحرير بالقاهرة في 25 يناير (كانون الثاني) 2011، تكشَّف الوجه الحقيقي للتظاهرات.

لم تكن كما ادُّعي أنها سلمية، ولا يمكن اعتبارها ثورة، بل كانت انقلاباً على الدولة المصرية وهويتها وثوابتها ومؤسساتها.

اتضح هذا بعد اقتحام السجون في 28 يناير 2011، عبر عناصر من حماس وحزب الله لتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية.

وفي الوقت نفسه، هاجمت الجماعة أقسام الشرطة في مختلف المحافظات لتُحرق جميع المراكز، ويُصبح الشارع المصري تحت رحمة سلاح جماعة الإخوان الإرهابية.

في الجمعة التالية، 4 فبراير (شباط) 2011، تحدث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، لأول مرة باللغة العربية في طهران، محمساً الثوار في مصر وتونس وليبيا، مطالباً الشعوب العربية بإسقاط حكوماتها.
وصرح خامنئي قائلاً: "يا أحفاد حسن البنا، تقدموا واستولوا على السلطة"، في تحريض صريح على بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
لم يكن تدمير مصر وبقية الدول العربية نتيجة لمخطط حديث، ففي عام 2003، بعد غزو العراق، قال جورج بوش: "لقد أخطأنا بدخولنا للعراق، فمفتاح المنطقة في مصر وليس في العراق، والمنطقة العربية ستخضع لمرحلة دمقرطة".
وعام 2004، عقد حلف الأطلسي اجتماعه في إسطنبول وأعلن عن مبادرة "تركيا والشرق الأوسط الجديد"، حيث تم تحديد دور تركيا في الخريطة الجديدة للمنطقة.
وفي 2006، صرحت كونداليزا رايز بأن تنفيذ "خريطة الشرق الأوسط الجديد" أصبح ضرورة ملحة.
وفي نفس العام، صرح رئيس وكالة المخابرات الأمريكية CIA السابق، جيمس وولسي، قائلاً: "سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا، ثم نشعل الثورات، ليحدث انقسام طائفي، وبعدها نكون قد بدأنا الزحف وننتصر".
وفي 2009، وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة لقيادات الإخوان في مصر لحضور كلمته في جامعة القاهرة، لتصرح كونداليزا رايز لاحقاً بأن الولايات المتحدة لا تمانع في وصول جماعة الإخوان إلى الحكم.
وفي 23 يناير 2011، أرسل محرك بحث غوغل دعوات على البريد الإلكتروني للتظاهر في 25 يناير، وفي 28 يناير، خلال انقطاع الإنترنت في مصر، أرسل غوغل شفرات الأقمار الصناعية لنشطاء سياسيين لضمان التواصل بينهم.
وفي نفس اليوم، تم استهداف أقسام الشرطة المصرية بشكل ممنهج، وفتحت المعتقلات التي تضم أعضاء من جماعة الإخوان وحماس وحزب الله.
وبعد ساعات، ظهر الهاربون من حركة حماس على قناة الجزيرة من قطاع غزة، بعد اتصال مباشر مع أعضاء مكتب الإرشاد الهاربين من سجن وادي النطرون. وكان من بين هؤلاء محمد مرسي العياط.
مرت الساعات ببطء على شعب استشعر أن تاريخه وحضارته أصبحا في مهب الريح، مع سرقة المتحف المصري وتسريب أخبار عن تهريب الآثار، تذكَّر الجميع ما حدث في العراق عام 2003.
فهل لا يزال هناك من يصدق أن ما حدث في 2011 كان ثورة سلمية برغبة من شعوب المنطقة؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر جماعة الإخوان فی مصر

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. البورد العربي يُعتمد في أوروبا برئاسة عراقية

أبريل 13, 2025آخر تحديث: أبريل 13, 2025

المستقلة/- في إنجاز يُعد نقلة نوعية في تاريخ الطب العربي، أعلن وزير الصحة العراقي الدكتور صالح الحسناوي عن اعتماد مراكز للبورد العربي في دول أوروبا، للمرة الأولى، ما يُمهّد الطريق أمام الاعتراف الدولي بالشهادات الطبية العربية وفتح آفاق جديدة أمام الأطباء العرب للعمل والممارسة المهنية في الخارج.

