300 ألف امرأة في بيرو يطالبن بالإنصاف بعد إخضاعهن لتعقيم قسري
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
في تسعينيات القرن العشرين، تعرضت أكثر من 300 ألف امرأة بيروفية فقيرة للتعقيم القسري، وكان الهدف هو منع هؤلاء النساء من الإنجاب كي لا تتكاثر سلالتهن، واليوم يطالبن بإحقاق العدالة وتقديم تعويضات لهن.
وكانت هذه أكبر حالة تعقيم قسري تم توثيقها على الإطلاق في أميركا اللاتينية. وفي ذلك الوقت، استخدمت الدولة هياكل الصحة العامة لتهديد هؤلاء النساء أو خداعهن وتعقيمهن دون علمهن، وفقا لتقرير بصحيفة لوباريزيان الفرنسية.
وأغلب هؤلاء النسوة كن من السكان الأصليين وبالذات من مجموعة كيتشوا العرقية، وبعد تعقيمهن تتضاعف معاناتهن، إذ تتخلى عنهن عائلاتهن ويتهمن بالخضوع لتلك العملية طواعية بهدف غير نبيل.
وتتذكر ماريا إيلينا كارباخال، التي خضعت لعملية تعقيم قسرية في سن 26، والدموع في عينيها "لقد شعرت لسنوات عديدة بالذنب تجاه ما حدث، مثل العديد من قريناتي اللائي بدأن في مرحلة معينة، يلقين اللوم على أنفسهن".
وتقول فلورنتينا لوايزا إنها كانت تبلغ من العمر 19 عامًا وكانت أمًا لطفل عندما تم تعقيمها من قبل عملاء الحكومة البيروفية ضد إرادتها.
وتقول هؤلاء النسوة إن ندوب هذه التعقيمات القسرية نفسية وجسدية، وتشمل قرحة الرحم ونقص الهرمونات والألم، لذلك "نطالب الحكومة بتعويضنا، والاهتمام بصحتنا، أكثر من أي شيء آخر، فالألم لم يعد طبيعيا" وتضيف "أشعر بالألم كل لحظة، ولا أستطيع رفع أي شيء، وأشعر بأنه لم تعد لي أية قيمة".
وقد اعترف نظام العدالة البيروفي بأن هذه الممارسات كانت جزءًا من "سياسة عامة" وأمرت الدولة بتعويض الضحايا وضمان حصولهم على الرعاية الصحية، وهو القرار الذي لم يتم احترامه حتى الآن.
وفي تقريرها العام الماضي، حثت الأمم المتحدة الدولةَ البيروفية على "تسريع وتوسيع تحقيقاتها" في هذه المسألة، وتقديم تعويضات مالية ودعم نفسي وبرنامج تعويضات شامل للضحايا.
لجنة حقوق المرأة بالأمم المتحدة اتهمت البيرو بأنها إنما نفذت "هجوما منهجيا وعاما ضد النساء الريفيات والسكان الأصليين".
ورغم أن الحكومة ادعت أن ما كانت تقوم به كان ضمن مشروع تنظيم الأسرة، فإن لجنة حقوق المرأة التابعة للأمم المتحدة ذكرت في تقرير لها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن بيرو إنما نفذت "هجوما منهجيا وعاما ضد الريفيات والسكان الأصليين".
إعلانوأوضحت اللجنة الأممية أن هذه الإجراءات تمت دون موافقة مستنيرة من الضحايا اللاتي كن -في كثير من الأحيان- من ذوي التعليم الضعيف ولا يفهمن الإسبانية، لغة المسؤولين في بيرو.
ومن جانبها تقول عضو اللجنة الأممية السابقة ليتيسيا بونيفاز "برنامج التعقيم هذا لم يشمل المدن بل اقتصر على مناطق ريفية محددة كوسيلة لمحاربة الفقر حتى لا تتمكن النساء من الإنجاب"، وفقا ، التي كانت عضوًا في لجنة الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بيرو.. علماء الآثار يعثرون على هرم ضخم مخفي منذ آلاف السنين بالقرب من “مدينة مقدسة”
بيرو – كشف علماء الآثار عن هرم قديم ضخم كان مدفونا تحت الأرض لآلاف السنين، يقع على بعد كيلومتر واحد غرب مدينة كارال المقدسة الأثرية في وادي سوبي ببيرو.
ويعتقد أن هذا الاكتشاف الذي أطلق عليه اسم “القطاع إف” (Sector F)، يمثل امتدادا للمدينة الرئيسية، وقد وصفه بأنه فرصة لفهم أعمق لأحد أقدم الحضارات المتقدمة في الأمريكتين.
وتم اكتشاف الهرم من قبل فريق يعمل في منطقة تشوباسيجارو الأثرية، بالقرب من منطقة كارال الأثرية المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي.
وظل الهرم مخفيا تحت التربة والشجيرات لآلاف السنين، حتى لاحظ العلماء وجود أحجار عمودية تعرف باسم huancas، والتي تحدد زوايا المبنى وتشير إلى أهميته الطقسية.
ويتميز الهيكل القديم بتصميم مستطيل الشكل، ويحتوي على سلم مركزي كان يؤدي في الماضي إلى قمة الهرم. ويتكون الموقع من 12 منطقة صغيرة منتشرة على قمم التلال المجاورة، يعتقد أنها استخدمت للطقوس أو جوانب أخرى من الحياة العامة. كما عثر علماء الآثار على بقايا منازل حول الهرم، ما يشير إلى أن الموقع كان مركزا حضريا صغيرا أو ضاحية لمدينة كارال المقدسة.
ومن بين الاكتشافات المذهلة في الموقع وجود “جيوغليف” (geoglyph) ضخم (تصميم كبير أو نمط، أكبر عموما من 4 أمتار، يتم تطبيقه على سطح الأرض) لرأس إنسان، يبلغ طوله أكثر من 62 مترا وعرضه 30 مترا.
ويقع موقع تشوباسيجارو الأثري بجوار مجرى مائي صغير يمر عبر واد، كان يستخدم لتوفير المياه للسكان القدامى، كما كان بمثابة قناة للتجارة بين المستوطنات الداخلية والسكان على الساحل.
ويعتقد أن الهرم بني بواسطة حضارة كارال التي ازدهرت في بيرو القديمة لأكثر من ألف عام.
المصدر: ذا صن