استماتة إخوانية لتعطيل شركة اتصالات جديدة منفصلة عن الحوثي
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أثار قرار الحكومة اليمنية بالموافقة على إنشاء شركة اتصالات جديدة حفيظة تنظيم الإخوان الجناح المحلي "حزب الإصلاح" الذي سارع إلى الإعلان عن رفضه لهذه الشركة التي تخدم المناطق المحررة وتنهي الهيمنة الحوثية على قطاع الاتصالات في اليمن.
نحو 21 نائباً برلمانيا معظمهم من حزب الإصلاح أو الموالين لهم، سارعوا بعد ساعات فقط من إعلان هذا القرار إلى التعبير عن رفضهم وتوجيه خطاب اعتراض لرئيس الوزراء على إنشاء شركة اتصالات مشتركة بين الجانب الحكومي وشركة الاتصالات "NX" العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحجج البرلمانيون في خطابهم بأن سبب رفضهم للقرار الحكومي هو عدم انتهاء اللجنة البرلمانية التي تم تشكيلها لتقصي الحقائق عدد من الملفات من بينها قطاع الاتصالات. مطالبين رئيس الحكومة انتظار صدور تقرير اللجنة التي سترفعه في وقت لم يحدده الخطاب إلى هيئة رئاسة مجلس النواب قبل أن يتم مخاطبة المجلس لاحقاً بنتائجه.
الخطاب الموجهة لرئيس الوزراء كشف حقيقة السعي المتعمد لإفشال أي تحركات حكومية جادة لاستعادة قطاع الاتصالات من تحت الإدارة الحوثية التي تجني مليارات الريالات لصالح خزينتها الخاصة. حيث بين الخطاب أن الحكومة اليمنية قدمت للجنة البرلمانية في شهر مايو الماضي توضيحات حول قطاع الاتصالات وأهمية إنشاء شركة جديدة في المناطق المحررة بعيداً عن السيطرة الحوثية إلا أن اللجنة البرلمانية ظلت تماطل وتتجاهل مناقشة الرد الحكومي وإبداء الرأي فيه.
>> الحكومة توافق على مشروع اتفاقية إنشاء شركة اتصالات يمنية - إماراتية مشتركة
وكانت وزارة الاتصالات اليمنية كذبت المزاعم التي يروج لها الإخوان بشأن إنشاء الشركة الجديدة هو عملية بيع لشركة "عدن نت"، موضحة أن هذه الادعاءات والافتراءات غير صحيحة وأن المشروع هو شراكة واستثمار بين الحكومة وإحدى الشركات الرائدة في مجال الاتصالات، والهدف منها تطوير وتوسعة مشروع "عدن نت" وفقاً للقوانين النافذة حالياً.
وترافق الخطاب مع حملة مسعورة أطلقتها وسائل إعلام إخوانية وعدد من نشطائهم في محاولة منها لوقف المشروع الذي يمثل بارقة أمل لإنهاء الهيمنة الحوثية على قطاع الاتصالات في اليمن.
عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي استغربوا الهجمات المسعورة على الحكومة بعد خطوتها الكبيرة في انهاء هيمنة الميليشيات الحوثية على قطاع الاتصالات في اليمن، موضحين أن الإخوان يؤكدون حرصهم على استمرار تدفق إيرادات الاتصالات إلى الحوثي شهريا مقابل عدم دخول شركة اتصالات لها علاقة بالإمارات فقط.
قال الإعلامي الحضرمي محمد باجبير: "قبل سنوات قام الحوثيون بمساعدة العمانيين بالاستحواذ على شركة اتصالات "MTN" تحت اسم الشركة اليمنية العمانية للاتصالات، ولم نسمع عويل الإخوان أو حتى البرلمانيين الذين صمتوا وواصلوا هم ونشطاؤهم استخدام شرائح الشركة الجديدة بفرح ودون أن تحرك أو بيان".
وأضاف: هناك أكثر من 15 مليون مشترك في شركات الاتصالات السلكية واللا سلكية منهم، 11 مليون مشترك في شركة يمن موبايل- أكبر شركة نقال في اليمن خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي- ويدفع هؤلاء المشتركون نحو مليار ونصف المليار شهرياً، ناهيك عن رسوم الخدمات والضرائب التي تزيد عن 20 ضعفا.
ووجه الناشط هاني العواني تساؤلا إلى أعضاء البرلمان الذين أعلنوا رفضهم للقرار الحكومي: "أين مجلس نوابكم لم يحرك ساكناً عندما دخلت الشركة العمانية إلى صنعاء ومحافظات اليمن بشراكة مع الحوثي في الاتصالات؟. مضيفا: "لكننا نعلم بأن معارضتكم لبناء اي مؤسسة بالجنوب هي من ضمن حربكم الاقتصادية على شعب الجنوب"، وقال: "بهكذا تثبتوا لمن لا يزال يصدقكم بأنكم حوثة أكثر من الحوثي، خسئتم ايها الخونة".
