لماذا تعجز الرسوم الجمركية عن إعادة أمريكا إلى الأحادية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
بعد عقود من محاولة الحفاظ على تفوقها العالمي، تجد الولايات المتحدة نفسها تواجه واقعًا جديدًا، حيث لم تعد الهيمنة الأحادية ممكنة، مهما بلغت إجراءات الحماية التجارية التي تتبعها.
أسطورة "خسارة الصين" تعيد إنتاج نفسها
وعلى غرار الجدل الذي ساد في أعقاب "خسارة" الصين للشيوعية، تتبنى واشنطن اليوم خطاباً مشابهاً حول "تمكين" الصين والهند ودول أخرى، إذ يروج الجمهوريون وبعض الديمقراطيين لفكرة أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة فتحت اقتصادها بسذاجة أمام التجارة، بينما امتنعت الدول الأخرى عن فعل الشيء نفسه، ما أدى إلى التراجع النسبي لأمريكا.
وهذه السردية تدعم النزعة الحمائية المتزايدة في واشنطن، حسبما يوضح الكاتب جنان غانيش في مقال لفايننشال تايمز.
Tariffs won’t bring back America’s unipolar moment via @FT
https://t.co/VqWyP6qVS7
خلافاً للاعتقاد السائد، لم تتسرع الولايات المتحدة في فتح أسواقها للصين، بل واجهت بكين مقاومة شديدة قبل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، بعد 6 سنوات من الرفض الأمريكي، وبشروط صارمة.
وبالتالي، فإن تصوير انضمام الصين وكأنه خطأ فادح يتجاهل الحقائق التاريخية.
هل كان بإمكان واشنطن منع صعود الصين؟وحتى لو حاولت الولايات المتحدة الحد من الصعود الاقتصادي للصين والدول الأخرى عبر تقليص التجارة معها، فإن ذلك لم يكن ليحدث دون تكلفة. فالواردات الرخيصة من آسيا ساهمت في كبح التضخم خلال التسعينيات وبداية الألفية، وساعدت على ازدهار شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. وبالتالي، فإن أي محاولة لتخيل سيناريو بديل يجب أن تأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية على الاقتصاد الأمريكي نفسه.
سياسة ترامب الجمركية.. مكاسب سريعة ومخاطر طويلة الأمد - موقع 24لفت محمد العريان، رئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر التعريفات الجمركية "أجمل" كلمة في قاموسه، ويستخدمها لتحقيق أهداف متعددة. غير أن خبراء الاقتصاد حذروا من مخاطر اعتماد أداة واحدة لتحقيق نتائج مختلفة، ما قد يوقع الولايات المتحدة في فخ اقتصادي ... البديل مستحيلوحتى لو مارست الصين سياسات تجارية غير عادلة، فهل كان الغرب قادراً على عزلها؟ منع ثاني أكبر اقتصاد عالمي، يمثل خُمس سكان الأرض، من الاندماج في النظام الاقتصادي العالمي كان ليقوض شرعية المؤسسات الدولية ويهز استقرار النظام العالمي الذي قادته الولايات المتحدة نفسها.
تفوق أمريكا.. مرحلة مؤقتةوالحقيقة القاتمة، والمريحة في آن، هي أن تفوق أمريكا لم يكن ليبقى بلا منازع، إذ كان جزء من هذا التفوق قائماً على خيارات اقتصادية سيئة اتخذتها الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
وبمجرد أن صححت هذه الدول مسارها، برزت قوى جديدة، ما أدى إلى إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي.
استراتيجيات الصين لمواجهة الرسوم الأمريكية.. هل تنجح؟ - موقع 24يقول المصنعون الصينيون إنهم سيعززون جهودهم لنقل الإنتاج إلى دول أخرى للتحايل على الرسوم الجمركية الأمريكية، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هجوم تجاري جديد ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.وقد يكون للحواجز التجارية بعض الفوائد، مثل الضغط على الدول الأخرى لتقديم تنازلات أو حماية الصناعات الاستراتيجية، لكن الاعتقاد بأن الحمائية يمكن أن تعيد أمريكا إلى موقعها المهيمن يتجاهل الحقائق الجيوسياسية والاقتصادية.
التاريخ يعيد نفسه؟كما أدى هاجس "خسارة الصين" في الماضي إلى ظهور المكارثية وحرب فيتنام، فإن نزعة إلقاء اللوم على التجارة اليوم قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. فبدلاً من الاعتراف بأن الدول الأخرى تمتلك إرادة مستقلة وقدرة على المنافسة، يروج البعض لفكرة أن انحدار أمريكا هو نتيجة قرارات خاطئة اتخذت في واشنطن.
الصين تسعى إلى دور صانع سلام في أوكرانيا - موقع 24في وقت يشير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعدادهما لبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تسعى الصين إلى لعب دور.واختتم الكاتب مقاله بتحذير من أن عصراً جديداً من اللوم غير المبرر قد يكون في الأفق، مع الأمل بأن تقتصر تبعاته على تعريفات جمركية باهظة، وليس كوارث سياسية جديدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصين الولايات المتحدة الاقتصادي الولايات المتحدة الاقتصاد الصين ترامب الولایات المتحدة الدول الأخرى
إقرأ أيضاً:
اليابان تطلب الإعفاء من الرسوم الجمركية الأميركية
طوكيو (د ب أ)
قال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية، إن بلاده طلبت اليوم الأربعاء، أن يتم إعفاء منتجاتها من الصلب والألمنيوم من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تبلغ نسبتها 25%. وأفادت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية، اليوم الأربعاء، بأن ذلك يأتي بعد أن تعهد ترامب في وقت سابق، بأن تدخل العقوبات حيز التنفيذ الشهر المقبل.
وذكر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، أن الحكومة طلبت رسمياً أن يتم إعفاؤها من خلال السفارة اليابانية في الولايات المتحدة.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، في البرلمان، وكان قد التقى بترامب الأسبوع الماضي،: «سنتخذ الإجراءات اللازمة، والتي تشمل الضغط على الولايات المتحدة من أجل الحصول على إعفاء، إلى جانب مراقبة أي تأثير محتمل على الاقتصاد الياباني عن كثب».