سودانايل:
2024-10-04@21:31:15 GMT

معجزة جامعة الخرطوم!!

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

manazzeer@yahoo.com

* لا أبالغ إذا وصفتْ ما تفعله جامعة الخرطوم هذه الايام بالمعجزة، حيث استطاعت رغم ظروف الحرب والنزوح واللجوء والمعاناة الكبيرة، المادية والمعنوية والنفسية، من عقد امتحانات التخرج لطلاب كليتي الهندسة والآداب، والامتحانات النهائية لطلاب السنة الأولي (الدفعة القديمة) لطلاب كلية الاقتصاد، بنسبة حضور في الكليات الثلاث تقترب من 100 %، مع حفظ حقوق الذين لم يتمكنوا من الجلوس للإمتحانات، وهى بالتأكيد قصة نجاح لا بد أن تُكتب وتُوثق للتاريخ في حق الذين صنعوا هذه المعجزة من منسوبي الجامعة بدءا بالمدير البروفيسور (عماد الدين عرديب) وحتى قاعدة الهرم الجامعي الذهبي، بالاضافة الى الذين قدموا يد العون والمساعدة في الجامعات والمؤسسات الأخرى داخل وخارج السودان.



* دعونا نبدأ بالجهد الذي قامت به أمانة الشؤون العلمية بالجامعة وادارات الكليات المعنية بإجراء بحث استقصائي علمي دقيق لاماكن وجود الطلاب واعدادهم واستعدادهم للجلوس للإمتحانات والامكانيات المتاحة والعقبات المحتملة ..إلخ، كانت نتيجته إيجابية، ومن ثم تم تحديد اربعة مراكز لاقامة الامتحانات، ثلاثة داخل السودان، في جامعة الجزيرة، وجامعة القضارف، وجامعة واداي النيل بعطبرة بالتعاون مع إدارات هذه الجامعات التي قدمت يد العون بكل اريحية وبدون مقابل، ومركز خارج السودان بالعاصمة المصرية (القاهرة) في بيت السودان (بحى السيدة زينب) تحت الاشراف المباشر لادارة الجامعة وسفارة السودان بالقاهرة التي لم تبخل بشئ وهوديدن السودانيين الاصيلين، وقد تكون فرصة جيدة للحديث عن شكاوي وصلتني من السودانيين بالقاهرة عن الضيق الشديد لصالات الخدمة المباشرة للجمهور بالسفارة وقلة عدد الموظفين، الأمر الذي يتسبب في إزدحام شديد، ادى لحدوث بعض حالات الاغماء وسط كبار السن خاصة مع إرتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، واقترح للاخوة بالسفارة إقامة صيوانات وزيادة عدد الموظفين والاجهزة لتقديم الخدمات لاكبر عدد من المواطنين في ظروف افضل واريح.

* بعد أن اعدت الجامعة كل شئ وتأكدت من ارتفاع نسبة نجاح التجربة، اعلنت قبل وقت كاف بكل الوسائل المتاحة عن قيام الامتحانات التي بدأت في الثالث عشر من أغسطس (2023) وكانت المفاجأة جلوس 495 طالب وطالبة في المراكز الاربع من جملة 525 هم اجمالي عدد الطلاب، أى بنسبة 95 % تقريبا، وهى نسبة كبيرة لا تتحقق حتى في الظروف العادية، وربما كان السبب روح التحدي للظروف الصعبة والشوق الكبير للطلاب لاستكمال الدراسة والتخرج بعد فترة تأخر طالت، وهو ما يدعوني لمخاطبة القائمين على الامر في البلاد (الحكومة المكلفة) ووزارة التعليم العالي ممثلة في شخص الصديق القديم و(الدفعة) بروفيسور محمد حسن دهب للنظر في إمكانية إستئناف الدراسة بأسرع ما يتيسر حسب الظروف والإمكانيات.

