سواليف:
2024-10-02@10:08:00 GMT

أميركا وإيران.. من يسترضي الآخر؟

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

أميركا وإيران.. من يسترضي الآخر؟

#أميركا وإيران.. من يسترضي الآخر؟ / د. #منذر_الحوارات

تندفع الولايات المتحدة بشكل ملفت هذه الأيام لإقامة تحالفات متعددة في عدة أقاليم دولية، لكنها تركز بشكل أساسي على منطقة الصراع المستقبلية المتوقعة في المحيطين الهادي والهندي بالذات في بحر الصين الجنوبي، فبالاضافة إلى حلف الناتو أقامت تحالف أوكوس بينها وبين بريطانيا وأستراليا، وغيرها من التحالفات، وها هي تجمع الخصمين السابقين اليابان وكوريا الجنوبية، في محاولة لإقامة تحالف إستراتيجي مع الولايات المتحدة ربما يكون مقدمة لإنشاء ناتو آسيوي، كل تلك التحركات والمحاولات الأميركية لها غاية واحدة هي الصين، ونظراً لأنها غير قادرة على احتواء هذا البلد الكبير والمنفتح اقتصادياً وسياسياً على العالم قررت أن تتبع خطة الإبطاء الإستراتيجي لهذا العملاق الكبير.

لكن هناك ما يشوب هذا المخطط الأميركي فهي بحاجة كي تبطئ هذا المارد وتمنعه من تجاوزها والتفوق عليها الى إحكام قبضتها على المحيط الهادي ومضيق ملقا، وهو الممر الذي يفصل بين مضخة العالم من النفط وهي منطقة الخليج العربي ومَشغل العالم الصين، فلديها ما يكفي من الأصدقاء والحلفاء على شواطئ هذا المحيط ومضيق ملقا، وتتوفر ايضاً القدرة العسكرية من خلال البوارج والأساطيل الأميركية في المحيطين، لكن تبقى المعضلة التي تواجه أميركا وهي قدرة الصين على التزود بالنفط من خلال المعابر البرية، وهذه تحققها فكرة الحزام والطريق، والتي هي محاولة صينية للهروب من السيطرة الأميركية على المضائق العالمية، وربما يكون ميناء وممر جوادر أفصح دليل على ذلك حيث ينطلق من إيران عابراً باكستان وينقل النفط بالاتجاه الصيني والبضائع في اتجاه إيران والخليج العربي، وهو يعتبر ضربة قاصمة لكل الجهود الأميركية ومحاولاتها في السيطرة على اهم محرك للاقتصاد الصيني وهو النفط، ولإيقافه تصبح ايران حاجة إستراتيجية أميركية في المرحلة المقبلة.

تدرجت العلاقات الإيرانية الأميركية منذ العام 1979 من فكرة إسقاط النظام وتغييره الى فكرة تغيير سلوكه وأخيراً التعايش معه التي دشنها الاتفاق النووي، لكن التداعيات الأخيرة وحاجة الولايات المتحدة الإستراتيجية لإيران وموقعها تجعلنا نطرح السؤال، أيحتمل أن ينتقل هذا العداء إلى تعاون؟ علماً بأن العلاقات الأميركية الإيرانية مرت بفترات متعددة من التخادم المتبادل ابتداء بحرب الكويت واحتلال افغانستان وكذلك العراق وأخيراً الحرب على الإرهاب والذي وصل الى مرحلة التنسيق المشترك كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إذاً كان هناك تعاون مشترك بين البلدين وإن كان متقطعاً، ولأن الحرب مستحيلة ولأن كل العقوبات لم تؤد إلى انهيار إيران وجعل نظامها أو حتى برنامجها النووي ينهار بل العكس هو الذي حصل، فإيران الحاضر قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها عند مناقشة قضايا المنطقة، فأذرعها الإقليمية وقوتها الداخلية مكنتها من ذلك وهذا يُحتم على واشنطن سلوك طريق التعاون، وكون إيران دولة مؤسسات ولديها خبرة كبيرة في إدارة اللحظات الإستراتيجية فلديها دبلوماسيون على درجة عالية من الكفاءة لذلك فهي بدون شك ستلتقط اللحظة الأميركية وتساوم عليها ببراعة.

