هل تنجح صفقة المعادن النادرة بين ترامب وأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
قال تقرير في مجلة فورين بوليسي إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تناقشان صفقة محتملة للمعادن النادرة من شأنها مقايضة موارد أوكرانيا المعدنية باستمرار المساعدات الأميركية، ولكن هناك عقبات كبيرة قد تحول دون أن يتحقق ذلك في أي وقت قريب.
ووفق التقرير الذي كتبته مراسلة الطاقة والبيئة في المجلة كريستينا لو، تعد الصفقة ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لواشنطن نظرا لهيمنة الصين على سلاسل توريد المعادن النادرة عالميا، مما تعده الولايات المتحدة ثغرة خطيرة حاولت معالجتها لسنوات دون طائل.
ويدعم كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الفكرة، إذ يسعى ترامب إلى الحصول على نحو 500 مليار دولار من المعادن الأرضية النادرة.
تحديات وعوائقومع ذلك، أشار التقرير إلى أن أوكرانيا لم تنتج المعادن الأرضية النادرة منذ عقود، وأنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة للتنقيب والتكرير والمعالجة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن البيانات الجيولوجية شحيحة، وقد أدى الوجود الروسي إلى عدم إمكانية الوصول إلى 40% من احتياطات أوكرانيا من المعادن، حسب التقرير.
وقال الخبراء الوارد ذكرهم في التقرير إن تطوير منجم من الصفر يستغرق عادة حوالي 15 عاما، مما يجعل استخراج المعادن وتوريدها بسرعة أمرا مستبعدا.
إعلانكما لفت التقرير إلى أنه حتى لو بدأت أوكرانيا في عمليات التنقيب، فإن بناء سلسلة توريد مستقلة للمعادن النادرة سيتطلب استثمارات كبيرة، وهو أمر قد يكون صعبا نظرا للحرب الدائرة وضعف اهتمام المستثمرين القطاع الخاص.
وختاما، يرى التقرير أنه في حين قد تكون الصفقة بمثابة أداة سياسية ودبلوماسية في يد زيلينسكي لتأمين دعم الولايات المتحدة، إلا أن التحديات العملية تعني أن الأمر قد يستغرق عقودا حتى يتحقق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صفقة لحماية أموالنا.. أول تعليق من ترامب على اتفاق المعادن مع أوكرانيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماع للحكومة، أن الولايات المتحدة وقعت رسميًا اتفاقًا مع أوكرانيا يتيح لواشنطن الوصول إلى الموارد المعدنية النادرة داخل الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن الاتفاقية تضمن حماية الاستثمارات الأمريكية، وتشكل عامل استقرار في المناطق التي ستشهد عمليات تنقيب.
وقال ترامب: "لقد أبرمنا صفقة تضمن حماية أموالنا، وتمكننا من البدء في التنقيب والقيام بما يتوجب علينا. وهذا مفيد لهم أيضًا، لأن حضورًا أمريكيًا سيتواجد في مواقع التنقيب، وهذا الوجود الأمريكي سيمنع العديد من الجهات الخبيثة من الاقتراب من البلاد، أو بالأحرى من المناطق التي نجري فيها عمليات التنقيب".
الاتفاق، الذي أُعلن عن توقيعه رسميًا مساء الأربعاء، جاء بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة التي بدأت في فبراير الماضي، حينما انهارت المحاولة الأولى لتوقيعه خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، إثر مشادة كلامية علنية مع ترامب، الذي اتهمه بعدم احترام ضيوف البيت الأبيض، بينما وصف نائب الرئيس جي دي فانس الرئيس الأوكراني بأنه "ناكر للجميل"، وطلب منه مغادرة المكان.
ورغم هذه التوترات، تمكن الطرفان من تجاوز الخلافات والتوصل إلى اتفاق نهائي، حسبما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية، التي أشارت إلى أن الصفقة تمنح الولايات المتحدة امتيازات استثمارية في قطاع المعادن الأرضية النادرة، دون أن تمس بالسيادة الأوكرانية على مواردها الطبيعية.
من جانبها، أوضحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ووزيرة الاقتصاد، يوليا سفيريدينكو، أن الاتفاق المبرم ينص على شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن "أوكرانيا تحتفظ بكامل سيادتها على مواردها، ولا توجد أي بنود تمس بملكية أو إدارة الشركات العامة". وأشارت إلى أن تنفيذ الاتفاق مرهون بموافقة البرلمان الأوكراني، في خطوة تعتبر ضرورية لتفعيل بنوده بشكل رسمي.
وأثار الاتفاق جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية، إذ يرى مؤيدوه أنه يمثل دفعة قوية للاقتصاد الأوكراني المتضرر من الحرب، كما يوفر حماية غير مباشرة عبر حضور أمريكي على الأرض. في المقابل، يخشى معارضون من أن يشكل الاتفاق مدخلاً لنفوذ أمريكي متزايد في القطاعات السيادية الحساسة داخل أوكرانيا.
ويأتي هذا التطور بعد أن كانت كييف قد رفضت سابقًا التوقيع على وثائق جانبية طرحتها واشنطن ضمن الاتفاق، قبل أن يتم التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين. وتشير التقديرات إلى أن الصفقة قد تفتح الباب أمام استثمارات أمريكية بمليارات الدولارات في مجالات التنقيب عن المعادن، بما في ذلك عناصر نادرة تدخل في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية المتقدمة.