لنعترف أن ثمة مجموعة كبيرة من المثقفين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، كما في الشرق كما في الغرب، طالما دخلوا معارك فكرية وسياسية ضارية، ضد المثقفين الذين اعتبروهم معادين لأمريكا والغرب، وضد التحالف مع أمريكا، أو تأييد سياساتها، سواء أكان في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أم في الانحياز للغرب، حضارة وسياسة، ونظاماً اقتصادياً.
وهذا الانقسام في الموقف، طبع الصراع في بلادنا، منذ مراحل الاستقلال الأولى، في أواسط القرن العشرين الماضي، إلى اليوم، ولنقل، حتى مجيء دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة، وزعيماً للغرب، بالضرورة، ابتداءً من العام 2025.
وقد كان كافياً أن يمرّ أربعون يوماً، حتى تكشفت مجموعة من المواقف الترامبية العجيبة، بمقاييس القانون الدولي، والعرف السياسي، تؤذن بأنها الوجه الذي ستكون عليه، استراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية، وسياساتها، للأربع سنوات القادمة. طبعاً إن قُدّر له أن يقود العالم، خلالها.
كيف يستطيع مثقف فلسطيني أو عربي، أو مسلم أن يحترم نفسه، أو يمتلك الحدّ الأدنى، من المبادئ الأخلاقية والسياسة، أو من التمسّك بالقانون الدولي، واتفاقات جنيف الرابعة، أو بحقوق الانسان، وحريّته، ولا يرفع الصوت عالياً، ضدّ ترامب ونتنياهو؟إن هذه الاستراتيجيات، والسياسات العجيبة الغريبة، والخارجة عن كل مألوف، توجب على تلك المجموعة من المثقفين، من مؤيّدي أمريكا، والمنحازين لها، والمدافعين عنها، أن تعلن موقفها، مما عبّر عنه ترامب، خلال الأربعين يوماً، وخصوصاً، موقفه في 10/2/2025، الذي هدّد فيه أهل غزة، بفتح أبواب الجحيم عليهم.فضلاً عما أعلنه سابقاً، إزاء كل القضايا، التي تعرّض لها، من المطالبة بضمّ كندا وغرينلاند، وصولاً إلى قراراته المختلفة الأخرى.
هنا تُواجه أولئك المثقفين، أزمة ضميرية، إزاء كل ما دعاهم، للانحياز إلى أمريكا، أو تأييدها، والدفاع عما تمثله. وذلك حين يسكتون عن سياسات ترامب، ولا يتخذون موقفاً منها. وإن ما يزيد من حرج هؤلاء، عندما تأخذ القمة العربية، مواقف ضدّ سياسات ترامب، في ما يتعلق بتهجير فلسطينيي غزة، ومن بعدهم تهجير ملايين آخرين، من الضفة الغربية وعرب الـ48.
وبعبارة أخرى، كيف يستطيع مثقف فلسطيني أو عربي، أو مسلم أن يحترم نفسه، أو يمتلك الحدّ الأدنى، من المبادئ الأخلاقية والسياسة، أو من التمسّك بالقانون الدولي، واتفاقات جنيف الرابعة، أو بحقوق الانسان، وحريّته، ولا يرفع الصوت عالياً، ضدّ ترامب ونتنياهو؟
إن الدافع الخلقي، وراء هذا الضغط، على مثقفين، تورّطوا كثيراً في الوقوف إلى جانب أمريكا، يرمي إلى عزل ترامب وإفشاله، والحيلولة دون السماح له، أن يعيث فساداً، وإفساداً وتسميماً، بكل الوضع الدولي، وشعوب العالم.
وثمة نقطة أخرى، يجب أن تحث على هذا الموقف، هي النتائج على الوضع الدولي، والحياة الإنسانية، حين يكرسّ ترامب احتقاراً واستهتاراً، بالقانون الدولي والمعايير الإنسانية. مما يجعل من حق كل فرد، أن يتصرف كما يتصرف هو. وهذا يعني الفوضى العالمية، وتشكل، مثلاً، ما لا يُحصى من ذئاب منفردة، تفتك بخصومها، بسبب انتمائهم الديني، أو هويتهم.
فذلكم بعضاً مما تؤدي إليه "مدرسة" ترامب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب سياسات امريكا رأي سياسات ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعلن القضاء على قادة حوثيين في الضربات العنيفة أمس السبت
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، الأحد، إن الغارات الجوية الأمريكية التي قصفت اليمن يوم السبت استهدفت و"قضت" على العديد من قادة الحوثيين المدعومين من إيران.
وفي حديثه في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC، جادل والتز مع المذيعة المشاركة مارثا راداتز بأن هذه الضربات الأخيرة تختلف عن الضربات التي لا تعد ولا تحصى التي شنتها إدارة بايدن ضد الجماعة المتمردة، والتي صنفتها إدارة ترامب كمنظمة إرهابية أجنبية.
قال والتز: "لم تكن هذه هجمات عشوائية، بل ثبت في النهاية أنها هجمات طائشة. بل كان ردًا ساحقًا استهدف بالفعل عددًا من قادة الحوثيين وأدى إلى مقتلهم. والفرق هنا هو، أولًا، استهداف قيادة الحوثيين، وثانيًا، تحميل إيران المسؤولية".
واتهم والتز إيران بمساعدة الحوثيين في مهاجمة السفن الحربية الأمريكية والتجارة العالمية. وأوضح والتز أن نحو 70% من التجارة العالمية تتجه الآن نحو جنوب أفريقيا لتجنب الحوثيين، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن ومشاكل في سلسلة التوريد.
قال والتز: "لقد وجد الرئيس ترامب هذا الأمر غير مقبول. لقد ورثنا وضعًا رهيبًا، وهذا أحد الجهود المستمرة لتصحيح هذا الخطأ وإعادة فتح التجارة العالمية".
وصرح مصدر لشبكة ABC News يوم السبت بأنه من غير المتوقع أن تستمر هذه الضربات ليوم واحد. وحذر الرئيس دونالد ترامب الحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي من أنه إذا لم تتوقف هجماتهم، "فستمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!".
كما أصدر ترامب تحذيرًا لإيران، داعيًا الجمهورية الإسلامية إلى التوقف عن دعم الحوثيين، وأضاف: "لا تهددوا الشعب الأمريكي، أو رئيسه... أو ممرات الشحن العالمية. إذا فعلتم ذلك، فاحذروا، لأن أمريكا ستحاسبكم بالكامل، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".