وخاطب الناشط أحمد بن محفوظ البرلمانيين ونشطاء الإخوان الذين يروجون أن إنشاء شركة اتصالات مستقلة عن الحوثي خيانة عظمى للبلد: "يعني وجود اتصالات تحت اشراف الحوثي أليس خيانة؛ تجسس ايران على اليمنيين من خلال الحوثي أليس خيانة؛ لماذا تضحكون على الشعب اليمني وتستغفلونه".
وأضاف: "شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم نشأت من خلال تعاون دولي؛ لماذا شيطنة الامارات؟ اليمن حتى يلحق بالامارات حضاريًا يحتاج الى عدة قرون؛ فلماذا تحتفلون بجهلكم؟
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: إنشاء شرکة اتصالات قطاع الاتصالات الاتصالات فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
صحيفة سعودية تتوقع تعقيدات المشهد في اليمن في زمن ترامب واغتيال كبار قادة الحوثي
توقعت صحيفة سعودية بتعقيدات المشهد في اليمن في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامبـ واغتيال كبار قادة جماعة الحوثي على غرار ما حصل في حزب الله اللبناني اثر الضربات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها إن إدارة جو بايدن الحالية واجهت انتقادات كبيرة داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية؛ بسبب تعاطيها غير الحاسم مع الملف اليمني، خصوصاً بعد إقدام الجماعة الحوثية على تحويل البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة باليمن إلى ساحة صراع، مُعرِّضةً طرقَ الملاحةِ، والتجارةَ الدوليَّتين للخطر، ومتسببةً بخسائر كبيرة للاقتصاد العالمي.
وتوقع التقرير أن تكون سياسة ترمب مغايرة، لسلفه بايدن، في الوقت الذي يترقَّب اليمنيون عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وما ستؤول إليه السياسات الأميركية في ولايته المقبلة تجاه اليمن، وكيفية التعاطي مع أزمته وحربه المستمرتَّين منذ عقد من الزمن، ضمن تغيرات تلك السياسات نحو قضايا وأزمات الشرق الأوسط، بأمل حدوث تطورات تؤدي إلى تلافي أخطاء الإدارات السابقة.
وذكّر أن بايدن أعلن في مشروعه الانتخابي، ولاحقاً بعد توليه الرئاسة، أن إنهاء الحرب في اليمن إحدى أهم أولويات السياسات الأميركية في عهده، وعيّن مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، هو السياسي تيموثي ليندركينغ، إلا أن العام الأول من ولايته شهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الجماعة الحوثية التي حاولت الاستيلاء على مدينة مأرب، أهم معاقل الحكومة الشرعية شمال البلاد.
تشير الصحيفة إلى أن الأوساط السياسية الأميركية تذهب إلى أن إدارة ترمب ستتخذ موقفاً أكثر حزماً ضد الجماعة الحوثية من سلفه بايدن، ضمن سياسة الضغط على إيران لأقصى حد، مع احتمالية استهداف قادة حوثيين من المستويات العليا.
وقالت "نظراً لكون ترمب غير مستعد لخوض حروب على حساب دخل المواطن الأميركي، وفق رؤيته الدائمة؛ ويتخذ من الإجراءات الاقتصادية والعقوبات سلاحاً أكثر فاعلية في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، فمن المنتظر أن تتضاعف هذه النوعية من العقوبات، ما سيدفع إلى تعقيد الواقع السياسي، وربما العسكري أيضاً، إذ سيؤدي ذلك إلى رفض الجماعة الحوثية تقديم أي تنازلات، إلا أنه، في المقابل سيضعفها عسكرياً".
تمضي الصحيفة السعودية بالقول "على نهج سلفه بايدن، يدّعي ترمب أنه سينهي الحروب، وإن كانت أدواته تختلف كثيراً عن أدوات الرئيس الحالي الذي فشل في تنفيذ وعوده، غير أن ما سيواجه عهده الجديد ينذر بتعقيدات كثيرة، وفي اليمن قد تكون هذه التعقيدات أكثر مما يتوقع هو أو غيره".
وأوضحت أن ترمب يميل إلى المبالغة، وربما الادعاء، في رفع مستوى التهديدات التي تحيط ببلده ومصالحها، ومن بين تلك التهديدات، الممارسات الحوثية في البحر الأحمر. وعلى الرغم من عدم نزوعه إلى خوض الحروب والتصعيد العسكري؛ فإنه قد يركز أهداف ضربات الجيش الأميركي على القيادات الحوثية العليا فقط.