جاء ذلك خلال مشاركة العراق في الاجتماع الدوري للمجلس العربي للاختصاصات الطبية، والذي عُقد في العاصمة الأردنية عمان، بحضور وزراء صحة عرب وممثلين عن جامعة الدول العربية، حيث تم انتخاب العراق لرئاسة المجلس واللجنة الوزارية العليا التابعة له، في خطوة اعتُبرت تقديراً لدوره المتنامي في تطوير النظام الصحي محلياً وعربياً.

العراق يقود المجلس العربي للاختصاصات الطبية

اعتبر الحسناوي أن ترؤس العراق لهذا المجلس المهم يمثل اعترافاً بموقعه العلمي والطبي، ودليلاً على جهوده المتواصلة في النهوض بالقطاع الصحي. المجلس العربي، التابع لجامعة الدول العربية، يعدّ أعلى سلطة علمية وطبية في الوطن العربي، ويضطلع بدور محوري في تطوير التدريب والتعليم الطبي العالي، في اختصاصات تشمل الطب والتمريض والصيدلة.

نحو اعتراف دولي بالشهادات العربية

من أبرز ما أُعلن خلال الاجتماع، هو الاتفاق على آلية لاعتماد مراكز للبورد العربي في أوروبا، وهو ما اعتبره الحسناوي “نقلة كبيرة” نحو الاعتراف بالشهادة العربية في الدول الأوروبية والعالمية. وتأتي هذه الخطوة استجابة لحاجة ملحة طالما طالب بها الأطباء العرب المهاجرون، الذين يعانون من تعقيدات كبيرة في معادلة شهاداتهم أو الحصول على فرص عمل متكافئة مع زملائهم الدوليين.

تسهيل عمل الأطباء العرب في الخارج

المخرجات الأساسية للاجتماع تضمنت أيضاً وضع آليات لتسهيل عمل الأطباء العرب المهاجرين في الدول الأجنبية، وضمان حصولهم على حقوقهم المهنية كاملة، بما فيها حق الممارسة وفق اختصاصهم. كما دعت التوصيات إلى تعزيز الشراكات العربية في مجال التدريب الطبي، وتوسيع دائرة التعاون المشترك بين الدول العربية في تبادل الخبرات واعتماد النظم الصحية الناجحة.

رؤية جديدة للنهوض بالقطاع الصحي العربي

وفي الوقت الذي تواجه فيه المنطقة تحديات صحية متزايدة بسبب الأزمات والنزاعات والتغيرات المناخية، شدد الحسناوي على أهمية الانفتاح على كل ما هو جديد في المجال الطبي العالمي، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية وتطويعها لخدمة الواقع الصحي في العالم العربي، وفق أسس علمية ومهنية وإنسانية.

العراق في صدارة المشهد الصحي العربي

مع هذا الإنجاز، يرسّخ العراق مكانته كأحد الأعمدة الأساسية في تطوير النظام الصحي العربي، ليس فقط من خلال دوره التنظيمي في المجلس، بل أيضاً من خلال تقديم المبادرات والرؤى المستقبلية الطموحة التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الأجيال القادمة من الأطباء والممارسين الصحيين.

مقالات مشابهة

  • أين حراك الجامعات العربية؟
  • «الإخوان».. أدوار مشبوهة لتأجيج الحرب في السودان
  • السوداني بذكرى “حملات الأنفال”: انتهى الطغيان إلى ظلمات التاريخ والعراقيون يواصلون معاً مسيرة البناء
  • ثروت الخرباوي: جماعة الاخوان أنشأوا التنظيم السري المسلح سنة 1939
  • تكاليف المعيشة تشتعل في الدول العربية.. العراق بين الأغلى وقطر تتصدر القائمة
  • البنك العربي الأردني يفتتح فرعه في بغداد
  • لأول مرة.. البورد العربي يُعتمد في أوروبا برئاسة عراقية
  • «تريندز» يناقش مع مؤسسات فرنسية سبل مكافحة التطرف والإرهاب
  • تحذير من حركة أخطبوطية.. الإخوان «تهديد للوحدة الوطنية» فى فرنسا وأوروبا
  • البرلمان العربي يناقش مشروع قانون استرشادي لمكافحة الهجرة غير المشروعة في الدول العربية