* مرت ايام الامتحانات بسلاسة ونظام فائقين، بجهد كبير من كل القائمين عليها، تطوعا بدون أجر، ولقد وصلت امتحانات كليتي الهندسة والاقتصاد الى نهايتها أمس (20 أغسطس) ومن المتوقع ان تكتمل امتحانات كلية الآداب في السادس والعشرين من الشهر (حسب الجدول الذي أجازه مجلس عمداء الجامعة في إجتماع إسفيري)، وسيجري تصحيح الاوراق إلكترونيا بعد تصويرها وإرسالها لأساتذة المواد، ومن ثم اعتمادها بواسطة لجان أكاديمية مصغرة لمجالس الكليات واعلانها، تمهيدا لاصدار شهادات التخرج إلكترونيا (وربما ورقيا إذا تيسرت الظروف)، وهى مناسبة اتحدث فيها عن ضرورة تطوير وتحديث العملية الاكاديمية بمجملها و(رقمنتها) بمافي ذلك التدريس والتصحيح والمناهج والتواصل بين الأساتذة والطلاب عبر سيرفرات (خوادم) خاصة بكل جامعة، يتمكن كل أستاذ وطالب من الدخول إليها بكلمة مرور خاصة بكل واحد (باس ويرد) وهى الطريقة التي تستخدمها معظم الجامعات في العالم، ولا يعني ذلك الاستغناء عن الطريقة التقليدية التي تمثل ركنا أساسيا للتدريس والعمل الأكاديمي.

* ما قامت به جامعة الخرطوم معجزة حقيقية في ظروف الحرب القاسية، ولا غرو في ذلك فهي الجميلة ومستحيلة، كما انه خبر مفرح تسرب إلينا وسط الاحزان والدموع والدمار وآلام الحرب العبثية التي نعيشها كل يوم من اجل سلطة زائلة ومجد زائف .. شكرا جامعة الخرطوم، وشكرا لكل من أسهم في هذا الانجاز الكبير.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جامعة الخرطوم

إقرأ أيضاً:

إيقاف الحرب أولى من إعمار الخرطوم!!!

نشرت مقال بتاريخ 2024/07/01م بعنوان " حكومة ظل مدنية لإنهاء الحرب وإعادة تعمير السودان "؛ ثم اعقبته بمقال بتاريخ 2024/08/01م بعنوان "إعادة أعمار السودان"؛ لإفاجأ بالأخبار التي تتحدث عن ورشة لإعادة إعمار الخرطوم، عقدت في 2024/09/17م ، برعاية رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان- للعلم لا يوجد مجلس السيادة- وفقا للخبر"أعلن عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر صحفي، (25 تشرين الاول 2021)، عن حل مجلس السيادة الانتقالي "-، ودهشت لما جاء في الأخبار "البرھان يدعو لاجتماع لجنة اعادة اعمار الخرطوم"!!!
مصدر دھشتي ھو ما جاء في تلك الاخبار، فالدعوة للاجتماع تأتي من جھة "تظن" واغلب الظن اثم ، إنھا حكومة نازحة او فلنقل حكومة منفى ھربت من الخرطوم بحثا عن مكان أمن في السودان وسھل الھروب منھ لخارج السودان إذا ما ساءت الأحوال، فوقع الاختيار على مدينة بورت سودان!!!.هذه المدينة التي لم يستطع النظام المباد خلال 30 عاما من الحكم المستبد ان يوصل لھا ماء عذب للشرب!!!

ولعل اول سؤال يطرأ على البال ، ھل انتھت الحرب ؟ اوليس التفكير في كيفية إيقاف الحرب وإنقاذ الارواح أولى من التفكير في اعادة اعمار الخرطوم؟ وإذا افترضنا ان تلك الحكومة النازحة قد وثقت من انتھاء الحرب، فلماذا لا يكون الاجتماع في الخرطوم اي على عين المكان وذلك لتقدير الاحتياجات الحقيقية للمدينة!!!