مقالات ذات صلة ماجد الشراري النابتة)…ونهره( العاصي)… 2023/08/22

المؤشرات تعطي الانطباع بأن الولايات المتحدة تخطط لصياغة إستراتيجية أمنية شاملة للمنطقة بالتفاهم مع إيران، فلا بأس بالنسبة لها من تقديم بعض التنازلات في منطقة الخليج في مقابل تحقيق هدفها الإستراتيجي المستقبلي في إبطاء التطور الصيني، فاحتواء الصين أمر شبه مستحيل، إذا فليس أمام أميركيا سوى محاولة احتواء شركائها الدوليين وهذا هدف ما يزال بالمُستطاع تحقيقه وإن بدا مستحيلاً في كثير من الأحيان، لكن طبيعة الصراع الوجودي الذي تخوضه الولايات المتحدة مع الصين يفرض عليها ذلك، أما موقف الأطراف العربية وإسرائيل من هكذا تقارب فتلك قصة أخرى.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أميركا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

توتر عسكري متصاعد.. الولايات المتحدة تحذر إيران في ظل الغزو الإسرائيلي للبنان

في تطور متسارع للأحداث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، شنت إسرائيل غزوًا بريًا "محدودًا" على القرى الحدودية في جنوب لبنان.

وقد حذر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إيران من تداعيات وخيمة في حال شنت هجومًا عسكريًا مباشرًا على إسرائيل، حيث تأتي هذه التحذيرات في سياق تصاعد التوترات الأمنية والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله، وسط دعوات لتفكيك بنيته التحتية لضمان عدم قدرته على تنفيذ هجمات مشابهة لتلك التي شهدتها إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي.

العملية العسكرية والرد الأميركي

أكد أوستن، خلال حديثه مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأشار إلى أهمية العمل نحو "حل دبلوماسي" يضمن عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم.

ويأتي هذا في الوقت الذي أودت فيه الضربات الجوية الإسرائيلية بحياة نحو 1000 مدني وأجبرت مليون شخص على الفرار من منازلهم، وفقًا للحكومة اللبنانية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 95 شخصًا وإصابة 172 آخرين في الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الضربات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية.

وتدل هذه الأرقام على الأثر المدمر للتصعيد العسكري المستمر، الذي يثير مخاوف كبيرة من توسع دائرة الصراع في المنطقة.

تحذيرات من التوسع الإيراني

في سياق متصل، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران.

وأوضح أن الإدارة الأميركية تدرك المخاطر المحتملة من توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية، مشددًا على أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

التعهدات الإيرانية

جاءت تصريحات أوستن بعد تأكيد وزارة الخارجية الإيرانية أنها لن ترسل قوات إيرانية إلى لبنان لدعم حزب الله، مما يعكس الانقسامات داخل المنطقة حول كيفية التعامل مع التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل قصف إسرائيل؟
  • ميليشيات عراقية تهدد باستهداف القوات الأميركية دفاعا عن إيران
  • إيران تنفي أي تواصل مع الولايات المتحدة قبل هجومها على إسرائيل
  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل الهجوم ضد إسرائيل ؟.. عراقجي يجيب
  • المادة 51.. ما النص الذي استندت إليه إيران في ضرب إسرائيل؟
  • الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مع الولايات المتحدة نسبة كبيرة من صواريخ إيران
  • كيف هرّبت الصين مسيرات إلى حفتر في صفقة غامضة؟.. السلاح مقابل النفط
  • توتر عسكري متصاعد.. الولايات المتحدة تحذر إيران في ظل الغزو الإسرائيلي للبنان
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله