في إطار اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الدولية التي تتناول الشأن المصري أو تدخل في نطاق اهتماماته، سلط المركز الضوء على التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة، والذي أشار إلى بلوغ الطلب العالمي على الغاز الطبيعي مستوى قياسيًا جديدًا في عام 2024، موضحاً أن أسواق الغاز بدأت في التعافي تدريجيًا بعد صدمات الإمدادات في 2022 و2023، وعاد النمو في العام الماضي، ويُتوقع استمراره على مدار عام 2025، مدفوعًا بالنمو السريع في الأسواق الآسيوية.

ومع ذلك، لا تزال الأسواق تواجه تحديات بسبب ضعف نمو إنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) وتأثير الأحداث المناخية المتطرفة.

وأشار التقرير إلى أن التوترات الجيوسياسية ساهمت في زيادة تقلبات الأسعار، موضحًا أن توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا منذ 1 يناير 2025، رغم أنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الإمدادات الأوروبية، قد يزيد من الاعتماد على استيراد الغاز الطبيعي المسال، مما يضغط على السوق.

بالإضافة إلى ذلك؛ شهد عام 2024 ارتفاعًا في استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 2.8% (ما يعادل 115 مليار متر مكعب)، وهو أعلى من متوسط معدل النمو السنوي خلال العقد السابق. كما ساهم الغاز الطبيعي بنسبة 40% من الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة في عام 2024، مع تركيز رئيسي على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي استحوذت على نحو 45% من الطلب الإضافي بسبب التوسع الاقتصادي المتواصل. وقاد الاستخدام الصناعي للغاز نمو الطلب، إلى جانب احتياجات الطاقة الذاتية.

كما شهدت قطاعات مختلفة تحولاً كبيرًا من النفط إلى الغاز الطبيعي، مدعومًا بسياسات ولوائح جديدة. ففي منطقة الشرق الأوسط، تزايد الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء عام 2024، بينما شهد قطاع النقل في الصين توسعًا ملحوظًا في استخدام الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال، مما خفض الطلب على الديزل. كذلك، يُتوقع زيادة استخدام الغاز الطبيعي المسال في الشحن البحري بفضل لوائح انبعاثات أكثر صرامة.

وأبرز التقرير تأثير الأحداث المناخية المتطرفة على الطلب على الغاز، فقد أدى الاعتماد المتزايد على الغاز في مواجهة تقلبات مصادر الطاقة المتجددة إلى رفع الطلب في ظروف الطقس القاسية، فعلى سبيل المثال، ارتفع الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى قياسي خلال عاصفة شتوية في يناير 2024، بينما شهدت الهند ارتفاعًا قياسيًا خلال موجات الحر في الصيف. وفي أمريكا الجنوبية، أسهم الجفاف في زيادة الاعتماد على محطات الطاقة العاملة بالغاز. وفي أوروبا، أدى انخفاض إنتاج طاقة الرياح إلى تعزيز دور الغاز في توليد الكهرباء.

ويتوقع التقرير استمرار محدودية الإمدادات خلال عام 2025، حيث نما إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 2.5% فقط في 2024، وهي نسبة أقل بكثير من متوسط النمو بين 2016 و2020. ورغم ذلك، من المتوقع أن يتسارع النمو إلى 5% في 2025 مع بدء تشغيل مشاريع كبرى في أمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا. كما زاد إنتاج الغاز الحيوي عالميًا بنسبة 15% بفضل التوسع في أوروبا وأمريكا الشمالية، مع تعزيز دعم الهيدروجين منخفض الانبعاثات.

وأكد التقرير على أهمية التعاون الدولي لضمان أمن إمدادات الغاز، ودعا إلى إطلاق مبادرات لتحسين شفافية السوق وتعزيز آليات التعاون المتعلقة بالغاز الطبيعي المسال، ما يساعد في مواجهة تحديات السوق والقيود الجيوسياسية.

واتصالاً؛ سلط المركز الضوء أيضاً على تقرير جولدمان ساكس بعنوان "نظرة على سوق النفط: توقعات منتجات النفط المكررة لعام 2025 " حيث أشار التقرير إلى أن سوق النفط المكرّر عالميًا سيظل يواجه تحديات وفرص خلال عام 2025، فقد ساهم الطقس البارد وارتفاع أسعار النقل البحري الناتج عن العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى احتمال فرض رسوم جمركية على النفط الخام الكندي، في زيادة هوامش التكرير في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في المقابل، شهدت مناطق مثل سنغافورة، تدهورًا كبيرًا في هوامش التكرير بسبب ضعف الطلب وتنافسية أسعار الغاز الطبيعي المسال مقارنة بالديزل.