ثم فوجئت بأن ما سمي بورشة إعمار الخرطوم أقيمت بقاعة "جھاز المخابرات العامة" بمدينة بورت سودان!!! ھل يعني ذلك ان كل المقار الحكومية الاخرى بولاية البحر الاحمر لا تصلح لتلك الورشة ، بينما تصلح لھا قاعة جھاز المخابرات العامة!!! اما انه قصد بذلك الإشارة الى ان من يحكم او يتحكم في البلد ھو "جھاز المخابرات العامة" !!!
كذلك جاء في خبر عن الورشة أنھ « جرت إجراءات أمنية مشددة عند مدخل القاعة وتفتيش شخصي دقيق بمعدات الكترونية حديثة ومنع دخول الھواتف النقالة"، كما نقلت الاخبار انھ قد عرض فيلم وثائقي عن الدمار الذي اصاب الخرطوم، وأن والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة "كان ھادئا ومتماسكا" في حين "دخلت مجموعة من الصحافيات في موجة من البكاء"!!!
وبرر الوالي إنعقاد الورشة بأن" ...التخطيط وجمع المعلومات عملية شاقة تحتاج الى وقت طويل ...ولأهمية...التخطيط لرؤية استراتيجية ما دامت الخرطوم لا تزال عاصمة البلاد الا إذا راي الناس خلاف ذلك)!!! اعتقد لا ضرورة للتعليق على حديث الوالي!!!
ولكن الوالي بتصريحه ذلك يثبت انه قرأ ما كتب له دون أن يفھمه، عندما صرح (إن إعادة الاعمار لا تعني فقط تعمير المباني إنما تشمل إعادة اللحمة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي)!!! والا لفھم أن العمل على إيقاف الحرب ھو أولي من مجرد التفكير في إعادة التعمير، ناهيك عن عقد ورشة لإعادة أعمار الخرطوم.
إن إيقاف الحرب هو في حد ذاته محافظة على ما تبقي من النسيج الاجتماعي، خاصة وأن هذه الحرب تضعف بل تهد كل يوم في النسيج الاجتماعي السوداني، حتى أن هناك بعض القبائل أو أفخاذ منها أصبحت تصطف خلف قوات الدعم السريع، وهناك أصوات عنصرية وفتنة قبلية بدأت تطفو حتى في شرق السودان وداخل ولاية البحر الاحمر بين الزعماء شيبة ضرار وترك، وهي فتنة قبلية ستتمدد مع تمدد الحرب الى بقية أقاليم السودان لتصبح حرب قبلية وأهلية تحرق ما تبقى من السودان وتؤدي لتفكيكھ الى دويلات ضعيفة متحاربة!!!
ظللت وغيري من كتاب الرأي ومنذ عشرات السنين نرفض ونندد بالحرب في جنوب السودان، وفي دارفور، والنيل الأزرق وجبال النوبة، لقناعتنا بأن الحرب ولا سيما بين أبناء الوطن الواحد هي نذير شر مستطير وشرر متطاير سيحرق الجميع، وأن الحرب لا يمكن ان تكون حلاً في يوم من الأيام!!! بل أننا رائنا في كل بلاد العالم أن الحروب تنتهي بالتفاوض، فلماذا الرفض لكل المبادرات الساعية لإيقاف الحرب مثل مبادرات جدة، والمنامة وجنيف وغيرها!!!
الواقع اليوم يقول، أن هناك ما لا يقل عن عشرات الالاف من القتلى ومثلهم من الجرحي والمصابين، وأن أكثر من نصف الشعب السوداني أي حوالي 20 مليون مواطن أصبحوا لاجئين ونازحين ، وهؤلاء هم من يستحقون التفكير والعمل على مساعدتهم وذلك بالعمل على إيقاف الحرب، قبل التفكير في ورشة لإعادة إعمار مدينة الخرطوم!!!
عودة على عقب، لا أملك الا ان أحيل القارئ الى مقالي المذكورين أعلاھ أي "حكومة مدنية لإعادة التعمير" و "اعادة اعمار السودان".
abdelgadir@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • إيقاف الحرب أولى من إعمار الخرطوم!!!
  • بحضور وفد أمريكي.. افتتاح مركز ذوي الإعاقة في جامعة دمياط
  • مرحبا باليسار علي لسان الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • بيان مهم من الجبهة الديمقراطية-جامعة الخرطوم
  • جامعة المنصورة تتصدر الجامعات في محو الأمية دورة يوليو
  • جامعة المنصورة الأولى على الجامعات المصرية فى المشروع القومى لمحو الأمية
  • لبحث سبل التعاون.. جامعة بنها الأهلية تستقبل وفدا من إحدى الجامعات الدولية
  • جامعة بنها الأهلية تستقبل وفدًا من إحدى الجامعات الدولية
  • رئيس جامعة بنها: نسعى لتكوين شراكات مع الجامعات الدولية لتطوير البحث العلمي
  • لبحث سبل التعاون.. جامعة بنها الأهلية تستقبل وفدا من أحد الجامعات الدولية