آلاف السودانيين مهددون بالجوع بعد تجميد المساعدات الأميركية
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
الخرطوم - للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل عامين، تعجز مطابخ الحساء في السودان عن تقديم الطعام لأشخاص يعانون الجوع بعد تجميد المساعدات الإنسانية الأميركية التي يعتمد عليها كثر كمصدر رئيسي للدعم.
وقالت متطوعة في جمع التبرعات تحاول الاستحصال على المال لإطعام عشرات الآلاف من الأشخاص في الخرطوم "سيموت كثير من الناس بسبب هذا القرار".
وأضافت متطوعة سودانية أخرى لوكالة فرانس برس "لدينا 40 مطبخا في كل أنحاء البلاد تطعم ما بين 30 ألفا و35 ألف شخص يوميا"، مشيرة إلى أن كل هذه المطابخ أُغلقت بعد تجميد المساعدات الخارجية الأميركية بقرار من الرئيس دونالد ترامب. وأضاف "يتم رفض (إطعام) نساء وأطفال".
منذ نيسان/أبريل 2023، تدور حرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدّت إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.
وقال جاويد عبد المنعم رئيس الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة أم درمان لوكالة فرانس برس إن "تأثير قرار وقف التمويل بهذه الطريقة الفورية له عواقب مميتة".
وأضاف "هذه كارثة إضافية للسودانيين الذين يعانون أصلا تداعيات العنف والجوع وانهيار النظام الصحي واستجابة إنسانية دولية مزرية".
- "كل الاتصالات الرسمية مقطوعة" -
وأعلن دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية، مع استثناءات قليلة تعد حيوية مثل تلك المتعلقة بالحؤول دون وقوع مجاعة في السودان، لكن المنظمات الإنسانية هناك اضطرت لتعليق عملياتها الأساسية المرتبطة بتوفير الغذاء والمأوى والصحة.
وقال منسق مساعدات سوداني آخر لوكالة فرانس برس "كل الاتصالات الرسمية مقطوعة"، بعدما وُضع موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إجازة هذا الأسبوع.
وأفادت أطباء بلا حدود، وهي إحدى المنظمات المستقلة القليلة التي ما زالت موجودة في السودان، بأنها تلقت طلبات من الجهات المعنية المحلية للتدخل السريع.
لكن "منظمة أطباء بلا حدود لا تستطيع ملء الفراغ الذي تركه سحب التمويل الأميركي"، وفق عبد المنعم.
وكانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للسودان العام الماضي مع تقديمها ما يصل إلى 45 % من الأموال لخطة الاستجابة للأمم المتحدة.
ويواجه أكثر من ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة في السودان، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.
وتضرب المجاعة خمس مناطق سودانية فيما يتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول أيار/مايو، قبل حلول موسم الأمطار المقبل الذي سيؤدي إلى عدم وصول الغذاء لملايين الأشخاص في كل أنحاء البلاد.
- الأموال تنفد -
وقال منسق المساعدات الذي لم يرغب في كشف اسمه "الأمر الأكثر تدميرا هو أنه قطعت وعود كثيرة".
وبحسب الكثير من المتطوعين، عندما قرر دونالد ترامب خفض المساعدات الخارجية، كانت المنظمات الإنسانية قد قدمت ملايين الدولارات من المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى بناء على وعود التمويل الأميركية.
وأوضح منسق المساعدات "لقد دُفعت بعض النفقات. لكن الخوف هو ما سيحدث بعد ذلك. لديها (المنظمات) المال الآن، لكن ماذا عن الشهر المقبل؟ كم من الأشخاص سيجوعون؟".
في كل أنحاء البلاد، يستنفد متطوعو مطابخ الحساء ما تبقى لديهم من تمويل يكفي لبضع أسابيع.
وقالت المتطوعة في جمع التبرعات لوكالة فرانس برس "ليس هناك ما يكفي، لكن على الأقل هناك شيء يصل إلى الناس. الوضع من سيّئ إلى أسوأ" مضيفة "الناس يعانون سوء تغذية، النساء الحوامل يمتن بسبب عدم وجود دعم صحي. هناك انعدام للحياة حرفيا".
وسيزداد الوضع سوءا. فقد أوقف عمل "فيوز نت" FEWS Net وهي منظمة لمراقبة الأمن الغذائي تموَّل بتعاون أميركي، ما أثار مخاوف من أن مراقبة المجاعة في السودان ستصبح أكثر صعوبة.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترسل 10 آلاف طرد من المساعدات الغذائية للدروز في سوريا
أعلنت إسرائيل عن إرسال 10,000 طرد من المساعدات الغذائية إلى الطائفة الدرزية في سوريا، في إطار سعيها إلى بناء علاقات مع الأقلية لتشكيل المرحلة الانتقالية المضطربة في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الخميس، إن العملية تمت خلال الأسابيع الماضية بالتنسيق مع قادة محليين من الطائفة الدرزية، حيث تم تسليم معظم المساعدات إلى منطقة السويدا ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا.
وأصدرت الوزارة مقطع فيديو يظهر محتويات صناديق المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى عمال يقومون بتحميل الطرود على الشاحنات.
وتدعي إسرائيل، أن هذه المساعدات تهدف إلى دعم أقلية تواجه تحديات في بلد يحكمه الإسلاميون الآن.
Relatedالشرع: سوريا غير قابلة للتقسيم وليست حقلاً للتجاربهجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سورياالمجتمع الدرزي في سوريا يطالب بضمان دور فاعل للأقليات في الحكم الجديدومع ذلك، يرفض العديد من أفراد الطائفة الدرزية هذه المبادرات، بينما يتهم محللون إسرائيل بالسعي لإضعاف سوريا وتقسيمها بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وبعد الإطاحة بالأسد، سيطرت إسرائيل على منطقة عازلة في جنوب سوريا، وقامت بسلسلة من الغارات الجوية لتدمير القدرات العسكرية السورية. كما أصدرت أوامر بعدم عمل القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية الجديدة جنوب العاصمة دمشق.
وتزعم إسرائيل، أن تصرفاتها في سوريا تهدف إلى حماية مواطنيها من الجماعات المدعومة من إيران، والتي كانت متحالفة مع نظام الأسد، وكذلك من الحكومة الجديدة التي يقودها زعيم سابق لتنظيم القاعدة قطع صلته بالتنظيم قبل عدة سنوات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو مثير للجدل لرئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي يدعو فيه للسيطرة على سوريا والأخير ينفي قصف إسرائيلي يستهدف مبنى سكنيا في مشروع دمر بالعاصمة السورية بعد قسد.. الشرع يتوصّل إلى اتفاق أوّلي مع وجهاء السويداء وهذه بنوده سورياإسرائيلالمساعدات الإنسانية ـ إغاثة