وتشير التوقعات إلى أن هوامش وقود الديزل ستظل أقل من المستويات الحالية، مع وجود مخاطر نزولية نتيجة تراجع المخاوف بشأن الرسوم الجمركية على النفط الخام الكندي، وانخفاض تكاليف النقل البحري مع تحسن الظروف الجيوسياسية. كما أن المنافسة المتزايدة من الغاز الطبيعي المسال في أسواق النقل الثقيل تضيف ضغطًا إضافيًا على الطلب على الديزل، خصوصًا في الأسواق الآسيوية.

وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تحافظ هوامش البنزين على استقرارها عند مستويات مقبولة بسبب الدعم الناتج عن تكاليف الإنتاج والقيود المتوقعة المتعلقة بالأوكتان خلال فصل الصيف، كما تُظهر المزيج البترولي "النفتا" بعض القوة نتيجة الطلب القوي من قطاع البتروكيماويات، والذي يعتبر المستفيد الأكبر من تحسن الظروف الاقتصادية.

وفي حين، أن السياسات الأخيرة للإدارة الأمريكية، التي تتضمن تقليص الحوافز للمركبات الكهربائية وإعادة النظر في معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود، تعزز الطلب على المنتجات النفطية المكررة. أفاد التقرير أنه من المتوقع أن يستمر استخدام المصافي عند مستويات مرتفعة تاريخيًا خلال السنوات الثلاث القادمة، مع استمرار الضيق في السوق حتى بداية الثلاثينيات من القرن الحالي، ما يدعم هوامش أرباح التكرير فوق متوسطاتها التاريخية قبل جائحة "كوفيد-19".

وفي هذا السياق؛ أفاد التقرير أن قطاع التكرير في أسواق آسيا يعاني من ضعف ملحوظ، خاصة في الصين، حيث أدى التحول نحو الغاز الطبيعي المسال كبديل أكثر كفاءة للديزل في قطاع النقل إلى تراجع الطلب. ومع ذلك، يُتوقع أن يؤدي هذا الضعف إلى زيادة واردات المنتجات المكررة إلى الأسواق الغربية، ما يساهم في تحقيق التوازن التدريجي بين العرض والطلب.

أما بالنسبة لأسواق الوقود ذات الكبريت العالي والمنخفض جدًا، فمن المتوقع أن تظل تحت الضغط خلال عام 2025 نتيجة المخاوف المستمرة بشأن الإمدادات الروسية وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مع ذلك، يتوقع حدوث تحسن تدريجي في عام 2026 مع تراجع أسعار النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى استقرار الأسواق العالمية.  

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وفقاً للتقرير، إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمعدل معتدل يبلغ 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مع تباطؤ تدريجي يصل إلى 0.85 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، وذلك نتيجة لتأثير اعتماد المركبات الكهربائية بشكل متزايد. وعلى صعيد السعة التكريرية، من المتوقع أن يظل معدل النمو منخفضًا بسبب تأخر المشاريع الجديدة والإغلاقات المستمرة للمصافي غير الفعالة، ما يدعم الضيق المستمر في السوق.

وفي ظل الظروف الحالية، أكد التقرير أنه من المتوقع أن تبقى الأسواق عرضة لتقلبات كبيرة نتيجة التحديات الجيوسياسية وتغير السياسات الحكومية. ومع ذلك، فإن التوجهات الإيجابية المرتبطة بالطلب على المدى الطويل قد تساهم في تحسين هوامش التكرير وتوفير فرص للنمو في المستقبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لأسواق الغاز الغاز الطبیعی المسال التقریر أن الطلب على على الغاز مع ذلک فی عام عام 2024 إلى أن عام 2025

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار النفط بسبب الإعفاءات الجمركية وانتعاش واردات الصين من الخام

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1%، الاثنين، بعد قرارات أميركية بإعفاءات جمركية على بعض السلع، وبيانات صينية أظهرت انتعاشاً حاداً في واردات النفط الخام خلال مارس. لكن المكاسب ظلت محدودة بسبب مخاوف من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تضعف النمو الاقتصادي العالمي وتقلل الطلب على الوقود.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 83 سنتاً، أو بنسبة 1.3%، لتصل إلى 65.59 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 81 سنتاً، أو 1.3%، إلى 62.31 دولاراً.

