دمشق - يشارك وزير الخارجية السوري في باريس الخميس 13فبراير2025، في مؤتمر دولي حول الانتقال السياسي والتحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها بلاده بعد سقوط بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

ويقوم أسعد الشيباني بأول زيارة رسمية له لدولة في الاتحاد الأوروبي بعدما شارك في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني/يناير.

ويعكس مؤتمر باريس، وهو الثالث بعد لقاء مماثل في الأردن والمملكة العربية السعودية منذ إطاحة الأسد، اهتمام الأسرة الدولية التي تراقب السلطات الجديدة عن كثب وتريد تشجيع العملية الانتقالية في سوريا.

ويعقد المؤتمر فيما أعلنت السلطات السورية الأربعاء أنها تعتزم تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".

كما يأتي في ظل تغييرات جيوسياسية عميقة في المنطقة ولا سيما تراجع النفوذ الإيراني.

وتشكل سوريا محور مصالح إقليمية رئيسية تركية وإسرائيلية وسعودية... غالبا ما تكون متباينة. وتعاني البلاد من انهيار اقتصادي بعد حرب بدأت قبل 14 عاما خلفت أكثر من نصف مليون قتيل وملايين اللاجئين والنازحين داخليا.

في مؤتمر باريس، تشارك الدول العربية على مستوى الوزراء فضلا عن تركيا ودول مجموعة السبع ودول أوربية عدة.

وتشارك الولايات المتحدة التي لم تعلن استراتيجيتها حيال سوريا بعد إلا أن تحركها العسكري والإنساني يبقى حاسما، بصفة مراقب.

ولن تتثمل إسرائيل في المؤتمر وكذلك ممثلون لأكراد سوريا.

ويهدف المؤتمر الذي يختتمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إقامة "طوق أمان" لحماية العملية الانتقالية السورية من التدخلات الأجنبية وتنسيق المساعدات وتمرير رسائل إلى السلطة السورية الجديدة، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة. ويهدف كذلك إلى دعم القضاء الانتقالي ومكافحة الافلات من العقاب.

- عقوبات وإعمار -

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن باريس التي ستعيد قريبا فتح سفارتها في دمشق، ستستقبل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع "في الأسابيع المقبلة" بعدما وجهت إليه دعوة خلال اتصال هاتفي بينه وبين ماكرون.

وقال السفير الفرنسي السابق لدى سوريا ميشال دوكلو لوكالة فرانس برس "لم يرتكب الشرع حتى الآن أي خطأ لكن الوضع يبقى هشا وثمة تساؤلات حول الفترة التالية".

ولا يتوقع أن تصدر إعلانات عن مؤتمر الخميس فيما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية لوكالة فرانس برس "توقعات الادارة الجديدة من مؤتمر باريس هو رفع العقوبات بالدرجة الأولى، لأنها الأساس لتنفيذ كل شيء آخر، سواء إصلاح البينة التحتية وتطويرها وتحسين الواقع الحالي للخدمات والرواتب والكهرباء والماء والمدارس المشافي، والانتقال لاحقا الى مرحلة إعادة الاعمار".

وتبحث بروكسل في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وقد يعلن تخفيفا جزئيا لها في الأسابيع المقبلة.

أما رفع العقوبات المصرفية والعوائق أمام تحويل الأموال وهو نقطة حاسمة، فيمر عبر واشنطن.

وشدد مصدر دبلوماسي أوروبي على أنه "من دون دعم مالي كبير لا يمكن للمرحلة الانتقالية أن تسلك" مجراها، مشككا في ظل الأجواء العالمية الحالية في إمكان وضع "خطة مارشال" لسوريا التي تقدر الأمم المتحدة كلفة إعمارها بأكثر من 400 مليار دولار.

- تحد امني -

وتجتمع الأطراف المانحة المتعددة الأطراف ووكالات دولية صباح الخميس لوضع "استراتيجية تنسيق للمساعدة الدولية" المجزأة حتى الآن على ما أكدت الرئاسة الفرنسية، مشددة على "أهمية حشد الجهود الأميركية" في وقت سيكون لتجميد مساعدات واشنطن عواقب مأسوية.

وقالت منظمة "مهاد" غير الحكومية المتخصصة إن وقف المساعدات الأميركية وجّه "ضربة قاتلة" إلى منشآت صحية في مناطق عدة، مشددة على أن 16,5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة في سوريا.

وكتب الباحث تشارلز ليستر لدى عودته من سوريا قبل فترة قصيرة عبر منصة إكس "قائمة الحاجات لا تحصى والوقت يداهم".

وشددت الرئاسة الفرنسية "يجب أن نعمل على قيام سوريا موحدة ومستقرة تستعيد السيادة على كامل أراضيها".

لكنّ سوريا البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة تبقى مجزأة وقد تقع في الفوضى في أي لحظة على ما أفاد مصدر دبلوماسي مشيرا إلى أن سلطة الشرع لا تستند إلا على 30 ألف مقاتل.

وأعلن الرئيس الانتقالي الذي حل الجيش وأعلن ضم الجماعات المسلحة إلى جيش وطني في المستقبل مطلع الأسبوع أن "آلاف المتطوعين ينضمون الى الجيش السوري الجديد".

وفي سوريا أيضا قوات مؤيدة لتركيا تتواجه في شمال البلاد مع الأكراد أعداء أنقرة لكنهم حلفاء الغرب أيضا. وتستمر القوات الكردية في ضرب جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الذين هزموا في 2019 لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا معينا.

لكن التواصل بوشر بين الأكراد والسلطة الجديدة في دمشق، ومع تركيا بدفع من واشنطن وباريس على ما أشار مصدر فرنسي.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

أبوراس تشارك في مؤتمر برلماني دولي لمناقشة تمكين المرأة وتحقيق التكافؤ السياسي

???????? نائبة ليبية تشارك في مؤتمر عالمي لدعم المرأة البرلمانية في المكسيك

???? تعزيز مشاركة المرأة الليبية في العمل السياسي
???? شاركت عضو مجلس النواب الليبي وعضو الشعبة البرلمانية للاتحاد البرلماني الدولي، ربيعة أبوراس، في المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات 2025، الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع مجلس الشيوخ المكسيكي، في مدينة مكسيكو سيتي، خلال الفترة من 13 إلى 16 مارس 2025.

???? مناقشة سبل تحقيق التكافؤ البرلماني
???? وفقًا للموقع الرسمي لمجلس النواب، تأتي هذه المشاركة في إطار دعم تمكين المرأة الليبية وتعزيز حضورها في الحياة السياسية، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في تحقيق فرص متساوية بين النساء والرجال في العمل التشريعي.

???? افتتاح المؤتمر بحضور شخصيات بارزة
???? افتتحت المؤتمر رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم باردو في القصر الوطني، بحضور رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، والأمين العام للاتحاد، ورئيسة برلمان كوت ديفوار، إلى جانب عدد من البرلمانيات والقيادات السياسية من مختلف دول العالم.

???? محاور المؤتمر والتوصيات الختامية
???? ناقش المؤتمر دور المرأة في صنع القرار والتحديات التي تواجه البرلمانيات، مع طرح حلول لتعزيز مشاركة عادلة للمرأة في العمل التشريعي. كما تم التأكيد على مكافحة جميع أشكال العنف السياسي والاجتماعي والإلكتروني ضد النساء، وتعزيز سياسات التنمية المستدامة.

???? واختُتم المؤتمر بوثيقة رسمية تضمنت توصيات لتحقيق تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في السياسة، والعمل على تمكين المرأة البرلمانية على المستويات الوطنية والدولية.

 

Previous لماذا نرى “النجوم” عند النهوض المفاجئ؟ Related Posts إجراءات احترازية في ليبيا تحسبًا للإيبولا.. والصحة تؤكد التنسيق مع الشركاء الدوليين محلي 17 مارس، 2025 غيث: المصرف المركزي يفتح باب الدولار بلا ضوابط في بلد يعاني من عدم الاستقرار محلي 17 مارس، 2025 أحدث المقالات أبوراس تشارك في مؤتمر برلماني دولي لمناقشة تمكين المرأة وتحقيق التكافؤ السياسي لماذا نرى “النجوم” عند النهوض المفاجئ؟ روسيا.. تطوير عقاقير طبيعية لعلاج أمراض اللثة إجراءات احترازية في ليبيا تحسبًا للإيبولا.. والصحة تؤكد التنسيق مع الشركاء الدوليين فيروسات تنتقل عبر التقبيل

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • أبوراس تشارك في مؤتمر برلماني دولي لمناقشة تمكين المرأة وتحقيق التكافؤ السياسي
  • مصر تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.. مقترح لنشر قوات حفظ سلام
  • الإعلان الدستوري.. قراءة تحليلية لفلسفة السلطة في سوريا الجديدة (1)
  • الإمارات تشارك في مؤتمر دولي لمناقشة أزمة المياه العالمية
  • عاجل | الخارجية السورية: قرار مشاركتنا في مؤتمر بروكسل بشأن سوريا غير محسوم
  • بحضور وزير الصحة.. انعقاد مؤتمر دولي للسكتة الدماغية 6 أبريل
  • الشيباني: المجلس الرئاسي يقدم مبادرات “باهظة وفارغة” لإطالة المرحلة الانتقالية
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها
  • جامعة الدول العربية تنظم مؤتمرًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام
  • الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية