استعدت نهيل نجار، من سكان مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، لمغادرة منزلها وهي تنظر بحزن إلى المكان الذي عاشت فيه سنوات.

قالت وهي تحاول كبح دموعها، القوات الإسرائيلية طلبت من عائلتها المكونة من 18 فردا إخلاء المكان، حيث لم يعد لديهم ماء أو احتياجات أساسية أخرى.

لم تكن نهيل الوحيدة التي تعاني في المخيم، حيث كانت ابتسام العجوز تجمع ما تبقى من ممتلكاتها للرحيل قائلة بابتسامة مليئة بالأمل، إنهم عائدون لبناء منزلهم.

هُجرت ابتسام وعائلتها قسريا، وكانوا يستعدون للذهاب إلى منزل شقيقها مؤقتا لكنها أكدت، "اليوم نحن مشردون، لكننا سنعود".

وبدأت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية بجنين في 21 يناير/كانون الثاني، وتوسعت العملية لتشمل طولكرم والفارعة وطمون، إذ فر آلاف الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية عقب الحملة العسكرية والدمار الواسع.

وتستمر معاناة سكان مخيم نور شمس للاجئين في ظل الدمار الذي خلفته العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث يحاولون إعادة بناء حياتهم وسط الأنقاض والدمار، وقصة نهيل وابتسام هي مجرد مثالين على الصمود والأمل في مواجهة الصعاب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

جحيم الحواجز الإسرائيلية يطوق حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية

تعقدت سبل الحياة والعمل في الضفة الغربية أكثر مؤخراً بسبب نشر الجيش الإسرائيلي حواجزه في كل أنحائها، محاولاً تطويق كل بلدة ومدينة فيها وفرض حصار على سكانها، ومنعهم من الوصول إلى أعمالهم بسهولة ويسر، في محاولة للضغط عليهم وتيئيسهم وعزلهم وتقطيع أواصر مناطقهم، وحبال الصلة بينهم وبين لقمة عيشهم وأحبائهم.

منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وحتى توقفها المؤقت في المرحلة الأولى من مفاوضات غزة، باتت حياة عبد الله فوزي، وهو مصرفي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية عسيرة، بسبب اضطراره لمغادرة منزله في الساعة الرابعة فجراً ليصل إلى عمله بحلول الساعة الثامنة صباحاً، وغالبًا ما يتأخر، بسبب سلوكه طرقاً وعرة، وغير مؤهلة، واعتراض الحواجز الإسرائيلية طريقه أكثر من مرة أثناء توجهه إلى مدينة رام الله. 

وبالمقارنة بالأوضاع قبل اندلاع الحرب، كانت رحلة فوزي تتم في ساعة واحدة من نابلس إلى رام الله، لكن الوضع لم يعد كذلك بتاتاً، خاصة مع تصعيد إسرائيل هجماتها على شمال الضفة الغربية، وتحديداً في جنين وطولكرم، وتطويق المدن الأخرى بحواجز تزداد يومياً. 

جحيم 

ويقول المصرفي الفلسطيني لوكالة "أسوشيتيد برس" خلال وقوفه على حاجز عطارة خارج مدينة رام الله: "يمكنكم السفر إلى باريس بينما نحن نحاول الوصول إلى منازلنا". 
وأضاف، "أياً كان هذا، فقد خططوا له جيداً. إنه مصمم جيداً لتحويل حياتنا إلى جحيم". 

More Israeli checkpoints are slicing up the West Bank. “Whatever this is, they’ve planned it well,” he said. “It’s well designed to make our life hell.” https://t.co/6vgUyna9Tv

— Maryam Aldossari (@maryam_dh) February 11, 2025

ومع سريان الهدنة بين إسرائيل وحماس في 19 يناير (كانون الثاني)، تعقد الوضع أكثر في الضغة الغربية حين قام مستوطنون إسرائيليون متطرفون بشن هجمات على مدنها، وإحراق سيارات ومنازل الفلسطينيين.
وبعد يومين من بدء الهدنة، هاجمت القوات الإسرائيلية بطائرات بدون طيار ومروحيات هجومية مدينة جنين في شمال الضفة الغربية. 
وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير لها، إن المزيد من نقاط التفتيش بدأت في الظهور بين المدن الفلسطينية، مما أدى إلى تقطيع الضفة الغربية المحتلة وخلق نقاط اختناق يمكن للجيش الإسرائيلي إغلاقها متى شاء. 

وأضافت الوكالة، أن المعابر التي كانت مفتوحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بدأت بالإغلاق خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، مما أدى إلى تغيير حياة مئات الآلاف من الناس في الضفة الغربية.

حواجز أكثر 

ورصد التقرير تضاعف أعداد الحواجز الجديدة، بما فيها التلال الترابية، والبوابات الحديدية المنصوبة على مدخل كل قرية ومدينة في الضفة، مما دفع السيارات الفلسطينية إلى الخروج من الطرق المعبدة إلى مسارات وعرة عبر الحقول المفتوحة، ليتحول ما كان في السابق مجرد نظرة من جندي وإيماءة بالرأس للتحرك إلى عمليات تفتيش مقعدة أشبه بالحدود بين الدول. 

ادعاءات كاذبة 

وتدعي إسرائيل، أن "هذه الإجراءات تهدف إلى منع حماس من فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية"، ولكن العديد من الخبراء يشتبهون في أن هذه الإجراءات الصارمة لها علاقة أكبر بتهدئة زعماء المستوطنين مثل بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الحليف المهم لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي هدد بإسقاط الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب في غزة.
وقالت تهاني مصطفى، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، "أصبحت إسرائيل الآن حرة في ملاحقة ما كانت تريده في الضفة الغربية لفترة طويلة: التوسع الاستيطاني، والضم". وأضافت: "كان هذا يُعَد مقايضة محتملة".

حياة مضطربة

وخلقت الحواجز الكثيرة مشاكل أخرى غير تلك المرتبطة بالتنقل، فهي ألقت بثقلها على الأوضاع الاجتماعية، وتسببت بتشتيت الأسر الفلسطينية، وتكبيد الناس والاقتصاد خسائرة مالية طائلة، وتعطيل حركة التجارة، وإبعاد المرضى عن الأطباء والمستشفيات. 

ويقول أحمد جبريل، إن منصبه كمدير لخدمات الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني لا يحميه.
وأضاف، "نحن نعامل مثل أي سيارة خاصة أخرى"، مؤكداً أن الجنود الإسرائيليين أجبروا عشارات سيارات الإسعاف على الانتظار للتفتيش بينما كانت تستجيب لمكالمات الطوارئ.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة الإنسانية، أنه حتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان لدى إسرائيل 793 نقطة تفتيش وحاجز طرق في الضفة الغربية، أي أكثر بنحو 228 نقطة تفتيش وحاجزاً عن الفترة التي سبقت الحرب في غزة. 

الأسوأ من ذلك كله بالنسبة لنضال المغربي، (34 عاماً)، أن الالتفاف للخلف بعكس طابور السائقين المحبطين الذين ينتظرون المرور من نقطة تفتيش جبع، التي تفصل حيه في القدس الشرقية عن بقية المدينة كان مخاطرة كبيرة كلفته خسارة يوم عمل كامل.
وسأل نضال وهو يتوقف قليلاً للحفاظ على رباطة جأشه، "ماذا يفترض أن أقول لزوجتي؟ هذه وظيفتي هي التي أطعم منها أطفالي".
والأمر ذاته بالنسبة الشاحنات الفلسطينية المحملة بالأغذية القابلة للتلف ومواد البناء، فهي لا تُستثنى من الفحص والتدقيق الإسرائيلي، وغالباً ما يطلب الجنود من سائقي الشاحنات التوقف وتفريغ حمولتهم للتفتيش، وقد تتعفن الفاكهة، وتتلف المنسوجات والإلكترونيات بينما السائقون ينتظرون أوامر الانصراف.
قال وزير الاقتصاد الفلسطيني محمد العمور، إن التأخيرات ترفع الأسعار، مما يزيد من خنق الاقتصاد الفلسطيني الذي انكمش بنسبة 28٪ العام الماضي نتيجة للسياسات العقابية الإسرائيلية التي فرضت بعد هجوم حماس. لقد أدى الحظر الإسرائيلي المفروض على أغلب العمال الفلسطينيين إلى ترك 30% من القوى العاملة في الضفة الغربية بلا عمل.
وقال العمور: "إن هذه الحواجز تفعل كل شيء باستثناء غرضها المعلن المتمثل في توفير الأمن". وأضاف، "إنها تضغط على الشعب الفلسطيني والاقتصاد الفلسطيني. وتجعل الناس يرغبون في مغادرة بلادهم".

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تنفذ جريمة التهجير القسري بحق 30 ألف فلسطيني في الضفة 
  • ترامب يتعهد بتهجير سكان غزة ويؤيد ضم الضفة الغربية لإسرائيل
  • أونروا: الاحتلال هجَّر 40 ألفا من سكان شمال الضفة الغربية
  • جحيم الحواجز الإسرائيلية يطوق حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يوسع سياسة التهجير القسري في الضفة الغربية
  • «أونروا»: التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية بالضفة يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق
  • "أونروا": التهجير الإسرائيلي للاجئي الضفة الغربية يشرد 40 ألف فلسطيني
  • أكثر من 40 ألف نازح بسبب عمليات الاحتلال العسكرية في الضفة الغربية
  • 49 شهيدا في الضفة الغربية منذ بدء العملية العسكرية الصهيونية