قال هاري تشيلينغيريان، رئيس الأبحاث العالمي في مجموعة « أونيكس كابيتال »: « أخبار الإعفاءات الجمركية ساعدت في تعزيز المعنويات في الأسواق »، مضيفاً: « لكن لا يزال هناك قدر كبير من الهشاشة؛ إذ تظل المخاطر السياسية المرتبطة بهذا النهج المتقلب في التجارة تضغط على الأسواق. »

في وقت متأخر من يوم الجمعة، منحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعفاءات من الرسوم الجمركية المرتفعة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض السلع الإلكترونية الأخرى المستوردة إلى حد كبير من الصين، في خطوة تُعد الأحدث في سلسلة من القرارات التي تفرض رسوماً ثم تتراجع عنها، ما يثير حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين والشركات.

وقال ترامب يوم الأحد إنه سيُعلن عن نسبة الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة خلال الأسبوع المقبل.

أظهرت بيانات يوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام في مارس انتعشت بشكل حاد مقارنة بالشهرين السابقين، وارتفعت بنحو 5% مقارنة بالعام الماضي، مدعومةً بزيادة في النفط الإيراني وتعافي الإمدادات الروسية.

مع ذلك، فقد خاما برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر، وخفّض المحللون توقعاتهم لأسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

في تقرير شهري صدر يوم الاثنين، قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في 2025، أي أقل بـ150 ألف برميل يومياً من توقعاتها الشهر الماضي، مشيرةً إلى الرسوم التجارية كأحد الأسباب.

وتتوقع « غولدمان ساكس » أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولاراً، وخام غرب تكساس 59 دولاراً خلال ما تبقى من عام 2025، على أن ينخفض إلى 58 و55 دولاراً على التوالي في عام 2026.

وأضاف محللون بقيادة دان سترويڤن في مذكرة: « نتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في الربع الرابع من عام 2025 بمقدار 300 ألف برميل فقط مقارنة بالعام السابق »، مشيرين إلى أن التباطؤ في الطلب سيكون أكثر وضوحاً في المواد الخام البتروكيميائية.

وأشارت شركة « BMI »، التابعة لـ »فيتش سوليوشنز »، إلى أن فرق سعر خام برنت بين ديسمبر 2025 وديسمبر 2026 قد دخل في حالة « كونتانغو »، وهو ما يعني أن الأسعار الآنية أقل من أسعار العقود الآجلة، مما يدل على عدم وجود نقص في المعروض.

وفي سياق قد يدعم أسعار النفط، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيراني كجزء من خطة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.

وأشار مسؤولون إلى أن البلدين أجريا محادثات « إيجابية » و »بناءة » في سلطنة عمان يوم السبت، واتفقا على الاجتماع مجدداً الأسبوع المقبل.

 

عن (رويترز)

 

 

 

 

كلمات دلالية المغرب طاقة

مقالات مشابهة

  • وكالة الطاقة الدولية: تصاعد التوترات التجارية أثر سلبا على التوقعات الاقتصادية والنفط
  • "أوبك" تخفض توقعاتها لزيادة الطلب على النفط في 2025 جراء رسوم ترامب الجمركية
  • ارتفاع أسعار النفط بسبب الإعفاءات الجمركية وانتعاش واردات الصين من الخام
  • أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025
  • النفط يواصل خسائره مع ترقب تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على توقعات النمو
  • بين برميل النفط وأونصة الذهب… الأسواق تترقب الحرب التجارية بين ترامب وبكين!
  • موقع غازي متخصص:استهلاك العراق من الغاز الطبيعي بلغ أكثر من 19 مليار م3 خلال العام الحالي
  • استهلاك العراق للغاز الطبيعي يتجاوز 19 مليار متر مكعب
  • فيديو.. معلومات الوزراء يرصد تقنيات تصنيع الصواريخ والقنابل في مصر
  • «معلومات الوزراء» يرصد تطور وتقدم الصناعات الدفاعية في مصر